الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله تعالى لما أخبر أنه خاتم النبيين؛ فمن المحال أن يأتي مدع يدعي النبوة، ولا تظهر أمارة كذبه في دعواه، والرسول صلى الله عليه وسلم هو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء.
أما كونه مبعوثًا إلى عامة الجن، فقد قال تعالى حكايةً عن قول الجن:{يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} (الأحقاف: 31) إلى آخر الآية، وكذا سورة الجن تدل على أنه أرسل إليهم أيضًا. وأما كونه مبعوثًا إلى كافة الورى، فقد قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرً ا} (سبأ: 28) وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعً ا} (الأعراف: 158).
فكون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثًا إلى الناس كافةً معلوم من دين الإسلام بالضرورة، وأما قول بعض النصارى إنه رسول إلى العرب خاصةً، فظاهر البطلان، فإنهم لما صدقوا بالرسالة لزمهم تصديقه في كل ما يخبر به، وقد قال: إنه رسول الله إلى الناس عامةً، والرسول لا يكذب، فلزم تصديقه حتمًا، فقد أرسل رسله وبث كتبه في أقطار الأرض إلى كسرى وقيصر والنجاشي والمقوقس، وسائر ملوك الأطراف يدعو إلى الإسلام.
الإيمان بالملائكة والكتب السماوية
الإيمان بالملائكة والكتب المنزلة على المرسلين:
هذه الأمور من أركان الإيمان، قال تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه} (البقرة: 285) وقال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّين} (البقرة: 177) فجعل الله سبحانه وتعالى الإيمان هو
الإيمان بهذه الجملة، وسمَّى من آمن بهذه الجملة مؤمنين، كما جعل الكافرين مَن كفَرَ بهذه الجملة؛ لقوله تعالى:{وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدً ا} (النساء: 136).
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته، حديث جبريل وسؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال:((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)) رواه مسلم.
الإيمان بالملائكة الكرام الكاتبين:
قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} (الانفطار: 10: 12) وقال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:17، 18) وقال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه} (الرعد: 111) وقال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُون} (الزخرف: 80) وقال تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} (الجاثية: 59).
وفي (زاد المسير) لابن الجوزي يقول: وأكثر المفسرين على أن هذا الاستنساخ من اللوح المحفوظ، تَستنسخ الملائكة كل عام ما يكون من أعمال بني آدم، فيجدون ذلك موافقًا ما يعملونه.
قال: والاستنساخ لا يكون إلا من أصل، قال الفَرَّاء: يرفع الملكان العمل كله، فيثبت الله منه ما فيه ثواب أو عقاب ويطرح منه اللغو. وقال الزجاج: نستنسخ ما تكتبه الحفَظَة، ويثبت عند الله عز وجل.
انتهى كلام ابن الجوزي في (زاد المسير).
وقال تعالى: {إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُون} (يونس: 21) وعن أبي هريرة رضي الله عنه-
قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)) أخرجه البخاري، ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والتعري! فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم)) أخرجه الترمذي وقال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
جاء في (التفسير): اثنان عن اليمين وعن الشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، ومَلَكان آخران يحفظانه ويحرسانِه، واحد من ورائه، وواحد من أمامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار، وأربعة آخرين بالليل، حافظان وكاتبان.
وقال عكرمة، عن ابن عباس:{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (الرعد: 11) قال: "ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله خلو عنه". أخرجه الطبري. وروى مسلم والإمام أحمد عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا وقد وُكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا: وإياك يا رسولَ الله؟ قال: وإياي، ولكن أعانني الله عليه فأسلَمَ، فلا يأمرني إلا بخير)) أخرجه مسلم، وأحمد.
ومعنى {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} قيل: حفظهم له من أمر الله؛ أي: الله أمرهم بذلك، يشهد لذلك قراءة من قرأ:"يحفظونه بأمر الله" رواه الطبري وفي (زاد المسير): هو قول الحسن ومجاهد وعكرمة، قال اللغويون: والباء تقوم من،
وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض، ثم قد ثبت بالنصوص المذكورة أن الملائكة تكتب القول والفعل، وكذلك النية؛ لأنها فعل القلب، فدخلت في عموم قوله تعالى:{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون} (الانفطار: 12).
ويشهد لذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها عليه سيئةً، وإذا هَمَّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنةً، فإن عملها فاكتبوها عشرًا)) أخرجه مسلم، والبخاري.
الإيمان بملك الموت:
ملك الموت هو الملك الموكل بقبض أرواح العالمين، قال تعالى:{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون} (السجدة: 11) ولا تعارض هذه الآية قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} (الأنعام: 61) وقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (الزمر: 42) لأن ملك الموت يتولى قبضها واستخراجها ثم يأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، ويتولونها بعده، كل ذلك بإذن الله وقضائه وقدره وحكمه، فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه.
أصناف الملائكة وتنوع أعمالهم التي كلفوا بها:
لقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة وأنها موكلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكل بالجبال ملائكة، ووكل بالسحاب والمطر ملائكة، ووكل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها، ثم وكل بالعبد ملائكة لحفظ ما
يعمله وإحصائه وكتابته، ووكل بالموت ملائكة، ووكل بالسؤال في القبر ملائكة، ووكل بالأفلاك ملائكة يحركونها، ووكل بالشمس والقمر ملائكة، ووكل بالنار وإيقادها وتعذيب أهلها وعمارتها ملائكة، ووكل بالجنة وعمارتها وغرامها وعمل آلاتها ملائكة، فالملائكة أعظم جنود الله، ومنهم ما جاء في قوله تعالى:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} (المرسلات: 1){وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْم ُلْقِيَاتِ ذِكْرً ا} (المرسلات: 3 - 5).
في تفسير ابن كثير عن أبي هريرة: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} قال: الملائكة. قال: وروي عن مسروق وأبي الضحاك ومجاهد في إحدى الروايات والسدي والربيع بن أنس مثل ذلك، وروي عن أبي صالح أنه قال: هي الرسل، وفي رواية عنه: هي الملائكة، وهكذا قال أبو صالح في: العاصفات والناشرات والملقيات: إنها الملائكة.
قال الثوري: عن سلمة بن كهيث عن مسلم البطين عن أبي العبيدين قال: سألت ابن مسعود عن "المرسلات عرفًا" قال: الريح، وكذا قال في "العاصفات عصفًا" و"الناشرات نشرًا": إنها الريح. وكذا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح في رواية عنهم.
وتوقف ابن جرير في "المرسلات عرفًا" هل هي الملائكة أرسلت بالعرف أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضًا، أو هي الريح إذا هبت شيئًا فشيئًا، وقطع بأن العاصفات عصفًا هي الرياح كما قاله ابن مسعود ومن تابعه، وممن قال ذلك في العاصفات أيضًا علي بن أبي طالب والسدي، وتوقف في "الناشرات نشرًا" هل هي الملائكة أو الريح كما تقدم.
وعن أبي صالح أن "الناشرات نشرًا" هي المطر، والأظهر أن المرسلات هي
الرياح، كما قال تعالى:{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (الحجر: 22) وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه} (الأعراف: 57)، وهكذا العاصفات هي الرياح، يقال: عصفت الريح إذا هبت بتصويت يعني بحدوث صوت، وكذا الناشرات هي الرياح التي تنشر السحب في آفاق السماء كما يشاء الرب عز وجل.
وقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرً ا} (المرسلات: 5، 6) يعني: الملائكة، قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس والسدي والثوري، ولا خلاف ها هنا فإنها تنزل بأمر الله على الرسل، تفرق بين الحق والباطل والهدى والغي والحلال والحرام، وتلقي إلى الرسل وحيًا فيه إعذار إلى الخلق وإنذار لهم عقاب الله إن خالفوا أمره، انتهى.
والملائكة منهم "النازعات غرقًا" و"الناشطات نشطًا والسابحات سبحًا والسابقات سبقًا" ومنهم "الصافات صفًا فالزاجرات زجرًا فالتاليات ذكرًا" ومعنى جمع التأنيث في ذلك كله الفرق والطوائف والجماعات التي مفردها فرقة وطائفة وجماعة.
ومنهم ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، وملائكة قد وكلوا بحمل العرش، وملائكة قد وكلوا بعمارة السموات بالصلاة والتسبيح والتقديس، إلى غير ذلك من أصناف الملائكة التي لا يحصيها إلا الله- تبارك وتعالى.
نأتي إلى نقطة أخرى وهي أن الملك رسول منفذ لأمر ربه:
لفظ الملك يشعر بأنه رسول منفذ لأمر مرسله فليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كله لله الواحد القهار، وهم ينفذون أمره، قال تعالى:{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء: 27، 28) وقال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} (النحل: 50) فهم عباد له مكرمون منهم الصافون، ومنهم المسبحون، ليس منهم إلا له مقام معلوم لا يتخطاه، وهو على
عمل قد أمر به لا يقصر عنه ولا يتعداه، وأعلاهم الذين عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون.
رؤساؤهم الأملاك الثلاثة: جبريل، ميكائيل، إسرافيل، الموكلون بالحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكل بالقطر المطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم.
آيات كثيرة وردت في ذكر الملائكة وأصنافهم ومراتبهم:
القرآن مملوء بذكر الملائكة وأصنافهم ومراتبهم، فتارة يقرن الله تعالى اسمه باسمهم، وصلاته بصلاتهم، ويضيفهم إليه في مواضع التشريف، وتارة يذكر حفهم بالعرش وحملهم له، وبراءتهم من الذنوب، وتارة يصفهم بالإكرام والكرم والتقرب والعلو والطهارة والقوة والإخلاص، قال تعالى:{كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} (البقرة: 285) وقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} (آل عمران: 18) إلى آخر الآية، وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (الأحزاب: 43) وقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُو ا} (غافر: 7) وقال تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} (الزمر: 75) وغير ذلك من الآيات.
الإيمان بما سمى الله من الكتب المنزلة:
هناك كتب سماها الله تعالى في كتابه: القرآن، التوارة، الإنجيل، الزبور، فنحن نؤمن بما سمى الله تعالى منها في كتابه، ونؤمن أيضًا بأن لله سوى ذلك كتبًا أنزلها على أنبيائه لا يعرف أسماءها وعددها إلا الله.
وأما الإيمان بالقرآن فالإقرار به واتباع ما فيه، وذلك أمر زائد على الإيمان بغيره من الكتب، فعلينا الإيمان بأن الكتب المنزلة على رسل الله أتتهم من عند الله، وأنها حق وهدى ونور وبيان وشفاء، قال تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَ ا} إلى قوله {وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ} (البقرة: 136).
وقال تعالى: {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} (آل عمران: 1، 2) إلى قوله {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} (آل عمران: 4) وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} (البقرة: 285) إلى آخر الآية، وآيات كثيرة، كل هذا يدل على أن الإيمان بالملائكة أمر واجب، ومن ذلك قوله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} (البقرة: 213) أي على دين واحد، وقال تعالى:{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} (فصلت: 41، 42).
وأمثال ذلك من الآيات كثيرة في القرآن، تدل على الإيمان بالملائكة والكتب المنزلة على الرسل.
هذا والله أعلم.