المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

التاسعة والعشرون بعد المائة: كون موضع الشجرة خفي عليهم العام - الدرر السنية في الأجوبة النجدية - جـ ١٣

[عبد الرحمن بن قاسم]

الفصل: التاسعة والعشرون بعد المائة: كون موضع الشجرة خفي عليهم العام

التاسعة والعشرون بعد المائة: كون موضع الشجرة خفي عليهم العام الآتي.

الثلاثون بعد المائة: الصلاة في الحرم للنازل في الحل.

الحادية والثلاثون بعد المائة: سرعة فرج الله للمستضعفين.

الثانية والثلاثون بعد المائة: كون قريش1.

الثالثة والثلاثون بعد المائة: العجب دفع الله عن قريش العذاب بأبغض البغضاء إليهم، وهم المسلمون بمكة الرابعة والثلاثون بعد المائة: كبر أذى المسلم عند الله.

الخامسة والثلاثون بعد المائة: لزوم الدية في قتل الخطأ.

السادسة والثلاثون بعد المائة: دخول أناس الجنة بسبب أبغض الناس إليهم.

السابعة والثلاثون بعد المائة: التنبيه على عدم احتقار الضعفاء.

التاسعة والثلاثون بعد المائة: لعل الله يعطيك الخير ويصرف عنك السوء بسببهم.

الأربعون بعد المائة: بركة الطاعة وإن كرهت.

1 كذا بالأصل، ولعله يريد يمنعونه وهو محرم.

ص: 398

‌سورة الحجرات

وله أيضا قدس الله روحه ونور ضريحه.

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا

ص: 398

أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [سورة الحجرات آية: 1-2]

الآية " لما قدم وفد بني تميم، قال أبو بكر: يا رسول الله أمر فلانا وقال عمر: بل فلانا; قال ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردته; فتجادلا حتى ارتفعت أصواتهما "1.

ففيه مسائل:

الأولي: الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيم حرمته.

الثانية: إذا كان هذا التغليظ في الشيخين، فكيف بغيرهم؟ .

الثالثة: اختلاف كلام المفسرين والمعنى واحد، لكن كل رجل يصف نوعا من التقدم.

الرابعة: الأمر بالتقوى في هذا الموضع.

الخامسة: الاستدلال بالأسماء الحسنى على المسألة.

السادسة: مسألة الإحباط وتقريره.

السابعة: وجوب طلب العلم، بسبب أن هذا مع كونه سببا للإحباط لا يفطن له، فكيف بما هو أغلظ منه بكثير؟

الثامنة: قوله: {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [سورة الحجرات آية: 2] أي: لا تدرون، فإذا كان هذا فيمن لا يدري، دل على وجوب التعلم والتحرز، وأن الإنسان لا يعذر بالجهل في كثير من الأمور.

التاسعة: ما ترجم عليه البخاري، بقوله: باب خوف المؤمن

إلخ.

قوله: {إنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} الآية: [سورة الحجرات آية: 3]

1 البخاري: المغازي (4367)، والترمذي: تفسير القرآن (3266)، والنسائي: آداب القضاة (5386) ، وأحمد (4/6) .

ص: 399

فيه مسائل: الأولى: ثناء الله على أهل العمل.

الثانية: أن معنى امتحنها: هيأها، فقد تبتلى بما تكره، ويكون نعمة من الله، يريد امتحان قلبك للتقوى.

الثالثة: استدل بها على أن من يكف عن المعصية، مع منازعة النفس، أفضل ممن لا يشتهيها.

الرابعة: وعد الله لأهل هذه الخصلة بالمغفرة والأجر العظيم، فينزل ما يكرهون ويعطيهم ما يحبون.

قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [سورة الحجرات آية: 4] إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الحجرات آية: 5] : فيه مسائل:

الأولى: ذمه لمن أساء الأدب.

الثانية: ذكره أن أكثرهم لا يعقلون، مع كونهم من أعقل الناس في ظنهم.

الثالثة: ذم العجلة ومدح التأني.

الرابعة: رأفة الله ورحمته بالعباد ولو عصوه، لختمه الأدب بهذين الاسمين.

َيا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات آية: 6] الآية: نزلت في رجل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض المسلمين أنهم منعوا الزكاة، فهم بغزوهم؛ وكان كاذبا.

فيه مسائل: الأولى: كبر بهتان المسلم عند الله، كيف فضح الله هذا بهذه الفضيحة الباقية إلى يوم القيامة، مع كونه من الصحابة.

الثانية: معنى التبين وهو التثبت.

الثالثة: الأمر الذي نزلت فيه الآية، وهو أمر المسلمين بعدم العجلة إذا جاءهم مثل هذا، والنهي عن العجلة.

الرابعة: ذكر علة الحكم وهو الندم إذا أصابوا قوما

ص: 400

بجهالة.

الخامسة: أن الله لم يأمر بتكذيب الفاسق، ولكن أمر بالتثبت.

السادسة: استدل بها على أنه إذا عرف صدقه عمل به، لانتفاء العلة.

السابعة: استدل بها على أن الخبر إذا أتى به أكثر من واحد، فليس في الآية الأمر بالتبين فيه.

الثامنة: أن المؤمن يندم إذا تبين له خطؤه.

التاسعة: قتال مانعي الزكاة، كما في آية السيف.

العاشرة: جباية النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة، ولم يجعلها لأهل الأموال.

{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [سورة الحجرات آية: 7] إلى قوله: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ (: فيه مسائل:

الأولي: كيف أمرهم بالعلم بأنه رسول الله، وهم الصحابة، فما أجلها من مسألة وأدلها على مساثل كثيرة!

الثانية: أنه لو يطيعهم في كثير من الأمر، جرى ما جرى وهم الصحابة، ففيها التسليم لأمر الله، ومعرفة أنه هو المصلحة، وتقديم الرأي عليه هو المضرة.

الثالثة: معنى العنت: الضيق، أي: رأيكم يجر إلى الضيق عليكم.

الرابعة: أن ما بكم من الخير والصواب، فليس ذلك من أنفسكم، ولو وكلتم إليها جرى ما جرى، فهو الذي حبب إليكم الإيمان، وكره إليكم ضده.

الخامسة: فيه أن الأعمال من الإيمان، ففيه الرد على الأشعرية.

السادسة: أن

ص: 401

تزيينه في القلوب نوع آخر غير المحبة.

السابعة: أن الكفر نوع، والفسوق نوع، والعصيان عام في جميع المعاصي; فمن الكفر شيء لا يخرج عن الملة، كقوله:" سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر " 1، ومنه الفسوق بالكبائر، فعلمت أن ما أطلق عليه الكفر أكبر من الكبائر، ولو لم يخرج من الملة.

الثامنة: قوله: أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [سورة الحجرات آية: 7] : ففيه أمران:

أحدهما: أن الرشد فعل ما ذكر وترك ما ذكر.

التاسعة: أن الرشد من غير حول منهم ولا قوة.

العاشرة: ذكره تعالى أن ذلك فضل منه ونعمة، فكرر الأمر لأجل كبر المسألة.

الحادية عشرة: الفرق بين الفضل والنعمة.

الثانية عشرة: ختم الآية بالاسمين الشريفين.

الثالثة عشرة: قرنه سبحانه بين العلم والحكمة; ويوضحه المثل: ما قرن شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم، وما قرن شيء إلى شيء أقبح من جهل إلى خرق.

الرابعة عشرة: أن نتيجة هذا الدلالة على التمسك بالوحي، والتحذير من الرأي المخالف، ولو من أعلم الناس.

الخامسة عشرة: التنبيه على لطفه بنا، وأنه أرحم بنا من أنفسنا. {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [سورة الحجرات آية: 9] إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [سورة الحجرات آية:10] .

1 البخاري: الإيمان (48)، ومسلم: الإيمان (64)، والترمذي: البر والصلة (1983) والإيمان (2635)، والنسائي: تحريم الدم (4105، 4108، 4110، 4111، 4112)، وابن ماجه: المقدمة (69) والفتن (3939) ، وأحمد (1/385، 1/411، 1/433، 1/454) .

ص: 402