الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا بالحسنى.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبمحض إحسانه وتيسيره تكمل الحسنات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله صاحب المعجزة الدائمة والمفاخر التامة، والشرف والكمال وعلى آله وصحبه الذين ملأ الله قلوبهم بمعرفته ومحيبته وبعد:
فقد كمل بتوفيق الله تعالى وحسن تأييده ما رفق من دراسة وتحقيق كتاب (شرح التيسير) لمصنفة عبد الواحد المالقي - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - في يوم الإثنين غرة شهر رمضان المبارك 1408 هـ.
وختامًا وبعدما ذكرناه من خلال ما قدمنا وعرضنا من دراسة وتحقيق يمكن القول باطمئنان أن هذا العمل العلمي لا يصح أن يمر هكذا دون أن تكون له نتائج.
فإليك بعضها بإيجاز:
1 -
أن كل قراءة وافقت العربية مطلقًا ووافقت أحد المصاحف العثمانية
ولو تقديرًا وتواتر نقلها هي: القراءة المتواترة المقطع بها.
2 -
أنه متى تحقق تواتر القراءة لزم أن تكون موافقة لغة العرب ولأحد المصاحف العثمانية، فالعمدة هو التواتر.
3 -
أن الإكتفاء بصحة السند وجعله مكان التواتر قول حادث مخالف لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم، لأن القرآن (ما نقل بين دفتي المصحف نقلًا متواترًا) فالتواتر جزء من الحد، فلا تتصور ماهية القرآن إلا به.
4 -
من الذي جمع هذه الأركان الثلاثة هو قراءة الأئمة العشرة وهم: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف، ويعقوب.
5 -
أن كل قراءة وراء العشرة شاذة لا تجوز القراءة بها في الصلاة ولا في غيرها، إذا اعتمد قرآنيتها، وأما إن لم يعتمد ذلك، بل لما فيها من الأحكام الشرعية على القول بصحة الإحتجاج بها أو الأدبية، فلا خلاف حينئذ في جواز قراءتها، وعلى هذا يحمل حال من قرأ بها من المتقدمين.
6 -
أنه لا تعارض بين الرواية والأداء.
7 -
وإن من أهم ما أسجله في هذه الخاتمة تلك العناية الفائقة التي حظي بها القرآن العظيم منذ نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصوله إلينا، وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من غير تبديل ولا تحريف، على أيدي أقوام أفنوا أعمارهم في خدمته، وتلاوته، والذب عن حياضه، فوصلت إلينا القراءات العشر بأسانيد مقطوع بصحتها ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجزاهم الله خير الجزاء وأثابهم من أئمة أفنوا
أعمارهم في خدمة كتاب الله تعالى، وما ذاك إلا مصداقًا لقوله جلت قدرته وتباركت أسماؤه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1).
8 -
ومما ينبغي التنويه به أن (عبد الواحد بن أبي السداد) - رحمة الله تعالى - كان من كبار العلماء في القراءات والتفسير والفقه واللغة والأصول، كما ظهر لي من خلال ترجمته والتعريف به. ومن طالع تراجم علماء القراءات يجد كثيرًا منهم أئمة في علوم شتى كالحديث والتفسير، والفقه واللغة ومع هذا فقد كانوا مغمورين، فلم تقم حولهم دراسات تبين شخصياتهم، وما أسهموا به من آثار، كما هو حال صاحب (الدر النثير).
9 -
وأسجل في هذه الخاتمة أسفي وحزني على إعراض الناس عن تعلم القراءات ووجوهها حتى صار ذلك خاصًا بفئة قليلة في هذا الجم الغفير من الأمة الإسلامية، ومع ذلك فإن هذه الفئة قد توانت عن نشر كتب القراءات، وأمهات هذا الفن حتى أصبحت المكتبة الإسلامية فقيرة في هذا الجانب؛ ولذا فإنه قد آل الأمر إلى غير أهله، فتسابق إليه مستشرقون، ومغتربون عنه لا علم لهم به، فكثر الخطأ والتحريف، فها هي كتب القراءات سواء منها ما له تعلق باختلاف الأحرف أو توجيهها أو بأسانيدها قد طبقت رفوف المكتبات العالمية، وقد علاها الغبار، تنادي تلك الفئة أن تنقذها مما هي فيه من أيدي عابثة، وأخرى محرفة، وإنها لفي انتظار ذلك وما ذلك على الله بعزيز.
هذا وإني أقترح على كل - جامعة في العالم الإسلامي أن تجعل في برامجها تخصصات كثيرة في علوم القرآن الكريم، كما هو واقع الآن في
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، زادها الله حرصًا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
كما أنني أقترح على كل طالب علم مهما كان تخصصه أن يحرص على قراءة القرآن العظيم، وفهمه وتدبره، وقراءة كتب القراءات والتفسير وكذلك قراءة كتب السنة وإلى تحقيق آخر إن شاء الله تعالى.
اللهم كما مننت على بإكمال هذا العمل وأعنتني على تحصيله وتفضلت علي بالفراغ منه فامنن علي بقبوله واجعله لي زخرة خير عندك، وأجزل لي المثوبة بما لاقيت 5 من التعب، والنصير في تحريره وتقريره وانفع به عبادك، ليدوم لي الإنتفاع به بعد موتي فإن هذا هو المقصد الجليل من هذا العمل، واجعله خالصًا لك، وتجاوز عني إذا خطر لي من خواطر السوء ما فيه شائبة تخالف الإخلاص، واغفر لي ما لا يطابق مرادك فإني لم أقصد إلا إصابة الحق، فإن أخطات فأنت غافر الخطيئات وأحمدك لا أحصى حمدك، وأشكرك لأ أحصى شكرك، أنت كما أثنيت على نفسك وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.