الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما زال اسمها «الإسكندرية» قديما وحديثا وإلى الآن.
ويقال: إنّ اسمها كان «دريّا» . وسكنها خليفة الملك شرناق الأنطاكيّ، وهو شرناق ابن (1) شهلوق بن عاويل بن قابيل بن آدم عليه السلام (2)، فسأل شرناق عن خليفته، فقيل له: سكن دريّا، فاستعربت بهذا الاسم وعرفت به. والله أعلم.
وأمّا أمسوس، فقد دخلت تحت بحيرة الإسكندرية التي هي الآن من البحر المالح الذي أفلته على البلاد إلى سور الإسكندرية. والله أعلم.
[اسم مصر]
وأمّا اسم مصر فإنه اسم محدث من قبل الطوفان، لأنّ الذي بناها اسمه مصر (3) بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام. وسيأتي ذكره في مكانه إن شاء الله تعالى، وهي مصر القديمة التي في برّ الجيزية.
وأمّا مصر الآن فهي التي خطّها عمرو ابن (4) العاص حول القصر، والصحيح أنّ اسمها «مصر» في اللوح المحفوظ، ودليل ذلك تسميتها في الكتاب العزيز.
قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (5) وهو اسم قديم وحديث.
[فضل مصر]
وأمّا ما نزل في فضل مصر وذكرها في القرآن الحكيم، فقوله تعالى في سورة البقرة (6) وغيرها في أماكن متفرّقة وسور كثيرة كثير (7). وما ذكر الله مدينة باسمها إلاّ
(1) الصواب: «بن» . والاسم يرد بصيغ مختلفة في المصادر.
(2)
في الأصل: «السلم» .
(3)
يرد في المصادر: «مصر» و «مصرايم» . ينظر: مروج الذهب، للمسعودي، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - ج 1/ 351، وآثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني، طبعة دار صادر، بيروت - ص 263، ومرآة الزمان، لسبط ابن الجوزي، بتحقيق د. إحسان عباس - ج 1، 80، والنجوم الزاهرة، لابن تغري بردي - ج 1/ 49، ونهاية الأرب - ج 15/ 7.
(4)
الصواب: «بن» .
(5)
سورة البروج: الآية 21، 22.
(6)
يشير بذلك إلى الآية رقم 61 من سورة البقرة: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها، قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، اِهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.
(7)
انظر: حسن المحاضرة، للسيوطي، طبعة مصر 1327 هـ. - ج 1/ 2 - 4.
مكة شرّفها الله تعالى، ويثرب، والواد (1) المقدّس، ومصر، والمدينة.
وقيل: جاء في بعض التفسير المدينة أنطاكية.
وأمّا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر مصر والوصيّة بأهلها، فقد أخبر عليّ بن الحسن، يرفعه إلى ابن مالك (2) في:«فتوح مصر وإفريقية» (3)، تأليف أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، رحمه الله تعالى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإنّ لهم ذمّة ورحما» (4).
وقال ابن شهاب: إنّ هاجر أمّ إسماعيل منهم (5).
وقد ورد عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإنّ لكم منهم صهرا وذمّة» (6).
قيل: وهاجر أمّ إسماعيل منهم من قرية تعرف بأمّ العرب أمام الفرما (7).
وقيل: هي من أمّ ذنين (8) بالشرقية.
وأمّا ما رواه القصّاص قال: صاهر القبط من الأنبياء ثلاثة: إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، تسرّا (9) بهاجر، وولدت منه إسماعيل عليه السلام. ويوسف الصّدّيق عليه السلام، تزوّج ببنت صاحب (عين)(10) شمس. ونبيّنا محمد صلى الله عليه وعليهم وسلّم. تسرّا (11) بمارية القبطية، وولدت منه إبراهيم عليه السلام.
(1) الصواب: «والوادي» .
(2)
هو عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
(3)
نشر باسم: «فتوح مصر وأخبارها» .
(4)
رواه ابن عبد الحكم في: «فتوح مصر وأخبارها» ، بتحقيق محمد الحجيري، طبعة دار الفكر، بيروت 1416 هـ / 1996 م. - ج 1/ 50، والطبراني، في: المعجم الكبير 19 / رقم 111 و 112 و 113، وعبد الرزاق، في: المصنّف، رقم 9996 و 9997 و 9998، وفي: صحيح مسلم، رقم 2541 من حديث أبي ذرّ بمعناه. ورواه الحاكم، وقال في: مجمع الزوائد للهيثمي 10/ 63: رواه الطبراني، وهو في النجوم الزاهرة 1/ 28، 29، 32، وحسن المحاضرة 1/ 4.
(5)
فتوح مصر 50، حسن المحاضرة 1/ 4.
(6)
فتوح مصر 51، صحيح مسلم، باب فضائل الصحابة، رقم 227، مسند أحمد 5/ 174، المواعظ والاعتبار 1/ 24، النجوم الزاهرة 1/ 33 و 74، حسن المحاضرة 1/ 4.
(7)
فتوح مصر 54، النجوم الزاهرة 1/ 29.
(8)
في فتوح مصر 54، وحسن المحاضرة 1/ 5 «دنين» بالدال المهملة.
(9)
الصواب: «تسرّى» .
(10)
عن هامش المخطوط.
(11)
«الصواب: «تسرّى» .