الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل اللحية من نعم الله على الرجال وحلقها كفر بهذه النعمة
قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الآية (1).
قال الشنقيطي رحمه الله: (قال بعض أهل العلم: من تكريمه لبني آدم خلقه لهم على أكمل الهيئات وأحسنها (2) اهـ.
وذكر أهل التفسير أشياء من وجوه هذا التكريم على سبيل المثال لا الحصر، ومنها ما قاله محيي السنة البغوي رحمه الله:(قيل: الرجال باللحى، والنساء بالذوائب) اهـ.
قال أبو حيان رحمه الله: (وقيل باللحية للرجل، والذؤابة للمرأة) اهـ.
قال القرطبي رحمه الله: (وقيل: أكرم الرجال باللحى والنساء بالذوائب) اهـ.
وقد قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (3).
وقال عز وجل: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} (4).
وقال جل وعلا: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (5). وقال تبارك وتعالى: {يا أيها
(1) الإسراء:70
(2)
أضواء البيان: (3/ 560).
(3)
البقرة: 138
(4)
التغابن: 3
(5)
التين: 4
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} (1).
وكان الأحنف بن قيس رجلا عاقلا حليما يضرب به المثل في الحلم، وكان لا تنبت له لحية، وذكر عن شريح القاضي أنه قال:(وددت أن لي لحية بعشرة آلاف درهم) ووصفه بعض قومه فقال: (وددت أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفا فلم يذكر حنفه ولا عوره، وذكر كراهية عدم اللحية لأن اللحية عند العقلاء من الكمال والجمال والرجولة، فلا شك أن اللحية نعمة جليلة تفضل الله بها على الرجال.
ولا شك أيضا أن حلقها كفر بهذه النعمة العظيمة، وانتكاس عن سنة من هديه خير الهدى صلى الله عليه وسلم وانحطاط إلى مستوى الأوروبيين الكفرة الذين زين لهم سوء أعمالهم، فحسبوا أن التمدن والكمال في القضاء على أكبر الفوارق الظاهرة بين الرجل والمرأة:
يقضي على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
(1) الإنفطار: 6