الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التنزّل الثاني: تنزّل إلى بيت العزّة
ثم التنزل الثاني إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، وفي ليلة واحدة، قد وصفت بالليلة المباركة، قال الله تعالى:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ (1).
كما وصفت بليلة القدر. قال الله تعالى:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (2).
وهي من ليالي شهر رمضان. كما قال الله تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
…
(3).
وجاءت السنة لتؤكّد على ما ألمحت إليه الآيات السالفة، في تحديد معنى التنزّل الثاني، وهي سنّة صحيحة.
1 -
فقد أخرج الحاكم بسنده .. عن ابن عباس. قال:
[فصل القرآن من الذكر، فوضع في بيت العزّة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم].
(1) الدخان/ 3/.
(2)
القدر/ 1/.
(3)
البقرة/ 185/
2 -
وأخرج النسائي والحاكم والبيهقي عن ابن عباس أنه قال: [أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة].
ثم قرأ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (1).
ووَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا (2).
3 -
وأخرج الحاكم والبيهقي وغيرهما، عن ابن عباس قال:
[أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض].
4 -
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود. فقال:
- أوقع في قلبي الشكّ، قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ البقرة/ 185/. وقوله إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ القدر/ 1/.
وهذا أنزل في شوال وفي ذي القعدة، وفي ذي الحجة، وفي المحرم وصفر، وشهر ربيع؟!
(1) الفرقان/ 33/.
(2)
الإسراء/ 106/
فقال ابن عباس: [إنّه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة، ثمّ أنزل على مواقع النجوم (1) رسلا (2) في الشهور والأيام].
ويقول السيوطي عن هذه النصوص: «وهي أحاديث موقوفة على ابن عباس، غير أنّ لها حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما هو مقرّر، من أنّ قول الصحابي ما لا مجال للرأي فيه، ولم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليات، حكمه حكم المرفوع» (3)
(1) على مواقع النجوم: مثل مساقطها.
(2)
رسلا: رفقا.
(3)
الإتقان: (1/ 38).