الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولنقسم هذا الركب الزاحف بالدعوة إلى قسمين: قسم داخل الجزيرة وقسم خارجها، والقسم الداخلى كان بعضه موجها إلى القبائل وبعضه موجها إلى الأفراد ذوى السلطان والنفوذ، وبعض هذا الركب الداخلى كان من المنتسبين إلى القبائل التى يوجهون إليها، لأنهم كانوا قد أسلموا من قبل فأذن لهم النبي بدعوة أقوامهم بالقدر الذى يستطيعون، وكان أكثر ما يستطيعونه هو العقيدة المبسطة والأصول الإسلامية الأولى.
فى داخل الجزيرة:
(1)
البعوث إلى القبائل: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ستة من أصحابه، فيهم عاصم بن ثابت ومرثد بن أبى مرثد الغنوى. وخبيب، إلى الرجيع، وهو ماء لهذيل بين مكة والحجاز، وذلك بناء على طلب رهط قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عضل والقارة ليفقهوا المسلمين فيهم، وقد غدروا بهذه البعثة.
وبعث جماعة من القراء إلى بئر معونة، وكانوا نحو سبعين على بعض الأقوال، بناء على طلب ملاعب الأسنة، فغرروا بهم أيضًا، وبعث الضحاك بن سفيان إلى بنى كلاب فأسلموا، ووفد منهم جماعة على النبي فى السنة التاسعة.
كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن معاذ بن جبل ومعه أبو موسى الأشعرى، وأسلم غالب الناس على أثر هذا البعث، ثم أرسل إليهم عليا وقاتل من لم يسلم فهزمهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسلموا عن استجابة ورغبة، فأقام فيهم يقرئهم القرآن ويعلمهم حتى وافى النبي فى موسم الحج بمكة.
وأرسل خالد بن الوليد فى السنة العاشرة إلى بنى عبد المدان فى نجران، وكانوا نصارى، ليدعوهم إلى الإسلام فأسلموا، وأقام فيهم مدة يعلمهم، ثم وفد على النبي ومعه بعضهم، ثم أرسل إليهم عمرو بن حزم ليفقههم فى الدين ومعه كتاب مفصل.
وبعث النبي خالدا أيضًا إلى همدان باليمن ليدعوهم وكان معه البراء بن عازب فمكثا ستة أشهر ولم يسلم أحد، فبعث النبي إليهم عليا، وبعد أن دعاهم أبوا فكان قتال عنيف انهزموا فيه ثم أسموا.
ومن بعوث النبي جماعة أسلموا سابقا فأرسلهم إلى أقوامهم مبشرين، منهم ضمام بن ثعلبة فى بنى سعد ابن بكر، وأبو ذر فى غفار، والطفيل الدوسى فى قومه، وعمرو بن مرة فى جهينة، وعروة بن مسعود فى ثقيف.
(ب) البعوث إلى زعماء. منهم المهاجر بن أمية المخزومى إلى الحرث بن عبد كلال أحد أقيال اليمن