الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكنّ السخاوي أفاد أنّ الشاهدين رجلان عدلان، إذ يقول:
«المراد أنّهما يشهدان على أنّ ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
ثم إنّ زيدا لم يعتمد على الحفظ وحده، بدليل أنه لم يجد آخر براءة إلّا مع أبي خزيمة، أي: كتابة. لأنه يحفظها، وكثير من الصحابة يحفظونها.
مزايا صحف أبي بكر
ومازت هذه الصحف الصدّيقيّة، بوجوه عدة:
1 -
أنها نسخت القرآن على أدقّ وجوه البحث والتحرّي، وأسلم أصول التثبت العلمي.
2 -
اقتصر فيها على ما لم تنسخ تلاوته، وأبعد المنسوخ عنها.
3 -
ظفرت بإجماع الأمّة، وتواترها.
الطور الثالث: (عهد عثمان بن عفان)
وطويت صفحة الكتابة الصدّيقيّة، ومرّ عهد سيدنا عمر بن الخطاب، حتى جاء عهد سيدنا عثمان بن عفان، وقد اتسعت الفتوحات، واستبحر
العمران، وتفرّق المسلمون في الأمصار، والأقطار.
ونجمت على الساحة ناشئة جديدة، كانت بحاجة إلى دراسة القرآن وذلك لبعد عهدها عن الصدر الأول، وأهله، وكان قد تباعد عن هؤلاء، وفقد التواصل كثيرا من حلقاته.
ثم إنّ القرّاء قد انتشروا هنا وهناك، كلّ يقرئ بما حفظ وتلقّى، من وجوه القراءات، فاختلف الناس، ودبّ التنازع فيما بينهم.
فقد أخرج أبو داود في (المصاحف) من طريق أبي قلابة أنه قال:
[لمّا كانت خلافة (عثمان)، جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل، والمعلّم يعلّم قراءة الرجل، فجعل الغلمان، يلتقون، فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلّمين، حتى كفّر بعضهم بعضا، فبلغ ذلك عثمان. فخطب، فقال: أنتم عندي تختلفون؟!.
فمن نأى عنّي من الأمصار أشدّ اختلافا!!!].
وصدق سيدنا عثمان فيما قال: لقد كانت الأمصار النائية أشدّ اختلافا من القريبة، بل وأكثر نزاعا.