الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
من المميزات التي اتّسم بها عصر الدولة الأيوبية في الفترة الممتدة بين سنة 628 و 659 هـ / 1230 و 1261 م - وهي الفترة التاريخية التي تضمّنتها أحداث المخطوطة - الصراع بين سلاطين الأسرة الأيوبية في مصر، وبين ملوك بلاد الشام الأيوبيين، والتي تمثّلت بالصراع في أكثر الأحيان بين الإخوة بعضهم مع بعض على السلطة. وكذلك الخطر الخارجي الذي تهدد الدولة الأيوبية متمثلا بأطماع الفرنجة الصليبيين بالاستيلاء على مدن الساحل الشامي وتهديدهم لمصر بالذات، متجسدا بحملة لويس التاسع على دمياط في سنة 647 هـ / 1249 م، وأيضا في غزو التتار لمدينة بغداد في سنة 656 هـ / 1258 م وتدميرهم لها، وزحفهم على بلاد الشام وتخريبهم لمدنه، حتى باتوا يشكلون خطرا داهما على مصر. فكان أن تصدى لهم سلطان مصر المملوكي الظاهر قطز على، «عين جالوت» في سنة 658 هـ / 1261 م وردّهم على أعقابهم، موقفا ذلك الزحف الهمجي المخرّب لبلاد المسلمين.
وبعد، تلك هي السمات التي تميزت بها الفترة التاريخية لعهد الدولة الأيوبية من خلال مخطوطة «نزهة الأنام» والتي ذكرها مؤرخنا ابن دقماق في مؤلفه سنة بعد سنة، مما يعرف بالتأريخ الحولي.
ومن هذا المنطلق عمدت الى وضع دراسة شاملة لفحوى هذا المخطوط من خلال الكثير من المصادر المعاصرة للفترة الأيوبية، بالإضافة الى وضع مقدمة من ثلاثة فصول، تتضمن دراسة عن هذا المخطوط على النحو التالي:
الفصل الأول:
يتضمن هذا الفصل دراسة عن حياة ابن دقماق ومكانته العلمية بين معاصريه من المؤرخين في مصر، كما يتضمن وصفا للمخطوط وأجزائه.
الفصل الثاني:
ويتضمن دراسة للمصادر التاريخية للفترة الزمنية الممتدة ما بين سنة (628 و 659 هـ / 1230 - 1261 م)، وهي الفترة الزمنية المعاصرة لأحداث هذا المخطوط، كما يتضمن هذا الفصل دراسة للعديد من المصادر المتأخرة التي أرّخت لتلك الحقبة.
الفصل الثالث:
يتضمن هذا الفصل دراسة عن العصر الذي عاش فيه ابن دقماق من خلال النشاطات العلمية والأدبية التي شهدتها مصر في عهد المماليك.