الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل حلق اللحية رغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
قال تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (1) وقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (2) وقال تبارك وتعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (3).
وقال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (4) الآية،
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ» (5)
وقال صلى الله عليه وسلم "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"(6).
ومن سنته الشريفة صلى الله عليه وسلم إعفاء اللحية فعن أنس رضي الله عنه قال: "كانت لحيته صلى الله عليه وسلم قد ملأت من هاهنا إلى هاهنا، وأمر يده على عارضيه"(7)،
وروى الإمام أحمد في زوائد المسند بأسانيد جيدة عن علي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم اللحية" وهذا يدل على أنه كان يعفيها، ولا يأخذ منها شيئا.
(1) النور: 63
(2)
الحشر: 7
(3)
النساء: 80
(4)
الأحزاب: 21
(5)
رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
(6)
جزء من حديث رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه.
(7)
رواه ابن عساكر في تاريخه.
وروى مسلم عن جابر بن أبي سمرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية".
وللترمذي عن عمر: (كث اللحية) وفي رواية (كثيف اللحية) وفي رواية (عظيم اللحية).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كث اللحية تملأ صدره"(1).
وقال أبو معمر: "قُلْنَا لِخَبَّابٍ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالعَصْرِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ؟ قَالَ: «بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ» (2).
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ» (3) فهذا يدل على عظمها وطولها.
وعَنْ أَنَسٍ يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ» ، وَقَالَ:«هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عز وجل» (4).
فهذه هي الأدلة من سنته الفعلية صلى الله عليه وسلم وقد مضى بيان أدلة السنة القولية.
وكان أبو بكر رضي الله عنه كث اللحية، وكذلك عثمان رضي الله عنه رقيق اللحية طويلها، وكان علي رضي الله عنه عريض اللحية، وقد ملأت ما بين منكبيه رضي الله عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
(1) رواه الترمذي.
(2)
رواه البخاري.
(3)
رواه ابن ماجة والترمذي وصححه.
(4)
رواه أبو داود وعنه البيهقي وصححه الألباني لشواهده (رواء الغليل 1/ 13) وأنظر (جامع الأصول)(7/ 184 - 185) بتحقيق الأرناؤوط.
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ (1)، فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ،» (2).
وقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} الآية (3):
(وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم: هو بدعة، لأنه لو كان خيرا لسبقونا اليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها) اهـ.
(1) وكان السلف يطلقون (السنة على ما يشمل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم من الاعتقادات والأعمال والأقوال)"جامع العلوم والحكم" ص249.
(2)
أخرجه الإمام احمد وأبو داود الترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحافظ أبو نعيم: هو حديث جيد من صحيح حديث الشاميين- أنظر (جامع العلوم والحكم) لابن رجب (ص 243 - 244).
(3)
الأحقاف: 11