الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول قوم كأنه غصن
…
من أين للغصن ربقه الشم
أفديه نشوان فوق وجنته
…
نور ونار في القلب يضطرم
يا لائمي خلّ ويك عن عذلي
…
فإن لومي في حبّه ألم
وقوله: [الكامل]
يا أيها الشاكي السلاح وطرفه
…
عن سهمه وحسامه يغنيه
الصبّ أولى أن يكون مدرّعا
…
لسهام مقلتك التي ترميه
وفيها مات محيي الدين أبو عمرو عثمان (1) بن الحسن بن علي بن محمد الجميّل بن فرح بن خلف بن موسى بن مزلال من ملاّل ابن بدر ابن أحمد دحية بن خليفة ابن فروة الكلبي المعروف بذي النسبين الأندلسي البلنسي الحافظ، في يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الأول بالقاهرة ودفن بسفح المقطّم، وكان أسن من أخيه أبي الخطاب عمر المقدم ذكره، كان حافظا للغة العرب إماما فيها ولما عزل الملك الكامل أبو (2) الخطاب عن دار الحديث التي أنشأها بالقاهرة رتب مكانه أخاه أبا عمرو المذكور، فلم يزل بها إلى أن مات.
(24 ب)
ثم دخلت سنة خمس وثلاثين وستمائة
وفيها اختلف الخوارزمية على الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الكامل وأرادوا القبض عليه، وكان على الفرات فهرب الى سنجار (3) وترك خزائنه وأثقاله، فنهبوا الجميع (4)، ولما صار في سنجار، سار إليه بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، فحصره في ذي القعدة فأرسل الصالح الى لؤلؤ يسأله الصلح، فقال: لا بد من حمله الى بغداد في قفص حديد. وكان بدر الدين لؤلؤ والمشارقة يكرهون مجاورة نجم الدين أيوب وينسبونه الى التكبر والتجبر والظلم، فألجأت (5) الضرورة أن بعث الصالح قاضي (6) سنجار بعد أن حلق لحيته
(1) أنظر ترجمته في ذيل الروضتين ص 164، البداية والنهاية 13/ 146، الشذرات 5/ 168.
(2)
كذا في الأصل، والصواب أبا.
(3)
سنجار: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة الفراتية. معجم البلدان 3/ 158.
(4)
حول هذه الواقعة أنظر مفرج الكروب 5/ 187، والسلوك ج 1، ق 1، ص 269.
(5)
في الأصل: فالجت.
(6)
كان القاضي بسنجار هو بدر الدين يوسف بن الحسن الزرزاري وكان متقدما في الدولة الأشرفية ثم بعد موت الملك الأشرف تقدم عند الملك نجم الدين أيوب. أنظر عنه في مفرج الكروب 5/ 187.
وحطّه من الصور (1) الى الخوارزمية وشرط لهم كلّ ما أرادوا (2)، فساقوا جرائد (3) من حرّان فكبسوا بدر الدين والمواصلة على سنجار، فنجا بدر الدين وحده منهم على فرس سابق، فنهبوا أمواله وخزائنه وخيله والخيام وجميع ما كان في عسكره واستغنوا بهذه الحركة (4).
وفيها في شهر رجب وصل خبر التتار الى بغداد، أنهم قاصدين (5) إربل وكذلك منهم طائفة قاصدون بغداد، فجرّد الأمير جمال الدين بكلك (6) الناصري في سبعة آلاف فارس، فسار الى لقاء التتار وكانت الوقعة بينهم وبين التتار في ثالث ذي القعدة، وكان التتار قد أكمنوا لهم كمينا وأظهروا الهزيمة، فتبعهم العسكر فخرج الكمين عليهم وكانوا خمس (7) عشرة ألف فارس فانهزم المسلمون بعد أن قتلوا من (25 أ) الكفار خلقا كثيرا والذي سلم من المسلمين طلب بغداد وهلك الأكثرون، وأما المقدّم جمال الدين بكلك فشوهد بعد الوقعة وقد جهده العطش وجماعة من الكفار يتبعون أثره، ويقال إنه قتل في المحاربة والله أعلم (8).
وفيها وصل من بغداد رسل أمير المؤمنين وصحبتهم مال الى الملك الكامل ليستخدم به عساكر، فإن أمير المؤمنين بلغه أنّ عساكر التتار عازمين (9) على الحضور الى بغداد وطلب أيضا نجدة من عساكر الشام (10). فلمّا قدم الرسول وأعطى السلطان كتب أمير المؤمنين، قام السلطان قائما وقبّلها ووضعها على رأسه، وكان جملة المال الذي حضر مائة ألف دينار مصرية، عند ذلك أمر السلطان الملك الكامل أن يخرج من بيت المال مائتي ألف دينار يستخدم بها عساكر وأن يجرد من عساكر مصر والشام عشرة (11) آلاف نجدة لأمير المؤمنين وأن
(1) كذا في الأصل والصواب السور.
(2)
في مفرج الكروب 5/ 188: «والتزم لهم القاضي بدر الدين أن يقطعوا حرّان والرّها وغيرهما من البلاد الجزرية» .
(3)
في الأصل: جرايد ومفرد الكلمة جريدة ويقال خيل جريدة لا رجالة فيها. لسان العرب 3/ 118 مادة جرد.
(4)
في السلوك ج 1 ق 2 ص 271 ما يشبه ذلك وانظر تفاصيل هذه الواقعة في مفرج الكروب 5/ 189، زبدة الحلب 3/ 343، النجوم الزاهرة 6/ 300.
(5)
كذا في الأصل، والصواب قاصدون.
(6)
في الأصل: تكك، التصويب من الحوادث الجامعة ص 111.
(7)
كذا في الأصل والصواب خمسة عشر.
(8)
حول هذه الواقعة انظر الحوادث الجامعة ص 111 - 112 وكذلك مختصر الدول ص 251.
(9)
كذا في الأصل والصواب عازمون.
(10)
يورد ابن العميد ما يشبه ذلك انظر في:
B .E .O،T .XV،P .143
وانظر تفاصيل ذلك في السلوك ج 1، ق 1، ص 298.
(11)
عند ابن العميد:
B .E .O ،T .XV،P .143
ان السلطان رسم أن يستخدم من ماله خمسة آلاف فارس ولا ينفقون من مال الخليفة درهما واحدا.