الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة:
هذا الكتاب نتاج ملاحظات وتأملات في الاستعمالات والتعبيرات الشائعة في لغة الكتاب والإذاعيين، لمدة تقرب من أربعين عاما، منذ كنت طالبًا بالسنة الأولى الثانوية بمعهد القاهرة الديني.
وقد ورثت هذا الاهتمام بالتدقيق اللغوي منذ شبابي عن والدي- رحمه الله تعالى. فقد كان يطلعني على ما يبعث به من نقدات لغوية إلى بعض المذيعين، كما كنت أقرأ له كثيرًا من الملاحظات اللغوية في صحيفة الأهرام التي كانت تفرد حيزًا كبيرًا لما يصلها من تصويبات وتعقيبات لغوية. وقد اقتفيت أثره في هذا الاتجاه. وكنت أيام الطلب- سواء في المرحلة الثانوية أو الجامعية- أكتب ملاحظاتي اللغوية في عديد من المجلات الأدبية كالرسالة والكتاب والأدب القاهرية، والآداب البيروتية. كما كنت دائم الكتابة إلى الأهرام بهذه الملاحظات.
وقد سبق أن جمعت بعضًا من آرائي وملاحظاتي اللغوية، وخصصت لها فصلًا في كتابي من قضايا اللغة والنحو، عالم الكتب 1974، ثم طورت هذا العمل وأفردته بكتاب مستقل حمل اسم: العربية الصحيحة، ظهرت طبعته الأولى عام 1981. كما سبق أن أسند إليَّ معهد التدريب الإذاعي والتليفزيوني تدريس مقررين هما: الأخطاء اللغوية الشائعة، ومجالات التعبير اللغوي. وقد استطعت من خلالهما أن أضع يدي على كثير من أوجه القصور في ثقافة المذيعين اللغوية. وكنت في نفس الوقت أتابع معظم البرامج الإذاعية الفصيحة، وبخاصة نشرات الأخبار، والتعليقات السياسية، وأقوال الصحف
…
وأسجل
عندي ما أجده من تجاوزات. كما كنت أسجل في مفكرة أخرى ما يصادفني في الكتابات الصحفية من أوهام وأخطاء. ومن مجموع هذا وذاك تجمعت عندي مادة ضخمة قلما توافرت لباحث من قبل.
وبهذا الجمع الميداني للمادة اللغوية يتميز كتابي عن سائر الكتب المشابهة له في الغرض. كما يتميز بميزة أخرى هي تزويده بجداول تلخيصية، ومادة تدريبية كبيرة مستمدة من اللغة الفصحى الحية المستعملة اليوم، وليس من لغة التراث، أو من كتب الأخطاء الشائعة، أو التصويب اللغوي.
وأحب- بادئ بدء- أن أوضح منهجي في جمع المادة، وفي تأليف الكتاب في جملة خطوط أساسية منها:
1-
أنني أعطيت اهتمامًا خاصًا لأخطاء المشاهير من الأدباء والكتاب، ولأصحاب الأعمدة والمقالات الثابتة في الصحف والمجلات.
2-
أنني ركزت من بين المادة المسموعة على إذاعة القاهرة، وعلى الشبكة الرئيسية منها بوجه خاص، واقتصرت في معظم الأحيان على البرامج الإخبارية والسياسية، ولكنني سجلت في نفس الوقت بعض ملاحظات تتعلق بالإجابة عن أسئلة المستمعين، أو بالتعليقات والمراسلات أو بالخطب والأحاديث الدينية. كما أدخلت في الاعتبار قناة التليفزيون الأولى وخاصة نشرتي السادسة والتاسعة للأخبار.
3-
أنني سجلت بعض ملاحظات كذلك على مذيعي النشرات الإخبارية في كل من إذاعة لندن وصوت أمريكا، وكذلك إذاعة الكويت- خلال فترة عملي بدولة الكويت- لكن فيما لا يمس السمات المحلية، أو طرق النطق اللهجية.
4-
أنني لم أتعرض للأخطاء البديهية التي يقع فيها الكتاب والإذاعيون من مثل نصب الفاعل ورفع المفعول، ونصب اسم كان وخبر إن
…
إلا ما كان نتيجة شبهة أو توهم. ولو فعلت غير ذلك لفقد الكتاب قدرًا كبيرًا من قيمته، ولتحول إلى عمل يخاطب المبتدئين.
5-
أنني التزمت فيما قبلته أو رفضته جملة مبادئ منها:
أ - الأخذ في ما يتعلق بالقواعد- بالمشهور الشائع، وتجاوز الخلافات النحوية التي لم تدع مسألة واحدة دون نزاع، وترك ما يشذ عن القاعدة الرئيسية.
ب - التوسع في القياس في كل ما ينمي الثروة اللغوية ويزيد اللغة سعة على سعتها، وفي مجالات المفردات والتعبيرات والتراكيب التي لا تخرق قاعدة أساسية، ولا تخالف نمطًا شائعًا.
ج- تبني كثير من الآراء والأصول التي أقرها مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
المؤلف