الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقام على طاعة الملك الظاهر، فبلغ الظاهر ذلك، فأرسل له تقليدا بنيابة المملكة الحلبية.
وفيها هلك منكوقان ملك التتار، وكان يتمذهب بمذهب النصرانية، وكان موته فتحا للإسلام لأنه أوجب عودة هولاكو من بلاد الشام، فلما مات منكوقان استقر قبلاي قان فيها عوضه وطالت مدة قبلاي الى سنة ثمان وتسعين (1).
وفيها اجتمع من السودان والرّكبدارية (2) والغلمان بالقاهرة، وخرجوا بليل في وسط المدينة ينادون يا آل علي، وفتحوا دكاكين السيوفيين بين القصرين وأخذوا ما فيها من السلاح وأخذوا خيل الجند من بعض الاسطبلات، وكان الباعث لهم عى ذلك شخص يعرف بالكوراني، تظاهر بالزهد وحمل السبحة وعمل له قبة على الجبل (127 ب) وأقام بها وتردد بعض الغلمان إليه وأقبلوا عليه فأجرى معهم هذا الأمر ووعدهم الإقطاعات، وكتب لبعضهم رقاعا ببلاد معينة وقد تقدم ذكر طرف من خبره، فثاروا هذه الثورة، فركب جماعة من العساكر وأحاطوا بهم وأخذوهم أخذا وبيلا، وأصبحوا مصلبين على باب زويلة وسكنت الثايرة وانطبقت النايرة (3).
وفيها استشهد بحلب جماعة من الصلحاء والفضلاء والعلماء منهم: الشيخ أبو الفضل ابن أبي المكارم الطرسوسي والشيخ الفقيه، عمر بن عبد المنعم ابن أمين الدولة الحنفي، وأبو طالب عبد الرحمن ابن أبي صالح الكرابيسي (4) بمدرسته التي أنشأها بحلب.
[الوفيات]
وفيها مات الوزير المؤيد، أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف المقدسي، المعروف بان القفطي (5)، وزر في حلب بعد أخيه القاضي الأكرم.
وفيها مات بمصر الأمير شهاب الدين عيسى بن موسى، المعروف بابن شيخ الإسلام
(1) أي سنة 698 هـ وفي السلوك ج 1 ق 2، ص 427، وقد حكم قبلاي حتى سنة 693 هـ / 1294 م.
(2)
الركبدارية: هم الذين يحملون الغاشية بين يدي السلطان في المواكب. صبح الأعشى 4/ 7.
(3)
حول هذه الواقعة انظر في السلوك ج 1 ق 2، ص 440 ما يشبه ذلك.
(4)
هو عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي طالب عبد الرحمن بن الحسن الكرابيسي الفقيه العالم أبو طالب، بن العجمي الحلبي، راجع ترجمته في الوافي ج 19 الورقة (56 و) والبداية والنهاية 13/ 225، العبر 5/ 247، النجوم الزاهرة 7/ 91، الشذرات 5/ 293.
(5)
في السلوك ص 441 ما يشبه ذلك وانظر ترجمته أيضا في الوافي 6/ 172 وعيون التواريخ 20/ 232.
الهكاري، كان شجاعا فاضلا.
وفيها مات قاضي قضاة الشام أبو العباس ابن سني الدولة (1) ببعلبك.
وفيها مات الإمام الحافظ الحسين (2) ابن عساكر، وجده الإمام أبو القاسم علي صاحب التصانيف المشهورة رحمهما الله تعالى.
وفيها مات صاحب ميّافارقين الملك الكامل ناصر الدين محمد (3) ابن المظفر غازي ابن الملك العادل (4). كان شجاعا عادلا مجاهدا، حاصرته التتار سنة ونصفا حتى فني أهل بلده بالوباء والجوع ولم يبق في البلد (128 أ) مائة رجل، فأسرته التتار وضرب هولاكو عنقه وطافوا برأسه في البلاد (5).
وفيها مات السلطان الملك السعيد (6) نجم الدين إيلغازي ابن الملك المنصور، ناصر الدين أرسلان ابن أرتق ابن نجم الدين ايلغازي ابن ألبي ابن تمرتاش ابن ايلغازي ابن أرتق صاحب ماردين وأعمالها، وذلك في سادس عشر صفر وقيل في ذي القعدة وهو الأصح في الوباء الواقع في أهل قلعته، وكان ملكا جوادا سمحا عادلا منصفا.
وفيها مات الأمير حسام الدين ابن أبي علي بن محمد بن باساك ابن أبي علي الهذباني (7) في شهر رمضان المعظم، كان شجاعا كريما، بطلا هماما سمحا، ولي نيابة السلطنة بدمشق في أيام الصالح نجم الدين أيوب وما برح في دولة بني أيوب، معظما فيها لعقله ودينه، ودفن
(1) راجع ترجمته في الوافي 8/ 250، العبر 5/ 244، البداية والنهاية 13/ 224، النجوم الزاهرة 7/ 92 والشذرات 5/ 291، دول الإسلام للذهبي 2/ 164، عيون التواريخ 20/ 233.
(2)
هو العماد أبي حامد الحسين بن عماد الدين علي بن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسين المعروف بالحافظ بن عساكر راجع ترجمته في ذيل الروضتين ص 209، عيون التواريخ 20/ 236.
(3)
راجع ترجمته في الوافي 4/ 306، العبر 5/ 249 - 250، النجوم الزاهرة 7/ 91، الشذرات 5/ 295، شفاء القلوب ص 387، وقارن الشبه في الإيراد مع ما أورده الذهبي في دول الإسلام 2/ 164 والذي يبدو أن ابن دقماق أخذ النص عنه.
(4)
في الأصل: الكامل، التصويب من المصادر السابقة.
(5)
في الوافي ص 307: وقطع رأسه وطيف به في البلاد بالمغاني والطبول ثم علق بسور باب الفراديس أحد أبواب دمشق من ناحية الشمال. وانظر غير ذلك في الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2 ص 506، وشفاء القلوب ص 387.
(6)
راجع ترجمته في النجوم الزاهرة 7/ 90 والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2، ص 566، عيون التواريخ 20/ 235، مرآة الجنان 4/ 149، البداية والنهاية 13/ 225.
(7)
راجع ترجمته في العبر 5/ 251 والنجوم الزاهرة 7/ 93.
بتربة والده على الرصد بمصر، ومولده سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وله نظم فمن ذلك قوله:
[الدوبيت]
أهوى رشأ من خالص الترك رشيق
…
في الصحو معربد وفي السكر مفيق
في فيه لعاشقيه درّ وعقيق
…
ما أحسنه عندي عدو وصديق
وفيها مات الشيخ الصالح، نجيب الدين محمد بن علي بن محمد الخلاطي، بدمشق ودفن بقاسيون ول رواية عالية من شيوخ العراق والعجم.
وفيها في يوم السبت سادس عشر جمادى الآخرة، مات الشيخ أبو الكرم لاحق بن عبد المنعم بن قاسم الأرتاحي (1) المصري الانصاري (128 ب) بفسطاط مصر، ودفن من الغد بسفح المقطم ومولده تقديرا في سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
وفيها في ربيع الأول قتل الأمير مجير الدين إبراهيم ابن أبي بكر ابن أبي زكري (2) بنابلس، وكان نائب السلطنة بها وكان عنده الأمير [نور الدين](3) علي ابن الشجاع الأكتع، وكان سبب قتله ان كتبغا مقدم التتار، بعث جيشا الى نابلس من التتار وقدّم عليهم كشلوخان، فمضى فصادف المذكورين في زيتون نابلس فقتلهم بأجمعهم (4)، وكان مجير الدين رحمه الله من الأبطال الشجعان وكان له المنزلة العلية عند الصالح نجم الدين أيوب وترقى عند الملك الناصر [صاحب الشام] (5) وكان حظيا عنده وله نظم فمن ذلك قوله:[الكامل]
جعل العتاب الى الصدود سبيلا
…
لمّا رأى سقمي عليه دليلا
فظللت (6) أورده حديث مدامعي
…
عن شرح جفني مسندا منقولا
وفيها مات أبو عمرو عثمان ابن أبي حامد، محمد بن عبد الله بن القاضي أبي سعد محمد
(1) راجع ترجمته في العبر 5/ 251، النجوم الزاهرة 7/ 93، الشذرات 5/ 296.
(2)
راجع ترجمته في ذيل الروضتين ص 204، النجوم الزاهرة 7/ 93، الوافي 5/ 339 وعيون التواريخ 20/ 232.
(3)
التكملة من الوافي.
(4)
وقتل سبعة عشر أو تسعة عشر ثم قتل، في ذيل الروضتين ص 204.
(5)
التكملة من الوافي 5/ 339 لزيادة الايضاح.
(6)
وظللت في المصدر السابق ص 340.