المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب ذكر التكبير " في قراءة ابن كثير - الدر النثير والعذب النمير - جـ ٤

[المالقي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌ فصل *

- ‌ فصل

- ‌ فصل *

- ‌ فصل *

- ‌ فصل *

- ‌ باب ذكر أصولهم في الياءات المحذوفات من الرسم *

- ‌ فصل في تهذيب ترتيب التبويب *

- ‌ باب ذكر فرش الحروف *

- ‌ سورة البقرة *

- ‌ سورة آل عمران

- ‌ سورة الأنعام *

- ‌ سورة الأعراف *

- ‌ سورة براءة *

- ‌ سورة يونس عليه السلام

- ‌ سورة هود عليه السلام

- ‌ سورة يوسف عليه السلام

- ‌ سورة الرعد *

- ‌ سورة إِبراهيم عليه السلام

- ‌ سورة النحل *

- ‌ سورة الِإسراء *

- ‌ سورة الكهف *

- ‌ سورة مريم عليها السلام

- ‌ سورة طه *

- ‌ سورة النور *

- ‌ سورة النمل *

- ‌ سورة القصص *

- ‌ سورة الروم *

- ‌ سورة الأحزاب *

- ‌ سورة يس *

- ‌ سورة والصافات *

- ‌ سورة الزمر *

- ‌ سورة حَم السجدة *

- ‌ سورة الزخرف *

- ‌ سورة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌ سورة ق *

- ‌ سورة والطور *

- ‌ سورة والنجم *

- ‌ سورة المجادلة *

- ‌ سورة الحشر *

- ‌ سورة الملك *

- ‌ سورة ن والقلم *

- ‌ سورة الحاقة *

- ‌ سورة القيامة *

- ‌ سورة الإنسان *

- ‌ سورة المطففين *

- ‌ سورة الغاشية *

- ‌ سورة الفجر *

- ‌ سورة العلق *

- ‌ سورة الكافرون *

- ‌ باب ذكر التكبير " في قراءة ابن كثير

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر

الفصل: ‌ باب ذكر التكبير " في قراءة ابن كثير

*‌

‌ باب ذكر التكبير " في قراءة ابن كثير

" (1) *

مسألة لفظ التكبير (الله أكبر) هذا قول الإِمام في الكافي وبه قرأ الشيح وقال وهو المأخوذ به في الأمصار (و)(2) كذلك قال الحافظ إنه قرأه على الفارسي وعلى أبي الحسن. (و)(3) زاد الحافظ أيضًا التهليل قبل التكبير وهو (لا إله إلا الله والله أكبر) وبهذا قرأ الحافظ (4) على أبي الفتح وحكاه الشيخ.

(1) ما بين القوسين تكملة من التيسير.

(2)

ما بين القوسين تكملة من (س) و (ز).

(3)

ما بين القوسين تكملة من (س) و (ز).

(4)

وقال في (جامعة 375/ أ) والوجهان يعني التكبيره وحده ومع التهليل عن قنبل والبزي صحيحان جيدان شهوران مستعملان. انتهى. وهو معنى قول صاحب الطيبة.

(والكل للبزي روواو قبلا من دون حمد) لا أن ابن الوكيل روى عن رجاله عن ابن الصباح عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي (لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد (النشر جـ 2 ص 431).

ص: 306

مسألة في حكم الوصل والفصل (1) حاصل ما ذكر الشيخ في ذلك وجهان: -

(1) أعلم أن العلماء اختلفوا في موضع ابتداء التكبير وانتهائه، فذهب فريق إلى أن ابتداءه من أول سورة والضحى وانتهاءه أول سورة الناس، وذهب فريق آخر إلى أن ابتداءه من آخر والضحى، وانتهاءه آخر الناس. وسبب هذا الخلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليه جبريل والضحى كبر عقب فراغ جبريل من قراءة هذه السورة ثم قرأها النبي صلى الله عليه وسلم، فهل كان تكبيره بقراءته هو أو لختم قراءة جبريل؟

ذهب فريق إلى الأول وهو أن تكبيره صلى الله عليه وسلم كان لقراءة نفسه وهذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير أول سورة والضحى وانتهاءه أول سورة الناس.

وذهب فريق الثاني إلى أن تكبيره صلى الله عليه وسلم كان لختم قراءة جبريل وهذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير آخر والضحى وانتهاءه آخر الناس، ويأتي على ما تقدم من كون التكبير لأول السورة أو لأخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانية أوجه، يمتنع منها وجه واحد وتجوز السبعة الباقية وهذه الأوجه السبعة تنقسم ثلاثة أقسام إثنان منها على تقدير أن يكون التكبير لأول السورة وإثنان على تقدير أن يكون لأخرها وثلاثة تحتمل التقديرين.

فأما الوجهان المبنيان على تقدير كونه لآخر السورة.

فأولهما: وصل آخر السورة بالتكبير مع الوقف عليه ثم الإتيان بالبسملة مع الوقف عليها ثم الإبتداء بأول السورة.

وثانيهما: وصل أخر السورة بالتكبير مع الوقف عليه ثم الإتيان بالبسملة موصولة بأول السورة.

وأما الوجهان المبنيان على تقدير كون التكبير لأول السورة فأولهما - قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة ووصلهما بأول السورة. وثانيهما - قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة مع الوقف عليها ثم الإبتداء بأول السورة، وأما الثلاثة المحتملة فأولها قطع الجميع أي الوقف على آخر السورة وعلى التكبير وعلى البسملة ثم الإتيان بأول السورة. وثانيها - الوقف - على آخر السورة وعلى التكبير ووصل البسملة بأول السورة.

وثالثها: وصل الجميع أي وصل آخر السورة بالتكبير مع وصل التكبير بالبسملة ووصل البسملة بأول السورة، وأما الوجه الثامن الممنوع فهو وصل التكبير بآخر السورة موصولًا بالبسملة مع الوقف عليها، وإنما منع هذا الوجه لأن البسملة

ص: 307

أحدهما: وصل آخر السورة بالتكبير، ووصل التكبير بالبسملة ووصل البسملة بالسورة الثانية، قال في المفردات (وهذا هو المشهور).

والوجه الثاني: أن يسكت على آخر السورة ثم يبدأ بالتكبير موصولًا بالبسملة موصولة بأول السورة الثانية، فيكون السكت في موضع واحد، ومنع السكت بين التكبير والبسملة وبين البسملة والسورة الثانية، وحكى في السكت بين آخر السورة والتكبير إنه يكون بقطع وبغير قطع (1). وأما الإِمام فنص على جواز القطع على آخر السورة والإبتداء بالتكبير، وهذا الوجه موافق للوجه الثاني المذكور عن الشيخ، ونص أيضًا الإِمام على جواز القطع على التكبير والإبتداء بالبسملة؛ ويريد والله أعلم مع وصل التكبير بآخر السورة، وهذا الوجه مخالف لما منع الشيخ، ومنع الإِمام من قطع البسملة من السورة إذا وصلت بالتكبير ووصل التكبير بآخر السورة (2) وهذا

ليست لأواخر السور بل لأوائلها فلا يجوز اتصالها بالأواخر وانفصالها عن الأوائل. وهذه الأوجه السبعة جائزة بين كل سورتين من سور الختم وهي - ما بين الضحى وألم نشرح وهكذا إلى آخر الفلق وأول الناس. أما ما بين أي سورتين غير سور الختم فلا يجوز إلا خمسة أوجه فغط ويمتنع الوجهان الذان على تقدير أنه لآخر السورة.

قال ابن الجزري في طيبته:

وسنة التكبير عند الختمى

صحت عن المكين أهل العلم

في كل حال ولدى الصلاة

سلسل عن أثمة ثقات

من أول انشراح أو من الضحى

من آخر أو أول قد صححا

للناس هكذا أو قيل أو ترد

هلل وبعض بعد لله حمد

والكل للبزي رووا وقنبلا

من دون حمد ولسوس نقلا

تكبير 5 من انشراح وروى

عن كلهم أول كل يستوى

وامنع على الرحيموقفا إن اتصل

كلا وغيره أجزما يحتمل

(انظر الإتحاف ص 347 - 348. والمهذب جـ 2 ص 248 - 249).

(1)

انظر التبصرة ص 375.

(2)

انظر الكافي ص 201 - 202.

ص: 308

الوجه لا ينبغي أن يكون في منعه خلاف، وأما الحافظ.

(م): فقال: (يصل التكبير بآخر السورة)(1) ثم قال: (وإن شاء قطع عليه وبدا بالتسمية موصولة بأول السورة)(2).

(ش): وهذا الوجه موافق الوجه الذي أجاز الإِمام.

(م): قال الحافظ: (وإن شاء وصل التكبير بالتسمية ووصل التسمية بأول السورة)(3).

(ش): قال العبد ظاهر قوله إنه بنى هذا الوجه والذي قبله على كون التكبير موصولًا بآخر السورة فيكون هذا الوجه موافقًا للوجه الأول المذكور عن الشيخ.

(م): ثم قال الحافظ: (ولا يجوز القطع على التسمية إذا وصلت التكبير)(4).

(ش): يعني من كون التكبير موصولًا بآخر السورة، وهذا الوجه الذي نص الإِمام على منعه.

(م): ثم قال الحافظ: (وكان بعض أهل الأداء يقطع على آخر السورة ثم يبتدئ بالتكبير موصولًا بالتسمية، وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة عن البزي، وبذلك قرأت على الفارسي عنه)(5).

(ش): وهذا الوجه يوافق ما ذكره الإِمام أولًا، والشيخ ثانيًا.

(1) انظر التيسير ص 226.

(2)

انظر التيسير ص 226.

(3)

انظر التيسير ص 226.

(4)

انظر التيسير ص 226.

(5)

انظر التيسير ص 226.

ص: 309

(م): قال الحافظ رحمه الله: (والأحاديث الواردة عن المكيين بالتكبير دالة على ما ابتدأنا به)(1).

(ش): يريد وصل التكبير برخر السورة.

(م): قال: (لأن فيها "مع" وهي تدل على الصحبة والإجتماع)(2).

مسألة: فإذا كبر القارئ في آخر سورة (الناس) بسمل وقرأ فاتحة الكتاب ثم بسمل وقرأ خمس آيات من أول سورة البقرة إلى قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (3) قال الحافظ رحمه الله: (ثم دعا بدعاء الختمة) وهذا يسمى الحال المرتحل - وبالله التوفيق.

قال العبد عند الفراغ من هذا البلاغ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير. اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إِبراهيم وبارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم (وعلى آل إِبراهيم) في العالمين إنك حميد مجيد، لا إله إلا الله والله أكبر، وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم آت سيدنا محمدًا عبدك ورسولك الوسيلة والفضيلة والشفاعة، والدرجة الرفيعة، وأبعثه المقاء المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، اللهم أنت ربي (4) وأنا عبدك، أنت خلقتني، وأنت رزقتني، وأنت أحييتني، وأنت تميتني، وأنت تحييني من بعد الموت، كل

(1) انظر التيسير ص 226.

(2)

انظر التيسير ص 226.

(3)

جزء من الآية: 5 البقرة.

(4)

في (ت) و (ز)(إنك).

ص: 310

ذلك بحولك وقوتك، وحدك لا شريك لك، لا أنطق إلا بما أنطقتني ولا أتصرف إلا فيما صرفتني، ولا أكون إلا حيث أقمتني، اللهم إني أسألك يا الله يا عظيم، ياذا الفضل العظيم، يا رب العرش العظيم، سؤال عبد مسكين، خاضع مستكين، معترف بأنك رب كل شيء. عارف بأنك لا يتعاظمك شيء أن تغفر لي جميع ذنوبي قبل الموت، وأن تهون علي سكرات الموت، وأن تثبتني بالقول الثابت عند السؤال في القبر، وأن تؤمنني من الفزع الأكبر في الحشر، وأن تدخلني الجنة بغير حساب، يا عظيم، يا حليم، يا عزيز، يا وهاب، اللهم لا ترد رغبتي وقد انقطتني بالدعاء، ولا تخيب أملي وقد غمرت قلبي بالرجاء، وشرك في هذه الدهوات من قرأها وقال آمين من جميع المسملمين، والصلاة التامة الطيبة العامة على سيدنا ومولانا شفيع المذنبين، ورحمة الله على العالمين، محمد وعلى جميع النبيين والمرسلين والسلام، والرضوان والبركات والتشريف والتكريم والحمد لله رب العالمين.

"كمل الكتاب بحول ربي وحده والحمد لله المصدق وعده، وصلاته وسلامه ورضاه والبركات تخص المشفع عنده خير البرية رحمة للعالمين، ولا نبي من البرية بعده وتعم أعلام الهدى أصحابه والتابعين، ومن راعى عهده، والحمد آخر دعوة أدعو بها والله عز وجل يسمع وحده، والحمد لله أولًا وآخرًا. وصلى الله على نبي الرحمة وشفيع الأمة محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم وكرم إلى يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعليه اعتمادي وهو نعم الكفيل.

(اعلم أيها الناظر في هذا الكتاب أيدك الله بتوفيقه أن مؤلفه رحمه الله قد استخرجه من نيف وعشرين كتابًا من كتب القراءات غير ما استشهد عليه من (كتاب سيبوية وكتاب الأخفش) - رَحِمَهُمَا اللهُ -، وغيرهما من كتب أهل

ص: 311

اللغة والفقه والأصول والحديث والتفسير إلى غير ذلك فما أدى اجتهاده إليه رحمه الله وما ذكر يصححه الإستقراء. منها للشيخ أبي محمد مكي أربعة كتب وهي - التبصرة - والكشف - والتذكرة - والتنبيه. ومنها عشرة للداني رحمه الله وهي: التيسير - والمفردات - والتمهيد - والمقنع - والتحبير - وجامع البيان - وإيجاز الدبيان - والمفصح - والتفصيل - والإيضاح ومنها كتاب قراءة المكيين و (كتاب الجامع) لإبن مجاهد رحمه الله، وشرح الهداية للمهدوي والاقتضاب لإبن السيد، والروضة للمعدل، والإِقناع لأبي جعفر بن الباذش، والكافي للإِمام أبي عبد الله بن شريح وحرز الأماني لإبن فيره.

وهذا الذي اطلع العبد عليه ليعلم تفصيل هذا الكتاب لملتمسة، والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

ووافق الفراغ من نقل كابه (العبدية)(1) يوم الخميس الخامس من شهر الله الحرام أحد شهوبى سنة ثلاثة عشر وتسعمائة في دار القراء من مدينة القسطنطينية العظمى حرسها الله تعالى عن الأفات بحق صاحب المعجزات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. على يد العبد الضعيف شيخ القراء" في الدار المذكورة الملتجئ إلى سعة عفو ربه، الولي محمد بن علي العمري الجزري، حامدًا ومصليًا، غفر الله له ولوالديه ولمشائخه ولكافة المسلمين أجمعين.

فرحم الله امرءًا نظر في هذا الكتاب ودعا للمؤلف وللناسخ ولجميع المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين إلى يوم الدين. محمد وآله وصحبه أجمعين وعلى جميع

(1) هكذا ورد في الأصل، ولعل الصواب (العبد له).

ص: 312

الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين برحمتك يا أرحم الراحمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) (1).

(1) من قوله (اعلم أيها الناظر) إلى قوله (العلي العظيم) من كلام الناسخ.

ص: 313