الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَضْلُ أَدَاءِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْر فِي جَمَاعَة
(الآحاد والمثاني)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " بَلَغَنِي أَنَّ الْمَلَكَ يَغْدُو (1) بِرَايَتِهِ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَزَالُ بِهَا مَعَهُ حَتَّى يَرْجِعَ ، يَدْخُلُ بِهَا مَنْزِلَهُ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَغْدُو مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو بِرَايَتِهِ إِلَى السُّوقِ ، فَلَا يَزَالُ بِهَا حَتَّى يَرْجِعَ فَيُدْخِلَهَا مَنْزِلَهُ. (2)
(1) الغدو: السير والذهاب أول النهار.
(2)
(الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم) 2715 ،صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 422
(ط)، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: فَقَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فَغَدَا عُمَرُ إِلَى السُّوقِ - وَمَسْكَنُ سُلَيْمَانَ بَيْنَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ - فَمَرَّ عَلَى الشِّفَاءِ أُمِّ سُلَيْمَانَ ، فَقَالَ لَهَا: لَمْ أَرَ سُلَيْمَانَ فِي الصُّبْحِ ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَاتَ يُصَلِّي ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ عُمَرُ: لَأَنْ أَشْهَدَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي الْجَمَاعَةِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةً. (1)
(1)(ط) 294 ، انظر المشكاة: 1080 ، صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:423
(هق)، وَعَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أَصْبَحْتُ فِي الْحِجْرِ بَعْدَمَا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ (1) فَلَمَّا أَسْفَرْنَا ، إِذَا فِينَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فَجَعَلَ يَسْتَقْرِئُنَا رَجُلًا رَجُلًا، يَقُولُ:" أَيْنَ صَلَّيْتَ يَا فُلَانُ؟، فَيَقُولُ: هَاهُنَا ، حَتَّى أَتَى عَلَيَّ، فَقَالَ: أَيْنَ صَلَّيْتَ يَا ابْنَ عُبَيْدٍ؟، فَقُلْتُ: هَاهُنَا، قَالَ: بَخٍ بَخٍ (2) " مَا نَعْلَمُ صَلَاةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ جَمَاعَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (3)
(1) أي: صَلَاةِ الْفجر.
(2)
بَخٍ: كلمة تُقالُ عندَ استحسانِ الشيء.
(3)
(هق) 19560 ، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: 1507
(هب)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللهِ ، صّلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ "(1)
(1)(هب) 2909 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1119 ، والصحيحة: 1566
(طب)، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ ، فَمَنْ أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللهِ ، كَبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ لِوَجْهِهِ "(1)
(1)(صحيح لغيره) ، أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (1/ 296) ، (كنز) 19304 ، انظر صحيح الترغيب والترهيب: 420 ، 461
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ (1) مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ (2) وَيَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ (3)) (4)(فَيَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ)(5)(الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ)(6)(وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ)(7)(فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ عز وجل وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ -: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ ، فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ)(8)(فَإِذَا عَرَجَتْ (9) مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ قَالَ لَهُمْ اللهُ عز وجل:) (10)(كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ ، فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ)(11)(ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (12) ") (13)
(1) أَيْ: تَأتِي طَائِفَةٌ عَقِبَ طَائِفَةٍ، ثُمَّ تَعُودُ الْأُولَى عَقِبَ الثَّانِيَةِ.
قَالَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وَإِنَّمَا يَكُونُ التَّعَاقُبُ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ أَوْ رَجُلَيْنِ ، بِأَنْ يَأتِيَ هَذَا مَرَّةً ، وَيَعْقُبُهُ هَذَا. (فتح) - (ج 2 / ص 330)
(2)
هُمْ الْحَفَظَة ، نَقَلَهُ عِيَاضٌ وَغَيْرُه عَنْ الْجُمْهُور. فتح الباري (2/ 330)
(3)
الْأَظْهَرُ أَنَّهُمْ يَشْهَدُونَ مَعَهُمْ الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَة، وَالْحِكْمَةُ فِي اِجْتِمَاعِهِمْ فِي هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ لُطْفِ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ ، وَإِكْرَامِه لَهُمْ، بِأَنْ جَعَلَ اِجْتِمَاعَ مَلَائِكَتِهِ فِي حَالِ طَاعَةِ عِبَادِه ، لِتَكُونَ شَهَادَتُهُمْ لَهُمْ بِأَحْسَنِ الشَّهَادَة. فتح الباري (ج2 ص 330)
(4)
(خ) 530 ، (م) 632
(5)
(حم) 9140 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(6)
(خ) 530 ، (م) 632
(7)
(حم) 9140
(8)
(خ) 530 ، (م) 632
(9)
أَيْ: صعدت إلى السماء.
(10)
(حم) 8519 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(11)
(خ) 530 ، (م) 632
(12)
[الإسراء/78]
(13)
(خ) 621 ، (م) 649
(د حم)، وَعَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ ، وَعَلَّمَنِي ، حَتَّى عَلَّمَنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِمَوَاقِيتِهِنَّ ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَاتٌ أُشْغَلُ فِيهَا ، فَمُرْنِي)(1)(بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي)(2)(فَقَالَ لِي: " إِنْ شُغِلْتَ ، فلَا تُشْغَلْ عَنْ الْعَصْرَيْنِ " ، قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟)(3)(قَالَ: " صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا ")(4)
الشرح (5)
(1)(حم) 19046 ، (د) 428
(2)
(د) 428
(3)
(حم) 19046 ، (د) 428
(4)
(د) 428 ، (حم) 19046 ، انظر الصَّحِيحَة: 1813
(5)
قال الحافظ الْعِرَاقِيّ: هَذَا الْحَدِيثُ مُشْكِلٌ بَادِيَ الرَّأي ، إِذْ يُوهِمُ إِجْزَاءَ صَلَاةِ الْعَصْرِ لِمَنْ لَهُ أَشْغَالٌ عَنْ غَيْرِهَا.
فَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِه فِي تَأوِيلِهِ وَأَحْسَنَ: كَأَنَّهُ أَرَادَ - وَالله تَعَالَى أَعْلَم - حَافِظْ عَلَى الصلواتِ بِأَوَّلِ أَوْقَاتِهَا ، فَاعْتَذَرَ بِأَشْغَالٍ مُقْتَضِيَةٍ لِتَأخِيرِهَا عَنْ أَوَّلِهَا ، فَأَمَرَهُ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَاتَيْنِ بِأَوَّلِ وَقْتِهِمَا. عون المعبود (1/ 470)
وقال الألباني في الصحيحة ح1813: في المتن إشكال ، لأنه يوهم جواز الاقتصار على العصريْن، ويمكن أن يُحْمَلَ على الجماعة ، فكأنه رخَّص له في تَرْكِ حُضورِ بعض الصلوات في الجماعة، لا على تَرْكِها أصلا ، فالترخيصُ إنما كان من أجل شُغْل له ، كما هو في الحديث نفسه ، والله أعلم. أ. هـ