المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان الطريق في معالجة الكبر واكتساب التواضع: - موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

[جمال الدين القاسمي]

فهرس الكتاب

- ‌تَرْجَمَةٌ مُوجَزَةٌ لِلْمُؤَلِّفِ

- ‌مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

- ‌كِتَابُ الْعِلْمِ

- ‌فَضِيلَةُ الْعِلْمِ:

- ‌فَضِيلَةُ التَّعَلُّمِ:

- ‌فَضِيلَةُ التَّعْلِيمِ:

- ‌بَيَانُ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ فَرْضُ عَيْنٍ:

- ‌كِتَابُ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ

- ‌«فِي كَلِمَتَيِ الشَّهَادَةِ الَّتِي هِيَ أَحَدُ مَبَانِي الْإِسْلَامِ»

- ‌كِتَابُ أَسْرَارِ الطَّهَارَةِ

- ‌الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: فِي طَهَارَةِ الْخَبَثِ

- ‌الطَّرَفُ الْأَوَّلُ فِي الْمُزَالِ وَهِيَ النَّجَاسَةُ:

- ‌الطَّرَفُ الثَّانِي فِي الْمُزَالِ بِهِ:

- ‌الطَّرَفُ الثَّالِثُ فِي كَيْفِيَّةِ الْإِزَالَةِ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي: طَهَارَةُ الْأَحْدَاثِ

- ‌آدَابُ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

- ‌كَيْفِيَّةُ الِاسْتِنْجَاءِ:

- ‌كَيْفِيَّةُ الْوُضُوءِ:

- ‌مَا يُكْرَهُ فِي الْوُضُوءِ:

- ‌الِاعْتِبَارُ بِالطَّهَارَةِ:

- ‌كَيْفِيَّةُ الْغُسْلِ:

- ‌كَيْفِيَّةُ التَّيَمُّمِ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّالِثُ: مِنَ النَّظَافَةِ التَّنْظِيفُ عَنِ الْفَضَلَاتِ الطَّاهِرَةِ

- ‌النَّوْعُ الْأَوَّلُ الْأَوْسَاخُ وَالرُّطُوبَاتُ الْمُتَرَشِّحَةُ

- ‌آدَابُ الْحَمَّامِ:

- ‌النَّوْعُ الثَّانِي فِيمَا يَحْدُثُ فِي الْبَدَنِ مِنَ الْأَجْزَاءِ

- ‌كِتَابُ أَسْرَارِ الصَّلَاةِ وَمُهِمَّاتِهَا

- ‌فَضِيلَةُ الْأَذَانِ:

- ‌فَضِيلَةُ الْمَكْتُوبَةِ:

- ‌فَضِيلَةُ إِتْمَامِ الْأَرْكَانِ:

- ‌فَضِيلَةُ الْجَمَاعَةِ:

- ‌فَضِيلَةُ السُّجُودِ:

- ‌وُجُوبُ الْخُشُوعِ:

- ‌فَضِيلَةُ الْمَسْجِدِ وَمَوْضِعُ الصَّلَاةِ:

- ‌أَعْمَالُ الصَّلَاةِ الظَّاهِرَةِ:

- ‌الْقِرَاءَةُ:

- ‌الرُّكُوعُ وَلَوَاحِقُهُ:

- ‌السُّجُودُ:

- ‌التَّشَهُّدُ:

- ‌الْمَنْهِيَّاتُ:

- ‌تَمْيِيزُ الْفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ:

- ‌بَيَانُ الشُّرُوطِ الْبَاطِنَةِ مِنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ

- ‌اشْتِرَاطُ الْخُشُوعِ وَحُضُورِ الْقَلْبِ:

- ‌بَيَانُ الْمَعَانِي الْبَاطِنَةِ الَّتِي بِهَا تَتَمَيَّزُ حَيَاةُ الصَّلَاةِ

- ‌بَيَانُ الدَّوَاءِ النَّافِعِ فِي حُضُورِ الْقَلْبِ

- ‌بَيَانُ تَفْصِيلِ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَحْضُرَ فِي الْقَلْبِ عِنْدَ كُلِّ رُكْنٍ وَشَرْطٍ مِنْ أَعْمَالِ الصَّلَاةِ:

- ‌ الطَّهَارَةُ:

- ‌ سَتْرُ الْعَوْرَةِ:

- ‌ الِاسْتِقْبَالُ:

- ‌ الِاعْتِدَالُ قَائِمًا:

- ‌ النِّيَّةُ:

- ‌ التَّكْبِيرُ:

- ‌ دُعَاءُ الِاسْتِفْتَاحِ:

- ‌ دَوَامُ الْقِيَامِ:

- ‌ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ:

- ‌ التَّشَهُّدُ:

- ‌الْإِمَامَةُ:

- ‌وَأَمَّا وَظَائِفُ الْقِرَاءَةِ فَثَلَاثٌ:

- ‌وَأَمَّا وَظَائِفُ الْأَرْكَانِ فَثَلَاثَةٌ:

- ‌وَأَمَّا وَظَائِفُ التَّحَلُّلِ فَثَلَاثٌ:

- ‌فَضْلُ الْجُمْعَةِ وَآدَابُهَا:

- ‌مَسَائِلُ مُتَفَرِّقَةٌ يُحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِهَا

- ‌مَسْأَلَةٌ:

- ‌‌‌‌‌‌‌مَسْأَلَةٌ:

- ‌‌‌‌‌مَسْأَلَةٌ:

- ‌‌‌مَسْأَلَةٌ:

- ‌مَسْأَلَةٌ:

- ‌بَيَانُ نَوَافِلِ الْعِبَادَاتِ

- ‌الْأَوْقَاتُ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ:

- ‌مَا يُقْضَى مِنَ النَّوَافِلِ:

- ‌كِتَابُ أَسْرَارِ الزَّكَاةِ

- ‌أَدَاءُ الزَّكَاةِ وَشُرُوطُهَا:

- ‌سِرُّ كَوْنِ الزَّكَاةِ مِنْ مَبَانِي الْإِسْلَامِ:

- ‌الْمَعْنَى الْأَوَّلُ:

- ‌الْمَعْنَى الثَّانِي:

- ‌الْمَعْنَى الثَّالِثُ:

- ‌وَظَائِفُ الْمُزَكِّي:

- ‌[الْوَظِيفَةُ الْأُولَى]

- ‌[الثَّانِيَةُ] :

- ‌[الثَّالِثَةُ] :

- ‌[الرَّابِعَةُ] :

- ‌[الْخَامِسَةُ] :

- ‌[السَّادِسَةُ] :

- ‌[السَّابِعَةُ] :

- ‌[الثَّامِنَةُ] :

- ‌مَصَارِفُ الزَّكَاةِ وَأَصْنَافُ قَابِضِيهَا:

- ‌الصِّنْفُ الْأَوَّلُ: الْفُقَرَاءُ

- ‌الصِّنْفُ الثَّانِي: الْمَسَاكِينُ

- ‌الصِّنْفُ الثَّالِثُ: الْعَامِلُونَ

- ‌الصِّنْفُ الرَّابِعُ: الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ

- ‌الصِّنْفُ الْخَامِسُ: الْأَرِقَّاءُ

- ‌الصِّنْفُ السَّادِسُ: الْغَارِمُونَ

- ‌الصِّنْفُ السَّابِعُ: الْغُزَاةُ

- ‌الصِّنْفُ الثَّامِنُ: ابْنُ السَّبِيلِ

- ‌وَظَائِفُ الْقَابِضِ وَهِيَ أَرْبَعٌ:

- ‌فَضِيلَةُ الصَّدَقَةِ:

- ‌وُجُوبُ فَضْلِ إِخْفَاءِ الصَّدَقَةِ:

- ‌كِتَابُ أَسْرَارِ الصَّوْمِ

- ‌الْوَاجِبَاتُ وَالسُّنَنُ الظَّاهِرَةُ وَاللَّوَازِمُ بِإِفْسَادِهِ

- ‌وَأَمَّا لَوَازِمُ الْإِفْطَارِ فَأَرْبَعَةٌ

- ‌أَنْوَاعُ الصَّوْمِ وَدَرَجَاتُهُ:

- ‌التَّطَوُّعُ بِالصِّيَامِ:

- ‌كِتَابُ أَسْرَارِ الْحَجِّ

- ‌[الْبَابُ الْأَوَّلُ] فَضَائِلُ الْحَجِّ وَفَضِيلَةُ الْبَيْتِ وَمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِوَشَدِّ الرِّحَالِ إِلَى الْمَسْجِدِ

- ‌شُرُوطُ وُجُوبِ الْحَجِّ وَصِحَّةُ أَرْكَانِهِ وَوَاجِبَاتُهُ وَمَحْظُورَاتُهُ

- ‌ الْأَرْكَانُ الَّتِي لَا يَصِحُّ الْحَجُّ دُونَهَا

- ‌وَأَمَّا وُجُوهُ أَدَاءِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَثَلَاثَةٌ:

- ‌[الْبَابُ الثَّانِي] تَرْتِيبُ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مِنْ أَوَّلِ السَّفَرِ إِلَى الرُّجُوعِ

- ‌الْجُمْلَةُ الْأُولَى فِي السَّيْرِ:

- ‌الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ فِي آدَابِ الْإِحْرَامِ مِنَ الْمِيقَاتِ إِلَى دُخُولِ مَكَّةَ:

- ‌الْجُمْلَةُ الثَّالِثَةُ فِي آدَابِ دُخُولِ مَكَّةَ إِلَى الطَّوَافِ

- ‌الْجُمْلَةُ الرَّابِعَةُ فِي الطَّوَافِ:

- ‌الْجُمْلَةُ الْخَامِسَةُ فِي السَّعْيِ:

- ‌الْجُمْلَةُ السَّادِسَةُ فِي الْوُقُوفِ وَمَا قَبْلَهُ:

- ‌الْجُمْلَةُ السَّابِعَةُ فِي بَقِيَّةِ أَعْمَالِ الْحَجِّ:

- ‌الْجُمْلَةُ الثَّامِنَةُ فِي صِفَةِ الْعُمْرَةِ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى طَوَافِ الْوَدَاعِ:

- ‌الْجُمْلَةُ التَّاسِعَةُ فِي طَوَافِ الْوَدَاعِ:

- ‌الْجُمْلَةُ الْعَاشِرَةُ فِي زِيَارَةِ الْمَدِينَةِ وَآدَابِهَا:

- ‌الْبَابُ الثَّالِثُ فِي الْآدَابِ الدَّقِيقَةِ وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ

- ‌دَقَائِقُ الْآدَابِ - وَهِيَ سَبْعَةٌ

- ‌كِتَابُ آدَابِ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ

- ‌فَضْلُ الْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ وَذَمُّ الْمُقَصِّرِينَ فِي تِلَاوَتِهِ:

- ‌ظَاهِرُ آدَابِ التِّلَاوَةِ:

- ‌الْأَدَبُ الْأَوَّلُ فِي حَالِ الْقَارِئِ:

- ‌الثَّانِي فِي مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ:

- ‌الثَّالِثُ: التَّرْتِيلُ:

- ‌الرَّابِعُ الْبُكَاءُ:

- ‌الْخَامِسُ: أَنْ يُرَاعِيَ حَقَّ الْآيَاتِ

- ‌السَّابِعُ: الْإِسْرَارُ بِالْقِرَاءَةِ

- ‌الثَّامِنُ: تَحْسِينُ الْقِرَاءَةِ

- ‌أَعْمَالُ الْبَاطِنِ فِي التِّلَاوَةِ وَهِيَ سَبْعَةٌ:

- ‌كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌(فَضِيلَةُ الذِّكْرِ)

- ‌فَضِيلَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ:

- ‌فَضِيلَةُ التَّهْلِيلِ:

- ‌فَضِيلَةُ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَبَقِيَّةِ الْأَذْكَارِ:

- ‌سِرُّ فَضِيلَةِ الذِّكْرِ:

- ‌فَضِيلَةُ الدُّعَاءِ:

- ‌آدَابُ الدُّعَاءِ:

- ‌فَضِيلَةُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَضِيلَةُ الِاسْتِغْفَارِ

- ‌آدَابُ النَّوْمِ:

- ‌بَيَانُ أَنَّ الْأَوْرَادَ لِلْمُتَجَرِّدِ لِلْعِبَادَةِ:

- ‌‌‌فَضِيلَةُ قِيَامِ اللَّيْلِ:

- ‌فَضِيلَةُ قِيَامِ اللَّيْلِ:

- ‌الْأَسْبَابُ الْمُسَهِّلَةُ لِقِيَامِ اللَّيْلِ

- ‌بَيَانُ لَذَّةِ الْمُنَاجَاةِ عَقْلًا وَنَقْلًا

- ‌كِتَابُ آدَابِ الْأَكْلِ وَالدَّعْوَةِ وَالضِّيَافَةِ

- ‌بَيَانُ مَا لَا بُدَّ لِلْآكِلِ مِنْ مُرَاعَاتِهِ

- ‌الْقِسْمُ الْأَوَّلُ فِي الْآدَابِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَى الْأَكْلِ وَهِيَ خَمْسَةٌ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي فِي آدَابِهِ حَالَةُ الْأَكْلِ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّالِثُ مَا يُسْتَحَبُّ بَعْدَ الطَّعَامِ:

- ‌آدَابُ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الْأَكْلِ وَهِيَ سَبْعَةٌ:

- ‌فَضْلُ تَقْدِيمِ الطَّعَامِ إِلَى الزَّائِرِينَ وَآدَابُهُ

- ‌وَأَمَّا آدَابُ التَّقْدِيمِ:

- ‌بَيَانُ مَا يَخُصُّ الدَّعْوَةَ وَالضِّيَافَةَ

- ‌فَضِيلَةُ الضِّيَافَةِ:

- ‌وَأَمَّا إِحْضَارُ الطَّعَامِ فَلَهُ آدَابٌ خَمْسَةٌ:

- ‌فَأَمَّا الِانْصِرَافُ فَلَهُ ثَلَاثَةُ آدَابٍ:

- ‌آدَابٌ مُتَفَرِّقَةٌ:

- ‌تَتِمَّةٌ:

- ‌كِتَابُ آدَابِ النِّكَاحِ

- ‌(التَّرْغِيبُ فِيهِ)

- ‌وَأَمَّا فَوَائِدُ النِّكَاحِ:

- ‌مَا يُرَاعَى مِنْ أَحْوَالِ الْمَرْأَةِ:

- ‌آدَابُ الْمُعَاشَرَةِ بَعْدَ الْعَقْدِ إِلَى الْفِرَاقِوَالنَّظَرُ فِيمَا عَلَى الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ

- ‌الْأَدَبُ الْأَوَّلُ: الْوَلِيمَةُ

- ‌الْأَدَبُ الثَّانِي: حُسْنُ الْخُلُقِ مَعَهُنَّ

- ‌الْمُدَاعَبَةِ وَالْمَزْحِ وَالْمُلَاعَبَةِ

- ‌الرَّابِعُ: أَنْ لَا يَنْبَسِطَ فِي الدُّعَابَةِ

- ‌الْخَامِسُ: الِاعْتِدَالُ فِي الْغَيْرَةِ

- ‌السَّادِسُ: الِاعْتِدَالُ فِي النَّفَقَةِ

- ‌السَّابِعُ: أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمُتَزَوِّجُ مِنْ عِلْمِ الْحَيْضِ وَأَحْكَامِهِ مَا يَحْتَرِزُ بِهِ الِاحْتِرَازَ الْوَاجِبَ

- ‌الثَّامِنُ: إِذَا كَانَ لَهُ نِسْوَةٌ فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْدِلَ بَيْنَهُنَّ

- ‌التَّاسِعُ: التَّأْدِيبُ فِي النُّشُوزِ

- ‌الْعَاشِرُ فِي آدَابِ الْجِمَاعِ:

- ‌وَمِنَ الْآدَابِ أَنْ لَا يَعْزِلَ

- ‌الْحَادِيَ عَشَرَ فِي آدَابِ الْوِلَادَةِ

- ‌الثَّانِي عَشَرَ فِي الطَّلَاقِ:

- ‌حُقُوقُ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ

- ‌كِتَابُ آدَابِ الْكَسْبِ وَالْمَعَاشِ

- ‌فَضْلُ الْكَسْبِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ:

- ‌بَيَانُ الْعَدْلِ وَاجْتِنَابُ الظُّلْمِ فِي الْمُعَامَلَةِ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي مَا يَخُصُّ ضَرَرُهُ الْمُعَامِلَ:

- ‌الْإِحْسَانُ فِي الْمُعَامَلَةِ:

- ‌ وَيَنَالُ الْمُعَامِلُ رُتْبَةَ الْإِحْسَانِ بِوَاحِدٍ مِنْ سِتَّةِ أُمُورٍ:

- ‌شَفَقَةُ التَّاجِرِ عَلَى دِينِهِ:

- ‌كِتَابُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ

- ‌فَضِيلَةُ الْحَلَالِ وَمَذَمَّةُ الْحَرَامِ:

- ‌أَصْنَافُ الْحَلَالِ وَمَدَاخِلُهُ:

- ‌الْقِسْمُ الْأَوَّلُ:

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي:

- ‌دَرَجَاتُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ:

- ‌مَرَاتِبُ الشُّبُهَاتِ:

- ‌ الْبَحْثُ وَالسُّؤَالُ فِي الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ:

- ‌كَيْفِيَّةُ خُرُوجِ التَّائِبِ مِنَ الْمَظَالِمِ الْمَالِيَّةِ:

- ‌كِتَابُ آدَابِ الْأُلْفَةِ وَالْأُخُوَّةِ وَالصُّحْبَةِوَالْمُعَاشَرَةِ مَعَ أَصْنَافِ الْخَلْقِ

- ‌فَضِيلَةُ الْأُلْفَةِ وَالْأُخُوَّةِ:

- ‌تَحْقِيقُ الْمَحَبَّةِ فِي اللَّهِ:

- ‌بَيَانُ الْبُغْضِ فِي اللَّهِ:

- ‌الصِّفَاتُ الْمَشْرُوطَةُ فِيمَنْ تَخْتَارُ صُحْبَتَهُ

- ‌حُقُوقُ الْأُخُوَّةِ وَالصُّحْبَةِ:

- ‌الْحَقُّ الْأَوَّلُ فِي الْمَالِ:

- ‌الْحَقُّ الثَّانِي فِي الْإِعَانَةِ بِالنَّفْسِ

- ‌الْحَقُّ الثَّالِثُ فِي اللِّسَانِ:

- ‌ بِالسُّكُوتِ

- ‌(بَحْثُ سُوءِ الظَّنِّ)

- ‌الْحَقُّ الرَّابِعُ عَلَى اللِّسَانِ بِالنُّطْقِ

- ‌الْحَقُّ الْخَامِسُ الْعَفْوُ عَنِ الزَّلَّاتِ وَالْهَفَوَاتِ:

- ‌الْحَقُّ السَّادِسُ الدُّعَاءُ لِلْأَخِ:

- ‌الْحَقُّ السَّابِعُ الْوَفَاءُ وَالْإِخْلَاصُ:

- ‌الْحَقُّ الثَّامِنُ التَّخْفِيفُ وَتَرْكُ التَّكَلُّفِ وَالتَّكْلِيفِ:

- ‌خَاتِمَةٌ فِي جُمْلَةٍ مِنْ آدَابِ الْمَعِيشَةِ وَالْمُجَالَسَةِ مَعَ أَصْنَافِ الْخَلْقِ:

- ‌بَيَانُ حَقِّ الْمُسْلِمِ وَالرَّحِمِ وَالْجِوَارِ

- ‌حُقُوقُ الْمُسْلِمِ:

- ‌ أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ

- ‌ أَنْ لَا يُؤْذِيَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِفِعْلٍ وَلَا قَوْلٍ

- ‌ أَنْ يَتَوَاضَعَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَلَا يَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ

- ‌ أَنْ لَا يَسْمَعَ بَلَاغَاتِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَا يُبَلِّغَ بَعْضَهُمْ مَا يَسْمَعُ مِنْ بَعْضٍ

- ‌ أَنْ لَا يَزِيدَ فِي الْهَجْرِ لِمَنْ يَعْرِفُهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ

- ‌ أَنْ يُحْسِنَ إِلَى كُلِّ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ

- ‌ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ إِلَّا بِإِذْنِهِ

- ‌ أَنْ يُخَالِقَ الْجَمِيعَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ

- ‌ أَنْ يُوَقِّرَ الْمَشَايِخَ وَيَرْحَمَ الصِّبْيَانَ

- ‌ أَنْ يَكُونَ مَعَ كَافَّةِ الْخَلْقِ مُسْتَبْشِرًا طَلْقَ الْوَجْهِ رَقِيقًا

- ‌ أَنْ لَا يَعِدَ مُسْلِمًا بِوَعْدٍ إِلَّا وَيَفِيَ بِهِ

- ‌ أَنْ يُنْصِفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌ أَنْ يَزِيدَ فِي تَوْقِيرِ مَنْ تَدُلُّ هَيْئَتُهُ وَثِيَابُهُ عَلَى عُلُوِّ مَنْزِلَتِهِ

- ‌ أَنْ يُصْلِحَ ذَاتَ الْبَيْنِ

- ‌ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ

- ‌ أَنْ يَتَّقِيَ مَوَاضِعَ التُّهَمِ

- ‌ أَنْ يَشْفَعَ لِكُلِّ مِنْ لَهُ حَاجَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

- ‌ أَنْ يَبْدَأَ مَنْ يَلْقَى بِالسَّلَامِ قَبْلَ الْكَلَامِ

- ‌ أَنْ يَصُونَ عِرْضَ أَخِيهِ

- ‌ تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ

- ‌ أَنَّهُ إِذَا بُلِيَ بِذِي شَرٍّ فَيَنْبَغِي أَنْ يُجَامِلَهُ وَيَتَّقِيَهُ

- ‌ أَنْ يَخْتَلِطَ بِالْمَسَاكِينِ وَيُحْسِنَ إِلَى الْأَيْتَامِ

- ‌ النَّصِيحَةُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَالْجُهْدُ فِي إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى قَلْبِهِ

- ‌ أَنْ يَعُودَ مَرْضَاهُمْ

- ‌ أَنْ يُشَيِّعَ جَنَائِزَهُمْ

- ‌ أَنْ يَزُورَ قُبُورَهُمْ

- ‌حُقُوقُ الْجِوَارِ

- ‌حُقُوقُ الْأَقَارِبِ وَالرَّحِمِ:

- ‌حُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْوَلَدِ:

- ‌كِتَابُ الْعُزْلَةِ وَالْمُخَالَطَةِ

- ‌ فَوَائِدُ الْمُخَالَطَةِ

- ‌النَّفْعُ

- ‌التَّأْدِيبُ

- ‌وَالتَّأَدُّبُ

- ‌ الْعِلْمُ وَالتَّعْلِيمُ:

- ‌ الِانْتِفَاعُ بِالنَّاسِ:

- ‌ الِاسْتِئْنَاسُ وَالْإِينَاسُ:

- ‌ نَيْلُ الثَّوَابِ:

- ‌ إِنَالَةُ الثَّوَابِ:

- ‌ التَّوَاضُعُ:

- ‌ التَّجَارِبُ:

- ‌كِتَابُ آدَابِ السَّفَرِ

- ‌الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: السَّفَرُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ

- ‌الْقِسْمُ الثَّانِي: أَنْ يُسَافِرَ لِأَجْلِ الْعِبَادَةِ مِنْ حَجٍّ أَوْ جِهَادٍ

- ‌الْقِسْمُ الثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ السَّفَرُ لِلْهَرَبِ مِنْ سَبَبٍ مُشَوِّشٍ لِلدِّينِ

- ‌آدَابُ الْمُسَافِرِ مِنْ أَوَّلِ نُهُوضِهِ إِلَى آخِرِ رُجُوعِهِ

- ‌مَا لَا بُدَّ لِلْمُسَافِرِ مِنْ تَعَلُّمِهِ مِنْ رُخَصِ السَّفَرِ

- ‌كِتَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌وُجُوبُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَفَضِيلَتُهُ وَالْمَذَمَّةُ فِي إِهْمَالِهِ

- ‌الشُّرُوطُ الَّتِي بِهَا يَتَحَقَّقُ التَّصَدِّي لِلْإِنْكَارِ:

- ‌دَرَجَاتُ الْقِيَامِ بِالْإِنْكَارِ:

- ‌آدَابُ الْقَائِمِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ

- ‌الْمُنْكَرَاتُ الْمَأْلُوفَةُ فِي الْعَادَاتِ

- ‌مُنْكَرَاتُ الْمَسَاجِدِ:

- ‌مُنْكَرَاتُ الشَّوَارِعِ:

- ‌مُنْكَرَاتُ الْحَمَّامَاتِ:

- ‌مُنْكَرَاتُ الضِّيَافَةِ:

- ‌الْمُنْكَرَاتُ الْعَامَّةُ:

- ‌كِتَابُ الْآدَابِ النَّبَوِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِ الْمُحَمَّدِيَّةِ

- ‌بَيَانُ تَأْدِيبِ اللَّهِ تَعَالَى صَفِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ:

- ‌بَيَانُ جُمَلٍ مِنْ مَحَاسِنِ أَخْلَاقِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

- ‌بَيَانُ جُمْلَةٍ أُخْرَى مِنْ آدَابِهِ وَأَخْلَاقِهِ:

- ‌بَيَانُ كَلَامِهِ وَضَحِكِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

- ‌أَخْلَاقُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ:

- ‌أَخْلَاقُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي اللِّبَاسِ:

- ‌عَفْوُهُ صلى الله عليه وسلم مَعَ الْقُدْرَةِ:

- ‌إِغْضَاؤُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَمَّا كَانَ يَكْرَهُهُ:

- ‌سَخَاؤُهُ وَجُودُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

- ‌شَجَاعَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَوَاضُعُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

- ‌خِلْقَتُهُ الْكَرِيمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

- ‌شَذْرَةٌ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

- ‌كِتَابُ رِيَاضَةِ النَّفْسِوَتَهْذِيبِ الْأَخْلَاقِ وَمُعَالَجَةِ أَمْرَاضِ الْقَلْبِ

- ‌بَيَانُ فَضِيلَةِ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَمَذَمَّةِ سُوءِ الْخُلُقِ:

- ‌مَا قَالَهُ السَّلَفُ فِي حُسْنِ الْخُلُقِ وَشَرْحِ مَاهِيَّتِهِ:

- ‌بَيَانُ قَبُولِ الْأَخْلَاقِ لِلتَّغْيِيرِ بِطَرِيقِ الرِّيَاضَةِ:

- ‌بَيَانُ السَّبَبِ الَّذِي بِهِ يُنَالُ حُسْنُ الْخُلُقِ عَلَى الْجُمْلَةِ:

- ‌بَيَانُ تَفْصِيلِ الطَّرِيقِ إِلَى تَهْذِيبِ الْأَخْلَاقِ:

- ‌بَيَانُ الطَّرِيقِ الَّذِي يَعْرِفُ بِهِ الْإِنْسَانُ عُيُوبَ نَفْسِهِ:

- ‌بَيَانُ تَمْيِيزِ عَلَامَاتِ حُسْنِ الْخُلُقِ:

- ‌بَيَانُ الطَّرِيقِ فِي رِيَاضَةِ الصِّبْيَانِ فِي أَوَّلِ نُشُوئِهِمْ وَوَجْهُ تَأْدِيبِهِمْ وَتَحْسِينِ أَخْلَاقِهِمْ:

- ‌كِتَابُ آفَاتِ اللِّسَانِ

- ‌بَيَانُ خَطَرِ اللِّسَانِ:

- ‌جُمَلٌ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ

- ‌الْآفَةُ الْأُولَى: الْكَلَامُ فِيمَا لَا يَعْنِي:

- ‌الْآفَةُ الثَّانِيَةُ: فُضُولُ الْكَلَامِ:

- ‌الْآفَةُ الثَّالِثَةُ: الْخَوْضُ فِي الْبَاطِلِ:

- ‌الْآفَةُ الرَّابِعَةُ: الْمِرَاءُ وَالْجِدَالُ:

- ‌الْآفَةُ الْخَامِسَةُ: الْخُصُومَةُ:

- ‌الْآفَةُ السَّادِسَةُ: التَّقَعُّرُ فِي الْكَلَامِ:

- ‌الْآفَةُ السَّابِعَةُ: الْفُحْشُ وَالسَّبُّ وَبَذَاءَةُ اللِّسَانِ:

- ‌الْآفَةُ الثَّامِنَةُ: اللَّعْنُ:

- ‌الْآفَةُ التَّاسِعَةُ: الْغِنَاءُ وَالشِّعْرُ:

- ‌الْآفَةُ الْعَاشِرَةُ: الْمِزَاحُ:

- ‌الْآفَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: السُّخْرِيَةُ وَالِاسْتِهْزَاءُ:

- ‌الْآفَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: إِفْشَاءُ السِّرِّ:

- ‌الْآفَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: الْوَعْدُ الْكَاذِبُ:

- ‌الْآفَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: الْكَذِبُ فِي الْقَوْلِ وَالْيَمِينِ:

- ‌بَيَانُ مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ:

- ‌بَيَانُ الْحَذَرِ مِنَ الْكَذِبِ بِالْمَعَارِيضِ:

- ‌الْآفَةُ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ: الْغِيبَةُ:

- ‌بَيَانُ مَعْنَى الْغِيبَةِ وَحُدُودِهَا:

- ‌الْأَسْبَابُ الْبَاعِثَةُ عَلَى الْغِيبَةِ:

- ‌بَيَانُ الْعِلَاجِ الَّذِي بِهِ يُمْنَعُ اللِّسَانُ عَنِ الْغِيبَةِ:

- ‌بَيَانُ تَحْرِيمِ الْغِيبَةِ بِالْقَلْبِ وَذَلِكَ بِسُوءِ الظَّنِّ:

- ‌ ثَمَرَاتِ سُوءِ الظَّنِّ:

- ‌بَيَانُ الْأَعْذَارِ الْمُرَخِّصَةِ فِي الْغِيبَةِ:

- ‌بَيَانُ كَفَّارَةِ الْغِيبَةِ:

- ‌الْآفَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: النَّمِيمَةُ:

- ‌الْآفَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: كَلَامُ ذِي الْوَجْهَيْنِ:

- ‌الْآفَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: الْمَدْحُ:

- ‌الْآفَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: الْخَطَأُ فِي دَقَائِقَ لَفْظِيَّةٍ:

- ‌الْآفَةُ الْعِشْرُونَ: سُؤَالُ الْعَوَامِّ عَنِ الْغَوَامِضِ:

- ‌كِتَابُ ذَمِّ الْغَضَبِ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ

- ‌دَرَجَاتُ النَّاسِ مَعَ الْغَضَبِ:

- ‌زَوَالُ الْغَضَبِ بِالرِّيَاضَةِ وَغَيْرِهَا:

- ‌بَيَانُ الْأَسْبَابِ الْمُهَيِّجَةِ لِلْغَضَبِ:

- ‌بَيَانُ عِلَاجِ الْغَضَبِ بَعْدَ هَيَجَانِهِ:

- ‌فَضِيلَةُ كَظْمِ الْغَيْظِ:

- ‌فَضِيلَةُ الْحِلْمِ:

- ‌بَيَانُ الْقَدْرِ الَّذِي يَجُوزُ بِهِ الِانْتِصَارُ مِنَ الْكَلَامِ:

- ‌مَعْنَى الْحِقْدِ وَنَتَائِجُهُ الْوَخِيمَةُ وَفَضِيلَةُ الرِّفْقِ:

- ‌فَضِيلَةُ الْعَفْوِ وَالْإِحْسَانِ:

- ‌فَضِيلَةُ الرِّفْقِ:

- ‌ذَمُّ الْحَسَدِ:

- ‌حَقِيقَةُ الْحَسَدِ وَحُكْمُهُ وَأَقْسَامُهُ:

- ‌أَسْبَابُ الْحَسَدِ:

- ‌بَيَانُ الدَّوَاءِ الَّذِي يَنْفِي مَرَضَ الْحَسَدِ عَنِ الْقَلْبِ:

- ‌كِتَابُ ذَمِّ الدُّنْيَا

- ‌بَيَانُ الدُّنْيَا الْمَذْمُومَةِ:

- ‌بَيَانُ حَقِيقَةِ الدُّنْيَا فِي نَفْسِهَا

- ‌كِتَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ وَذَمِّ الْمَالِ

- ‌بَيَانُ ذَمِّ الْمَالِ وَكَرَاهَةِ حُبِّهِ:

- ‌بَيَانُ مَدْحِ الْمَالِ وَالْجَمْعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الذَّمِّ:

- ‌بَيَانُ تَفْصِيلِ آفَاتِ الْمَالِ وَفَوَائِدِهِ

- ‌بَيَانُ ذَمِّ الْحِرْصِ وَالطَّمَعِ وَمَدْحِ الْقَنَاعَةِ وَالِاقْتِصَادِ:

- ‌بَيَانُ فَضِيلَةِ السَّخَاءِ

- ‌بَيَانُ ذَمِّ الْبُخْلِ:

- ‌بَيَانُ الْإِيثَارِ وَفَضْلُهُ:

- ‌بَيَانُ حَدِّ السَّخَاءِ وَالْبُخْلِ وَحَقِيقَتُهُمَا:

- ‌بَيَانُ عِلَاجِ الْبُخْلِ:

- ‌كِتَابُ ذَمِّ الْجَاهِ وَالرِّيَاءِ

- ‌بَيَانُ الْحَدِّ الَّذِي يُبَاحُ فِيهِ الْجَاهُ:

- ‌سَبَبُ حُبِّ الْمَدْحِ وَبُغْضِ الذَّمِّ:

- ‌لِحُبِّ الْمَدْحِ وَالْتِذَاذِ الْقَلْبِ بِهِ أَسْبَابٌ:

- ‌بَيَانُ عِلَاجِ حُبِّ الْجَاهِ:

- ‌بَيَانُ وَجْهِ الْعِلَاجِ لِحُبِّ الْمَدْحِ وَكَرَاهَةِ الذَّمِّ:

- ‌بَيَانُ عِلَاجِ كَرَاهَةِ الذَّمِّ:

- ‌بَيَانُ ذَمِّ الرِّيَاءِ:

- ‌بَيَانُ حَقِيقَةِ الرِّيَاءِ وَجَوَامِعِ مَا يُرَاءَى بِهِ:

- ‌حُكْمُ الرِّيَاءِ:

- ‌دَرَجَاتُ الرِّيَاءِ:

- ‌بَيَانُ الْمُرَاءَى لِأَجْلِهِ:

- ‌بَيَانُ الرِّيَاءِ الْخَفِيِّ الَّذِي هُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ:

- ‌بَيَانُ مَا يُحْبِطُ الْعَمَلَ مِنَ الرِّيَاءِ وَمَا لَا يُحْبِطُ:

- ‌بَيَانُ دَوَاءِ الرِّيَاءِ وَطَرِيقِ مُعَالَجَةِ الْقَلْبِ فِيهِ:

- ‌بَيَانُ الرُّخْصَةِ فِي قَصْدِ إِظْهَارِ الطَّاعَاتِ:

- ‌بَيَانُ الْخَطَأِ فِي تَرْكِ الطَّاعَاتِ خَوْفًا مِنَ الرِّيَاءِ:

- ‌بَيَانُ مَا عَلَى الْمُرِيدِ قَبْلَ الْعَمَلِ وَبَعْدَهُ وَفِيهِ:

- ‌كِتَابُ ذَمِّ الْكِبْرِ وَالْعُجْبِ

- ‌مَا وَرَدَ فِي ذَمِّ الْكِبْرِ:

- ‌بَيَانُ حَقِيقَةِ الْكِبْرِ وَآفَتِهِ:

- ‌بَيَانُ مَا بِهِ التَّكَبُّرُ:

- ‌الْأَوَّلُ: الْعِلْمُ

- ‌الثَّانِي الْعَمَلُ وَالْعِبَادَةُ:

- ‌الثَّالِثُ: التَّكَبُّرُ بِالْحَسَبِ وَالنَّسَبِ

- ‌الرَّابِعُ: التَّفَاخُرُ بِالْجَمَالِ

- ‌الْخَامِسُ: الْكِبْرُ بِالْمَالِ

- ‌السَّادِسُ: الْكِبْرُ بِالْقُوَّةِ وَشِدَّةِ الْبَطْشِ

- ‌السَّابِعُ: التَّكَبُّرُ بِالْأَتْبَاعِ وَالْأَنْصَارِ وَالْعَشِيرَةِ وَالْأَقَارِبِ

- ‌بَيَانُ أَخْلَاقِ الْمُتَوَاضِعِينَ وَمَجَامِعِ مَا يَظْهَرُ فِيهِ أَثَرُ التَّوَاضُعِ وَالتَّكَبُّرِ:

- ‌بَيَانُ الطَّرِيقِ فِي مُعَالَجَةِ الْكِبْرِ وَاكْتِسَابِ التَّوَاضُعِ:

- ‌بَيَانُ غَايَةِ الرِّيَاضَةِ فِي خُلُقِ التَّوَاضُعِ:

- ‌بَيَانُ ذَمِّ الْعُجْبِ وَآفَاتِهِ:

- ‌بَيَانُ عِلَاجِ الْعُجْبِ عَلَى الْجُمْلَةِ:

- ‌بَيَانُ أَقْسَامِ مَا بِهِ الْعُجْبُ وَتَفْصِيلُ عِلَاجِهِ:

- ‌كِتَابُ ذَمِّ الْغُرُورِ

- ‌بَيَانُ ذَمِّ الْغُرُورِ وَحَقِيقَتِهِ:

- ‌بَيَانُ الْغَلَطِ فِي تَسْمِيَةِ التَّمَنِّي وَالْغُرُورِ رَجَاءً:

- ‌مَوْضِعُ الرَّجَاءِ الْمَحْمُودِ:

- ‌بَيَانُ بَعْضِ أَصْنَافِ الْمُغْتَرِّينَ:

- ‌فَمِنْهُمْ فِرْقَةٌ

- ‌وَفِرْقَةٌ أُخْرَى

- ‌‌‌وَفِرْقَةٌ

- ‌وَفِرْقَةٌ

- ‌غُرُورُ أَرْبَابِ الْعِبَادَةِ وَهُمْ فِرَقٌ عَدِيدَةٌ:

- ‌غُرُورُ الْمُتَصَوِّفَةِ وَهُمْ فِرَقٌ كَثِيرَةٌ:

- ‌غُرُورُ أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ:

- ‌بِمَ يَنْجُو الْعَبْدُ مِنَ الْغُرُورِ

- ‌كِتَابُ التَّوْبَةِ

- ‌حَقِيقَةُ التَّوْبَةِ:

- ‌بَيَانُ وُجُوبِ التَّوْبَةِ وَفَضْلُهَا:

- ‌وُجُوبُ التَّوْبَةِ عَلَى الْفَوْرِ وَعَلَى الدَّوَامِ:

- ‌بَيَانُ أَنَّ التَّوْبَةَ الصَّحِيحَةَ مَقْبُولَةٌ:

- ‌انْقِسَامُ الذُّنُوبِ إِلَى صَغَائِرَ وَكَبَائِرَ:

- ‌بَيَانُ مَا تَعْظُمُ بِهِ الصَّغَائِرُ مِنَ الذُّنُوبِ:

- ‌تَمَامُ التَّوْبَةِ وَشُرُوطُهَا وَدَوَامُهَا

- ‌أَقْسَامُ الْعِبَادِ فِي دَوَامِ التَّوْبَةِ

- ‌مَا يَفْعَلُهُ التَّائِبُ بَعْدَ الذَّنْبِ

- ‌دَوَاءُ التَّوْبَةِ وَطَرِيقُ الْعِلَاجِ لِحَلِّ عُقْدَةِ الْإِصْرَارِ

- ‌كِتَابُ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ

- ‌فَضِيلَةُ الصَّبْرِ

- ‌حَقِيقَةُ الصَّبْرِ وَأَقْسَامُهُ:

- ‌بَيَانُ مَظَانِّ الْحَاجَةِ إِلَى الصَّبْرِ

- ‌دَوَاءُ الصَّبْرِ وَمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَيْهِ

- ‌بَيَانُ فَضِيلَةِ الشُّكْرِ

- ‌حَقِيقَةُ الشُّكْرِ

- ‌بَيَانُ الشُّكْرِ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌السَّبَبُ الصَّارِفُ لِلْخَلْقِ عَنِ الشُّكْرِ

- ‌مَا يَشْتَرِكُ فِيهِ الصَّبْرُ وَالشُّكْرُ

- ‌كِتَابُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ

- ‌بَيَانُ حَقِيقَةِ الرَّجَاءِ

- ‌بَيَانُ حَقِيقَةِ الْخَوْفِ

- ‌الدَّوَاءُ الَّذِي يُسْتَجْلَبُ بِهِ الْخَوْفُ

- ‌كِتَابُ الْفَقْرِ وَالزُّهْدِ

- ‌فَضِيلَةُ الْفَقْرِ وَالْفُقَرَاءِ وَالرَّاضِينَ الصَّادِقِينَ

- ‌آدَابُ الْفَقِيرِ فِي فَقْرِهِ

- ‌آدَابُ الْفَقِيرِ فِي قَبُولِ الْعَطَاءِ إِذَا جَاءَهُ بِغَيْرِ سُؤَالٍ

- ‌تَحْرِيمُ السُّؤَالِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَآدَابُ الْمُضْطَرِّ إِلَيْهِ

- ‌فَضِيلَةُ الزُّهْدِ وَحَقِيقَتُهُ

- ‌كِتَابُ النِّيَّةِ وَالْإِخْلَاصِ وَالصِّدْقِ

- ‌فَضِيلَةُ النِّيَّةِ:

- ‌تَفْضِيلُ الْأَعْمَالِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالنِّيَّةِ:

- ‌فَضِيلَةُ الْإِخْلَاصِ وَحَقِيقَتُهُ:

- ‌فَضِيلَةُ الصِّدْقِ وَدَرَجَاتُهُ

- ‌كِتَابُ الْمُحَاسَبَةِ وَالْمُرَاقَبَةِ

- ‌بَيَانُ لُزُومِ الْمُحَاسَبَةِ

- ‌بَيَانُ مُشَارَطَةِ النَّفْسِ

- ‌فَضِيلَةُ الْمُرَاقَبَةِ

- ‌حَقِيقَةُ الْمُرَاقَبَةِ

- ‌بَيَانُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ بَعْدَ الْعَمَلِ

- ‌تَوْبِيخُ النَّفْسِ وَمُعَاتَبَتُهَا

- ‌كِتَابُ التَّفَكُّرِ

- ‌فَضِيلَةُ التَّفَكُّرِ

- ‌بَيَانُ مَجَارِي الْفِكْرِ

- ‌بَيَانُ كَيْفِيَّةِ التَّفَكُّرِ فِي خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌آيَةُ الْإِنْسَانِ

- ‌آيَةُ الْأَرْضِ

- ‌آيَةُ أَصْنَافِ الْحَيَوَانَاتِ

- ‌آيَةُ الْبِحَارِ

- ‌آيَةُ الْهَوَاءِ وَعَجَائِبُ الْجَوِّ

- ‌آيَةُ السَّمَاوَاتِ

- ‌كِتَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَمَا بَعْدَهُ

- ‌فَضْلُ ذِكْرِ الْمَوْتِ:

- ‌فَضِيلَةُ قِصَرِ الْأَمَلِ:

- ‌الْمُبَادَرَةُ إِلَى الْعَمَلِ وَحَذَرُ آفَةِ التَّأْخِيرِ:

- ‌بَيَانُ سَكْرَةِ الْمَوْتِ وَالِاعْتِبَارُ بِالْجَنَائِزِ وَزِيَارَةِ الْقُبُورِ:

- ‌بَيَانُ الْمَأْثُورِ عِنْدَ مَوْتِ الْوَلَدِ

- ‌ذِكْرَى مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنَ الْبَرْزَخِ وَأَهْوَالِ الْقِيَامَةِ

- ‌صِفَةُ السُّؤَالِ

- ‌صِفَةُ الْخُصَمَاءِ وَرَدُّ الْمَظَالِمِ

- ‌الْقَوْلُ فِي أَهْوَالِ جَهَنَّمَ وَقَانَا اللَّهُ عَذَابَهَا

- ‌صِفَةُ الْجَنَّةِ وَأَصْنَافُ نَعِيمِهَا

الفصل: ‌بيان الطريق في معالجة الكبر واكتساب التواضع:

غَيْرِ مَذَلَّةٍ، جَوَادٌ مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ، رَقِيقُ الْقَلْبِ.

زَادَتْ «عائشة» رضي الله عنها: «وَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمْتَلِئْ قَطُّ شِبَعًا، وَلَمْ يَبُثَّ إِلَى أَحَدٍ شَكْوَى، وَإِنْ كَانَتِ الْفَاقَةُ لَأَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْيَسَارِ وَالْغِنَى» .

فَمَنْ طَلَبَ التَّوَاضُعَ فَلْيَقْتَدِ بِهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لِنَفْسِهِ بِذَلِكَ فَمَا أَشَدَّ جَهْلَهُ، فَلَقَدْ كَانَ أَعْظَمَ خَلْقِ اللَّهِ مَنْصِبًا فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، فَلَا عِزَّ، وَلَا رِفْعَةَ إِلَّا فِي الِاقْتِدَاءِ بِهِ.

‌بَيَانُ الطَّرِيقِ فِي مُعَالَجَةِ الْكِبْرِ وَاكْتِسَابِ التَّوَاضُعِ:

اعْلَمْ أَنَّ الْكِبْرَ مِنَ الْمُهْلِكَاتِ وَإِزَالَتُهُ فَرْضُ عَيْنٍ، وَلَا يَزُولُ بِمُجَرَّدِ التَّمَنِّي، بَلْ بِالْمُعَالَجَةِ، وَفِي مُعَالَجَتِهِ مَقَامَانِ:

أَحَدُهُمَا: قَلْعُ شَجَرَتِهِ مِنْ مَغْرِسِهَا فِي الْقَلْبِ.

الثَّانِي: دَفْعُ الْعَارِضِ مِنْهُ بِالْأَسْبَابِ الَّتِي قَدْ يُتَكَبَّرُ بِهَا.

الْمَقَامُ الْأَوَّلُ فِي اسْتِئْصَالِ أَصْلِهِ:

عِلَاجُهُ عِلْمِيٌّ وَعَمَلِيٌّ، وَلَا يَتِمُّ الشِّفَاءُ إِلَّا بِمَجْمُوعِهِمَا:

أَمَّا الْعِلْمِيُّ: فَهُوَ أَنْ يَعْرِفَ نَفْسَهُ وَيَعْرِفَ رَبَّهُ تَعَالَى، وَيَكْفِيهِ ذَلِكَ فِي إِزَالَةِ الْكِبْرِ، فَإِنَّهُ مَهْمَا عَرَفَ نَفْسَهُ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَلِيقُ بِهِ إِلَّا التَّوَاضُعُ، وَإِذَا عَرَفَ رَبَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ لَا تَلِيقُ الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ إِلَّا بِاللَّهِ. أَمَّا مَعْرِفَتُهُ رَبَّهُ وَعَظَمَتَهُ وَمَجْدَهُ فَالْقَوْلُ فِيهِ يَطُولُ، وَأَمَّا مَعْرِفَتُهُ نَفْسَهُ فَهُوَ أَيْضًا يَطُولُ وَلَكُنَّا نَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ مَا يَنْفَعُ فِي إِثَارَةِ التَّوَاضُعِ، وَيَكْفِيهِ أَنْ يَعْرِفَ مَعْنَى آيَةٍ وَاحِدَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِمَنْ فُتِحَتْ بَصِيرَتُهُ، قَالَ تَعَالَى:(قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)[عَبَسَ: 17 22] فَقَدْ أَشَارَتِ الْآيَةُ إِلَى أَوَّلِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ وَإِلَى آخِرِ أَمْرِهِ وَإِلَى وَسَطِهِ، فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ ذَلِكَ لِيَفْهَمَ مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ، أَمَّا أَوَّلُ الْإِنْسَانِ فَهُوَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا، وَقَدْ كَانَ فِي حَيِّزِ الْعَدَمِ دُهُورًا، وَأَيُّ شَيْءٍ أَخَسُّ مِنَ الْعَدَمِ، ثُمَّ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ أَقْذَرِ الْأَشْيَاءِ إِذْ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ثُمَّ جَعَلَهُ عَظْمًا ثُمَّ كَسَا الْعَظْمَ لَحْمًا، فَهَذَا بِدَايَةُ وُجُودِهِ، فَمَا صَارَ شَيْئًا مَذْكُورًا إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَخَسِّ الْأَوْصَافِ وَالنُّعُوتِ، إِذْ لَمْ يُخْلَقْ فِي ابْتِدَائِهِ كَامِلًا، بَلْ خَلَقَهُ جَمَادًا مَيِّتًا لَا يَسْمَعُ، وَلَا يُبْصِرُ، وَلَا يُحِسُّ، وَلَا يَتَحَرَّكُ، وَلَا يَنْطِقُ، وَلَا يَبْطِشُ، وَلَا يُدْرِكُ، وَلَا يَعْلَمُ، فَبَدَأَ بِمَوْتِهِ قَبْلَ حَيَاتِهِ، وَبِضَعْفِهِ قَبْلَ قُوَّتِهِ، وَبِجَهْلِهِ قَبْلَ عِلْمِهِ، وَبِعَمَاهُ قَبْلَ بَصَرِهِ، وَبِصَمَمِهِ قَبْلَ سَمْعِهِ، وَبِبَكَمِهِ قَبْلَ نُطْقِهِ، وَبِضَلَالِهِ قَبْلَ هُدَاهُ، وَبِفَقْرِهِ قَبْلَ غِنَاهُ، وَبِعَجْزِهِ قَبْلَ قُدْرَتِهِ، فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ)[عَبَسَ: 18، 19] ثُمَّ امْتَنَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)[عَبَسَ: 20] وَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَيَسَّرَ لَهُ فِي مُدَّةِ حَيَاتِهِ إِلَى الْمَوْتِ. وَإِنَّمَا خَلَقَهُ مِنَ التُّرَابِ الذَّلِيلِ الَّذِي يُوطَأُ بِالْأَقْدَامِ وَالنُّطْفَةِ الْقَذِرَةِ بَعْدَ عَدَمِهَا لِيَعْرِفَ خِسَّةَ ذَاتِهِ فَيَعْرِفَ بِهَا ذَاتَهُ، فَيَعْرِفَ بِهَا نَفْسَهُ، وَإِنَّمَا أَكْمَلَ النِّعْمَةَ عَلَيْهِ لِيَعْرِفَ بِهَا رَبَّهُ وَيَعْلَمَ بِهَا عَظَمَتَهُ وَجَلَالَهُ، وَأَنَّهُ لَا يَلِيقُ الْكِبْرِيَاءُ إِلَّا بِهِ جَلَّ وَعَلَا.

ص: 248

فَمَنْ كَانَ هَذَا بَدْأَهُ وَهَذِهِ أَحْوَالَهُ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ الْبَطَرُ وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ، وَهُوَ عَلَى التَّحْقِيقِ أَضْعَفُ الضُّعَفَاءِ، وَلَكِنَّ هَذِهِ عَادَةُ الْخَسِيسِ إِذَا رُفِعَ مِنْ خِسَّتِهِ شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَتَعَظَّمَ، وَذَلِكَ لِدَلَالَةِ خِسَّةِ أَوَّلِهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

نَعَمْ، لَوْ أَكْمَلَهُ وَفَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ وَأَدَامَ لَهُ الْوُجُودَ بِاخْتِيَارِهِ لَجَازَ أَنْ يَطْغَى وَيَنْسَى الْمَبْدَأَ وَالْمُنْتَهَى، وَلَكِنَّهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ فِي دَوَامِ وُجُودِهِ الْأَمْرَاضَ وَالْآفَاتِ يَهْدِمُ الْبَعْضُ مِنْ أَجْزَائِهِ الْبَعْضَ شَاءَ أَمْ أَبَى، فَيَجُوعُ كُرْهًا وَيَعْطَشُ كُرْهًا، وَيَمْرَضُ كُرْهًا، وَيَمُوتُ كُرْهًا، لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعًا، وَلَا ضَرًّا، وَلَا خَيْرًا، وَلَا شَرًّا.

يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ الشَّيْءَ فَيَجْهَلُهُ، وَيُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَ الشَّيْءَ فَيَنْسَاهُ، وَيُرِيدُ أَنْ يَنْسَى الشَّيْءَ وَيَغْفُلُ عَنْهُ فَلَا يَغْفُلُ عَنْهُ، وَلَا يَأْمَنُ فِي لَحْظَةٍ مِنْ لَيْلِهِ أَوْ نَهَارِهِ أَنْ يُسْلَبَ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ، وَتُفَلَّجَ أَعْضَاؤُهُ، وَيُخْتَلَسَ عَقْلُهُ، وَيُخْتَطَفَ رُوحُهُ، وَيُسْلَبَ جَمِيعَ مَا يَهْوَاهُ فِي دُنْيَاهُ، فَهُوَ مُضْطَرٌّ ذَلِيلٌ، إِنْ تُرِكَ بَقِيَ وَإِنِ اخْتُطِفَ فَنِيَ، عَبْدٌ مَمْلُوكٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَلَا شَيْءٍ مِنْ غَيْرِهِ، فَأَيُّ شَيْءٍ أَذَلُّ مِنْهُ لَوْ عَرَفَ نَفْسَهُ، وَأَنَّى يَلِيقُ الْكِبْرُ بِهِ لَوْلَا جَهْلُهُ، فَهَذَا وَسَطُ أَحْوَالِهِ فَلْيَتَأَمَّلْهُ. وَأَمَّا آخِرُهُ فَهُوَ الْمَوْتُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:(ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)[عَبَسَ: 21 22] وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يُسْلَبُ رُوحَهُ وَسَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَعِلْمَهُ وَقُدْرَتَهُ وَحِسَّهُ وَإِدْرَاكَهُ وَحَرَكَتَهُ فَيَعُودُ جَمَادًا كَمَا كَانَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، لَا يَبْقَى إِلَّا شَكْلُ أَعْضَائِهِ وَصُورَتِهِ، لَا حِسَّ فِيهِ، وَلَا حَرَكَةَ، ثُمَّ يُوضَعُ فِي التُّرَابِ فَيَصِيرُ جِيفَةً مُنْتِنَةً قَذِرَةً، ثُمَّ تَبْلَى أَعْضَاؤُهُ، وَتَتَفَتَّتُ أَجْزَاؤُهُ، وَتَنْخُرُ عِظَامُهُ، وَيَأْكُلُ الدُّودُ أَجْزَاءَهُ فَيَصِيرُ رَوْثًا فِي أَجْوَافِ الدِّيدَانِ وَيَكُونُ جِيفَةً يَهْرُبُ مِنْهُ الْحَيَوَانُ، وَيَسْتَقْذِرُهُ كُلُّ إِنْسَانٍ وَيَهْرُبُ مِنْهُ لِشِدَّةِ الْإِنْتَانِ، وَلَيْتَهُ بَقِيَ كَذَلِكَ فَمَا أَحْسَنَهُ لَوْ تُرِكَ، لَا، بَلْ يُحْيِيهِ بَعْدَ طُولِ الْبِلَى لِيُقَاسِيَ شَدِيدَ الْبَلَا، فَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ بَعْدَ جَمْعِ أَجْزَائِهِ الْمُتَفَرِّقَةِ، وَيَخْرُجُ إِلَى أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ فَيَنْظُرُ إِلَى قِيَامَةٍ قَائِمَةٍ، وَسَمَاءٍ مُشَقَّقَةٍ مُمَزَّقَةٍ، وَأَرْضٍ مُبَدَّلَةٍ، وَجِبَالٍ مُسَيَّرَةٍ، وَنُجُومٍ مُنْكَدِرَةٍ، وَشَمْسٍ مُنْكَسِفَةٍ، وَأَحْوَالٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ، وَجَهَنَّمَ تَزْفِرُ، وَجَنَّةٍ يَنْظُرُ إِلَيْهَا الْمُجْرِمُ فَيَتَحَسَّرُ، وَيَرَى صَحَائِفَ مَنْشُورَةً، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ كِتَابَكَ، فَيَقُولُ:«وَمَا هُوَ» ؟ فَيُقَالُ: كَانَ قَدْ وُكِّلَ بِكَ فِي حَيَاتِكَ الَّتِي كُنْتَ تَتَكَبَّرُ بِنَعِيمِهَا وَتَفْتَخِرُ بِأَسْبَابِهَا مَلَكَانِ رَقِيبَانِ يَكْتُبَانِ عَلَيْكَ مَا تَنْطِقُ بِهِ أَوْ تَعْمَلُهُ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ وَصَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، قَدْ نَسِيتَ ذَلِكَ وَأَحْصَاهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَهَلُمَّ إِلَى الْحِسَابِ، وَاسْتَعِدَّ لِلْجَوَابِ، أَوْ تُسَاقُ إِلَى دَارِ الْعَذَابِ، فَيَنْقَطِعُ قَلْبُهُ فَزَعًا مِنْ هَوْلِ هَذَا الْخِطَابِ قَبْلَ أَنْ تَنْتَشِرَ الصَّحِيفَةُ وَيُشَاهِدَ مَا فِيهَا مِنْ مَخَازِيهِ، فَإِذَا شَاهَدَهُ قَالَ:(يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)[الْكَهْفِ: 49] فَهَذَا آخِرُ أَمْرِهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:(ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)[عَبَسَ: 22] فَمَا لِمَنْ هَذَا حَالُهُ وَالتَّكَبُّرُ وَالتَّعَظُّمُ؟ ، بَلْ مَا لَهُ وَلِلْفَرَحِ فَضْلًا عَنِ الْبَطَرِ؟ فَقَدْ ظَهَرَ لَهُ أَوَّلُ حَالِهِ وَوَسَطُهُ، وَلَوْ ظَهَرَ آخِرُهُ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ تَعَالَى رُبَّمَا اخْتَارَ أَنْ يَصِيرَ مَعَ الْبَهَائِمِ تُرَابًا، وَلَا يَكُونُ إِنْسَانًا يَسْمَعُ خِطَابًا أَوْ يَلْقَى عَذَابًا. فَمَنْ هَذَا حَالُهُ فِي الْعَاقِبَةِ إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ عَلَى شَكٍّ مِنَ الْعَفْوِ فَكَيْفَ يَفْرَحُ وَيَبْطَرُ؟ وَكَيْفَ يَتَكَبَّرُ وَيَتَجَبَّرُ؟ حَقًّا يَكْفِيهِ ذَلِكَ حُزْنًا وَخَوْفًا وَإِشْفَاقًا وَمَهَانَةً وَذُلًّا. فَهَذَا هُوَ الْعِلَاجُ الْعِلْمِيُّ الْقَامِعُ لِأَصْلِ الْكِبْرِ.

وَأَمَّا الْعِلَاجُ الْعَمَلِيُّ: فَهُوَ التَّوَاضُعُ لِلَّهِ بِالْفِعْلِ، وَلِسَائِرِ الْخَلْقِ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَى أَخْلَاقِ

ص: 249

الْمُتَوَاضِعِينَ كَمَا وَصَفْنَاهُ مِنْ شَمَائِلِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ أَحْوَالِ الصَّالِحِينَ، وَلَا يَتِمُّ التَّوَاضُعُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ إِلَّا بِالْعَمَلِ، وَلِذَلِكَ أُمِرَ الْعَرَبُ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِالْإِيمَانِ وَبِالصَّلَاةِ جَمِيعًا، وَقِيلَ: الصَّلَاةُ عِمَادُ الدِّينِ، وَفِي الصَّلَاةِ أَسْرَارٌ لِأَجْلِهَا كَانَتْ عِمَادًا، وَمِنْ جُمْلَتِهَا مَا فِيهَا مِنَ التَّوَاضُعِ بِالْمُثُولِ قَائِمًا وَبِالرُّكُوعِ وَبِالسُّجُودِ، وَقَدْ كَانَ الْعَرَبُ قَدِيمًا يَأْنَفُونَ مِنَ الِانْحِنَاءِ فَكَانَ يَسْقُطُ مِنْ يَدِ الْوَاحِدِ سَوْطُهُ فَلَا يَنْحَنِي لِأَخْذِهِ، وَيَنْقَطِعُ شِرَاكُ نَعْلِهِ فَلَا يُنَكِّسُ رَأْسَهُ لِإِصْلَاحِهِ، فَلَمَّا كَانَ السُّجُودُ عِنْدَهُمْ هُوَ مُنْتَهَى الذِّلَّةِ وَالضَّعَةِ أُمِرُوا بِهِ لِتَنْكَسِرَ بِذَلِكَ خُيَلَاؤُهُمْ وَيَزُولَ كِبْرُهُمْ وَيَسْتَقِرَّ التَّوَاضُعُ فِي قُلُوبِهِمْ. وَبِهِ أُمِرَ سَائِرُ الْخَلْقِ.

الْمَقَامُ الثَّانِي: فِيمَا يَعْرِضُ مِنَ التَّكَبُّرِ بِالْأَسْبَابِ السَّبْعَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ:

ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ ذَمِّ الْجَاهِ أَنَّ الْكَمَالَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ، فَأَمَّا مَا عَدَاهُ مِمَّا يَفْنَى بِالْمَوْتِ فَكَمَالٌ وَهْمِيٌّ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ طَرِيقَ الْعِلَاجِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ فِي جَمِيعِ أَسْبَابِهِ السَّبْعَةِ:

الْأَوَّلُ النَّسَبُ: فَمَنْ يَعْتَرِيهِ الْكِبْرُ مِنْ جِهَةِ النَّسَبِ فَلْيُدَاوِ قَلْبَهُ بِمَعْرِفَةِ أَنَّ هَذَا جَهْلٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ تَعَزَّزَ بِكَمَالِ غَيْرِهِ، وَمَنْ كَانَ خَسِيسًا فَمِنْ أَيْنَ تُجْبَرُ خِسَّتُهُ بِكَمَالِ غَيْرِهِ وَبِمَعْرِفَةِ نَسَبِهِ الْحَقِيقِيِّ أَعْنِي أَبَاهُ وَجَدَّهُ، فَإِنَّ أَبَاهُ الْقَرِيبَ نُطْفَةٌ قَذِرَةٌ، وَجَدَّهُ الْبَعِيدَ تُرَابٌ، وَقَدْ عَرَفَ اللَّهُ تَعَالَى نَسَبَهُ فَقَالَ (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) [السَّجْدَةِ: 7، 8] فَإِذَا كَانَ أَصْلُهُ مِنَ التُّرَابِ وَفَصْلُهُ مِنَ النُّطْفَةِ فَمِنْ أَيْنَ تَأْتِيهِ الرِّفْعَةُ؟ فَهَذَا هُوَ النَّسَبُ الْحَقِيقِيُّ لِلْإِنْسَانِ، وَمَنْ عَرَفَهُ لَا يَتَكَبَّرُ بِالنَّسَبِ.

الثَّانِي الْكِبْرُ بِالْجَمَالِ: وَدَوَاؤُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى بَاطِنِهِ نَظَرَ الْعُقَلَاءِ، وَلَا يَنْظُرَ إِلَى الظَّاهِرِ نَظَرَ الْبَهَائِمِ، وَمَهْمَا نَظَرَ إِلَى بَاطِنِهِ رَأَى مِنَ الْقَبَائِحِ مَا يُكَدِّرُ عَلَيْهِ تَعَزُّزَهُ بِالْجَمَالِ، إِذْ خُلِقَ مِنْ أَقْذَارٍ وَوُكِّلَ بِهِ فِي جَمِيعِ أَجْزَائِهِ الْأَقْذَارُ، وَسَيَمُوتُ فَيَصِيرُ جِيفَةً أَقْذَرَ مِنْ سَائِرِ الْأَقْذَارِ، وَجَمَالُهُ لَا بَقَاءَ لَهُ، بَلْ هُوَ فِي كُلِّ حِينٍ يَتَصَوَّرُ أَنْ يَزُولَ بِمَرَضٍ أَوْ سَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ، فَكَمْ مِنْ وُجُوهٍ جَمِيلَةٍ قَدْ سَمُجَتْ بِهَذِهِ الْأَسْبَابِ. فَمَعْرِفَةُ ذَلِكَ تَنْزِعُ مِنَ الْقَلْبِ دَاءَ الْكِبْرِ بِالْجَمَالِ لِمَنْ أَكْثَرَ تَأَمُّلَهَا.

الثَّالِثُ الْكِبْرُ بِالْقُوَّةِ: وَيَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَعْلَمَ مَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْعِلَلِ وَالْأَمْرَاضِ، وَأَنَّهُ لَوْ تَوَجَّعَ عِرْقٌ وَاحِدٌ فِي يَدِهِ لَصَارَ أَعْجَزَ مِنْ كُلِّ عَاجِزٍ، أَوْ أَنَّ شَوْكَةً لَوْ دَخَلَتْ فِي رِجْلِهِ لَأَعْجَزَتْهُ، وَأَنَّ حُمَّى يَوْمٍ تُحَلِّلُ مِنْ قُوَّتِهِ مَا لَا يَنْجَبِرُ فِي مُدَّةٍ ; فَمَنْ لَا يُطِيقُ شَوْكَةً، وَلَا يُقَاوِمُ بَقَّةً فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْتَخِرَ بِقُوَّتِهِ. ثُمَّ إِنْ قَوِيَ الْإِنْسَانُ فَلَا يَكُونُ أَقْوَى مِنْ حِمَارٍ أَوْ بَقَرَةٍ أَوْ فِيلٍ أَوْ جَمَلٍ، وَأَيُّ افْتِخَارٍ فِي صِفَةٍ يَسْبِقُكَ بِهَا الْبَهَائِمُ.

السَّبَبُ الرَّابِعُ وَالْخَامِسُ الْغِنَى وَكَثْرَةُ الْمَالِ: وَفِي مَعْنَاهُ كَثْرَةُ الْأَتْبَاعِ وَالْأَنْصَارِ، وَالتَّكَبُّرُ بِالْمَنَاصِبِ وَالْوِلَايَاتِ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَكَبُّرٌ بِمَعْنًى خَارِجٍ عَنْ ذَاتِ الْإِنْسَانِ، وَهَذَا أَقْبَحُ أَنْوَاعِ الْكِبْرِ، فَلَوْ ذَهَبَ مَالُهُ أَوِ احْتَرَقَتْ دَارُهُ لَعَادَ ذَلِيلًا، وَكَمْ فِي الْيَهُودِ مَنْ يَزِيدُ عَلَيْهِ فِي الْغِنَى وَالثَّرْوَةِ وَالتَّجَمُّلِ، فَأُفٍّ لِشَرَفٍ يَسْبِقُهُ بِهِ يَهُودِيٌّ، أَوْ يَأْخُذُهُ سَارِقٌ فِي لَحْظَةٍ فَيَعُودُ ذَلِيلًا مُفْلِسًا.

ص: 250

السَّادِسُ الْكِبْرُ بِالْعِلْمِ: وَهُوَ أَعْظَمُ الْآفَاتِ وَعِلَاجُهُ بِأَمْرَيْنِ:

أَحَدُهُمَا أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ آكَدُ، وَأَنَّهُ يُحْتَمَلُ مِنَ الْجَاهِلِ مَا لَا يُحْتَمَلُ عُشْرُهُ مِنَ الْعَالِمِ، فَإِنَّ مَنْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى عَنْ مَعْرِفَةٍ وَعِلْمٍ فَجِنَايَتُهُ أَفْحَشُ وَخَطَرُهُ أَعْظَمُ.

ثَانِيهِمَا: أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ الْكِبْرَ لَا يَلِيقُ إِلَّا بِاللَّهِ عز وجل وَحْدَهُ، وَأَنَّهُ إِذَا تَكَبَّرَ صَارَ مَمْقُوتًا عَنِ اللَّهِ بَغِيضًا، فَهَذَا مِمَّا يُزِيلُ التَّكَبُّرَ وَيَبْعَثُ عَلَى التَّوَاضُعِ. وَإِذَا دَعَتْهُ نَفْسُهُ لِلتَّكَبُّرِ عَلَى فَاسِقٍ أَوْ مُبْتَدِعٍ فَلْيَتَذَكَّرْ مَا سَبَقَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَخَطَايَاهُ لِتَصْغُرَ نَفْسُهُ فِي عَيْنِهِ، وَلِيُلَاحِظَ إِبْهَامَ عَاقِبَتِهِ وَعَاقِبَةِ الْآخَرِ فَلَعَلَّهُ يُخْتَمُ لَهُ بِالسُّوءِ وَلِذَاكَ بِالْحُسْنَى، حَتَّى يَشْغَلَهُ الْخَوْفُ عَنِ التَّكَبُّرِ عَلَيْهِ، وَلَا يَمْنَعُهُ تَرْكُ التَّكَبُّرِ عَلَيْهِ أَنْ يَكْرَهَهُ، وَيَغْضَبَ لِفِسْقِهِ، بَلْ يُبْغِضُهُ وَيَغْضَبُ لِرَبِّهِ إِذْ أَمَرَهُ أَنْ يَغْضَبَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَكَبُّرٍ عَلَيْهِ.

السَّابِعُ: التَّكَبُّرُ بِالْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ: وَذَلِكَ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى الْعِبَادِ، وَسَبِيلُهُ أَنْ يُلْزِمَ قَلْبَهُ التَّوَاضُعَ لِسَائِرِ الْعِبَادِ، قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ:«مَا تَمَّ عَقْلُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ» وَعَدَّ مِنْهَا خَصْلَةً قَالَ: «بِهَا سَادَ مَجْدُهُ، وَبِهَا عَلَا ذِكْرُهُ أَنْ يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ خَيْرًا مِنْهُ، وَإِنَّمَا النَّاسُ عِنْدَهُ فِرْقَتَانِ: فِرْقَةٌ هِيَ أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَرْفَعُ، وَفِرْقَةٌ هِيَ شَرٌّ مِنْهُ وَأَدْنَى، فَهُوَ يَتَوَاضَعُ لِلْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِقَلْبِهِ، وَإِنْ رَأَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ سَرَّهُ ذَلِكَ وَتَمَنَّى أَنْ يَلْحَقَ بِهِ، وَإِنْ رَأَى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ قَالَ: لَعَلَّ هَذَا يَنْجُو وَأَهْلِكُ أَنَا، فَلَا تَرَاهُ إِلَّا خَائِفًا مِنَ الْعَاقِبَةِ، وَيَقُولُ: لَعَلَّ بِرَّ هَذَا بَاطِنٌ فَذَلِكَ خَيْرٌ لَهُ، وَلَا أَدْرِي لَعَلَّ فِيهِ خُلُقًا كَرِيمًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَتُوبَ عَلَيْهِ، وَيَخْتِمَ لَهُ بِأَحْسَنِ الْأَعْمَالِ، وَبِرِّي ظَاهِرٌ فَذَلِكَ شَرٌّ لِي، فَلَا يَأْمَنُ فِيمَا أَظْهَرَهُ مِنَ الطَّاعَةِ أَنْ يَكُونَ دَخَلَهَا الْآفَاتُ فَأَحْبَطَتْهَا» ، قَالَ:«فَحِينَئِذٍ كَمُلَ عَقْلُهُ وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ» .

وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى فَضِيلَةِ هَذَا الْإِشْفَاقِ قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)[الْمُؤْمِنُونَ: 60] أَيْ أَنَّهُمْ يُؤْتُونَ الطَّاعَاتِ وَهُمْ عَلَى وَجَلٍ عَظِيمٍ مِنْ قَبُولِهَا، وَقَالَ تَعَالَى:(إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)[الْمُؤْمِنُونَ: 57] وَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ)[الطُّورِ: 26] .

وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَلَائِكَةَ عليهم السلام مَعَ تَقَدُّسِهِمْ عَنِ الذُّنُوبِ وَمُوَاظَبَتِهِمْ عَلَى الْعِبَادَاتِ بِالدَّؤُوبِ عَلَى الْإِشْفَاقِ فَقَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْهُمْ: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 20]، (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 28] فَمَتَى زَالَ الْإِشْفَاقُ وَالْحَذَرُ غَلَبَ الْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ الْكِبْرَ، وَهُوَ سَبَبُ الْهَلَاكِ، فَالْكِبْرُ دَلِيلُ الْأَمْنِ وَالْأَمْنُ مُهْلِكٌ، وَالتَّوَاضُعُ دَلِيلُ الْخَوْفِ، وَهُوَ مُسْعِدٌ.

فَإِذَنْ مَا يُفْسِدُهُ الْعِبَادُ بِإِضْمَارِ الْكِبْرِ وَاحْتِقَارِ الْخَلْقِ أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُهُ بِظَاهِرِ الْأَعْمَالِ.

فَهَذِهِ مَعَارِفُ بِهَا يُزَالُ دَاءُ الْكِبْرِ عَنِ الْقَلْبِ، إِلَّا أَنَّ النَّفْسَ بَعْدَ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ قَدْ تُضْمِرُ التَّوَاضُعَ، وَتَدَّعِي الْبَرَاءَةَ مِنَ الْكِبْرِ وَهِيَ كَاذِبَةٌ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ عَادَتْ إِلَى طَبْعِهَا، فَعَنْ هَذَا لَا

ص: 251