الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحكمة الأولى أنزل منجّما، ليثبّت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويقوّيه، فتجدد الوحي عليه، وتكرار النزول، ليشرح صدره، ويضفي عليه عناية، وتجليات دائمة.
وبالتالي ييسّر حفظه وفهمه، ومعرفة أحكامه.
وهذه بمجموعها، تسهم في تقوية القلب وتمكينه.
قال الله تعالى وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ (1).
وفيه تسلية له، وانشراح لصدره صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى
…
كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ
…
الفرقان/ 32/.
الحكمة الثانية التدرّج في تربية الأمّة
،
حتى تتأسس على قواعد متينة من الإيمان، والأخلاق، والتعامل الحسن، وتنطلق للعمل الصالح من خلالها بعد ما رسخت في العقل، والقلب.
(1) هود/ 120/.
ويندرج تحت هذه الحكمة أمور.
1 -
يتيسّر حفظ القرآن على الأمّة العربية، نظرا لأنها أمة أميّة ولم تتوفّر أدوات الكتابة لدى كاتبيها بعد، وهم نادرون فلو نزل القرآن دفعة واحدة لعجزوا عن حفظه.
فاقتضت الحكمة العليا أن ينزل منجّما.
2 -
يسهّل فهمه على العرب.
3 -
يمهّد التنجيم لتخليتهم عن عقائدهم الباطلة، وعبادتهم الفاسدة، وعاداتهم المرذولة، ولن يتمّ هذا إلّا بسبيل التدرج وتلك سياسة رشيدة.
4 -
يمهّد لتحليهم بالعقائد الفطرية، والعبادات الصحيحة، والأخلاق الكريمة.
5 -
تثبيت قلوب المؤمنين، وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين.
وصدق الله العظيم إذ يقول:
وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ الإسراء/ 106/.
وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا الفرقان/ 32/.