الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وموقعة اليمامة هذه، دارت رحاها بين المسلمين، وأتباع (مسيلمة) الكذاب، وحمي وطيسها، واشتدّ أوارها، وسقط فيها شهداء كثيرون.
لكنّ المصيبة الأكبر أن استشهد من القرّاء الحفظة سبعون (1) من أجلّهم (سالم) مولى أبي حذيفة فهزّت المصيبة وعزّت، فهزّت المسلمين، وعزّت على سيدنا عمر بن الخطاب، فهرع إلى سيدنا أبي بكر، وأخبره الخبر، ثم اقترح عليه أن يجمع القرآن، خشية الضياع بموت الحفاظ، وقتل القرّاء.
ولم يتقبل سيدنا أبو بكر اقتراح سيّدنا عمر، وتردّد فيه، لكنّه بعد نقاش بينهما لم يدم طويلا، انشرح صدر سيدنا أبي بكر له، وأيقن أنّ لعمله أصلا شرعيا. وهو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتابة، وما عمله الذي سيقدم عليه، إلّا نسخ من مكان إلى مكان، فلم يحدث- إذا- في دين الله شيئا.
أصل القصة
هذا. وإن أصل القصة هذه، قد أخرجه البخاري في صحيحه، أنّ
(1) وبعضهم أوصل العدد إلى/ 500/.
زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
[أرسل إليّ أبو بكر مقتل (1) أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده.
قال أبو بكر رضي الله عنه:
إنّ عمر أتاني فقال:
«إنّ القتل قد استحرّ (2) يوم اليمامة، بقرّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن!!.
قلت لعمر: كيف نفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قال عمر: هذا- والله خير.
فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبّع القرآن، فاجمعه.
فو الله- لو كلّفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل عليّ ممّا أمرني به من جمع القرآن!!.
قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
(1) عقب استشهاد السبعين يوم اليمامة.
(2)
اشتدّ.