الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجيء ذلك من الغرب على الجيزة من ناحية بولاق وبحريّة على منية الشيرج، وشرّقت إلى الجبل والبرّ.
ثم وقع مطر عظيم في تلك الساعة إلى أن سال من الجبال سيل عظيم، ووصل إلى سور القاهرة من جهة البرقيّة إلى باب النصر. وسلمت القاهرة من الغرق (1).
[السيل ببلبيس]
وجاء بمدينة بلبيس سيل من الجبل والبرّ الذي يليها من ذلك المطر إلى أن غرق حاصر بلبيس، ووصل الجسر، وحفروا في الجسر ترعة عند جامع السابق خرج منها ماء السيل إلى بحر بلبيس تصرّف الماء فيه، ولولا ذلك لغرقت بلبيس بأسرها بعد ما خرّب بحاضر بلبيس دورا كثيرة، وانقطعت طريق الشارع إلى بلبيس من باب مصر إلى باب الشام. وكان ذلك جميعه في ساعة واحدة ونصف ساعة رمليّة من اليوم المذكور (2).
ووافقه من الشهر الروميّ سابع عشر نيسان، ومن شهور القبط ثاني عشر برمودة، والشمس في برج الثور قد قطعت خمس درج واثنين (3) وأربعين دقيقة، والقمر في برج الدالي واتصال النهار، مقارنه زحل على أحد عشر (4) ساعة، وحريق عطارد على ساعتين من تلك الليلة. فسبحان مدبّر الليل والنهار بحكمته ولطفه ورحمته.
[وفاة مولود السلطان]
وفي يوم الجمعة تاسع وعشرين المحرّم سنة ستّ عشر (5) وسبع ماية توفّي ولد السلطان المولود الجديد، عاش من العمر أحد (6) وخمسين يوما، و [زيد](7) في موازين والده.
[الأمطار والسيول ببلاد الشام]
وفي أوائل صفر سنة ستّ عشر (8) وسبع ماية مطر الشام مطرا عظيما في جبال قارة (9)،
(1) خبر البرق والرعد انفرد به المؤلّف.
(2)
خبر السيل. أشار إليه النويري باختصار في: نهاية الأرب 32/ 231.
(3)
الصواب: «خمس درجات واثنتين» .
(4)
الصواب: «إحدى عشرة» .
(5)
الصواب: «ست عشرة» .
(6)
الصواب: «واحدا» .
(7)
إضافة على الأصل للضرورة.
(8)
الصواب: «ست عشرة» .
(9)
قارة - قارا. بلدة بين حمص ودمشق أهلها نصارى.
وبعلبكّ، وبلاد حمص، وبلاد المناصف، وحماه، وحلب، وإعزاز، وبرد (1) لم ير بأكبر منه، مثل البردة كالنّارنجة وأصغر، وسال من ذلك المطر سيل من جهة بعلبك وقارة إلى جهة قاع المحدثة، ومشا (2) السيل إلى جوسية، إلى الناعم، وقدس، وفاضت منه بحيرة حمص، وأخذ ضيعة تسمّى [جسمل](3) بالقرب من الناعم (4) بكل ما فيها، غرق الجميع، ولم يسلم من تلك الضيعة سوى رجلين ورجل وصغير [و] ابنته، نجّاهم الله بثور، وكان ذلك الثور عائم (5) في الماء، فمسك (6) الرجلان بقرنيه، والرجل وابنته على كتفه مسك (7) بذنب الثور، وعام بهم إلى أن أوصلهم الرقراق، وثبّت أقدامهم على الأرض، وتقاصر السيل فنجّاهم الله تعالى.
وأمّا (8) ما أخذ السيل من خراكي (9) التركمان النازلين بتلك الأرض بكلّ من فيها فكثير ما يحصر، أرما (10) الجميع في البحيرة بأغنامهم وأموالهم، وتعلّق في بستان جوسية في أشعاره مواعز (11) كثيرة بقرونها، أخذها السيل من الجبل.
وذكر أنّ البرد الذي وقع برد عظيم، وزن البردة من بعض ذلك البرد نصف رطل بالحلبيّ (12)، رطلان ونصف بالمصريّ، وأقلّ وأكثر.
ووقع أكثر ذلك البرد بين جبلين، وامتلأ حتى سدّ الطرق، وهبّ عليه ريح خمّده، ثم انفتح فيه طريق من أسفله، فبقي البرد مثل القبو، والسفّارة تمرّ من تحت ذلك القبو البرد أياما قلايلا (13)، وذاب ونسف كأنه لم يكن.
(1) الصواب: «وبردا» .
(2)
الصواب: «ومشى» .
(3)
إضافة يقتضيها السياق من: نهاية الأرب.
(4)
في نهاية الأرب: «الناعمة» .
(5)
الصواب: «عائما» .
(6)
ويقال: «فأمسك» .
(7)
ويقال: «فأمسك» .
(8)
في الأصل: «ولما» .
(9)
خراكي - خركاهات. جمع خركاه. لفظ فارسيّ معناه الخيمة الكبيرة، أو البيت من الخشب يصنع على هيئة مخصوصة ويغشى بالجوخ ونحوه، يحمل في السفر ليكون في الخيمة للمبيت في الشتاء. (صبح الأعشى 2/ 138).
(10)
الصواب: «رمى» .
(11)
الصواب: «ماعز» .
(12)
في الأصل: «بالجلى» .
(13)
الصواب: «قلائل» .