الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذلك بخلاف أهل الكتاب، الذين لا يحفظونه إلّا في الكتب، ولا يقرءونه كله إلّا نظرا، لا عن ظهر قلب».
طور الكتابة
[الطور الاول (عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم]
لم يقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحفظ، ولكن انصرفت همته إلى الكتابة، فندب أصحابه لمحو الأمية، وتعلّم اللغات الأخرى، كي لا تؤخذ الأمّة من كتّابها.
ففي صحيح البخاري: [أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلّم كتابة اليهود، ليقرأه عليه إذا كتبوا إليه](1).
ثم جاء في كتاب المصاحف (2):
عن زيد بن ثابت قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[أتحسن السريانية؟ فإنّها تأتيني كتب؟.
قلت: لا.
(1) البداية والنهاية (5/ 346).
(2)
المصاحف (7) أبي داود السجستاني.
قال: فتعلّمها.
قال: فتعلّمتها في تسعة عشر يوما].
واتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد- كتّابا كثيرين، فكلّما نزل شيء عليه من القرآن أمر بكتابته- زيادة في التوثيق والحفظ- وحتّى تظاهر الكتابة الحفظ، ويعاضد النقش اللفظ.
ولمع على الساحة نجم عدد من الكتّاب، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان وعلي، ومعاوية، وأبان بن سعيد، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلّهم على موضع المكتوب من سورته، فيكتبونه فيما يتوفّر لديهم من عدد تخص الكتابة يومئذ، وكان المتوفّر لديهم العسب (1)، واللّخاف (2)، والرّقاع (3)، وقطع الأديم (4)، وعظام الأكتاف، والأضلاع.
فكتبوا على هذه العدد جميعا، ثمّ كانوا يحفظون ما كتبوه في بيت
(1) العسب: جمع عسيب. وهو جريد النخل، كانوا يكشفون الخوص، ويكتبون في الطرف العريض.
(2)
اللّخاف: جمع لخفه. وهي الحجارة الرقيقة. أو صفائح الحجارة.
(3)
الرّقاع: جمع رقعة. وقد تكون من جلد، أورق، أو كاغد.
(4)
الأديم: الجلد.