المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ سورة النمل] - الدرر السنية في الأجوبة النجدية - جـ ١٣

[عبد الرحمن بن قاسم]

الفصل: ‌ سورة النمل]

تَهْتَدُوا} [سورة النور آية: 54] ،

وذكر أن الهدى في طاعتة، إلى قوله:{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [سورة النور آية: 54] .

ص: 342

[ومن‌

‌ سورة النمل]

قوله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [سورة النمل آية: 18] : ذكر بعضهم أنها تشتمل على عشرة أحكام، أفيدونا أثابكم الله الجنة.

أجاب الشيخ: سليمان بن سحمان، رحمه الله تعالى: الحمد لله وحده، قال ابن القيم رحمه الله تعالى، على هذه الآية - بعد كلام ذكره -: فاستفتحت خطابها بالنداء الذي يسمعه من خاطبته، ثم أتت بالاسم المبهم، ثم أتبعته بما بينه من اسم الجنس إرادة للعموم; ثم أمرتهم بأن يدخلوا مساكنهم، فيتحصنوا من العسكر، ثم أخبرت عن سبب هذا الدخول، وهو خشية أن يصيبهم معرة الجيش، فيحطمهم سليمان وجنوده، ثم اعتذرت عن نبي الله وجنوده بأنهم لا يشعرون بذلك

إلى أن قال:

ثم أمرتهم أن يدخلوا مساكنهم المختصة بهم; فقد عرفت النمل أن لكل طائفة منها مسكنا لا يدخل عليهم فيه سواهم. ثم قالت: قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [سورة النمل آية: 18] فجمعت بين اسمه وعينه، وعرفته بها، وعرفت جنوده وقائدها؛ ثم قالت:{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [سورة النمل آية: 18] .

ص: 342

فكأنها جمعت بين الاعتذار عن معرة الجيش بكونهم لا يشعرون، وبين لوم أمة النمل حيث لم يأخذوا حذرهم ويدخلوا مساكنهم؛ فهذه عشر جمل، وقد ذكرها في "مفتاح دار السعادة" على التفصيل فليراجع. والله أعلم.

[تفسير الشيخ ابن تيمية لآيات أشكلت من سورة النمل]

قال الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى.

قال شيخ الإسلام، رحمه الله في تفسير آيات أشكلت: ومنها قوله: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [سورة النمل آية: 89] الآية: ذكر أن المشهور عن السلف: أن الحسنة لا إله إلا الله، وأن السيئة الشرك; ثم ذكر عن السدي، قال: ذلك عند الحساب ألفي بدل; كل حسنة عشر سيئات، فإن بقيت سيئة واحدة فجزاه النار، إلا أن يغفر الله له.

قلت: تضعيف الحسنة إلى عشر، وإلى سبعمائة، ثابت في الصحاح; وأن السيئة مثلها; وأن الهم بالحسنة حسنة، والهم بالسيئة لا يكتب; فأهل القول الأول قالوه لأن أعمال البر داخلة في التوحيد، فإنه عبادة لله بما أمر به، كما قال تعالى:{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [سورة البقرة آية: 112] الآية.

ص: 343