الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأن تأتني تربح ومدحتي
…
وان تأب لا يسدد علي طريق
قال يعقوب بن السكيت: قال ابن الكلبي: بيوت العرب ستة: قبة من ادم ومظلة من شعر وخباء من صوف وبجاد من وبر وخيمة من شجر واقنة من حجر. وكان يقول: قنة، فقلت له في ذلك، فعاد إلى أقنة. وقال الجمال في الانف والملاحة في الفم.
وقال: لما ثقل الامر على معاوية بن ابي سفيان ويزيد غائب فأقبل وجدعثمان بن محمد بن ابي سفيان بالباب جالسا، فأخذ بيده، فدخلا على معاوية، فأذا هويجود بنفسه، فكلمه فلم يكلمه، فبكى يزيد ثم قال:
لو مات شئ يرى لفات ابو
…
حيان لا عاجز ولا وكل
الحول القلب الاريب وهل
…
يدفع ريب المنية الحيل
قال: فتضور معاوية وقال: أي شئ قلت بني؟ قال: لا شئ، كلمت عثمان بن محمد! قال: فأغمي عليه ثم افاق ثم تمثل بالبيتين كأنه قد سمعها، ثم قال لي: يا بني، إن اعظم ما أخاف الله فيه ما كنت أصنع بك، يا بني. اني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فكان إذا قضي الحاجة وتوضأ أنا الذي كنت اسن عليه الماء، فنظر الى قميصي وقد تخرق من عاتقه، فقال: الا اكسوك، يا معاوية؟؟! قلت: بلى يا رسول اللهّ فكساني قميصاً، لم البسه ألا لبسة واحدة وهو عندي، واجتز ذات يوم ونقلم، فأخذت شعره واظافره وهما عندي، فأذا مت فضعه على عيني ومنخري وفمي، ثم اجعل قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم شعاراً لي، ثم كفنني إن نفع شئ، نفع هذا! قال: وكان يجود بنفسه يوقول:
إن تناقش يكن نقاشك يا رب
…
عذاباً لا طوق لي بالعذاب
او تجاوز فأنت رب رحيم
…
عن مسئ ذنوبه كالتراب
84 - ومن اخبار الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطائي
كنيته ابو عبد الرحمن، كان من علماء الناس بالشعر رواية قال: حدثني ابو جعفر المنصور قال: حدثني ابو جعفر المنصور قال: حدثني ابي محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قال: حججنا زمن عبد الملك بن مروان ومعنا رجل من كلب ومعه بنت عم له جزلة عاقلة. قال: رآها عمر بن ابي ربيعة فجلس اليها في الطريق فقال: يا هذه غنه قد خامر قلبي منك شر! فسكتت، فعاد فسكتت، فعاد فقالت: يا هذا إن الحر لا يصنع ما صتنع! أتحب ان ينال هذا من اختك او امراتك؟! فقال لمولى له: اما إذ تكلمت فقد ظفرت بها. فقالت لابن عمها: أحب ان اروح معك الى المسجد. قال ولم؟ قالت: اتوكأ عليك فقد شق علي المشي. قال: فخرج وخرجت معه متوكئة عليه. قال: وعمر جالس في الطريق، فلما رآها وثب وولى، فقالت: ايها الرجل على رسلك مكانك وانشدت:
تغدو الذئاب على من لا كلاب له
…
وتثقي مربض المستأسد الحامي
قال الهيثم: قال لي يوماً المهدي: ويحك إن الناس يخبرون عن الاعراب بسخاء ولوم، وقد اختلفوا في ذلك، فما عندك؟ فقلت: على الخبير سقطت! أخبرني ابي قال: خرجت اريد ديار قرابة لي، ومعي بعير عليه زادي وناقة اركبها، فبينا انا اسير إذ ند البعير فذهب، فجعلت اتبه اثره حتى امسيت، فنظرت فأذا خيمة اعرابي، فأتيتها، فقالت ربة الخباء، من انت؟ قلت: ضيف. قالت: وما يصنع الضيف عندنا؟ ان الصحراء لواسعة! قال: ثمقامت الى بر فطحنته، ثم اعتجنت وخبزت، ثم قعدت وأكلت، ولم البث ان جاء زوجها معه لبن فسلم، ثم قال: من الرجل؟ فقلت: ضيف.
قال: حياك الله! ثم قال: يا فلانة اطعمت ضيفك شيئاً؟ قالت: نعم. فدخل الخباء فملأ قعباً من لبن، ثم اتاني به وقال: اشرب! فشربت شرباًهنيئاً، فقال: ما اراك اكلت شيئاً وما اراها اطعمتك. فقلت لا والله. فدخل اليها مغضباً فقال: ويلك أكلت وتركت ضيفك! فقالت: وما اصنعبه، اطعمه طعامي؟! وجاراها في الكلام حتى شجها، ثم اخذ شفؤة وخرج الى ناقتي فنحرها، فقلت: وما صنعت؟ عافاك الله! قال: والله لا يبيت ضيفي جائعا. ثم جمع حطباً وأجج نارا واقبل يكبب ويطعمني ويأكل ويلقي إليها ويقول: كلي لا اطعمك الله حتى اصبح. ذهب وتركني، فقعدت مغموماً، فلما تعالى النهار أقبل ومعه بعير ما يسأم الناظر إن ينظر اليه، فقال لي: هذا مكان ناقتك! ثم زودني من ذلك اللحم ومما حضره، وخرجت من عنده. فضمني الليل الى خباء، فسلمت، فردت صاحبة الخباء. وقالت: من الرجل: فقلت: ضيف. فقالت: مرحباً بك، حياك الله، انزل، عافاك الله! فنزلت، فعمدت الى بر فطحنته ثم اعتجنت ثم خبزت خبزة روتها بالزبد واللن، ثم وضعتها بين يدي وقالت: كل واعذر! فلم البث ان اقبل اعرابي كريه الوجه فسلم، فرددت. فقال: من الرجل؟ فقلت: ضيف. فقال: ما يصنع الضيف عندنا؟ ثم دخل الى اهله فقال: اين طعامي.؟!. فقالت اطعمته الضيف. فقال: اتطعمين طعامي الضياف؟! فتجاريا الكلام، فرفع عصاه فضرب بها رأسها فشجها. قال: فجعلت اضحك، فقال: ما يضحكك؟ فقلت: خبر. فقال: شد لتخبرني! فأخبرته بقصة المرأة والرجل اللذين نزلت عليهما قبله، فأقبل علي وقال: إن التي عندي والله اخت ذلك الرجل، وتلك التي عنده اختي، فبت متعجباً، ثمانصرفت.
دخل مروان بن ابي حفصة على ابي يوسف القاضي وعنده الهيثم بن عدي وعاصم الغساني، فسأل حاجة، فلم يقضها له، فخرج وهو يقول:" من الرجز ":
هذا لعمري مجلسٌ دنيءُّ
…
ثلاثةٌ كُلُهمُ دعيُّ
فبلغ ذلك الهيثم فقال " من الرجز ":
مروانُ عِلجٌ ليس بالقويِّ
…
ولا بمرضيٍ ولا زكيِّ
وقال أبو الهول الحميري فيه، وقيل: لبي نواس " من البسيط ":
الحمدُ للهِ هذا أعجبُ العجبِ
…
الهيثمُ بن عديِ بُحترٌ عربي
إن كان من طلب الأنسابَ من كُتُبٍ
…
حتى تُحوله نبعاً عن الغربِ
فهؤلاءِ الكيميائيون ما لهم
…
ممَّا يقلاقون طول الدهرِ في تعبِ
هيهات هيهات قد طال العناءُ بهم
…
لم يخلقوا ذهباً إلا من الذهب
والهيثم بن عُديِ من تنقلَهِ
…
في كل يوم له رَحْلٌ على قتب
فما يزال أخا حلٍ ومرتحلٍ
…
إلى الموالي وأحياناً إلى العرب
منها:
للهِ أنت فما قُربى تَهُمُّ بها
…
إلا اجليت لها الأنسابَ من كثبِ
وحضر أبو نواس مجلسه، فقصر في حقه لم يحتشمه، فقال " من الوافر ":
أتيتُ الهيثمّ بن عديِّ أرجو العلومَ وكنتُ أمحضهُ الصفاء
فأعرض هيثمٌ لمَّا رآني
…
كأني قد هجوت الأدعياءَ
وقال الهيثم: لمَّا ولي عبد الله بن شبرمة القضاء ركب لحاجة، فلمَّا أراد النزول عن البغلة وثبت فرمت به، فدخلنا عليه نعوده، وجاء رجلٌ يُكنى أبا المثنى سليطيٌّ، فلمَّا رآه ابن شبرمة قال: مرحباً ارتفع! فرفعه معه على السرير، فأنشأ أبو المثنى يقول " من المتقارب ":
أقولُ غداة أتاني الخبرث
…
فدسَّ أحاديثه هيثمهُ
لك الويلُ من مخبرِ ماتقول
…
أبن لي وعدٍ عن الجمجمه
فقال: خرجت وقاضي القضا
…
ة منفكةٌ رجله مؤلمهُ
فغزوان حُرّق وأُمُّ الوليدِ
…
إن اللهُ عافى أبا شُبرمَهْ
جزاء لمعروفه عندنا
…
وما عتقُ عبدٍ له أو أَمَهْ