الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي
نهاية المقدمة
أتوجه بالشكر الجزيل ــ بعد شكر الله تعالى ـ لشيخي الفاضل: د. عبدالله بن ناصر بن محمد الشقاري، الذي حثني على إفراد «التمهيد» من رسالتي الماجستير، وتقديمها للطباعة، وتفضل ـ أثابه الله، وأحسن إليه ـ بمراجعة التمهيد مرة ثانية، وكتابة مقدمة لهذا الجزء المطبوع.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
إبراهيم بن عبدالله المديهش
الرياض
27/ 4 / 1435 هـ
إشارة إلى الحالة السياسية والعلمية زمن الدميري
عاش الكمال الدميري (724 هـ ــ 808 هـ) في عصر المماليك الذين حكموا مصر (من سنة 648 هـ، إلى سنة 923 هـ).
المماليك البحرية، والمماليك البرجية. (1)
ففي أول عمره إلى أن بلغ (31 سنة)، كان يحكم مصر السلطان محمد الناصر قلاوون، وكان عصراً يتسم بالاستقرار والرخاء، وبعده ظهرت النزاعات والاضطرابات.
ولما بلغ الدميري من العمر (42 سنة)، انتهى حكم «المماليك البحرية» أي سنة (784 هـ)، وأتى حكم «المماليك البُرجية» (من 784 هـ إلى 923 هـ) الذي تولى فيه الظاهر برقوق، ثم ابنه الناصر زين الدين أبو
(1) ينظر: «المواعظ والاعتبار = الخطط المقريزية» للمقريزي (2/ 236)، «النجوم
…
الزاهرة» لابن تغري (7/ 3 وما بعدها)، و «حسن المحاضرة» للسيوطي (2/ 53)، «العصر المماليكي في مصر والشام» د. سعيد عاشور (ص 77 وما بعدها)،
…
«عصر سلاطين المماليك» (ص 22)، «جواهر السلوك» لابن إياس (ص 171 ـ 306)، تحقيق الشيخ: خالد بن محمد الحسن، لكتاب «الديباجة في شرح سنن ابن ماجه» للدميري (ص 43) ـ رسالة في جامعة أم القرى، لم تنشر ـ.
السعادات فرج، وفي عهده توفي الدميري سنة (808 هـ).
ولازالت الفتن والاضطرابات والحروب الداخلية تعصف البلاد في هذه المرحلة.
قال المقريزي رحمه الله: (ولم تزل أيام الناصر كلُّها كثيرة الفتن والشرور والغلاء والوباء، وطرق بلاد الشام فيها تيمورلنك، فخربها كلها، وحرقها وعمَّها بالقتل والنهب والأسر، حتى فقد منها جميع أنواع الحيوانات، وتمزق أهلها في جميع أقطار الأرض، ثم دهمها بعد رحيله عنها جراد لم يترك بها خضراء؛ فاشتد بها الغلاء على من تراجع إليها من أهلها، وشنع موتهم، واستمرت بها مع ذلك الفتن؛ فباع أهل الصعيد أولادهم من الجوع، وصاروا أرقاء مملوكين، وشمل الخراب الشنيع عامة أرض مصر وبلاد الشام
…
). (1)
وقد حكم في فترة حياة الدميري ستة عشر سلطاناً، أربعة عشر منهم حكموا خلال أربعين عاماً تقريباً، والاثنان الباقيان خلال عشرين عاماً.
(1)«المواعظ والاعتبار» (2/ 241).
وأما الحياة العلمية (1)
فقد ازدهرت ازدهاراً واضحاً؛ لأن دولة المماليك وقبلها الدولة الأيوبية سعيا بنشاط لنشر العلوم الشرعية بعد القضاء على دولة الفاطميين الباطنيين الذين دام حكمهم مئتي سنة تقريباً.
فأُنفق بسخاء في الحركة العلمية بإنشاء المدارس، والمكتبات، وعقد السلاطين مجلس العلم، مع رعايتهم للعلماء وتقديمهم.
وقد عاصر الدميريُّ عدداً من الأئمة المعروفين من أشهرهم: ابن عبدالهادي (ت 744 هـ)، والذهبي (ت 748 هـ)، وابن القيم الجوزية
…
(ت 751 هـ)، وابن كثير (ت 774 هـ)، وعبدالرحيم الإسنوي
…
(ت 772 هـ)، والزركشي (ت 794 هـ)، وابن رجب (ت 795 هـ)، وابن الملقِّن (ت 804 هـ)، السراج البلقيني (ت 805 هـ)، وعبدالرحيم العراقي (ت 806 هـ)، والهيثمي (ت 807 هـ)، وابن خلدون
(1) ينظر: «العصر المماليكي في مصر والشام» د. سعيد عبدالفتاح عاشور (ص 341)، «عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي» لمحمود رزق سليم (ص 17)، تحقيق د. خالد الجبلي ل «توقيف الحكام» للأقفهسي (ت 808 هـ)(ص 13)، تحقيق خالد بن محمد الحسن لكتاب «الديباجة في شرح سنن ابن ماجه» للدميري (ص 46).
(ت 808 هـ)، والبوصيري (ت 840 هـ)، وابن حجر العسقلاني
…
(ت 852 هـ) رحمهم الله.