الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعلم الكلام. بعد أن حذر من ابن عربي وأتباعه، فقال:"وليحترز من مواضع كثيرة من كلام ابن عربي الطائي في فصوصه وفتوحاته المكية، وغيرهما وليحترز أيضا من مواضع كثيرة من كلام ابن الفارض الشاعر وأمثاله، مما يشيرون بظاهره إلى القول بالحلول والاتحاد، لأنه باطل بالبراهين القطعية -ثم قال: وكل كلام وإطلاق يوهم الباطل، فهو باطل بالإجماع، فأحرى وأولى بطلانه إذا كان صريحا في الباطل، فإن قالوا: لم نقصد بكلامنا ورموزنا وإشاراتنا الاتحاد، والحلول، وإنما قصدنا أمرا آخر يفهم عنا، قلنا لهم: الله أعلم بما في الضمائر، وما يخفى في السرائر، وإنما اعترضنا نحن الألفاظ والإطلاقات التي تظهر فيها الإشارات إلى الإلحاد، والحلول، والاتحاد1" ا. هـ.
حكم من يؤول للصوفية كلامهم:
والفيصل في قطع التأويل من أصله أن محقق زمانه وصالحه علاء الدين محمد البخاري الحنفي ذكر عنده ابن عربي هذا، فقال قاضي المالكية إذ ذاك شمس
1 الذي لا يحاسب على ما ينطق به هو المكره، أو المجنون، وهؤلاء ليسوا بمكرهين، فما ثم من يكرههم على الزندقة، بل كان ثم من يكرههم على الإيمان، فلم يحاولوا. وليسوا بمجانين. بإقرار عابديهم، وبدليل تلك اللامة المستلئمة في الكيد للإسلام ابتغاء صرف الأمة عنه، وابتغاء تمجيد الوثنية والإباحية، وإعلاء شهواتهما، كل هذا وهم يلبسون مسوح القديسين والزهاد، زاعمين أنهم الأرواح المطلقة التي تفرد في أقداس الجمال المطلق. فلم يبق إلا أن يكون لهم باعث وغاية، تلك هي القضاء على الإسلام. ألم تر إلى الزنادقة، كيف يلحون في دعوة الناس إلى عبادة القبور، والضراعة إلى الرمم؟ وكيف لا يشغلون لياليهم الساهرة على الإلحاد إلا بهذا، ولا الناس معهم إلا بتلك الوثنية. كل هذا ليدكوا -وما هم ببالغيه- أساس الإسلام المتين، وهو التوحيد؟.
الدين محمد البساطي1: يمكن تأويل2 كلامه. فقال له البخاري: كفرت. وسلم له أهل عصره ممن كان في مجلسه، ومن غيرهم، وما طعن أحد منهم فيه بكلمة واحدة، وقد كان منهم حافظ العصر قاضي الشافعية بها شهاب الدين أحمد بن [37] حجر، وقاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن التفهني، وقاضي القضاة محمود العيني الحنفي، والشيخ يحيى السيرامي الحنفي، وقاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي، وزيد الدين أبو بكر القمني الشافعي، وبدر الدين محمد بن الأمانة الشافعي، وشهاب الدين أحمد بن تقي المالكي3، وغيرهم من العلماء والرؤساء، وما خلص البساطي من ذلك إلا بالبراءة من اعتقاد الاتحاد، ومن طائفة الاتحادية، وتكفيره لمن يقول بقولهم.
1 هو محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله شمس الدين. ولد سنة 760 وتولى القضاء بمصر عشرين سنة،. توفي سنة 842هـ.
2 في محاولة الدفاع عن الصوفية بالتأويل حجة بالغة على أن كلام الصوفية يجافي الحق من الكتاب والسنة، وإلا ما لجأ أحلاسهم إلى دعوى إمكان التأويل.
3 هو كما يقول صاحب الشذرات: شيخ الإسلام علم الأعلام حافظ العصر شهاب الدين أبو الفضل الشهير بابن حجر نسبة إلى آل حجر الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد والدار والنشأة والوفاة. ولد سنة 773 وتوفي سنة 852هـ والتفهني نسبة تفهن قرية بمصر. ولد سنة 765 تقريبا. وتوفي سنة 835هـ والعيني ولد سنة 762هـ تولى منصب قاضي قضاة الحنفية بمصر توفي سنة 885هـ والسيرامي شيخ الشيوخ بمدرسة الظاهر برقوق. ولد قبل الثمانين وسبعمائة وتوفي سنة 833هـ. والبغدادي كان شيخ الحنابلة في عصره ومفتي الديار المصرية ولد سنة 765. وتوفي سنة 844هـ.
والقمني ولد سنة 758 ولي تدريس الصلاحية بالقدس والمنصورية والشريفية وتوفي سنة 833هـ.
والمتقي المالكي ولد بفوة سنة 785 تقريبا. وتوفي سنة 842هـ.