الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحذير
!!
ما من أمر ديني إلّا ويحاول اختراقه بعض الحمقى، أو الأعداء، بحسن نية من الأوّل، وبسوئها من الثاني، لكنّ الله قد حفظ دينه، فهدى رجالا إليها ليتصدوا لها، فيكشفوا زيفها، ويحبطوا كيدها.
وأمر فضائل السور، قد طالته يد الحمقى، وبحسن نية- كما صرحوا «قد وضعوا فضائل سورة قرآنية، ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
وعلى رأسهم رجل يدعى (أبا عصمة الجامع). فوضع فضائل لكل سورة في القرآن حسبة- كما ادعى- لكنّه ارتكب خطأ فادحا، فأساء إلى نفسه ومن خطا خطوه.
فقد أخرج الحاكم في المدخل بسنده إلى أبي عمّار المروزي، أنه قيل:- لأبي عصمة الجامع-:
- من أين لك- عن عكرمة، عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟.
فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة].
لكنّ تبريره هذا، مرفوض شرعا، وعقلا، ولا ينجيه من المأثم
وإصابته بحديث [من كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار] أخرجه مسلم.
وروى ابن حبان في مقدمة تاريخ الضعفاء، عن ابن المهدوي قال:
[- قلت- لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث؟ من قرأ كذا فله كذا؟.
قال: وضعتها أرغّب الناس فيها].
ثم يقول الإمام السيوطي: [وروّينا عن المؤمل بن إسماعيل قال:
- حدّثني شيخ بحديث أبي بن كعب، في فضائل سور القرآن سورة سورة فقال: حدّثني رجل بالمدائن، وهو حيّ.
فصرت إليه. فقلت: من حدّثك؟.
قال: حدّثني شيخ بواسط. وهو حيّ.
فصرت إليه. فقلت له: من حدّثك؟.
قال: حدّثني شيخ بالبصرة. فصرت إليه. فقلت له: من حدّثك؟.
قال: حدّثني شيخ بعبادان.
فصرت إليه. فأخذ بيدي، فأدخلني بيتا، فإذا فيه من المتصوّفة، وبينهم شيخ. فقال: هذا الشيخ حدّثني.
فقلت: يا شيخ من حدّثك؟.
فقال: لم يحدّثني أحد. ولكننا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث، ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن].
فحذار- أخي القارئ- أن تأخذ أيّ حديث دون أن تسأل عن مصدره، حتى لا تصاب بما أصيب أمثال أولئك من الحمقى والجهلة.
ثم إنني لأحذّرك كما حذّرنا أسلافنا من أئمة الدين.- كابن الصلاح وغيره- من تفاسير قد أودع أصحابها هذه الأكاذيب آخر كل سورة، إمّا جهلا، وإمّا حسبة كما نطق بذاك الوضاعون.
ومن هذه التفاسير: الواحدي. أبو السعود. الكشاف. وغيرهم. وأولى أن يحذفها من تولّى طبعها، ثم يبين أنّه حذفها تبرئة لساحة أولئك المفسرين، وعونا لهم على التخلّص مما سقطوا فيه. والله أعلم.