المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب صلاة الاستسقاء - مجموعة الحديث على أبواب الفقه - ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب - جـ ٢

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌باب صلاة الاستسقاء

‌بابُ صلاةِ الاستسْقاءْ

1665-

عن ابن عباس قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء 1 مبتذلاً متواضعاً، متخشعاً 2 متواضعاً، حتى أتى المصلى. فلم يخطب خطبتكم 3 هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير. وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد". صححه الترمذي 4.

1 أول الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: أرسلني الوليد بن عقبة، وهو أمير المدينة، إلى ابن عباس أسأله عن استسقاء رسول الله ?؟ فأتيته فقال

كذا عند الترمذي، وعند أبي داود والنسائي وابن ماجة: عن صلاة رسول الله ? في الاستسقاء.

2 هذه اللفظة (متخشعاً)، ليست عند الثلاثة: أبي داود والترمذي والنسائي، إنما هي عند أحمد وابن ماجة، وبدون هذا الترتيب.

3 في المخطوطة: (بخطبتكم) .

4 سنن الترمذي (2/445) ، وصححه. وأخرجه أيضاً أبو داود بنحوه (1/302) ، والنسائي (3/156، 157) بلفظه، وابن ماجة (1/403) بنحوه، وأحمد في المسند (1/269، 355) .

ص: 202

1666-

ولهما 1 عن عبد الله بن زيد قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج يستسقي، [قال:] فحول إلى الناس ظهره، 2 واستقبل القبلة يدعو. ثم حول رداءه. ثم صلى 3 [لنا] ركعتين، جهر فيهما بالقراءة"4.

1667-

ولمسلم: 5 "وحوّل 6 رداءه حين استقبل القبلة".

1 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/514) واللفظ له. ورواه بأرقام (1005، 1011، 1012، 1023، 1028، 6343)، وصحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (2/611) ، والحديث رواه أبو داود (1/301، 302) ، والترمذي (2/442) ، والنسائي (3/155) ، في مواطن من كتاب الاستسقاء، وابن ماجة (1/403) ، وأحمد (4/38، 39، 40، 41) ، والدارمي (1/299) ، ومالك (1/190) .

2 في المخطوطة، تقديم وتأخير:(فحول ظهره إلى الناس) .

3 في المخطوطة: (وصلى رسول الله) .

4 في المخطوطة: (يوم) ، ولم أجدها في هذه الرواية. والله أعلم.

5 صحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (2/611) ، ورواه أحمد بلفظه (4/41) .

6 في المخطوطة: (فحوّل) بالفاء، ولم أجده فيهما.

ص: 203

1668-

ولهما 1 عن أنس [قال] : "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء؛ وإنه يرفع حتى يُرى 2 بياض إبطيه "3.

1669-

ولمسلم: 4 "أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء"5.

1670-

ولأبي داود 6 عن عبد الله بن زيد: " [و] حول رداءه، فجعل عِطافَه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجل"7.

1 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/517)، وأخرجه أيضاً برقميْ:(3565، 6341)، وصحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (2/612) ، والحديث رواه أبو داود (1/303) ، والنسائي (3/158) ، وأحمد (3/104، 282) .

2 في المخطوطة: (نرى) بالنون، وليس فيهما.

3 في المخطوطة: (فإنه كان) .

4 صحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (2/612) ، من حديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، ورواه أبو داود بمعناه (1/303) .

5 في المخطوطة: (كفه) .

6 سنن أبي داود (1/302) .

7 في المخطوطة: (عطافها) ، ولعله سبق قلم.

ص: 204

1671-

ولأحمد 1 عنه: "

أطال الدعاء، وأكثر المسألة. قال: ثم تحوَّل إلى القبلة، وحَوَّل رداءه، فقلبه ظهراً لبطن، وتحوَّل الناسُ معه " 2.

1672-

ولأبي داود وغيره: 3 "

فأراد أن يأخذ بأسفلها [فيجعله] أعلاها، فثقلت عليه، فقلبها [عليه] ، الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن " 4.

1673-

وعن أنس: "أن عمر [بن الخطاب، رضي الله عنه] [كان] 5 إذا قحطوا استسقى بالعباس [بن عبد المطلب] ، فقال: اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبِيِّنا صلى الله عليه وسلم، 6 وإنّا نتوسل إليك بعم نَبِيِّنا، فاسقِنا. قال: فيُسقوْن".

1674-

وعنه: "جاء [رجل] أعرابي [من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم] يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، هلك 7 العيال، [هلك الناس] . فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم

1 مسند أحمد (4/41) .

2 مسلم: الإيمان (91)، والترمذي: البر والصلة (1999) ، وأحمد (1/399) .

3 الحديث رواه أحمد في المسند (4/41) واللفظ له، وأبو داود بأخصر (1/302) .

4 البخاري: المساقاة (2357)، ومسلم: الإيمان (138)، والترمذي: البيوع (1269) ، وتفسير القرآن (2996)، وأبو داود: الأيمان والنذور (3243)، وابن ماجة: الأحكام (2323) ، وأحمد (1/377) .

5 سقط من الأصل، واستدرك بالهامش.

6 ليست في البخاري.

7 في المخطوطة: (وهلكت) .

ص: 205

يديه يدعو، ورفع الناس أيديهم معه يدعون. 1 قال: فما خرجنا من المسجد حتى مُطرْنا

". رواهما البخاري 2.

1675-

وعن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: صيباً نافعاً"3. رواه البخاري 4.

1 في المخطوطة، تقديم وتأخير:(يدعون معه) .

2 حديث أنس أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء (2/294) ، وحديث أنس الثاني رواه البخاري في كتاب الاستسقاء (2/516) ، وأصل الحديث رواه في كتاب الجمعة (2/412) ، وبأرقام (933، 1013، 1019، 1021، 1033، 3582) ، ورواه مسلم بنحوه (2/614) من كتاب الاستسقاء. وقد سبق معناه برقم (1510، 1511) ، وأشرنا إلى تخريجه هناك.

3 البخاري: المناقب (3557) ، وأحمد (2/373، 416) .

4صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/518)، وعند مسلم (2/616) من كتاب الاستسقاء: ويقول: إذا رأى المطر: رحمة، والحديث أخرجه أبو داود (4/326) ، والنسائي (3/164) بلفظه، وابن ماجة (2/1280) ، وأحمد في المسند (6/41، 95، 119، 129، 137، 138، 166، 190، 223)، وفي بعضها:(هنيئاً) .

ص: 206

1676-

عن أنس: 1 "

لم ينْزل عن 2 منبره حتى رأيت 3 المطر يتحادر على 4 لحيته".

1677-

ولمسلم 5 عنه قال: "أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله

1 حديث أنس، هو جزء من حديثه في الاستسقاء، وهذا اللفظ رواه البخاري في كتاب الجمعة، وفي كتاب الاستسقاء بلفظه (2/413، 519) ، ورواه النسائي (3/166) بلفظه أيضاً. وأحمد في المسند (3/256) بلفظه، وابن الجارود (98، 99) .

2 في المخطوطة: (من) .

3 في المخطوطة: (رأينا) .

4 في المخطوطة: (عن) .

5 صحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (2/615)، وأخرجه أبو داود بنحوه: كتاب الأدب (4/326، 327) ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، كما في تحفة الأشراف.

تنبيه: وقع في صحيح مسلم سند هذا الحديث هكذا: وحدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس، قال: قال أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله ?

وقوله: (عن أنس) ، هو خطأ، وذلك يوهم أن ثابتاً البناني رواه عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك، وهذا خطأ، لأن الراوي هذا الحديث عن أنس بن مالك هو: ثابت البناني، وليس أنس بن سيرين. ولم ينبه الإمام النووي في شرحه (6/195) على هذا، علماً بأن الحافظ المزي، رحمه الله، في تحفة الأشراف (1/105) ، ذكر هذا الحديث وسنده عن يحيى بن يحيى عن جعفر بن سليمان عن ثابت عنه، وكذلك ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (2/520) حيث قال: ولعله أشار، أي: البخاري، إلى ما أخرجه مسلم من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، قال: حسر رسول الله ?. كما أن أبا داود رواه عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله ?. ولم أجد من نبه على هذا، علماً بأن كلاً من ثابت البناني وأنس بن سيرين يروي عن أنس بن مالك. والله أعلم.

ص: 207

عليه وسلم مطر. [قال:] فحسر [رسول الله صلى الله عليه وسلم] ثوبه حتى أصابه [من] المطر. فقلنا: [يا رسول الله،] لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه [تعالى] " 1.

1678-

وفي البخاري 2 حديث أبي هريرة، وفيه:"اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسِنِيِّ يوسف".

1679-

وفيه 3 عن عبد الله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم

1 صحيح البخاري: كتاب الأذان (2/290) ، وكتاب الاستسقاء (2/492)، والحديث أخرجه مسلم بلفظه: في كتاب المساجد (1/466، 467) ، فهو متفق عليه. ورواه أصحاب السنن، إلا الترمذي، وأحمد والدارمي.

2 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/492، 493) ، ورواه بأرقام (1020، 4693، 4767، 4774، 4820، 4825) .

3 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/492، 493) ، ورواه بأرقام (1020، 4693، 4767، 4774، 4820، 4825) .

ص: 208

لما رأى من الناس إدباراً، قال: اللهم سبْع كسبْع يوسف. فأخذتهم سَنة حصت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف؛ 1 وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع. فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد. إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم. قال الله تعالى: 2 {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} - إلى قوله - {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} ، 3 فالبطشة الكبرى: يوم بدر. وقد مضت الدخان، والبَطْشَة، واللِّزام، وآيةُ الروم" 4.

1680-

وزاد أسباط عن منصور: 5 "فدعا رسول الله صلى الله

1 في المخطوطة: (والدم) ، ولم أجدها في روايات البخاري لهذاالحديث.

2 في المخطوطة: عز وجل .

3 سورة الدخان (10، 16) .

4 المراد بالدخان: ما أصاب أهل مكة من الجوع، فصاروا يرون بين السماء والأرض مثل الدخان، وذلك بعد دعاء النبي ?. وأما البطشة الكبرى، فهي: يوم بدر، وما أصاب أهل مكة من القتل. وأما اللزام فهو: قوله تعالى: {فسوف يكون لزاما} أي: هلكة، وأما آية الروم، وذلك قوله تعالى:{الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} .

5 هو رواية لحديث ابن مسعود، رضي الله عنه، وقد أخرجها البخاري في كتاب الاستسقاء (2/510) عقب حديثه السابق.

ص: 209

عليه وسلم، فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعة. وشكا الناس كثرة المطر، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. فانحدرت السحابة 1 عن رأسه، فسُقُوا الناسُ 2 حولهم".

1681-

وفيه 3 عن زيد بن خالد، مرفوعاً:"هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم. قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر: فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكَوْكَب، وأما من قال: مُطرنا بنوْء كذا كذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".

1682-

وفيه 4 عن ابن عباس، مرفوعاً:"نُصرت بالصَّبا، وأُهلكت عاد بالدبور".

1 في المخطوطة: (فانحدر السحاب) .

2 وكذا في البخاري، قال الحافظ في الفتح (2/511) : كذا في جميع الروايات في الصحيح، بضم السين والقاف، وهو على ثقة بني الحارث، وفي رواية البيهقي المذكورة:(فأسقى الناس حولهم) .

3 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/522) ، وأخرجه في كتاب الأذان (2/333) وبرقم (4147، 7503) ، وأخرجه مسلم (1/83، 84) ، من كتاب الإيمان، فهو متفق عليه. والحديث رواه مالك والنسائي وأحمد والطيالسي.

4 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/520) ، وأخرجه أيضاً بأرقام (3105، 3343، 4105)، وأخرجه مسلم بلفظه: في كتاب الاستسقاء (2/617) ، فالحديث متفق عليه، ورواه أحمد في المسند (1/223، 228، 324، 341، 355، 373) .

ص: 210

1683-

وفيه 1 عن أنس 2 قال: "كانت الريح الشديدة إذا هبت، عرف ذلك في وجه النبي 3 صلى الله عليه وسلم".

1684-

ولمسلم 4 عن عائشة [قالت] : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرَها، وخيرَ ما فيها، وخيرَ ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُرسلت به".

1685-

وفي البخاري 5 عن ابن عُمر، مرفوعاً:"مفاتح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ 6 ما يكون في غد، 7 ولا يعلمُ أحدٌ 8 ما [يكون] في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحدٌ 9 متى يجيء المطر".

1 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/520) ، وأخرجه كذلك أحمد في مسنده (3/ 159) بنحوه.

2 كان في المخطوطة: (ابن عباس) ، وليس كذلك، فالحديث من رواية أنس، رضي الله عنه، لا من رواية ابن عباس، رضي الله عنهما.

3 في المخطوطة: (رسول الله) .

4 صحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (2/616) .

5 صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (2/524) ، ورواه بلفظه ومختصراً بأرقام (4627، 4697، 4778، 7379) ، والحديث رواه مسلم، كما بين الحافظ في آخر باب الاستسقاء (2/525) . والله أعلم. ورواه كذلك النسائي في الكبرى، وأحمد.

6 في المخطوطة: (أحداً) في المواطن الثلاثة، ولعله سبق قلم.

7في المخطوطة: (في غداً) ، ولعله سبق قلم.

8 في المخطوطة: (أحداً) في المواطن الثلاثة، ولعله سبق قلم.

9 في المخطوطة: (أحداً) في المواطن الثلاثة، ولعله سبق قلم.

ص: 211

1686-

ولأبي داود 1 عن ابن عمرو 2 [قال] : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادَك وبَهَائِمَك، وانشر رحمتك، وأحْي بلدَك الميت "3.

1687-

ولأبي داود 4 بسند صحيح عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اسقنا غَيْثاً مُغيثاً، مَرِيئاً مَرِيعاً نافعاً غيرَ ضار، عاجلاً غير آجل"5.

1688-

وله 6 بسند جيد عن عائشة [رضي الله عنها] قالت:

1 سنن أبي داود (1/305) ، ورواه مالك مرسلاً عن عمرو بن شعيب (1/190، 191) .

2في المخطوطة: (ابن عمر) ، وهو خطأ. إذ الحديث من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، فقد أخرجه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

3 البخاري: الإيمان (25)، ومسلم: الإيمان (22) .

4 سنن أبي داود (1/303) .

5 تنبيه: وقع في المخطوطة، بهامش هذا الحديث، التعليق التالي:(قال الخطابي: مريعاً: يروى على وجهين، بالياء والباء. فمن رواه بالياء جعله من المراعة، فقال: مرع المكان إذا خصب، ومن رواه مربعاً كان معناه مثبتاً للربيع) . اهـ.

6 سنن أبي داود (1/304) ، والحديث رواه الحاكم (1/328)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي، ورواه كذلك ابن حبان، وصححه ابن السكن، كما في التلخيص وعون المعبود.

ص: 212

"شكا الناس إلى رسول الله 1 صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، [فكبر] 2 [صلى الله عليه وسلم] ، وحمد الله عز وجل، ثم قال: 3 إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر [عن إبان زمانه] عنكم، وقد أمركم الله [عز وجل] أن تدعوه، ووعدكم 4 أن يستجيب لكم، ثم قال:} الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مَلِك يوم الدين} 5، لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، الغني 6 ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل

1 في المخطوطة: (النبي) .

2 سقط من الأصل، واستدرك بالهامش.

3 في المخطوطة: (فقال) .

4 في المخطوطة: (وقد وعدكم) .

5سورة الفاتحة آية: 2-4.

6 في المخطوطة: (أنت الغني) ، ولم أجد هذه الزيادة في السنن والمستدرك.

ص: 213

ما أنزلت 1 لنا قوة وبلاغاً إلى حين، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع 2 حتى بدا بياض إبطيه. ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب - أو حول - رداءه، وهو رافع يديه. ثم أقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين. فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله تعالى، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول. فلما رأى سرعتهم إلى الكن، ضحك [صلى الله عليه وسلم] حتى بدت نواجذه، فقال 3: أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله".

1689-

وروى جعفر بن محمد عن أبيه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا 4 بكر وعمر كانوا يصلون في الاستسقاء: يكبرون فيها سبعاً وخمساً". رواه 5

1 في المخطوطة: (ما أنزلته) .

2 في المخطوطة: (في الدعا) ، وهو خلاف النص، ولعله سبق قلم.

3 في المخطوطة: (ثم قال) .

4 في المخطوطة: (وأبي بكر) .

5 في المخطوطة: (رواه البخاري) ، وليس كذلك. فهذا مرسل وليس في كتاب الاستسقاء، ثم جعفر بن محمد وهو جعفر الصادق، ليس على شرط البخاري في صحيحه، فلم يخرج له في الصحيح، وإنما روى له مسلم والأربعة، وأخرج له البخاري في كتاب الأدب المفرد. وهذا الحديث رواه الشافعي في الأم (1/221) ، وعبد الرزاق في مصنفه (3/85)، ولفظ الشافعي:"أن النبي ? وأبا بكر وعمر كانوا يجهرون بالقراءة في الاستسقاء، ويصلون قبل الخطبة، ويكبرون في الاستسقاء سبعة وخمساً"، ولفظ عبد الرزاق بتقديم وتأخير، وبزيادة:(وعثمان) ، وذكر ابن حزم في المحلى فعل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (5/94) ، ولم يذكر السند، لكنه هو سند الشافعي لأنه من رواية إبراهيم بن أبي يحيى، وقال: وهو أيضاً منقطع. اهـ. ومحمد الباقر لم يدرك واحداً من هؤلاء. والله أعلم.

ص: 214

1690-

وللترمذي 1 - وصححه - عن أبي بن كعب، مرفوعاً:"لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم [منها] ، ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، و [من] خير ما فيها، و [من] خير ما [أُرسلت] 2 به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، 3 و [من] شر ما فيها، و [من] شر ما أُرسلت به".

1691-

ولابن السني عن ابن مسعود: "أُمرنا أن لا نتبع أبصارنا الكواكب إذا انقضت، وأن نقول عند ذلك: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله"4.

1 سنن الترمذي: كتاب الفتن (4/521) بنحوه، ومسند أحمد (5/123) واللفظ له.

2 في المخطوطة: (أمرت) ، ثم ضرب عليها، وكتب بالهامش (أرسلت)، وكتب عليها:(صح) .

3 في المخطوطة: (من شرها) .

4 لم أعثر عليه الآن.

ص: 215

2-

وعن أبي هريرة، مرفوعاً:"الريح من روْح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب؛ فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا 1 الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها". رواه أبو داود والحاكم، وسنده حسن 2.

1693-

وعن المطلب بن حنطب: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند المطر: اللهم سقيا رحمة، ولا سقيا عذاب، ولا بلاء ولا هدم، ولا غرق. اللهم على الظراب، ومنابت الشجر. 3 اللهم حوالينا ولا علينا". [رواه الشافعي]4.

1694-

وروى سعيد 5 عن الشعبي قال: "خرج عمر يستسقي،

1 في المخطوطة: (واسألوا) .

2 سنن أبي داود (4/326) ، في كتاب الأدب.

3 في المخطوطة: (الشجرة) .

4 أخرجه الشافعي في الأم (1/222) ، والمسند (113) بهامش الأم، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، وهو مرسل أيضاً. تنبيه: ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، واستدرك بالهامش.

5 أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/87) ، وابن أبي شيبة (2/474) ، وأخرجه البيهقي من طريق سعيد بن منصور، وذكره في المنتقى (2/62) ، وعزاه لسعيد في سننه.

ص: 216

فلم يزد على الاستغفار. فقالوا: ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبت الغيث [بمجاديح] 1 السماء الذي يستنْزل 2 به المطر، ثم قرأ:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّار} 3 {?وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} 4 الآية".

1 كتب في الأصل: (بمجابح)، ثم كتب في الهامش:(بمجاديح)، وكتب عليه:(صح) . والمجاديح: واحدها مجدح، والياء زائدة للإشباع. والقياس أن يكون واحدها مجداح، فأما مجدح فجمعه مجادح، والمجدح: نجم من النجوم، قيل هو الدبران، وقيل: هو ثلاثة كواكب كالأثافي، تشبيهاً بالمجدح الذي له ثلاث شعب، وهو عند العرب من الأنواء الدالة على المطر، فجعل الاستغفار مشبهاً بالأنواء مخاطبة لهم بما يعرفونه، لا قولاً بالأنواء، وجاء بلفظ الجمع لأنه أراد الأنواء جميعها التي يزعمون أن من شأنها المطر. اهـ من النهاية (1/243) .

2 في المخطوطة: (ينزل) .

3 سورة نوح آية: 10.

4 سورة هود آية: 52.

ص: 217