المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثم دخلت سنة تسع وخمسين وستمائة - نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام

[ابن دقماق، صارم الدين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌تمهيد

- ‌الفصل الأولابن دقماق ونزهة الأنام

- ‌التعريف بالمؤلف

- ‌نشأته:

- ‌ثقافته:

- ‌أخلاقه:

- ‌حياته العملية:

- ‌مكانته بين علماء عصره:

- ‌«الانتصار لواسطة عقد الامصار»

- ‌مؤلفاته:

- ‌ ترجمان الزمان في تراجم الأعيان:

- ‌ الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين:

- ‌ الدرّة المنضّدة في وفيات أمة محمد:

- ‌ الدرة المضية في فضل مصر والاسكندرية:

- ‌ عقد الجواهر في سيرة الملك الظاهر:

- ‌ فرائد الفوائد:

- ‌ الكنوز المخفية في تراجم الصوفية:

- ‌ نظم الجمان في طبقات أصحاب إمامنا النعمان:

- ‌ ينبوع المزاهر في سيرة الملك الظاهر:

- ‌ نزهة الأنام في تاريخ الإسلام:

- ‌أجزاء المخطوطة وأماكن وجودها:

- ‌النسخة التي اعتمدنا عليها للتحقيق:

- ‌وصف المخطوطة:

- ‌أسلوب المؤلف في الكتابة والنقد التأريخي:

- ‌النقد التأريخي:

- ‌أ - في إيراده الخبر مسبقا:

- ‌ب - إيراده الخبر متأخرا:

- ‌النقد التحليلي للمخطوط:

- ‌الخطة التي اعتمدتها في التحقيق:

- ‌الرموز المستعملة في التحقيق:

- ‌الفصل الثانيدراسة المصادر التاريخية للمرحلة الواقعة بين 628 - 659 هـ / 1230 - 1261 م

- ‌دراسة تحليلية للمصادر التي أخذ عنها ابن دقماق في نزهة الأنام

- ‌أولا: المصادر الأيوبية المعاصرة:

- ‌ثانيا: المصادر الأيوبية غير المعاصرة التي أخذ عنها ابن دقماق في نزهة الأنام

- ‌دراسة للمصادر التي لم يشر إليها ابن دقماق في نزهة الأنام والتي استفدنا منها فيعملنا في التحقيق

- ‌أولا: كتب التاريخ العام:

- ‌ثانيا: كتب الطبقات:

- ‌ثالثا: كتب الخطط والآثار:

- ‌الفصل الثالثالحياة العلمية والأدبية في عصر ابن دقماق

- ‌تمهيد

- ‌ إنشاء المدارس

- ‌المدرسة الظاهرية:

- ‌المدرسة المنصورية:

- ‌المدرسة الصاحبية البهائية:

- ‌جامع عمرو:

- ‌جامع ابن طولون:

- ‌الجامع الأزهر:

- ‌رصد الأوقاف على المدارس:

- ‌ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ثلاثين وستمائة للهجرة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ ثم دخلت سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[الوفيات]

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة أربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ست وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة سبع وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة تسع وأربعين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة خمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌ثم دخلت سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌مصادر التحقيق

- ‌المصادر الأولية

- ‌المخطوطات

- ‌الموسوعات والمعاجم

- ‌المجلات

- ‌المراجع العربية

- ‌المراجع الأجنبية

الفصل: ‌ثم دخلت سنة تسع وخمسين وستمائة

بن هبة الله بن المطهر ابن أبي عصرون (1) الشيخ شرف الدين التميمي الدمشقي الشافعي، مولده بدمشق ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، كان رئيسا جوادا كبير الهمة كثير الافراط في الكرم، تحكى عنه من سعة صدره وكرم نفسه غرائب كثيرة، وكانت وفاته في أواخر شهر صفر.

وفيها مات الشيخ محيي الدين أبو المعالي عبد العزيز ابن عبد القوي ابن المرتضى أبي عبد الله محمد ابن الجليس أبي المعالي ابن عبد العزيز ابن الحسين (129 أ) التميمي السعدي الأغلبي وهو ابن أخ الشيخ فخر القضاة أبي الفضل أحمد بن المرتضى. كانت وفاته بمنية بني خصيب بصعيد مصر في تاسع عشر ذي القعدة، ومولده في سلخ رمضان سنة خمس وتسعين وخمسمائة وهو من بيت مشهور بالرئاسة والسؤدد والنفاسة بمصر رحمه الله تعالى.

وفيها أخذ قاع البحر خمسة أذرع وست عشرة اصبعا وانتهت الزيادة (2) الى ثمانية عشر ذراعا وسبعة عشر اصبعا.

‌ثم دخلت سنة تسع وخمسين وستمائة

وفيها غلت الأسعار بحلب (3) وقل القوت فبلغ رطل اللحم سبع عشرة (4) درهما، ورطل السمك ثلاثين درهما، ورطل اللبن خمس عشرة (5)، ورطل الشبرج سبعين درهما، ورطل الخل ثلاثين درهما، ورطل العسل ثلاثين درهما، ورطل الحب رمان ثلاثين درهما، ورطل السكر خمسين درهما، ورطل الشراب ستين درهما، والجدي بأربعين درهما، والدجاجة بخمسة، والبيضة بدرهم ونصف، والبصلة بنصف درهم، والحزمة البقل بدرهم، والتفاحة بخمسة دراهم، حتى أكل (6) الناس الميتة من شدة الغلاء.

وفيها أرسل السلطان الملك الظاهر الى الامراء بدمشق يؤكد عليهم في مسك الحلبي

(1) راجع ترجمته في عيون التواريخ 20/ 237.

(2)

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعا وإحدى عشرة أصبعا، في النجوم الزاهرة 7/ 93.

(3)

يورد المقريزي أن سبب الغلاء يعود الى إغارة التتار على أعمال حلب ونزول مقدمهم بيدرا على حلب فضايقها حتى غلت بها الأسعار وتعذر وجود القوت. أنظر السلوك ج 1 ق 2، ص 465.

(4)

كذا في الأصل والصواب سبعة عشر.

(5)

كذا في الأصل، والصواب خمسة عشر.

(6)

في الأصل: أكلوا.

ص: 273

فأجابوه الى ذلك وخرجوا من دمشق (1) وفيهم الأمير علاء الدين إيدكين البندقدار، والأمير [بهاء الدين](2) بغدي الأشرفي فتبعهم الحلبي وحاربهم (129 ب) فألجأوه الى القلعة فغلقها ثم حمله الخوف إلى أن خرج منها في تلك الليلة وقصد بعلبك، ودخل علاء الدين البندقدار الى دمشق واستولى عليها وأعلن بشعار الظاهر وناب عنه بها مدة ثم عزل عنها ووليها الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري فعمل على علم الدين سنجر الحلبي ومسكه (3) وبعثه مع صاحبه الأمير بدر الدين ابن رحال الى الديار المصرية، فأدخل على السلطان الملك الظاهر ليلا بقلعة الجبل، فقام إليه واعتنفه وعاتبه عتابا طويلا ثم عفا عنه وخلع عليه ورسم له بخيل وبغال وجمال وقماش.

وفيها في يوم الإثنين ثامن ربيع الأول مسك الظاهر جماعة من المعزية، فإنه حضر اليه جندي من أجناد [الأمير عز الدين](4) الصيقلي وأخبره ان مخدومه فرق ذهبا على جماعة من خشداشيته وقرر معهم قتل السلطان، والذي اتفق معه علم الدين الغتمي وبهادر المعزي، والشجاع بكتوت، فقبض عليهم وعلى جماعة من اتفق معهم.

وفيها أخذ الملك الظاهر الشوبك في شهر ربيع الآخرة، تسلمها (5) من نواب الملك المغيث فتح الدين عمر، بباطن كان بينه وبينهم.

وفيها في ربيع الآخرة قبض على الأمير بهاء الدين بغدي [بدمشق](6) وحمل الى القاهرة وحبس بالقلعة، ولم يزل محبوسا إلى أن مات (7)

وفيها تجمع خلق كثير من التتار ممن نجا يوم عين جالوت ومن الذين بالجزيرة (130 أ)

(1) يورد المقريزي ما يشبه ذلك مشيرا الى أنّ رسول السلطان الظاهر بيبرس الى دمشق كان الأمير جمال الدين المحمدي. أنظر السلوك ج 1 ق 2 ص 444 وأيضا النجوم الزاهرة 7/ 107.

(2)

التكملة من المصدرين السابقين.

(3)

في النجوم الزاهرة 7/ 107: أن الذي قبض على الأمير علم الدين سنجر الحلبي في بعلبك بعد هروبه من دمشق هو الأمير علاء الدين البندقداري الذي أرسل عسكرا بقيادة الأمير بدر الدين محمد بن رحال وأميرا آخر.

(4)

التكملة من السلوك ج 1 ق 2، ص 447.

(5)

يورد المقريزي أنّ الذي تسلمها الأمير بدر الدين بليك الايدمري من قبل السلطان الظاهر بيبرس.

(6)

التكملة من النجوم الزاهرة 7/ 109.

(7)

في المصدر السابق والسلوك ص 448، ما يشبه ذلك ويذكر أبو الفداء أنّ سبب القبض على الأمير بهاء الدين بغدي يعود الى تلقي الأمير علاء الدين ايدكين البندقدار مرسوما من الملك الظاهر بيبرس بالقبض عليه وعلى شمس الدين أقوش البرلي وغيرهما من العزيزية والناصرية. أنظر المختصر 3/ 210.

ص: 274

فأغاروا على حلب وساقوا الى حمص عندما سمعوا بقتل السلطان الذي كسرهم، فالتقاهم صاحب حمص الملك الأشرف وصاحب حماة [الملك المنصور](1) وحسام الدين الجوكندار، فحمل المسلمون حملة صادقة فكان النصر ووضعوا السيف في الكفرة حتى حصدوهم (2)، والعجب أنّه ما قتل من المسلمين سوى رجل واحد.

وفيها ولّى (3) السلطان الملك الظاهر الأمر، علم الدين سنجر الحلبي نيابة حلب، وجهز صحبته أمراء وجعل لكل منهم وظيفة، وهم الأمير شرف الدين قيران الفخري أستادار والأمير بدر الدين جمق (4) أمير جاندار، والأمير علاء الدين أيدمر الشهابي شاد الدواوين، وكان وصولهم الى حلب يوم السبت ثالث شهر شعبان.

وفيها استقر الأمير جمال الدين أقوش النجيبي نائب السلطنة بدمشق.

وفيها رسم السلطان الملك الظاهر بعمارة الحرم الشريف النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام والرحمة، على يد الأمير علم الدين ابن يغمور (5).

وفيها عمر (6) قبة الصخرة بالقدس الشريف وكانت تداعت الى الخراب والوقوع.

وفيها زاد (7) أوقاف الخليل عليه السلام.

وفيها رسم بعمارة قناطر شبرامنت من الجيزة [لكثرة ما كان يشرق من الأراضي في كل سنة](8).

وفيها رسم بعمارة أسوار مدينة اسكندرية [ورتب لذلك جملة من المال في كل شهر](9).

(1) التكملة من المختصر 3/ 209.

(2)

يذكر كل من أبي الفدا المقريزي ان كسرة التتار على حمص كانت يوم الجمعة خامس محرم سنة 659 هـ. أنظر المختصر 3/ 209 والسلوك ص 442.

(3)

تشير بعض المصادر التاريخية أنّ سبب توليه الملك الظاهر بيبرس نيابة حلب الى الأمير علم الدين سنجر الحلبي يعود الى قيام الأمير أقوش البرلي أحد أمراء المماليك مع جماعة من المماليك الناصرية والعزيزية بالاستيلاء على حلب. أنظر المختصر في أخبار البشر 3/ 210 - 211 والنجوم الزاهرة 7/ 113.

(4)

حماق، في السلوك ج 1 ق 2، ص 452.

(5)

في المصدر السابق ص 445 ما يشب ذلك وفي الروض الزاهر ص 89، علم الدين الغوري.

(6)

حول عمارة قبة الصخرة أنظر السلوك ج 1 ق 2، ص 445، والروض الزاهر ص 89.

(7)

في الروض الزاهر ص 89 - 90 انه كانت عدة ضياع من أوقاف الخليل عليه الصلاة والسلام قد دخلت في الإقطاع فأمر بارتجاعها وعوض الأمراء عنها ثم وقف وحبس القرية وحبس القرية والمعروفة بإذنا عليه وقفا صحيحا شرعيا وأثبته عند الحكام. أنظر أيضا ما يشبه ذلك في السلوك ص 445.

(8)

التكملة من السلوك، ص 446.

(9)

التكملة من المصدر السابق، وانظر أيضا في الروض الزاهر ص 91.

ص: 275

وفيها رسم لثغر رشيد منارا لرؤية مراكب الفرنج.

وفيها رسم بردم فم بحر ثغر دمياط وتوعيره بالقرابيص (1)[حتى تمتنع السفن الكبار من دخوله](2).

وفيها رسم بعمارة الشواني (130 ب) وعودتها الى ما كانت عليها أولا (3).

وفيها رسم بحفر بحر أشموم طناح وندب لذلك الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي (4).

وفيها رسم بعمارة القلاع التي كانت أخربها هولاكو، وهم قلعة دمشق، وقلعة الصبيبة وقلعة بعلبك، وقلعة الصلط، وقلعة صرخد، وقلعة عجلون، وقلعة بصرى وقلعة شيزر وقلعة حمص [وقلعة شميميش](5).

وفيها وصل الى الديار المصرية الإمام أبو العباس، أحمد ابن الإمام الظاهر بالله ابن الإمام الناصر، من العراق وكان وصوله في التاسع من رجب وركب السلطان للقائه في موكب مشهود، وأنزله في القلعة، وبالغ في إكرامه وقصد إثبات نسبته وتقرير بيعته لأن الخلافة كانت قد شغرت منذ قتل الإمام المستعصم بالله، فأحضر السلطان الأمراء الأكابر ومقدمي العساكر وقاضي القضاة ونواب الحكم، والعلماء، والفقهاء والصلحاء وأكابر المشايخ وأعيان الصوفية فاجتمع المحفل بقاعة الأعمدة بقلعة الجبل المحروسة وحضر الخليفة وتأدب السلطان معه في الجلوس بغير مرتبة ولا كرسي، وأمر باحضار العربان الذين حضروا مع الخليفة من العراق فحضروا، وحضر خادم من البغاددة فسألوا عنه، هل هو الإمام أحمد بن الظاهر ابن الناصر، فقالوا إنّه هو، فشهدوا (6) جماعة بالاستفاضة، وهم: جمال الدين يحيى نائب الحكم بمصر، وعلم الدين ابن رشيق، وصدر الدين موهوب الجزري، ونجيب الدين (131 أ) الحراني، وسديد الدين التزمنتي نائب الحكم بالقاهرة عند قاضي القضاة، تاج الدين ابن بنت الأعز فأسجل على نفسه بالثبوت، فقام قاضي القضاة قائما وأشهد على نفسه

(1) القرابيص: هي الحجارة ومفردها قرباص، ويظهر ان أصل اللفظ يوناني:

Dozy :Supp .Dict .Ar .V .2 P .323.

(2)

التكملة من السلوك ج 1 ق 2، ص 446، وأيضا من الروض الزاهر ص 91.

(3)

فأعادها الى ما كانت عليه في الأيام الكاملية والصالحية في الروض الزاهر ص 91 وأيضا في السلوك ص 447.

(4)

انظر خبر ذلك من المصدرين السابقين.

(5)

التكملة من السلوك ج 1 ق 2، ص 446 والروض الزاهر ص 91 - 92، وهي إحدى بلاد كورة حمص.

(6)

كذا في الأصل والصواب نشهد.

ص: 276

بثبوت النسبة، ولقب بالإمام المستنصر بالله وبايعه السلطان على كتاب الله وسنة رسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وأخذ أموال الله بحقها وصرفها في مستحقها، وبعد البيعة قلد الخليفة السلطان البلاد الإسلامية وما ينضاف اليها وما سيفتحه الله على يديه من بلاد الكفار، ثم بايع الناس الإمام على قدر طبقاتهم فتمت له الخلافة وصحت له الإمامة، وكتب السلطان الى النواب والملوك بأخذ البيعة وأن يخطب باسمه على المنابر وتنقش الصكة باسمه واسم الظاهر. ولما كان يوم الجمعة سابع عشر رجب خطب الخليفة بالناس في جامع القلعة وفي يوم الاثنين الرابع من شعبان ركب السلطان الى خيمة ضربت له بالبستان الكبير بظاهر القاهرة، ولبس الخلعة العباسية، وهي جبة (1) سوداء وعمامة (2) بنفسجية (3).

وطوق ذهب وسيف بداوي وقيد ذهب (4)، وجلس مجلسا عاما حضره السلطان والخليفة والوزير والقضاة والأمراء والشهود، وصعد القاضي فخر الدين ابن لقمان كاتب السر، منبرا نصب له، وقرأ التقليد وهو بخطه وإنشائه، ثم ركب السلطان بالخلعة والطوق (131 ب) والقيد ودخل من باب النصر وشق المدينة وقد زينت له، وحمل الصاحب بهاء الدين الوزير التقليد على رأسه قدامه راكبا والأمراء يمشون بين يديه، وكان يوما مشهودا تقصر الالسنة عن وصفه، ونسخه التقليد هذا:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي ألبس (5) الإسلام ملابس (6) الشرف، وأظهر بهجة درره وكانت خافية بما استحكم عليها من الصدف، وشيّد ما وهى من علائه، حتى أنسي ذكر ما سلف، وقيض لنصرة ملوكا اتفق عليهم (7) من اختلف. أحمده على نعمه التي رتعت الأعين منها في الروض الأنف، والطافه التي وقف الشكر عليها فليس له عنها منصرف. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة توجب في المخاوف أمنا وتسهل من الأمور ما كان حزنا، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي جبر من الدين وهنا، و [رسوله الذي](8) أظهر من المكارم فنونا

(1) حمامة سوداء مذهبة مزركشة، في السلوك ج 1 ق 2، ص 452 والروض الزاهر ص 101.

(2)

وذراعة في المصدرين السابقين.

(3)

في الأصل: بنفسجي.

(4)

وقيد ذهب عمل في رجليه في السلوك.

(5)

اصطفى، في السلوك ج 1 ق 2، ص 452 والروض الزاهر ص 101.

(6)

بملابس في المصدرين السابقين.

(7)

اتفق على طاعتهم، في المصدرين السابقين.

(8)

التكملة من السلوك، ص 452 والروض الزاهر ص 102.

ص: 277

لا فنا، صلّى الله عليه وعلى آله الذين أضحت مناقبهم [باقية](1) لا تفنى، وأصحابه الذين أحسنوا في الدين، فاستحقوا الزيادة من الحسنى، وسلم تسليما، وبعد فإن أولى الأولياء بتقديم ذكره، وأحقهم ان (2) يصبح القلم راكعا وساجدا في تسطير مناقبه وبره، من سعى فأضحى (3) بسعيه الحميد (4) متقدما، ودعا الى طاعته فأجاب من كان منجدا ومتهما، وما بدت يد من المكرمات إلا كان لها زندا ومعصما، ولا استباح بسيفه حمى وغنى إلا أضرمه (132 أ) نارا وأجراه دما. ولما كانت هذه المناقب الشريفة مختصة بالمقام العالي (5) المولوي السلطاني الملكي الظاهري الركني، شرفه الله وأعلاه، ذكر الديوان العزيز (6) النبوي الإمامي (7) المتنصري أعز الله سلطانه، تنويها بشريف قدره، واعترافا بصنعه الذي تنفد العبارة المسهبة ولا تقوم بشكره، وكيف لا وقد أقام الدولة العباسية بعد أن أقعدتها زمانة الزمان، وأذهبت (8) ما كان لها من محاسن الاحسان، وأعتب دهرها المسيء لها فأعتب، وأرضى عنها زمانها وقد كان صال عليها صولة مغضب، فأعاده لها سلما بعد أن كان عليها حربا، وصرف إليها اهتمامه فرجع كل متضايق من أمورها (9) واسعا رحبا، ومنح أمير المؤمنين عند القدوم عليه حنوا وعطفا، وأظهر له من الولاء رغبة في ثواب الله ما لا يخفى، وأبدى من الاهتمام بأمر الشريعة والبيعة أمرا لو رامه غيره لامتنع عليه، ولو تمسك بحبله متمسك لانقطع به قبل الوصول اليه، لكن الله أدخر هذه الحسنة ليثقل بها ميزان ثوابه ويخفف بها يوم القيامة حسابه، والسعيد من خفف من حسابه، فهذه منقبة أبى الله إلا أن يخلدها في صحيفة صنعه، ومكرمة قضت لهذا البيت الشريف بجمعه بعد أن حصل الإياس من جمعه.

وأمير المؤمنين يشكر لك هذه الصنائع، ويعترف أنه لولا اهتمامك لاتسع الخرق على الراقع، وقد قلدك الديار المصرية والبلاد الشامية، والديار بكرية (132 ب) والحجازية واليمنية والفراتية وما يتجدد من الفتوحات غورا، وفوض أمر جندها ورعاياها إليك (10) حين

(1) التكملة من المصدرين السابقين

(2)

في الأصل: بمن، التصويب من المصدرين السابقين.

(3)

في الأصل: فأصبح، التصويب من المصدرين السابقين.

(4)

في الأصل: الجميل، التصويب من المصدرين السابقين.

(5)

من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام، صبح الأعشى 6/ 20.

(6)

من ألقاب ديوان الخلافة، المصدر السابق.

(7)

من ألقاب الخلفاء، المصدر السابق ص 9.

(8)

في الأصل: وأذهب.

(9)

في الأصل: أمرها.

(10)

في الأصل، وفوض اليك أمر جندها ورعاياها. التصويب من الروض الزاهر ص 104 والسلوك ص 454.

ص: 278

أصبحت بالمكارم (1) فردا، ولا جعل منها بلدا من البلاد ولا حصنا من الحصون مستثنى، ولا جهة من الجهات تعد في الأعلى ولا في الأدنى. فلاحظ أمور الأمة، فقد أصبحت لها حاملا، وخلّص نفسك من التبعات [اليوم](2) ففي غد تكون مسؤولا عنها لا سائلا، ودع الاغترار بأمر الدنيا فما نال أحد منها طائلا، [وما رآها أحد بعين الحق إلا رآها خيالا زائلا](3)، فالسعيد من قطع منها آماله الموصلة، وقدم لنفسه زاد التقوى فتقدمه (4) غير التقوى مردودة لا مقبولة، وأبسط يدك بالإحسان والعدل فقد أمر الله بالعدل وحث على الاحسان، كرر ذكره في مواضع من القرآن، وكفّر به عن المرء ذنوبا كتب عليه وأثاما، وجعل يوما واحدا منه كعبادة [العابد](5) ستين عاما، وما سلك أحد سبيل العدل إلا واجتنيت ثماره من أفنان، ورجع الأمر [به](6) بعد تداعي أركانه وهو مشيد الأركان، والسعيد من تحصن من حوادث الزمان، وكانت أيامه في الأيام أبهى من الأعياد، وأحسن في العيون الغرر في أوجه الجياد، وأحلى من العقود إذا حلي بها عطل الأجياد.

وهذه الأقاليم المنوطة بك تحتاج الى نواب وحكام وأصحاب رأى من أرباب السيوف والأقلام، فإذا استعنت بأحد منهم في أمورك فنقّب عليه تنقيبا، واجعل عليه في تصرفاته رقيبا، وسل عن (113 أ) أحواله، ففي يوم القيامة تكون عنه مسؤولا وبما أجرم مطلوبا، ولا تول منهم إلا من تكون مساعيه حسنات لك ذنوبا، وأمرهم بالأناة (7) في الأمور والرفق، ومخالفه الهوى إذا ظهرت أدلة الحق، وأن يقابلوا الضعفاء في حوائجهم بالثغر الباسم والوجه الطلق، وأن لا يعاملوا أحدا على الاحسان والإساءة إلا بما يستحق، وأن يكونوا لمن تحت أيديهم من الرعايا إخوانا، وأن يوسعوهم برا وإحسانا، وأن لا يستحلوا حرماتهم إذا (8) استحل الزمان لهم حرمانا، فالمسلم أخو المسلم ولو كان أميرا عليه أو سلطانا، والسعيد من نسج ولاته في الخير على منواله، واستنّوا بسنته في تصرفاته وأحواله، وتحملوا عنه ما تعجز قدرته عن حمل أثقاله.

(1) في الأصل: في المكارم، التصويب من المصدرين السابقين.

(2)

التكملة من المصدرين السابقين

(3)

التكملة من المصدرين السابقين.

(4)

في الأصل: فتقدمته، التصويب من المصدرين السابقين ص 105 و 455.

(5)

التكملة من المصدرين السابقين.

(6)

التكملة من الروض الزاهر ص 104 والسلوك ص 454.

(7)

في الأصل: في لأمانة، التصويب من الروض الزاهر ص 106، والسلوك ج 1 ق 2، ص 455.

(8)

في الأصل: الا، التصويب من المصدرين السابقين.

ص: 279

ومما تؤمرون به أن يمحى ما حدث من سيء السنن، وجدد من المظالم التي هي من أعظم المحن، وأن يشترى بأبطالها المحامد فإن المحامد رخيصة بأغلى ثمن. ومهما جبي منها من الأموال فإنها باقية في الزمم حاصلة، وأجياد الخزائن، وإن أضحت بها خالية فإنما هي الحقيقة منها عاطلة، وهل أشقى ممن احتقب إثما، واكتسب بالمساعي الذميمة ذما، وجعل السواد الأعظم يوم القيامة ¦ له ¦ (1) خصما، وتحمل ظلم الناس فيما صدر عنه من أعماله وقد خاب من حمل ظلما. وحقيق بالمقام الشريف المولوي السلطاني الملكي الظاهري الركني أن تكون ظلامات الأنام (2) مردودة بعدله، وعزائمه تخفف ثقلا لا طاقة لهم بحمله، فقد (133 ب) أضحى على الاحسان قادرا، وصنعت له الأيام ما لم تصنعه [لغيره](3) ممن (4) تقدم من الملوك وإن جاء آخرا. فأحمد الله على أن وصل الى جانبك إمام هدى يوجب لك مزية التعظيم، ونبه الخلائق على ما خصك الله به من هذا الفضل العظيم. وهذه أمور يجب أن تلاحظ وترعى، وأن يوالى عليها حمد الله فإن الحمد يجب عليها عقلا وشرعا، وقد تبين أنك صرت في الأمور أصلا وصار غيرك فرعا.

ومما يجب أيضا تقديم ذكره أمر الجهاد الذي أضحى على الأمة فرضا، وهو العمل الذي يرجع به مسودّ الصحائف مبيضا. وقد وعد الله المجاهدين بالأجر العظيم، فأعد لهم عنده المقام الكريم، وخصهم بالجنة التي لا لغو فيها ولا تأثيم، وقد تقدمت لك في الجهاد يد بيضاء أسرعت في سواد الحساد، وعرفت منك عزمة هي أمضى مما تجنه ضمائر الاغماد، واشتهرت لك مواقف في القتال هي أشهر وأشهى الى القلوب (5) من الأعياد، وبك صان الله حمى الإسلام من أن يتبدل، وبعزمك حفظ على المسلمين نظام هذه الدول، وسيفك أثر في قلوب الكافرين (6) قروحا لا تندمل، وبك يرجى أن يرجع مقر (7) الخلافة الى ما كان عليه في الأيام الأول. فأيقظ لنصرة الإسلام جفنا ما كان غافيا ولا هاجعا، وكن في مجاهدة أعداء الله إماما متبوعا لا تابعا، وأيد كلمة التوحيد فما تجد في تأييدها إلا مطيعا سامعا.

(1) زيادة في النص لم ترد في المصدرين السابقين.

(2)

في الأصل: الناس، التصويب من المصدرين السابقين 107 و 456.

(3)

التكملة من الروض الزاهر ص 107 والسلوك ص 456.

(4)

في الأصل: لمن، التصويب من المصدرين السابقين.

(5)

في الأصل: الى النفوس، التصويب من المصدرين السابقين.

(6)

في الأصل: الكفار، التصويب من المصدرين السابقين.

(7)

في الأصل: نظام، التصويب من المصدرين السابقين.

ص: 280

ولا تخل الثغور من (134 أ) اهتمام بأمر تبتسم له الثغور، واحتفال يبدل ما دجى من ظلماتها بالنور، واجعل أمرها مقدما، وشيد منها كلّ ما غادره العدو متهدما، فهذه حصون بها يحصل الانتفاع، وهي على العدو داعية افتراق لا اجتماع، وأولاها بالاهتمام ما كان البحر له (1) مجاورا، والعدو له ملتفتا ناظرا، ولا سيما ثغور الديار المصرية فإن العدو وصل إليها رابحا فعاد خاسرا، واستأصلهم الله فيها حتى ما أقال منهم عاثرا. وكذلك أمر الأسطول الذي (2) تزجى خيله كالاهلة، وركائبه سابقة بغير سائق مستقلة. وهو أخو الجيش السليماني فإن ذلك غدت الرياح له حاملة، وهذا تكفلت بحمله المياه السائلة. وإذا لحظها الطرف جارية في البحر كانت كالاعلام، وإذا شبهها قال هذه ليال تقلع بالايام.

وقد سنى لك الله من السعادة كل مطلب، وأتاك من أصالة الرأي ما يريك المغيب، وبسط بعد القبض منك الأمل ونشط بالسعادة ما كان من كسل، وهداك الى منهاهج الحق وما زلت مهتديا اليها، وألزمك المراشد فلا تحتاج الى تنبيه عليها. والله يمدك بأسباب نصره ويوزعك شكر نعمه فإن النعمة ستتم بشكره».

(1) في الأصل: اليه، التصويب من الروض الزاهر ص 108 والسلوك ج 1 ق 2، ص 457.

(2)

في الأصل: التي.

ص: 281