المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ سورة يوسف عليه السلام - الدر النثير والعذب النمير - جـ ٤

[المالقي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌ فصل *

- ‌ فصل

- ‌ فصل *

- ‌ فصل *

- ‌ فصل *

- ‌ باب ذكر أصولهم في الياءات المحذوفات من الرسم *

- ‌ فصل في تهذيب ترتيب التبويب *

- ‌ باب ذكر فرش الحروف *

- ‌ سورة البقرة *

- ‌ سورة آل عمران

- ‌ سورة الأنعام *

- ‌ سورة الأعراف *

- ‌ سورة براءة *

- ‌ سورة يونس عليه السلام

- ‌ سورة هود عليه السلام

- ‌ سورة يوسف عليه السلام

- ‌ سورة الرعد *

- ‌ سورة إِبراهيم عليه السلام

- ‌ سورة النحل *

- ‌ سورة الِإسراء *

- ‌ سورة الكهف *

- ‌ سورة مريم عليها السلام

- ‌ سورة طه *

- ‌ سورة النور *

- ‌ سورة النمل *

- ‌ سورة القصص *

- ‌ سورة الروم *

- ‌ سورة الأحزاب *

- ‌ سورة يس *

- ‌ سورة والصافات *

- ‌ سورة الزمر *

- ‌ سورة حَم السجدة *

- ‌ سورة الزخرف *

- ‌ سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌ سورة ق *

- ‌ سورة والطور *

- ‌ سورة والنجم *

- ‌ سورة المجادلة *

- ‌ سورة الحشر *

- ‌ سورة الملك *

- ‌ سورة ن والقلم *

- ‌ سورة الحاقة *

- ‌ سورة القيامة *

- ‌ سورة الإنسان *

- ‌ سورة المطففين *

- ‌ سورة الغاشية *

- ‌ سورة الفجر *

- ‌ سورة العلق *

- ‌ سورة الكافرون *

- ‌ باب ذكر التكبير " في قراءة ابن كثير

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر

الفصل: ‌ سورة يوسف عليه السلام

*‌

‌ سورة يوسف عليه السلام

- *

(م): قال الحافظ رحمه الله: (وكلهم قرأ {مَا لَك لَا تَأْمَنَّا} (1) بإِدغام النون الأولى في الثانية إلى آخره) (2).

(ش): هذا كلام يشكل على المبتديء فإنه نص أولاً على الإِدغام، ونص آخراً على أنه ليس بإدغام صحيح.

فاعلم أن أصل هذه الكلمة {تأمننا} بنونين الأولى لام الفعل، وحقها أن تكون محركة بالضم، والثانية ضمير المتكلم عن نفسه وغيره، إلا أنها كتبت في المصحف بنون واحدة، وأطلق القراء على هذه الكلمة أنها تقرأ بالإِدغام، ثم اختلفوا في تفسير ذلك، فمهم من التزم فيها الإِدغام الصحيح فينطق بعد الميم بنون واحدة مشددة إلا أنه عند فراغه من النطق بالميم وتوجهه إلى النطق بتلك النون يضم شفتيه يشير بذلك إلى الضمة التي تستحق النون الأولى قبل الإِدغام، ثم يتبعِ هذه الإشارة بالنطق بالنون مشددة مفتوحة، فتسمى تلك الإشارة إشماماً، ومنهم من حمل التعبير

(1) جزء من الآية: 11 يوسف.

(2)

انظر التيسير ص 127.

ص: 244

بالإِدغام على المساحمة فيلفظ بعد الميم بنونين على الأصل، يحرك الأولى بضمة خفيفة، وتبقى الثانية على فتحتها ويكون ذلك المقدار الذي على في النون الأولى من لفظ الضمة مانعاً من حقيقة الإِدغام وموجباً للتفكيك إلا أنه لما كانت تلك الحركة خفية راجعة إلى باب الروم الذي هو النطق ببعض الحركة ولم تكن متمة حصل بذلك إخفاء النون الأولى فأشبهه الإِدغام فسماه إدغاماً بهذا القدر على المجاز والمساحمة، وعلى هذا التفسير الثاني يتخرج كلام الحافظ هنا، ويندفع الإشكال، وقد بسط الحافظ المذهبين في (إيجاز البيان) وغيره من كتبه، ورجع مذهب القائلين بالإخفاء كما فعل في التيسير، وأما الشيخ والإمام فأخذا بالقول الآحر فجعلاه إدغاماً صحيحًا وتكون الإشارة على قولهما إشماماً، لا روماً، لأنها لا تقتضي تفكيك النون الأولى من الثانية وإن كان لها مع ذلك أثر في السمع فتأمله وقد بسط الشيخ القول في هذه المسألة في كتاب (التيسير) فانظره فيه.

(م): وقول الحافظ: (وحقيفة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون)(1).

(ش): يريد بلفظ ببعض الحركة في النون الأولى، وسماه إشارة لأنها حركة غير متمة، وقد في كلامه في باب الوقف، وفي باب الإِدغام الكبير أنه يسمي كل واحد من الروم، والإشمام إشارة.

(م): وقوله: (لا بالعضو إليها)(2).

(ش): يعني أن هذه الإشارة لا تكون بمجرد الشفتين من غير أن

(1) انظر التيسير ص 127.

(2)

انظر التيسير ص 127.

ص: 245

يحصل في النطق شيء من لفظ الحركة، لأنه لو كان كذلك للزم الإِدغام الصحيح، بل لابد من النطق بالحركة الضعيفة، وأنت تعلم أنه لابد عند النطق بتلك الحركة الضعيفة من حصول تكيف الشفتين بصورة الإشارة وإذا كان كذلك لزم أنه (1) لم يرد بقوله (لا بالحضور إليها) نفى حصول تكيف الشفتين، وإنما أراد نفي الإقتصار على مجرد ذلك التكيف، وكان ينبغي للحافظ أن يسمي ذلك النطق روماً، وأن يقول:(وحقيقة الروم) بدل قوله: (وحقيقة الإشمام).

(م): وقوله: (فيكون ذلك إخفاء)(2).

(ش): يجوز رفع النون من (يكون) على القطع، ويجوز نصبه بالعطف على (يشار) ولا يجوز نصبه على تقدير كون الفاء جواباً لنفي في قوله: إلا بالعضع وباقي كلامه بين (بحول الله تبارك وتعالى (3).

(م): قال الحافظ رحمه الله في ترجمة {يَبُشْرَى} (4)(وبذلك يأخذ عامة أهل الأداء في مذهب أبي عمرو إلى آخره)(5).

(ش): إنما قال هذا لأنه قد روى عن أبي عمرو خلافه، قال الشيخ رحمه الله (وقد ذكر عن أبي عمرو مثل ورش)(6) يعني بين اللفظين (7). ثم

(1) في (ز)(إذا) بعد (أنه) وهو خطأ والصواب ما حذفها كما في الأصل وباقي النسخ.

(2)

انظر التيسير ص 127.

(3)

ما بين القوسين سقط من (س).

(4)

جزء من الآية: 19 يوسف.

(5)

انظر التيسير ص 128.

(6)

انظر التبصرة ص 546.

(7)

وروي عن ورش الإمالة فتحصل له ثلاثة أوجه: الفتح، والتقليل، والإمالة. والأول أصح رواية والإمالة أقيس (النشر جـ 2 ص - 40) وقد أشار الشاطبي لهذه

ص: 246

قال: (والفتح أشهر).

(م): قال الحافظ رحمه الله في ترجمة {هيْتَ لَكَ} (1)(وقد روس عنه ضم التاء)(2).

(ش): يعني عن هشام، وذكر في المفردات أنه قرأ به في رواية إِبراهيم بن عباد عنه (3) ولم يذكر الشيخ والإمام ضم التاء عن هشام.

(م): قال الحافظ رحمه الله: (أبوعمرو {حَشَى لِلَّهِ} (4) في الحرفين بألف في الوصل فإذا وقف حذفها) (5).

(ش): وقع في كلام الشيخ، والإمام ما يقتضي الخلاف عنه في إثبات الالف وحذفها وأن الحذف هو المختار (6) وذكر الحافظ في التحبير أن {حاشى} في الموضعين بغير ألف في جميع المصاحف، فيلزم أن قراءة أبي عمرو مخالة هنا لخط المصحف في الوصل (7) ومن روى عنه الوقف بالألف فقد خالف أيضاً خط المصحف في الوقف والله سبحانه وتعالى أعلم.

الأوجه بقوله: وَبُشَرى - حذف الياء ثبت وميلا

شفاء وقلل جهبذ أو كلاهما

عن ابن العلاء والفتح عنه تفضلا. (أنظر سراج القاريء ص 254)

(1)

جزء من الآية: 23 يوسف.

(2)

انظر التيسير ص 128.

(3)

انظر المفردات ص 226.

(4)

جزء من الآية: 51 يوسف.

(5)

انظر التيسير ص 128.

(6)

أي في الوقف (انظر التبصرة ص 547 والكافى 113.

(7)

بحجة أن الأصل (حاشا) بالألف بدليل قولك (حاشاك) و (حاشالك) وليس أحد من العرب يقول (حاشك) و (حاش لك) كما ذكر اليزيدي (انظر حجة القراءات ص 359).

ص: 247

(م): قال الحافظ رحمه الله (قالون، والزي {بالسو إلا} (1) بواو مشددة بدلَاَ من الهمزة في حال الوصل (2).

(ش): إنما فعلا ذلك لأن أصلهما في الهمزتين المسكورتين من كلمتين تسهيل الأولى وتحقيق الثانية والأصل في تسهيلها جعلها بين الهمزة والياء على حركتها كما تقدم في باب الهمزتين (3) لكن عرض هنا وقوع الواو الساكنة قبل الهمزة فأبدلا من الهمزة واواً، وأدغما الواو الأولى في الثانية، وهذا النوع من التسهيل يطرد إذا كانت الواو التي قبل الهمزة زائدة للمد، فأما الواو التي قبل الهمزة في قوله تعالى:{بِالسُوءِ} (4) فليست بزائدة، وإنما هي عين الكلمة، لكن من العرب من يجري الواو الأصلية إذا سكنت قبل الهمزة مجرى الزائدة فأجرى قالون والبزي هذه الواو مجرى الواوفي {قُرُوء} على ما تقدم في باب الوقف لحمزة، وهشام ومن العجب قول الحافظ في المفردات في رواية (البزي) بعد أن ذكر هذا الوجه من إبدال الهمزة واواً وإدغام الواو الأولى في المبدلة من الهمزة ثم قال:(وهذا الذي لا يجوز في التسهيل غيره)(5)، وكان ينبغي للحافظ أن يقول في التيسير في هذا الموضع (فإذا وقفا حققا الهمزة) لكنه استغنى عن ذلك لأنه قدم في باب الهمزتين من كلمتين ما يدل على ذلك

(1) جزء من الآية: 53 يوسف.

(2)

انظر التيسير ص 129.

(3)

جزء من الآية: 53 يوسف.

(4)

انظر المفردات ص 102.

(5)

وفي النشر وهذا عجيب من الداني فإن ذلك إنما يكون إذا كانت الواو زائدة. (النشر جـ 1 ص 383.

ص: 248

وهو قوله: (والتسهيل لإحدى الهمزتين في هذا الباب إنما يكون في "حال الوصل" (1) لا غير لكون التلاصق فيه) (2) ولما ذكر الشيخ هذه الترجمة قال: (وذكر عن قالون أنه يجعل الأولى كالياء الساكنة) ثم قال: (والأحسن الجاري على الأصول القاء الحركة)(3) يريد نقل الحركة إلى الواو، لأنها ساكنة غير زائدة فهي في ذلك مثل الساكن الصحيح نحو {دفْءُ} (4) و {مِلْءُ} (5) و {الْمَرْءُ} (6). ووجه التسهيل في ذلك أن يكون بالنقل كما تقدم في باب الوقف لحمزة ثم قال:(ولم يرو عنه)(7) يعني لم يرو عن قالون التسهيل بالنقل في هذا الموضع ثم قال: (ويليه في الجواز الإبدال. والإِدغام)(8) يعني الوجه الذي ذكر الحافظ هنا، وإنما جاز هذا الوجه لكون الواو ساكنة فشبهت بالواو الزائدة للمد، ثم قال:(وهو الأشهر عن قالون، وهو المختار لأجل جوازه للرواية ثم قال: (وأما البزي فقد روى عنه الوجهان أيضاً) يعني إلقاء الحركة، والإِدغام (9). ثم قال والإختيار الإبدال

(1) ما بين القوسين تكملة من (س).

(2)

انظر التيسير ص 34.

(3)

انظر التبصرة ص 548.

(4)

جزء من الآية: 5 النحل.

(5)

جزء من الآية: 91 آل عمران.

(6)

جزء من الآية: 102 البقرة.

(7)

انظر التبصرة ص 548.

(8)

انظر التبصرة ص 548.

(9)

والخلاصة أن لقالون والبزي في (بِالسُّوءِ إلَّا) ثلاثة أوجه: الوجه الأول: الإبدال مع الإِدغام وهو المختار رواية مع صحته في القياس.

الوجه الثاني: تسهيل الأول على أصل مذهبهما.

الوجه الثالث: نقل الحركة إلى الواو، وهو مع قوته قياساً ضعيف رواية. (النشر جـ 1 ص 383).

ص: 249

والإِدغام) (1).

(م): قال الحافظ رحمه الله (البزي من قراءتي على ابن خواستي الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا} إلى آخر الكلام)(2).

(ش) تقيبده هذه القراءة بهذه الرواية تدل على أنه قرأ أيضاً للبزي كالجماعة، وقال في المفردات في سورة الرعد ما نصه:(اختلف عنه في قوله عز وجل: {أفلَف يَايْئَسِ الَذِينَءَامَنُواْ} (3) في الهمزة وتركه، فقراءته على أبي الحسن عن قراءته بالوجهين بالهمزة، وتركه، وقراءته على أبي الفتح بالهمز لا غير، وقراءته على الفارسي عن قراءته على النقاش عن أبي ربيعة عنه بترك الهمز هنا وفي الأربعة المواضع في يوسف وهي قوله تعالى:{فَلمَا اسْتَيْئَسُواْ} (4) و {لَا تَايْئَسُواْ} (5) و {وإنَّهُ لَا يَائْيَسُ} (6) و {حَتَى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُسُل (7) في الخمسة} (8) إنتهى وقال الشيخ في سورة الرعد ما نصه: (قرأ البزي: {أفلَم يَايْئَسِ} بألف بين يائين مفتوحتين من غير همز في هذا الموضع خاصة، وقرأ الباقون بهمزة قبلها ياءان، وروف هذا عن البزي أيضاً، وقد قرأت له بالوجهين، وقد روى عن البزي مثل هذا في {اسْتَيْئسَ الرُّسُلُ} في سورة يوسف، والذي قرأت به للبزي في

(1) انظر التبصرة ص 548.

(2)

انظر التيسير ص 129.

(3)

جزء من الآية: 31 الرعد.

(4)

جزء من الآية: 80 يوسف.

(5)

جزء من الآية: 87 يوسف.

(6)

جزء من الآية: 87 يوسف.

(7)

جزء من الآية: 110 يوسف.

(8)

انظر المفردات ص 102.

ص: 250

يوسف مثل الجماعة) (1) إنتهى. ولم يذكر الإِمام في هذه المواضع الأربعة التي في هذه السورة شيئاً عن البزي، وذكر عنه في قوله تعالى:{أفَلمْ يَايْئَسِ} في الرعد أنه قرأه بالوجهين (2)، والله أعلم.

(1) انظر التبصرة ص 556 - 557.

(2)

انظر الكافي ص 116 ونصه - قرأ البزي (أَفَلم يَايْس) بالف بين ياء مفتوحتين دون همز، وقرأ الباقون بياءين بعدهما همزة مفتوحة دون ألف وقرأت له أيضاً كالجماعة.

ص: 251