الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الذقن فقال فى القاموس، وفي لسان العرب:(الذقن مجمع اللحيين من أسفلهما)، وقال في تاج العروس:(الذقن ما ينبت على مجمع اللحيين من الشعر، وقال أبو عبيدة، الذقن مجمع أطراف اللحيين)، وأما الحنك، فقال في تاج العروس:(الحنك هو الأسفل من طرفي مقدم اللحيين من أسفلهما).
فثبت بذلك حد اللحية عرضا وطولا، فعرضها من شعر الخدين العارضين، والصدغين إلى الشعر النابت تحت الحنك من طرف أسفل اللحيين، وطولها من شعر العنفقة مع شعر الذقن إلى الشعر النابت تحت الذقن كل ذلك لحية لغة، وقد جاء الشرع موافقا للغة في حد اللحية، ولم يأت بتغيير شيء من حدها بل أمر في قوله:"وفروا اللحى" بتوفيرها وببقائها على حالها كما نبتت من غير إزالة لشيء من ذلك كله، إذ يحرم تغيير شيء من خلقتها اهـ.
تنبيه
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَضَبَ؟ فَقَالَ: «لَمْ يَبْلُغِ الْخِضَابَ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ» [رواه مسلم].
وعنه رضي الله عنه قال: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ رَأَى مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا» - قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهُ -. [رواه مسلم]، وفي رواية:«إِنَّهُ لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا قَلِيلًا» [رواه مسلم].
وفي رواية: "سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: «لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتٍ (1) كُنَّ فِي رَأْسِهِ فَعَلْتُ» [رواه مسلم].
وروى مسلم أيضا عنه رضي الله عنه قال: " يُكْرَهُ أَنْ يَنْتِفَ الرَّجُلُ الشَّعْرَةَ الْبَيْضَاءَ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، قَالَ: وَلَمْ يَخْتَضِبْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) الشمط: اختلاط بياض الشعر بسواده، والمراد به هنا ابتداء الشيب.
إنما كان البياض في عنفقته (1) وفي الصدغين (2) وفي الرأس نبذ (3) وروى مسلم عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، «هَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاءَ، وَوَضَعَ زُهَيْرٌ بَعْضَ أَصَابِعِهِ عَلَى عَنْفَقَتِهِ» .
وروى مسلم أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كَانَ فِي لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم شَعَرَاتٌ بِيضٌ". وفي رواية للبخاري عنه رضي الله عنه قال: "وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ» معناه أنها كانت أقل من عشرين وأنها متفرقة بعضها في الرأس وبعضها في صدغيه وبعضها في عنفقته، وشعر الصدغ وشعر العنفقة قد أطلق عليهما أنس بن مالك رضي الله عنه "اللحية"، فثبت بهذه الأحاديث كلها دخول شعر الصدغ والعنفقة في اللحية.
أما الشعر النابت تحت الذقن وتحت الحنك، فاستدل على دخوله في اللحية بما رواه أبو نعيم عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان أكثر شيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته حول الذقن" ذكره المناوي في حاشيته على شمائل الترمذي.
(1) العنفقة: هي ما بين الذقن والشفة السفلى، سواء كان عليها شعر أم لا، ويطلق على الشعر أيضا.
(2)
الصدغين: ما بين أصل الأذن ولحظ العين، ويقال ذلك أيضا للشعر المتدلي من الرأس في ذلك المكان.
(3)
نبذ: بضم النون وفتح الباء، أو بفتح النون وإسكان الباء، ومعناه شعرات متفرقة.