الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَسُنَّ لَهُ) أَيِ الإِمَامِ (التَّخْفِيفُ) لِلصَّلَاةِ (مَعَ الإِتْمَامِ) لَهَا، (وَ) يُسَنُّ لِمُصَلٍّ (تَطْوِيلُ) قِرَاءَةِ الرَّكْعَةِ (الأُولَى عَلَى) قِرَاءَةِ الرَّكْعَةِ (الثَّانِيَةِ، وَ) يُسَنُّ لِإِمَامٍ (انْتِظَارُ دَاخِلٍ) مَعَهُ، أَحَسَّ بِه فِي رُكُوعٍ وَغَيْرِهِ (مَا لَمْ يَشُقَّ) انْتِظَارُهُ عَلَى مَأْمُومٍ.
(فَصْلٌ) فِي إِمَامَةِ الصَّلَاةِ، وَأَعْذَارِ تَرْكِ الجُمُعَةِ وَالجَمَاعَةِ
(الْأَقْرَأُ العَالِمُ فِقْهَ صَلَاتِهِ أَوْلَى) بِالإِمَامَةِ (مِنَ الأَفْقَهِ).
(وَلَا تَصِحُّ) الصَّلَاةُ (خَلْفَ فَاسِقٍ؛ إِلَّا فِي جُمُعَةٍ وَعِيدٍ) إِنْ (تَعَذَّرَا) أَيْ تَعَذَّرَ فِعْلُهُمَا (خَلْفَ غَيْرِهِ) أَيْ غَيْرِ الفَاسِقِ.
(وَلَا) تَصِحُّ (إِمَامَةُ مَنْ حَدَثُهُ دَائِمٌ) كَرُعَافٍ وَنَحْوِهِ.
(وَ) لَا تَصِحُّ أَيْضًا إِمَامَةُ (أُمِّيٍّ، وَهُوَ) فِي اصْطِلَاحِ الفُقَهَاءِ: (مَنْ لَا يُحْسِنُ) أَيْ: يَحْفَظُ (الفَاتِحَةَ، أَوْ يُدْغِمُ فِيهَا حَرْفًا لَا يُدْغَمُ) كَإِدَغَامِ هَاءِ «للهِ» فِي رَاءِ «رَبِّ» ، (أَوْ يَلْحَنُ فِيهَا لَحْنًا يُحِيلُ) أَيْ يُغَيِّرُ (المَعْنَى) كَفَتْحِ هَمْزَةِ «اِهْدِنَا» ، وَضَمِّ تَاءِ «أَنْعَمَتَ» ، (إِلَّا بِمِثْلِهِ)، فَلَا يَصِحُّ اقْتِدَاءُ عَاجِزٍ عَنْ نِصْفِ الفَاتِحَةِ الأَوَّلِ بِعَاجِزٍ عَنْ نِصْفِهِا الأَخِيرِ، وَلَا عَكْسُهُ.
(وَكَذَا) أَيْ فِي عَدَمِ صِحَّةِ الإِمَامَةِ: (مَنْ بِهِ سَلَسُ بَوْلٍ).
(وَ) لَا تَصِحُّ أَيْضًا إِمَامَةُ (عَاجِزٍ عَنْ رُكُوعٍ أَوْ سُجُودٍ أَوْ قُعُودٍ وَنَحْوِهَا) كَرَفْعٍ، (أَوْ) عَاجِزٍ عَنْ شَرْطٍ كَـ (اِجْتِنَابِ نَجَاسَةٍ، أَوْ اِسْتِقْبَالٍ) لِلْقِبْلَةِ.
(وَلَا) تَصِحُّ أَيْضًا إِمَامَةُ (عَاجِزٍ عَنْ قِيَامٍ بِقَادِرٍ إِلَّا) إِمَامًا (رَاتِبًا) بِمَسْجِدٍ إِنْ كَانَ (رُجِيَ زَوَالُ عِلَّتِهِ).
(وَلَا) تَصِحُّ أَيْضًا إِمَامَةُ (مُمَيِّزٍ لِبَالِغٍ فِي فَرْضٍ، وَلَا) إِمَامَةُ (اِمْرَأَةٍ لِرِجَالٍ وَخَنَاثَى).
(وَلَا) تَصِحُّ أَيْضًا (خَلْفَ مُحْدِثٍ) يَعْلَمُ حَدَثَهُ، (أَوْ نَجِسٍ) يَعْلَمُ نَجَاسَتَهُ بِبَدَنِهِ أَوْ ثَوْبِهِ أَوْ بُقْعَةٍ غَيْرِ مَعْفُوٍّ عَنْهَا، (فَإِنْ جَهِلَا) أَيِ الإِمَامُ وَالمَأْمُومُ الحَدَثَ وَالنَّجَاسَةَ، وَاسْتَمَرَّ جَهْلُهُمَا (حَتَّى اِنْقَضَتْ) أَيِ الصَّلَاةُ:(صَحَّتْ لِمَأْمُومٍ) وَحْدَهُ؛ إِلَّا فِي الجُمُعَةِ إِذَا كَانُوا أَرْبَعِينَ.
(وَتُكْرَهُ إِمَامَةُ لَحَّانٍ) أَيْ كَثِيرِ لَحْنٍ لَمْ يُحِلِ المَعْنَى؛ كَجَرِّ دَالِ «الحَمْدُ» ، وَضَمِّ هَاءِ «للهِ» وَنَحْوِهِ.
(وَ) تُكْرَهُ إِمَامَةُ (فَأْفَاءٍ) بِالمَدِّ، وَهُوَ الَّذِي يُكَرِّرُ الفَاءَ، (وَنَحْوِهِ) كَتَمْتَامٍ، وَهُوَ الَّذِي يُكَرِّرُ التَّاءَ.
(وَسُنَّ وُقُوفُ المَأْمُومِينَ خَلْفَ الإِمَامِ) نَدْبًا، (وَالْوَاحِدُ) وَقَفَ (عَنْ يَمِينِهِ وُجُوبًا، وَالْمَرْأَةُ) وَقَفَتْ (خَلْفَهُ نَدْبًا).
(وَمَنْ صَلَّى عَنْ يَسَارِ الإِمَامِ مَعَ خُلُوِّ يَمِينِهِ) أَيِ الإِمَامِ رَكْعَةً (أَوْ) صَلَّى (فَذًّا رَكْعَةً: لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ) عَالِمًا كَانَ أَوْ جَاهِلًا.
(وَإِذَا جَمَعَهُمَا) أَيِ الإِمَامُ وَالمَأْمُومُ (مَسْجِدٌ) وَاحِدٌ: (صَحَّتِ القُدْوَةُ مُطْلَقًا) أَيْ مَعَ رُؤْيَةِ الإِمَامِ أَوْ رُؤْيَةِ مَنْ وَرَاءَهُ، وَعَدَمِهِمَا، (بِشَرْطِ العِلْمِ بِانْتِقَالَاتِ الإِمَامِ، وَإِلَّا شُرِطَ رُؤْيَةُ الإِمَامِ أَوْ) رُؤْيَةُ (مَنْ وَرَاءَهُ أَيْضًا، وَلَوْ فِي بَعْضِهَا).
(وَكُرِهَ عُلُوُّ إِمَامٍ عَلَى مَأْمُومٍ ذِرَاعًا فَأَكْثَرَ) لَا كَدَرَجَةِ مِنْبَرٍ، (وَ) كُرِهَ (صَلَاتُهُ فِي مِحْرَابٍ يَمْنَعُ مُشَاهَدَتَهُ، وَ) كُرِهَ (تَطَوُّعُهُ) أَيِ الإِمَامِ (مَوْضِعَ) الصَّلَاةِ (المَكْتُوبَةِ) بَعْدَهَا، (وَ) كُرِهَ (إِطَالَتُهُ الِاسْتِقْبَالَ) لِلْقِبْلَةِ (بَعْدَ السَّلَامِ) وَلَيْسَ ثَمَّ نِسَاءٌ، (وَ) كُرِهَ (وُقُوفُ مَأْمُومٍ بَيْنَ سَوَارٍ تَقْطَعُ الصُّفُوفَ عُرْفًا إِلَّا لِحَاجَةٍ فِي الكُلِّ) أَيْ كُلِّ مَا تَقَدَّمَ، (وَ) كُرِهَ أَيْضًا (حُضُورُ مَسْجِدٍ وَ) حُضُورُ (جَمَاعَةٍ لِمَنْ رَائِحَتُهُ كَرِيهَةٌ مِنْ
بَصَلٍ أَوْ غَيْرِهِ) حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهُ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ بِهِ أَحَدٌ؛ لِتَأَذِّي المَلَائِكَةِ.
(وَيُعْذَرُ بِتَرْكِ جُمُعَةٍ وَجَمَاعَةٍ: مَرِيضٌ، وَمُدَافِعُ أَحَدِ الأَخْبَثَيْنِ) - البَوْلِ وَالغَائِطِ - (وَمَنْ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَخَائِفٌ ضَيَاعَ مَالِهِ أَوْ) خَائِفٌ (مَوْتَ قَرِيبِهِ) أَوْ مَوْتَ رَفِيقِهِ، أَوْ كَانَ يَتَوَلَّى تَمْرِيضَهُمَا وَلَيْسَ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ، (أَوْ) خَائِفٌ (ضَرَرًا مِنْ سُلْطَانٍ، أَوْ) خَائِفٌ أَذًى مِنْ (مَطَرٍ وَنَحْوِهِ) كَجَلِيدٍ وَرِيحٍ بَارِدَةٍ بِلَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، (أَوْ) مِنْ (مُلَازَمَةِ غَرِيمٍ وَلَا وَفَاءَ لَهُ، أَوْ) خَائِفٌ (فَوْتَ رُفْقَتِهِ، وَنَحْوُهُمْ).
(فَصْلٌ) فِي صَلَاةِ أَهْلِ الأَعْذَارِ
(يُصَلِّي المَرِيضُ) مَكْتُوبَةً (قَائِمًا) وُجُوبًا إِنْ قَدِرَ عَلَيْهِ، (فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) أَيِ القِيَامَ (فَـ) يُصَلِّي (قَاعِدًا) مُتَرَبِّعًا نَدْبًا، (فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) أَيِ القُعُودَ (فَعَلَى جَنْبٍ، وَ) الجَنْبُ (الْأَيْمَنُ أَفْضَلُ).
(وَكُرِهَ) صَلَاةُ مَرِيضٍ (مُسْتَلْقِيًا) أَيْ عَلَى ظَهْرِهِ وَرِجْلَاهُ إِلَى القِبْلَةِ (مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى جَنْبٍ، وَإِلَّا) يَقْدِرْ عَلَى جَنْبِهِ: (تَعَيَّنَ) عَلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى ظَهْرِهِ وَرِجْلَاهُ إِلَى القِبْلَةِ.
(وَيُومِئُ بِرُكُوعٍ وَسُجُودٍ) بِرَأْسِهِ، (وَيَجْعَلُهُ) أَيِ السُّجُودَ (أَخْفَضَ) مِنَ الرُّكُوعِ؛ لِلتَّمْيِيزِ، (فَإِنْ عَجَزَ) عَنْ إِيمَاءٍ بِرَأْسِهِ:(أَوْمَأَ بِطَرْفِهِ) أَيْ عَيْنِهِ (وَنَوَى) الفِعْلَ (بِقَلْبِهِ)، وَكَذَا القَوْلُ إِنْ عَجَزَ عَنْهُ بِلِسَانِهِ؛ (كَأَسِيرٍ خَائِفٍ) أَنْ يَعْلَمُوا بِصَلَاتِهِ، (فَإِنْ عَجَزَ) عَنْ إِيمَاءٍ بِطَرْفِهِ؛ (فَبِقَلْبِهِ؛ مُسْتَحْضِرَ القَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَلَا يَسْقُطُ فِعْلُهَا) أَيِ الصَّلَاةِ (مَا دَامَ العَقْلُ ثَابِتًا، فَإِنْ طَرَأَ عَجْزٌ) فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ