المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل قيام الليل - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ٧

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌فَضْلُ الصَّلَاة

- ‌تَكْفِيرُ الصَلَاةِ لِلذُّنُوب

- ‌فَضْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَصَلَاةِ الْعَصْر

- ‌فَضْلُ أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي جَمَاعَة

- ‌فَضْلُ أَدَاءِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْر فِي جَمَاعَة

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَة

- ‌فَضْلُ الصَّفِّ الْأَوَّلِ فِي الصَّلَاة

- ‌فَضْلُ سَدِّ الْفُرَجِ فِي الصَّلَاة

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وفَضْلُ يَوْمِهَا

- ‌فَضْلُ التَّبْكِيرِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَة

- ‌فَضْلُ انْتِظَارِ الصَّلَاة

- ‌فَضْلُ السُّنَنِ الرَّوَاتِب

- ‌فَضْلُ سُنَّةِ الْفَجْر

- ‌فَضْلُ سُنَّةِ الْظُّهْرِ القَبْلِيّةِ وَالْبَعْدِيَّة

- ‌فَضْلُ سُنَّةِ الْعَصْر

- ‌فَضْلُ سُنَّةِ الْمَغْرِب

- ‌فَضْلُ سُنَّةِ الْعِشَاء

- ‌فَضْلُ السُّنّنِ النَّوَافِل

- ‌فَضْلُ قِيَامِ اللَّيْل

- ‌فَضْلُ قِيَامِ رَمَضَان (التَّرَاوِيح)

- ‌فَضْلُ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْر

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ الضُّحَى

- ‌فَضْلُ سُنَّةِ الْوُضُوء

- ‌فَضْلُ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَزِيَارَةُ الْمُسْلِمِين

- ‌فَضْلُ تَغْسِيلِ الْمَيِّتِ وَكَتْمِ مَا يَرَاهُ مِنْ عُيُوب

- ‌فَضْلُ اتِّبَاعِ جَنَائِزِ الْمُسْلِمِينَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْها

- ‌فَضْلُ تَعْزِيَةِ الْمُؤْمِن

- ‌فَضْلُ الصَّدَقَة

- ‌فَضْلُ الصَّدَقَةِ وَإنْ قَلَّت

- ‌فَضْلُ صَدَقَةِ السِّرّ

- ‌أَفْضَلُ الصَّدَقَات

- ‌فَضْلُ الْعَمَلِ عَلَى الصَّدَقَة

- ‌فَضْلُ الصَّوْم

- ‌فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَصَوْمِه

- ‌فَضْلُ صَوْمِ شَعْبَان

- ‌فَضْلُ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّال

- ‌فَضْلُ صَوْمِ الثَّمَانِيَةِ الْأُولَى مِنْ ذِي الْحِجَّة

- ‌فَضْلُ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَاجّ

- ‌فَضْلُ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاء

- ‌فَضْلُ صَوْمِ شَهْرِ الْمُحَرَّم

- ‌فَضْلُ صِيَامِ الثَّلَاثِ الْبِيض

- ‌فَضْلُ صِيَامِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس

- ‌فَضْلُ صِيَامِ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْم

- ‌فَضْلُ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا

- ‌فَضْلُ الْحَجّ

- ‌فَضْلُ أَعْمَالِ الْحَجّ

- ‌فَضْلُ الْإهْلَالِ وَالتَّلْبِيَة

- ‌فَضْلُ الطَّوَاف

- ‌فَضْلُ اسْتِلَامِ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَد

- ‌فَضْلُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَة

- ‌فَضْلُ الْوُقُوفِ بِالْمُزْدَلِفَة

- ‌فَضْلُ رَمْيِ الْجِمَار

- ‌فَضْلُ الْعُمْرَة

- ‌فَضْلُ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَان

- ‌فَضْلُ الْعُمْرَةِ فِي غَيْرِ رَمَضَان

- ‌فَضْلُ بِرِّ الْوَالِدَيْن

- ‌فَضْلُ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ الْجِهَادِ فِي الْبَحْر

- ‌فَضْلُ الْحِرَاسَةِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ الصِّيَامِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ مَنْ جُرِحَ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌أَنْوَاعُ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ تَجْهِيزِ الْغُزَاةِ وَالْإنْفَاقِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌عُقُوبَةُ تَرَكِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله

- ‌فَضْلُ الْهِجْرَة

- ‌فَضْلُ الْمَوْتِ فِي بَلَدِ الْغُرْبَة

- ‌فَضْلُ اِقْتِنَاءِ الْخَيْلِ وَإِكْرَامِهَا

- ‌أَنْوَاعُ الْخَيْلِ مِنْ حَيْثُ الْأَجْر

- ‌أَفْضَلُ أَنْوَاعِ الْخَيْلِ مِنْ حَيْثُ اللَّوْن

- ‌فَضْلُ إطْرَاقِ الْخَيْل

- ‌فَضْلُ الْحُبِّ فِي الله

الفصل: ‌فضل قيام الليل

‌فَضْلُ السُّنّنِ النَّوَافِل

‌فَضْلُ قِيَامِ اللَّيْل

قَالَ تَعَالَى: {بسم الله الرحمن الرحيم ، يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ، إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ، وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (1)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (2)

وَقَالَ تَعَالَى: {تَتَجَافَى (3) جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ (4) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ، جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (5)

وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا ، يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (6)

وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ، إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ، كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 15 - 18]

(1)[المزمل: 1 - 8]

(2)

[الفرقان/64]

(3)

أَيْ: تَتَبَاعَدُ.

(4)

أَيْ: الْمَفَارِشِ وَالْمَرَاقِدِ.

(5)

[السجدة/16، 17]

(6)

[الزمر/9]

ص: 130

(د)، وَعَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ رضي الله عنها: لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ ، صَلَّى قَاعِدًا "(1)

(1)(د) 1307 ، (خد) 800 ، (حم) 26157 ، صَحِيح الْجَامِع: 4849 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 632

ص: 131

(ت)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأبُ الصَّالِحِينَ (1) قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ "(2)

(1) أَيْ: عَادَتُهُمْ وَشَأنُهُمْ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 446)

(2)

(ت) 3549 ، (خز) 1135 ، (ك) 1156 ، وحسنه الألباني في الإرواء: 452، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 624 ، صَحِيح الْجَامِع: 4079

ص: 132

(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الصَلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ "(1)

(1)(م) 202 - (1163) ، (ت) 438 ، (س) 1613 ، (د) 2429 ، (حم) 8013

ص: 133

(ت)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ، نَامَ هَارِبُهَا، وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ ، نَامَ طَالِبُهَا "(1)

(1)(ت) 2601 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5622 ، الصَّحِيحَة: 953

ص: 134

(ت)، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ (1) وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، ثُمَّ قَرَأَ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (2) " (3)

(1)(الْجُنَّةٌ): الْوِقَايَةُ.

" الصَّوْمُ جُنَّةٌ "، أَيْ: مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي ، بِكَسْرِ الْقُوَّةِ وَالشَّهْوَةِ.

وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ "، أَيْ: يَقِي صَاحِبَهُ مَا يُؤْذِيهِ مِنْ الشَّهَوَاتِ. تحفة الأحوذي (ج2ص 148)

(2)

[السجدة/16، 17]

(3)

(ت) 2616 ، (جة) 3973 ، (ن) 11394 ، صَحِيح الْجَامِع: 5136 والصَّحِيحَة تحت حديث: 1122، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2866

ص: 135

(طس)، وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ ، فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ ، فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ "(1)

(1)(طس) 4278 ، (ك) 7921 ، صَحِيح الْجَامِع: 73 ، الصَّحِيحَة: 831

ص: 136

(ابْنُ نَصْر)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:" قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ " ، وَامْرَأَةٌ تُصَلِّي بِصَلَاتِهِ، " فَلَمَّا أَحَسَّ الْتَفَتَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا: اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ "، قَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ نَشَاطًا، قَالَ:" إِنَّكِ لَسْتِ مَثَلِي، إِنَّمَا جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ "(1)

(1) ابن نصر في " تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَلَاةِ "(68/ 2)، صَحِيح الْجَامِع: 3098 ، الصَّحِيحَة: 1107

ص: 137

(خد)، وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ ، فَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنْ اللَّيْلِ يَقُولُ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، وَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنْ اللَّيْلِ يَقُولُ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} "(1)

(1)(خد) 1218 ، (ت) 3416 ، انظر صحيح الأدب المفرد: 928

ص: 138

(م ت س د جة)، وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ:(صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ)(1)(فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ)(2)(فَسَمِعْتُهُ " حِينَ كَبَّرَ قَالَ:)(3)(اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ)(4)(فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ " فَقُلْتُ: " يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ، ثُمَّ مَضَى " ، فَقُلْتُ: " يُصَلِّي بِهَا)(5)(يَخْتِمُهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ ، فَمَضَى ")(6)(فَقُلْتُ: " يَرْكَعُ بِهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا ، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا)(7)(إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ اسْتَجَارَ (وفي رواية: تَعَوَّذَ)(8) وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ للهِ سَبَّحَ) (9)(ثُمَّ رَكَعَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ)(10)(فِي رُكُوعِهِ:)(11)(سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ)(12)(فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ)(13)(ثُمَّ قَالَ حِينَ رَفَعَ رَأسَهُ)(14)(مِنْ الرُّكُوعِ:)(15)(سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)(16)(لِرَبِّيَ الْحَمْدُ ، لِرَبِّيَ الْحَمْدُ)(17) وفي رواية: (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ)(18)(ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ:)(19)(سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى)(20)(فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ)(21)(وَكَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: رَبِّي اغْفِرْ لِي ، رَبِّي اغْفِرْ لِي)(22)(فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ ، وَآلَ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءَ ، وَالْمَائِدَةَ ")(23) وفي رواية: " فَمَا صَلَّى إِلَّا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، حَتَّى جَاءَ بِلَالٌ إِلَى الْغَدَاةِ "(24)

(1)(م) 203 - (772)

(2)

(س) 1145

(3)

(س) 1069 ، (د) 874 ، انظر الإرواء تحت حديث: 333

(4)

(د) 874 ، (س) 1069 ، (حم) 23423 ، انظر المشكاة: 1200

(5)

(م) 203 - (772) ، (س) 1664

(6)

(س) 1133

(7)

(م) 203 - (772) ، (س) 1664

(8)

(م) 203 - (772)

(9)

(جة) 1351 ، (م) 203 - (772) ، (ت) 262 ، (س) 1008

(10)

(م) 203 - (772)

(11)

(ت) 262

(12)

(س) 1133 ، (جة) 888 ، (م) 203 - (772) ، (ت) 262

(13)

(م) 203 - (772) ، (س) 1145

(14)

(س) 1145

(15)

(س) 1069

(16)

(م) 203 - (772) ، (س) 1133

(17)

(س) 1069

(18)

(س) 1133

(19)

(م) 203 - (772) ، (س) 1133

(20)

(س) 1133 ، (جة) 888 ، (م) 203 - (772) ، (ت) 262

(21)

(م) 203 - (772) ، (س) 1664

(22)

(س) 1145 ، (جة) 897

(23)

(د) 874 ، (حم) 23423

(24)

(س) 1665 ، (ن) 1378 ، (حم) 23447 ، (ك) 1201

ص: 139

(حب)، وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا؟ ، فَقَالَ: أَقُولُ يَا أُمَّاهُ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: زُرْ غِبًّا (1) تَزْدَدْ حُبًّا، فَقَالَتْ: دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ: " يَا عَائِشَةُ ، ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي "، فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَكَ ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ ، قَالَتْ: " فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ ، ثُمَّ بَكَى ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ،

ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ " ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ (2) بِالصَلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ ، قَالَ: " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ، وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ، وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (3) " (4)

(1) الغِبُّ مِن أوْرَاد الإبِل: أنْ تَرِدَ الماءَ يَوماً ، وتَدَعَه يوما ، ثم تَعُودَ ، فَنقَلَهُ إلى الزِّيارة ، وإنْ جاء بعد أيام ، يقال: غَبَّ الرجُل ، إذا جاء زائرا بعد أيام ، وقال الحسَن: في كُلِّ أسْبُوع. النهاية في غريب الأثر (3/ 629)

(2)

آذن: أعلَمَ وأخبر.

(3)

[البقرة/164]

(4)

(حب) 620 ، الصَّحِيحَة: 68 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1468

وقال الألباني في الصَّحِيحَة: في الحديث فَضْلُ النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة خشيته، وخوفه من ربه، وإكثارُه من عبادته، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو المُنْتَهَى في الكَمال البشري ، ولا جَرم في ذلك ، فهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم.

لكن ليس فيه ما يدلُّ على أنه صلى الله عليه وسلم قام الليل كله، لأنه لم يقع فيه بيانٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأ القيام من بعد العشاء ، أو قريبا من ذلك.

بل إن قوله: " قام ليلة من الليالي فقال

" الظاهر أن معناه: " قام من نومه .... " ، أي: نام أوله ، ثم قام، فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر: " كان ينام أول الليل، ويحيي آخره

" أخرجه مسلم (2/ 167).

وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله، كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة "، قال (ص 13): فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمولٌ على غالب أوقاته صلى الله عليه وسلم ".

قلت: يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر: " ولم يَقُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمُّها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلة قط ". أخرجه مسلم (2/ 169 - 170) وأبو داود (1342) واللفظ له.

قلت: فهذا نصٌّ في النفي المذكور ، لَا يقبل التأويل، وحَمْلُه على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريحَ الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم قام تلك الليلة بتمامها، أما وهو ليس كذلك كما بينَّا ، فالحمل المذكور مردود، ويبقى النفي المذكور سالما من التقييد ، وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة، خلافا لما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور. أ. هـ

ص: 140

(م ت س)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(1)(ذَاتَ لَيْلَةٍ)(2)(مِنْ الْفِرَاشِ)(3)(فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ)(4)(فَجَعَلْتُ أَطْلُبُهُ بِيَدِي، فَوَقَعَتْ يَدِي)(5)(عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ (6)) (7)(وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ)(8)(فِي الْمَسْجِدِ)(9)(يَقُولُ: " سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)(10)(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ (11) وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) (12)(رَبِّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ ")(13)(فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي لَفِي شَأنٍ ، وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ ")(14)

(1)(س) 1125

(2)

(س) 5534

(3)

(م) 222 - (486)

(4)

(م) 221 - (485) ، (حم) 25219

(5)

(س) 169

(6)

في الحديث دليل على سُنِّية جَمْعِ القدميْن في حالة السجود.

وأنَّ مسَّ المرأةِ لا يَنْقُضُ الوضوء. ع

(7)

(ت) 3493

(8)

(س) 169 ، (م) 222 - (486) ، (ت) 3493

(9)

(ت) 3493 ، (م) 222 - (486)

(10)

(م) 221 - (485) ، (س) 1131

(11)

سَخِطَ: غَضِبَ ، وأَسْخَطَه: أَغْضَبَه.

(12)

(م) 222 - (486) ، (ت) 3493 ، (س) 1130 ، (د) 879

(13)

(س) 1124 ، 1125 ، (حم) 25183

(14)

(م) 221 - (485) ، (س) 1131

ص: 141

(تخ)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَعْجَبَهُ نَحْوُ الرَّجُلِ (1) أَمْرَهُ بِالصَلَاةِ "(2)

(1) قال الألباني في الصَّحِيحَة: 2953: " نَحْوُ الرجل "، الذي أفهمُه من هذه الكلمة أنه يعني: قَصْدَهُ واتِّجَاهَه ، أي: إلى الخير والعبادة.

" أمره بالصلاة " أَيْ: النافلة. أ. هـ

قلت: ويؤيده ما رواه البيهقي في سننه الكبرى (16279) عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ كَانَ بِالْعِرَاقِ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ سَاحِرٌ ، فَكَانَ يَضْرِبُ رَأسَ الرَّجُلِ ثُمَّ يَصِيحُ بِهِ ، فَيَقُومُ خَارِجًا ، فَيَرْتَدُّ إِلَيْهِ رَأسُهُ ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ ، يُحْيِي الْمَوْتَى ، وَرَآهُ رَجُلٌ مِنْ صَالِحِ الْمُهَاجِرِينَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اشْتَمَلَ عَلَى سَيْفِهِ ، فَذَهَبَ يَلْعَبُ لَعِبَهُ ذَلِكَ ، فَاخْتَرَطَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ صَادِقًا فَلْيُحْيِ نَفْسَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ الْوَلِيدُ دِينَارًا صَاحِبَ السِّجْنِ - وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا - فَسَجَنَهُ ، فَأَعْجَبَهُ نَحْوُ الرَّجُلِ ، فَقَالَ: أَفَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَهْرَبَ؟ ، قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَاخْرُجْ ، لَا يَسْأَلُنِي اللهِ عَنْكَ أَبَدًا. ع

(2)

(تخ)(1/ 1 / 180) ، (هب) 3183 ، (بز)(1/ 453 / 716)

انظر الصَّحِيحَة: 2953

ص: 142

(م)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ "(1)

(1)(م) 166 - (757) ، (حم) 14394

ص: 143

(خ م جة حم) وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَنْزِلُ اللهُ تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا (1)) (2)(إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ الَّليْلِ الْأوَّلُ)(3) وفي رواية: (إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ)(4) وفي رواية: (حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ)(5)(فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الْمَلِكُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)(6)(هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ)(7)(فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟)(8)(مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟)(9)(فلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ عز وجل لَهُ، إِلَّا زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجِهَا ، أَوْ عَشَّارًا (10)) (11)(ثُمَّ يَبْسُطُ اللهُ تبارك وتعالى يَدَيْهِ فَيَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ (12) وَلَا ظَلُومٍ ، فلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ ") (13)(فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ (14)) (15).

(1) اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُولِ عَلَى أَقْوَال: فَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ ، مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيقِ الْإِجْمَالِ ، مُنَزِّهًا اللهَ تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ - وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف - وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ ، وَالسُّفْيَانَيْنِ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ، وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَاللَّيْث ، وَغَيْرهمْ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَأَسْلَمُهَا: الْإِيمَانُ بِلَا كَيْف ، وَالسُّكُوتُ عَنْ الْمُرَادِ ، إِلَّا أَنْ يَرِدَ ذَلِكَ عَنْ الصَّادِق صلى الله عليه وسلم فَيُصَارُ إِلَيْهِ، وَمِنْ الدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ ، اِتِّفَاقُهُمْ عَلَى أَنَّ التَّأوِيلَ الْمُعَيَّنَ غَيْرُ وَاجِبٍ. فتح الباري (ج 4 / ص 132)

(2)

(خ) 1094 ، (م) 758

(3)

(م) 758 ، (ت) 446

(4)

(م) 758 ، (ن) 10312

(5)

(خ) 1094 ، (م) 758

(6)

(م) 758 ، (خ) 1094

(7)

(حم) 11911 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.

(8)

(حم) 9589 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(9)

(حم) 7500 ، وقال الأرناءوط: صحيح ، وانظر ظلال الجنة: 497

(10)

العَشَّار: الذي يَأخُذُ عُشْرَ الأموال (المُكُوس).

(11)

(طب) 8391 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2971 ، والصَّحِيحَة: 1073

(12)

يُقَال: أَعْدَمَ الرَّجُلُ: إِذَا اِفْتَقَرَ ، فَهُوَ مُعْدِمٌ ، وَعَدِيمٌ ، وَعَدُومٌ.

وَالْمُرَادُ بِالْقَرْضِ: عَمَلُ الطَّاعَة ، سَوَاءٌ فِيهِ الصَّدَقَةُ ، وَالصَّلَاة ، وَالصَّوْم وَالذِّكْر ، وَغَيْرهَا مِنْ الطَّاعَات، وَسَمَّاهُ سبحانه وتعالى قَرْضًا مُلَاطَفَةً لِلْعِبَادِ ، وَتَحْرِيضًا لَهُمْ عَلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَة. شرح النووي (3/ 99)

(13)

(م) 758 ، (هق) 4428

(14)

وَفِي حَدِيث الْبَاب مِنْ الْفَوَائِد أَنَّ آخِر اللَّيْلِ أَفْضَلُ لِلدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَار، وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْله تَعَالَى:{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} ، وَأَنَّ الدُّعَاءَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مُجَاب.

وَلَا يُعْتَرَضُ عَلَى ذَلِكَ بِتَخَلُّفِهِ عَنْ بَعْضِ الدَّاعِينَ ، لِأَنَّ سَبَبَ التَّخَلُّفِ وُقُوعُ الْخَلَلِ فِي شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ الدُّعَاء، كَالِاحْتِرَازِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَس ، أَوْ لِاسْتِعْجَالِ الدَّاعِي ، أَوْ بِأَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِم ، أَوْ تَحْصُلُ الْإِجَابَة ، وَيَتَأَخَّرُ وُجُودُ الْمَطْلُوبِ لِمَصْلَحَةِ الْعَبْد ، أَوْ لِأَمْرٍ يُرِيدُهُ الله. فتح الباري (ج 4 / ص 132)

(15)

(حم) 7582 ، (جة) 1366

ص: 144

(حم)، وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه قَالَ: ذُكِرَ شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ رضي الله عنه عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ (1) "(2)

(1) أَرَادَ بِالتَّوَسُّدِ: النَّوْمَ ، أَيْ: لَا يَنَامُ اللَّيْلَ عَنْ الْقُرْآن ، فَيَكُونُ الْقُرْآنُ مُتَوَسِّدًا مَعَهُ ، بَلْ هُوَ يُدَاوِمُ عَلَى قِرَاءَته ، وَيُحَافِظُ عَلَيْهَا. شرح سنن النسائي (ج 3 / ص 133)

(2)

(حم) 15762 ، (س) 1783 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

ص: 145

(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ ، قَالَ:" إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ "(1)

(1)(حم) 9777 ، (حب) 2560 ، انظر الصَّحِيحَة: 3482 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في (حم): إسناده صحيح.

ص: 146

(حم البيهقي)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" ثَلَاثةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ عز وجل وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ ، وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ:)(1)(رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ)(2) وفي رواية: (الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فِي الْفِئَةِ ، فَيَنْصِبُ لَهُمْ نَحْرَهُ ، حَتَّى يُقْتَلَ ، أَوْ يُفْتَحَ لِأَصْحَابِهِ)(3) وفي رواية: (الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ ، قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ للهِ عز وجل فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ عز وجل وَيَكْفِيهِ)(4)(وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} (5)) (6)(فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَرَ لِي نَفْسَهُ)(7)(وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ)(8)(حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ (9)) (10)(وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ ، فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمْ (11) النُّعَاسُ ، فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ ، فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ) (12) وفي رواية:(وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ ، فَيَطُولُ سَرَاهُمْ ، حَتَّى يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الْأَرْضَ ، فَيَنْزِلُونَ، فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ فَيُصَلِّي، حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ)(13) وفي رواية: (وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ ، وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ، فَسَهِرُوا وَنَصِبُوا ، ثُمَّ هَجَعُوا (14) فَقَامَ فِي السَّحَرِ (15) فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ) (16)

وفي رواية (17): (وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ، وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ، فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي (18) وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ ")

(1)(الأسماء والصفات للبيهقي) ص471 - 472 ، (ت) 2567 ، (حم) 21570 انظر الصَّحِيحَة: 3478 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 629

(2)

(حم) 21570 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(3)

(حم) 21378 ، صَحِيح الْجَامِع: 3074 ، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح

(4)

(الأسماء والصفات للبيهقي) ص471 - 472 ، (ت) 2567

(5)

[الصف/4]

(6)

(حم) 21570

(7)

(الأسماء والصفات للبيهقي) ص471 - 472

(8)

(حم) 21570

(9)

أَيْ: ارْتِحَالٌ لِأَحَدِهِما.

(10)

(حم) 21378 ، 21570

(11)

شق عليه: صعب عليه أمره.

(12)

(حم) 21570

(13)

(حم) 21378

(14)

الهَجْعة: النومة في وقت من الليل.

(15)

السَّحَر: الثلث الأخير من الليل.

(16)

(الأسماء والصفات للبيهقي) ص471 - 472

(17)

(الأسماء والصفات للبيهقي) ص471 - 472 ، (ت) 2567

(18)

يناجيه: يُحَدِّثُه سِرًّا.

ص: 147

(د حم طب)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" عَجِبَ رَبُّنَا (1) عز وجل مِنْ رَجُلَيْنِ) (2)(رَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابَهُ)(3)(فَعَلِمَ مَا عَلَيهِ فِي الْفِرَارِ ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لِمَلَائِكَتِهِ:)(4)(مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ؟ ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ، فَيَقُولُ: فَإِنَّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ)(5)(وَرَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحِبِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ)(6)(فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ:)(7)(انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ، ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ ، وَمِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ)(8)(مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ؟ ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ، فَيَقُولُ: فَإِنَّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا ، وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ ")(9)

(1) قَوْلُهُ: " عَجِبَ رَبُّنَا " أَيْ: رَضِيَ وَاسْتَحْسَنَ ، وَإِطْلَاقُ التَّعَجُّبِ عَلَى اللهِ مَجَازٌ ، لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَسْبَابُ الْأَشْيَاء ، وَالْعَجَب: مَا خَفِيَ سَبَبُهُ وَلَمْ يُعْلَم. عون المعبود - (ج 5 / ص 433)

(2)

(حم) 3949 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:630 ،المشكاة: 1251

(3)

(د) 2536 ، (حم) 3949

(4)

(حم) 3949 ، (د) 2536 ، (حب) 2557 ،وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.

(5)

(طب) 8532 ، (د) 2536 ، (حم) 3949 ، الصحيحة تحت حديث: 3478 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:630

(6)

(حم) 3949

(7)

(طب) 8532 ، (حم) 3949

(8)

(حم) 3949 ، (حب) 2557

(9)

(طب) 8532

ص: 148

(د ت)، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَا مِنْ عَبْدٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا ، فَيَتَعَارُّ (1) مِنْ اللَّيْلِ ، فَيَسْأَلُ اللهَ) (2)(شَيْئًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ")(3)

(1) تعارَّ: هَبَّ من نومه واستَيْقَظ.

(2)

(د) 5042 ، (جة) 3881

(3)

(ت) 3526 ، (د) 5042 ، (جة) 3881 ، (حم) 22101 ، انظر صحيح الكلم الطيب: 36 ، وقد تراجع الألباني عن تضعيف رواية (ت) في الكلم الطيب ص43.

ص: 149

(خ د)، وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ [حِينَ يَسْتَيْقِظُ] (1): لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، أَوْ دَعَا ، اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى ، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ "(2)

(1)(د) 5060

(2)

(خ) 1103 ، (ت) 3414 ، (د) 5060 ، (جة) 3878 ، (حم) 22725

ص: 150

(خ)، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ)(1)(لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)(2)(مَاذَا أُنْزِلَ (3) اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ (4)؟ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ (5)؟ ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ (6)) (7)(- يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ - لِكَيْ يُصَلِّينَ (8)) (9)(كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا ، عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ (10) ") (11)

(1)(خ) 6658

(2)

(خ) 5506

(3)

الْمُرَادُ بِالْإِنْزَالِ: إِعْلَامُ الْمَلَائِكَةِ بِالْأَمْرِ الْمَقْدُور، أَوْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي نَوْمِهِ ذَاكَ بِمَا سَيَقَعُ بَعْدَهُ مِنْ الْفِتَن ، فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْإِنْزَالِ. فتح (ح115)

(4)

قَوْله: " مَاذَا " مَا اِسْتِفْهَامِيَّة ، مُتَضَمِّنَةٌ لِمَعْنَى التَّعَجُّبِ وَالتَّعْظِيم، وَعَبَّرَ عَنْ الْعَذَابِ بِالْفِتَنِ ، لِأَنَّهَا أَسْبَابُه. (فتح الباري - ح115)

(5)

قَالَ الدَّاوُدِيّ: الثَّانِي هُوَ الْأَوَّل، وَالشَّيْءُ قَدْ يُعْطَفُ عَلَى نَفْسِهِ تَأكِيدًا؛ لِأَنَّ مَا يُفْتَحُ مِنْ الْخَزَائِنِ ، يَكُونُ سَبَبًا لِلْفِتْنَةِ. (فتح الباري - ح115)

(6)

(الْحُجُرات): جَمْع حُجْرَة ، وَهِيَ مَنَازِلُ أَزْوَاجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.فتح (ح115)

(7)

(خ) 115

(8)

وَإِنَّمَا خَصَّهُنَّ بِالْإِيقَاظِ ، لِأَنَّهُنَّ الْحَاضِرَات حِينَئِذٍ.

أَوْ مِنْ بَاب: " اِبْدَأ بِنَفْسِك ، ثُمَّ بِمَنْ تَعُول ". (فتح الباري - ح115)

(9)

(خ) 6658 ، 5864

(10)

أَيْ: يَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ لَا يَتَغَافَلْنَ عَنْ الْعِبَادَة ، وَيَعْتَمِدْنَ عَلَى كَوْنِهِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. (فتح الباري - ح115)

(11)

(خ) 5506 ، (ت) 2196 ، (حم) 26587

ص: 151

(د جة)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ [جَمِيعًا] (1) كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ "(2)

(1)(د) 1309 ، 1451

(2)

(جة) 1335 ، (د) 1451، انظر صَحِيح الْجَامِع: 333 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 626

ص: 152

(جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ ، رَشَّ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى ، رَشَّتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ "(1)

(1)(جة) 1336 ، (س) 1610 ، (د) 1308 ، (حم) 7404

ص: 153

(ت جة)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ " ، انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) وَقِيلَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ " ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ " وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلَامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ) (2) (وَصِلُوا الْأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ") (3)

(1) أَيْ: ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ.

(2)

(ت) 2485 ، (جة) 1334

(3)

(جة) 3251 ، (حم) 23835 ، (ت) 2485 ، 1855 ، صَحِيح الْجَامِع: 7865 ، الصَّحِيحَة: 569

ص: 154

(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَالَ:" أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمْ الطَّعَامَ، وَصِلْ الْأَرْحَامَ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلْ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ "(1)

(1)(حم) 7919 ، 8279 ، 10404 ، انظر صحيح الجامع: 1019 ، والإرواء تحت حديث: 777

ص: 155

(ت)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا ، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا (1) "، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ:" لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ (2) وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ (3) وَأَدَامَ الصِّيَامَ (4) وَصَلَّى لِلهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ "(5)

(1) لِكَوْنِهَا شَفَّافَةً لَا تَحْجُبُ مَا وَرَاءَهَا. تحفة الأحوذي (ج 5 / ص 226)

(2)

أَيْ: لِمَنْ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ مَعَ الْأَنَامِ ، قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} فَيَكُونُ مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ، الْمَوْصُوفِينَ بِقَوْلِهِ:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 226)

(3)

أَيْ: لِلْعِيَالِ وَالْفُقَرَاءِ وَالْأَضْيَافِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. تحفة (ج 5 / ص 226)

(4)

أَيْ: أَكْثَرَ مِنْهُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ ، بِحَيْثُ تَابَعَ بَعْضَهَا بَعْضًا ، وَلَا يَقْطَعُهَا رَأسًا، قَالَهُ اِبْنُ الْمَلِكِ.

وَقِيلَ: أَقَلُّهُ أَنْ يَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. تحفة (ج5 ص 226)

(5)

(ت) 2526 ، 1984 ، (حم) 1337 ، صَحِيح الْجَامِع: 2123 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 617، 2692 ، المشكاة: 1233

ص: 156

(ك)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ ، كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ (1) "(2)

(1)(الْقَانِت): يَرِدُ بِمَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ: كَالطَّاعَةِ ، وَالْخُشُوعِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالدُّعَاءِ ، وَالْعِبَادَة ، وَالْقِيَام ، وَالسُّكُوت ، وَالْمُرَاد هُنَا: الْقِيَام فِي اللَّيْل. عون المعبود - (ج 3 / ص 335)

(2)

(ك) 1160 ، (خز) 1142 ، (هب) 2191 ، الصَّحِيحَة: 657 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1437

ص: 157

(حم)، وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ ، كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ "(1)

(1)(حم) 16999 ، (مي) 3450 ، صحيح الجامع: 6468 ، الصَّحِيحَة: 644

ص: 158

(د)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ ، لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ ، كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ ، كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ (1) "(2)

(1) أَيْ: كُتِبَ مِمَّنْ أُعْطِيَ أَجْرًا عَظِيمًا. عون المعبود (ج 3 / ص 335)

(2)

(د) 1398 ، (حب) 2572 ، صَحِيح الْجَامِع: 6439، الصَّحِيحَة: 642

ص: 159

(خ م جة حم)، وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أَحَدِكُمْ (1) إِذَا هُوَ نَامَ) (2)(بِحَبْلٍ فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ (3)) (4)(يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ (5) عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ (6) فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ (7) انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى ، انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا (8) فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ (9)) (10)(قَدْ أَصَابَ خَيْرًا)(11)(وَإِنْ هُوَ بَاتَ وَلَمْ يَذْكُرْ اللهَ عز وجل وَلَمْ يَتَوَضَّأ وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى يُصْبِحَ (12) أَصْبَحَ وَعَلَيْهِ الْعُقَدُ جَمِيعًا) (13)(خَبِيثَ النَّفْسِ (14) كَسْلَانَ) (15)(لَمْ يُصِبْ خَيْرًا ")(16)

(1) أَيْ: مُؤَخَّرِ عُنُقِه ، وَقَافِيَةُ كُلِّ شَيْء: مُؤَخَّرُه ، وَمِنْهُ: قَافِيَة الْقَصِيدَة، وَفِي النِّهَايَة: الْقَافِيَة: الْقَفَا ، وَقِيلَ: مُؤَخَّرُ الرَّأس ، وَقِيلَ: وَسَطُه. فتح الباري (ج4ص 127)

(2)

(خ) 3096 ، (م) 776

(3)

اُخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْعُقَد ، فَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْحَقِيقَة ، وَأَنَّهُ كَمَا يَعْقِدُ السَّاحِرُ مَنْ يَسْحَرُهُ، وَأَكْثَرُ مَنْ يَفْعَلُهُ النِّسَاء ، تَأخُذُ إِحْدَاهُنَّ الْخَيْطَ ، فَتَعْقِدُ مِنْهُ عُقْدَة ، وَتَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ بِالسِّحْرِ ، فَيَتَأَثَّرُ الْمَسْحُورُ عِنْد ذَلِكَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَات فِي الْعُقَد} . فتح الباري (ج4ص 127)

(4)

(جة) 1329 ، (خ) 3096

(5)

مَعْنَى " يَضْرِب " أَيْ: يَحْجُبُ الْحِسَّ عَنْ النَّائِمِ حَتَّى لَا يَسْتَيْقِظ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى:{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ} ، أَيْ: حَجَبْنَا الْحِسَّ أَنْ يَلِجَ فِي آذَانِهِمْ فَيَنْتَبِهُوا. فتح الباري (ج4ص 127)

(6)

مَقْصُودُ الشَّيْطَان بِذَلِكَ: تَسْوِيفُهُ بِالْقِيَامِ، وَالْإِلْبَاس عَلَيْهِ. فتح الباري (4/ 127)

(7)

لَا يَتَعَيَّنُ لِلذِّكْرِ شَيْءٌ مَخْصُوصٌ لَا يُجْزِئُ غَيْرُه، بَلْ كُلُّ مَا صَدَقَ عَلَيْهِ ذِكْرُ اللهِ أَجْزَأَ، وَيَدْخُلُ فِيه تِلَاوَةُ الْقُرْآن ، وَقِرَاءَةُ الْحَدِيثِ النَّبَوِيّ ، وَالِاشْتِغَالُ بِالْعِلْمِ الشَّرْعِيّ، وَأَوْلَى مَا يُذْكَر بِهِ: مَا رواه (خ) 1103

عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الْحَمْدُ للهِ ، وَسُبْحَانَ اللهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ اغْفِرْ لِي ، أَوْ دَعَا ، اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى ، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ ".فتح الباري (ج4ص 127)

(8)

فالسِّرّ فِي اِسْتِفْتَاحِ صَلَاةِ اللَّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ، الْمُبَادَرَةُ إِلَى حَلِّ عُقَدِ الشَّيْطَان، لأَنَّ الْحَلَّ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِتَمَامِ الصَّلَاة - وَهُوَ وَاضِح - فَكَأَنَّ الشُّرُوعَ فِي حَلِّ الْعُقَدِ يَحْصُلُ بِالشُّرُوعِ فِي الْعِبَادَةِ ، وَيَنْتَهِي بِانْتِهَائِهَا ، وَقَدْ وَرَدَ الْأَمْرُ بِصَلَاةِ الرَّكْعَتَيْنِ الْخَفِيفَتَيْنِ عِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة فتح الباري (ج4ص 127)

(9)

أَيْ: ذَاتَ فَرَح ، لِأَنَّهُ تَخَلَّصَ عَنْ وِثَاق الشَّيْطَان ، وَتَخَفَّفَ عَنْهُ أَعْبَاءُ الْغَفْلَة وَالنِّسْيَان ، وَحَصَلَ لَهُ رِضَا الرَّحْمَن. عون المعبود (3/ 253)

واَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ فِي صَلَاةِ اللَّيْل سِرًّا فِي طِيبِ النَّفْس. فتح الباري (4/ 127)

(10)

(خ) 3096 ، (م) 776 ، (حم) 14427

(11)

(جة) 1329

(12)

أَيْ: وَإِنْ لَمْ يَفْعَل كَذَلِكَ ، بَلْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ ، وَنَامَ حَتَّى تَفُوتَهُ صَلَاةُ الصُّبْح ، ذَكَرَهُ مَيْرَك ، وَالظَّاهِر: حَتَّى تَفُوتَهُ صَلَاةُ التَّهَجُّد. عون (3/ 253)

(13)

(حم) 10457 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.

(14)

أَيْ: مَحْزُونَ الْقَلْب ، كَثِيرَ الْهَمّ ، مُتَحَيِّرًا فِي أَمْرِه. عون (3/ 253)

(15)

(خ) 3096 ، (م) 776

(16)

(جة) 1329

ص: 160

(حم)، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي: يَقُومُ أَحَدُهُمَا بِاللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطُّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدُهُ ، فَيَتَوَضَّأُ ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، وَإِذَا مَسَحَ بِرَأسِهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا ، يُعَالِجُ نَفْسَهُ يَسْأَلُنِي (1) مَا سَأَلَنِي عَبْدِي فَهُوَ لَهُ "(2)

(1) أي: يُهَيِّئُ نفسَه للوقوف بين يَدَيَّ في الصلاةِ لِسُؤالي.

(2)

(حم) 17825 ، (حب) 1052 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 631 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

ص: 161

(خ م حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا نَامَ الْبَارِحَةَ ، وَلَمْ يُصَلِّ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ)(1)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ (2) ") (3)

(1)(حم) 9512 ، (خ) 3097

(2)

قِيلَ: هُوَ عَلَى حَقِيقَتِه ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره: لَا مَانِع مِنْ ذَلِكَ ، إِذْ لَا إِحَالَة فِيهِ ، لِأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَأكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَنْكِح ، فَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَبُول.

وَقَالَ الطِّيبِيُّ: خَصَّ الْأُذُنَ بِالذِّكْرِ ، وَإِنْ كَانَتْ الْعَيْنُ أَنْسَبُ بِالنَّوْمِ ، إِشَارَةً إِلَى ثِقَلِ النَّوْم، فَإِنَّ الْمَسَامِعَ هِيَ مَوَارِدُ الِانْتِبَاه ، وَخَصَّ الْبَوْلَ لِأَنَّهُ أَسْهَلُ مَدْخَلًا فِي التَّجَاوِيف ، وَأَسْرَعُ نُفُوذًا فِي الْعُرُوق ، فَيُورِثُ الْكَسَلَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء. (فتح الباري) - (ج 4 / ص 130)

(3)

(خ) 3097 ، (م) 205 - (774) ، (س) 1608 ، (حم) 3557

ص: 162