الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكره الدكتور «شاكر مصطفى» مرّتين في كتابه (1)، ففي المرّة الأولى ذكره باسم:«الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمر العباسي بن عبد المطّلب» ، وفي المرة الثانية ذكره باسم «الحسن بن أبي محمد عبد الله الهاشمي العباسي الصفدي» ، وبذلك أخطأ مرتين، أولا: أخطأ بقوله: «الحسن بن عبد الله بن محمد. . .» ، والصواب:«الحسن بن عبد الله أبو محمد» ، وثانيا: فرّق بين الإسمين، وهما لشخص واحد.
…
معارفه الثقافية
نشر له الدكتور «عبد الرحمن عميرة» كتاب «آثار الأول في ترتيب الدول» ، وقال تحت عنوان:«المؤلّف. نسبه وحياته» ما يلي:
«تتجاهل كتب التراجم هذا الرجل تجاهلا كاملا. فلا تتعرّض لحياته من قريب أو من بعيد، فنحن لا نعرف شيئا عن طفولته، ولا عن شبابه، ولا أين عاش، وتعلّم هذا العلم، واكتسب هذه المعرفة والتجربة، وكل ما عرف عنه هو ما سجّله بنفسه على مخطوطة الكتاب الذي بين أيدينا والتي تحمل رقم 2733/ 42689 تاريخ.
إنّ القارئ لكتابه الوحيد «آثار الأول في ترتيب الدول» لا يتصوّر مطلقا أنّ هذا الرجل الألمعيّ، لم يصنّف غير هذا الكتاب، لأنّ المادّة العلمية، والخبرة الواسعة التي ضمّنها كتابه، مع ما فيه من سلاسة العبارة، وقوّة الألفاظ، وسلامة التركيب، تدلّ على أنّ هذا الرجل العملاق له أكثر من مصنّف وأكثر من كتاب، وله باع طويل في مجال التصنيف والتأليف.
ولكنّ البحث والتقصّي وراء نتاج هذا الرجل لم يعد بفائدة تذكر، وبقيت علامات الاستفهام حائرة، أين نتاج هذا الرجل» (2)؟
ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»:
لقد أصاب الدكتور «عميرة» في بعض تساؤلاته، من حيث تجاهل كتب التراجم للمؤلّف، فلم نعرف شيئا عن طفولته ولا عن شبابه، وعلى من تعلّم هذا العلم، واكتسب تلك المعرفة والتجربة؟ ونحن نؤيّده في وصفه له بالألمعيّ، وبالرجل العملاق، وأنّ شخصا مثله لا بدّ أن يكون له نتاج أكثر من كتاب واحد.
وإنّ تحقيقنا ونشرنا لهذا الكتاب يؤكّد أنّ «آثار الأول» ليس الكتاب الوحيد
(1) التاريخ العربي والمؤرّخون - ج 3/ 209 رقم 17، وص 210 رقم 19.
(2)
آثار الأول. - ص 22.
للمؤلّف، بل إنّ له كتابا ثالثا، أيضا، بعنوان:«التذكرة الكاملية في السياسة الملوكية» ، سنذكره بعد قليل.
ومن خلال مطالعتنا لكتابيه: «آثار الأول» و «نزهة المالك والمملوك» يمكن الوقوف أمام ومضات سريعة تضيء لنا بعض معارفنا عنه، حيث يظهر أنه كان يعيش في مصر، في الفترة التي صنّف فيها مؤلّفاته على الأقل، وأنه كان كاتبا متمرّسا في ديوان الإنشاء، وكان شاعرا له نظم في المديح، وهذا يقتضي أن يكون كاتبا أديبا، عارفا باللغة، والنحو، والصرف، والبلاغة، والبيان، والعروض، وما يتّصل بذلك من معارف أدبية، كما كان مؤرّخا، ومصنّفا، بدليل كتبه التي وصلتنا، وهو إلى جانب هذا وذاك، كان شديد الولاء لسلاطين عصره المماليك، يمالئ كلّ من تولّى السلطنة، ويصنّف كتابا باسم كل واحد منهم، ويغيّر عواطفه، ويلوي عنق قلمه مع تغيّر السلاطين، فهو يكتب للملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري (694 - 696 هـ. / 1295 - 1297 م.)، ثم يؤلّف كتابا آخر يكيل فيه المديح والثناء للسلطان «بيبرس المنصوري الجاشنكير» (708 - 709 هـ. / 1308 - 1309 م.) وينشد فيه قصيدة من 33 بيتا من نظمه (1)، ثم يؤلّف كتابا ثالثا في سلطنة الناصر «محمد بن قلاوون» - وهي سلطنته الثانية (709 - 741 هـ. / 1309 - 1340 م.)، فيشيد به وبسياسته، وينشد فيه شعرا (2)، مع أنه سبق أن أثنى على «بيبرس المنصوري» الذي أخذ السلطنة من «الناصر محمد» عند ما اعتزل بالكرك، وعند ما عاد «الناصر» إلى السلطنة قبض على «بيبرس» مع جملة أمراء آخرين.
إذا، فولاء المؤلّف واضح للسلطان، أيّا كان هذا السلطان، طالما هو على كرسيّ السلطنة.
أمّا قول الدكتور «شاكر مصطفى» إنّ «الصفديّ» كان مقرّبا من السلطان الناصر
(1) أولها: من شاء يسمع منّي أصوب الكلم فليجتل دررا رصّعتها بفمي ويجتن ثمرات من مكارم من أحيا النفوس بطامي جوده الشبم خصائص جمّعت في سيد ملك أضحى عن الناس حقّا كاشف الغمم ومنها: فهو المظفّر بالتأييد قد نشرت والنصر راياته والعزّ والحكم (آثار الأول - ص 44، 45 وفيه ورد: «فليجتلي. . ويجتني»).
(2)
مدحه ببيتين هما: ملك بدايته نهاية غيره كالبدر أول ما يكون هلالا كمل الشّجاعة والفصاحة والحجى فالله يكفيه الزّمان كمالا (نزهة المالك والمملوك - ورقة 61 أ).