الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلى مدى عصوره وأزمانه، وهذه المجموعة من الأدلة القائمة على هذا المنهج تفيد الباحثين من الأجانب عن الإسلام، وتفيد فى الرد على المتشككين فى صلاحيته لقيادة البشرية قيادة رشيدة.
والواقع التاريخى الذى جعلناه دليلا على عالمية الدين يعتبر تطبيقا لمبادئ هذه الدعوة وبيان حسن إنتاجها فى الحقل الذى زرعت فيه، وهى دليل صدق على فاعلية الأدلة الذاتية الموجودة فى المجموعة الثانية، وهذه الأدلة كلها متضامنة فى إثبات صدق هذه القضية، وهى عالمية الدين الإسلامى، وإليكم الحديث عن هذه الأدلة بنوع من التفصيل.
الأدلة النقلية على عالمية الدين الإسلامى:
1 -
من القرآن. جاءت آيات مكية تدل على أن وصف العالمية لازم الدعوة الإسلامية من أيامها الأولى، وترد على من زعموا أن عالمية الإسلام فكرة لم تكن عند محمد حين أرسل به، بل جاءت فى عهد خلفائه الذين تاقوا إلى القتال والتوسع بالفتوح، كما ردد ذلك "وليم موير" فى كتابه عن "الخلافة"(1) وردده
(1) تاريخ للدعوة لأرنولد ص 49، 50
أيضًا "ساوندوز" المحاضر الأول للتاريخ في جامعة كنتر برى بزيلندة الجديدة، ونشرته مجلة التاريخ المعاصر في مارس وإبريل سنة 1961 (1) ومن هذه الآيات ما يأتى:
1 -
قوله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (2).
3 -
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (3).
3 -
قوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (4)
4 -
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (5).
ومعنى من كان حيا، كل من ثبت له الحياة، ولفظ "من" من صيغ العموم.
5 -
قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (6).
(1) مجلة الأزهر مجلد 33 ص 220
(2)
سورة القلم: 52
(3)
سورة التكوير: 27، يوسف 104، الأنعام 90
(4)
سورة الأعراف: 158.
(5)
سورة يس: 69، 70
(6)
سورة الفرقان: 1
6 -
قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (1).
ومعنى "من بلغ" من وصل حد التكليف من أى جنس ولون، أو من بلغه القرآن من غير المخاطبين به عند نزوله.
7 -
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (2).
8 -
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} (3).
فأم القرى هى مكة، ومن حولها يشمل كل الناس، غير المقيمين فيها، فكل حي على وجه الأرض مقيم حول مكة، فهى مركز الدائرة، وقطرها ممتد بين كل نقطتين على المحيط العالمى.
9 -
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (4).
هذه هى معظم الآيات المكية وتضاف إليها الآيات المدنية التالية.
(1) سورة الأنعام: 19
(2)
سورة سبأ: 28
(3)
سورة الشورى: 7
(4)
سورة الأنبياء: 107
1 -
قوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} (1).
فالدعوة فيها موجهة إلى اليهود والنصارى وهم أهل الكتاب وإلى غيرهم من الحرب الذين يطلق عليهم الأميون.
3 -
قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
…
} (2).
3 -
قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (3). فكل إنسان لا يدين بدين الإسلام لا يقبل منه ما دان به، فهو دين الجميع.
2 -
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (4).
(ب) من السنة، إلى جانب السنة الفعلية حين بلغ الرسول الدعوة جاءت النصوص القولية الآتية:
1 -
(كان كل نبى يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود)(5).
(1) سورة آل عمران: 20
(2)
سورة آل عمران: 64
(3)
سورة آل عمران: 85
(4)
سورة التوبة: 33، الفتح: 27
(5)
رواه البخارى ومسلم.
وجاء بروايات مختلفة، فى بعضها (وبعثت إلى الناس عامة)، (وبعثت إلى الخلق كافة).
3 -
(إنى رسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس كافة)(1)، وكان ذلك فى إحدى الخطب الأولى بمكة.
3 -
فى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعبدا بنى الجلندي ملكي عمان قوله (فإنى رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين)(2).
4 -
فى حديث البراء بن عازب عند حفر الخندق في غزوة الأحزاب، وقد اعترضت المسلمين صخرة وهم يحفرون جاء قوله (فاشتكينا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء وأخذ المعول فقال: بسم الله. ثم ضربه فنشر ثلثها). وفى رواية: (فخرج نور أضاء ما بين لابتى المدينة وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأرى قصورها الحمر الساعة من مكانى هذا. قال: ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله فقطع ثلثا آخر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إنى لأبصر قصر المدائن الأبيض وفي رواية: لأبصر قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب من مكاني هذا: وأخبرنى جبريل أن أمتي ظاهرة عليها. ثم ضرب
(1) رواه البخارى وكتب المسيرة.
(2)
المواهب للقسطلانى ج 1 ص 225
ثالثة وقال: بسم الله، فقطع الحجر وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إنى لأبصر باب صنعاء) (1)
قال ابن إسحاق: وحدثنى من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار فى زمان عمر وزمان عثمان من بعده: افتتحوا ما بدا لكم، فوالذى نفس أبى هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله سبحانه محمدًا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل ذلك. هذا وقد كان المرتابون يقولون عن الرسول: يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا. وفيهم قال الله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (2).
5 -
عن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى) قلت: كنوز كسرى ابن هرمز؟ قال: (كنوز كسرى بن هرمز). وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز) (3).
(1) رواه أحمد والنسائي بإسناد حسن.
(2)
الزرقاني على المواهب ج 2 ص 109، روى بعضه البخاري عن أبي هريرة.
(3)
رواه البخاري.
6 -
(إنكم ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما) أو قال (ذمة وصهرا)(1).
فالأحاديث المبشرة بالفتح تدل على عالمية الدين الإسلامي وإنه سينتشر فى هذه الأصقاع وغيرها.
ومن الأدلة على خلود الرسالة ودوامها إلى آخر الدنيا ما يأتى:
1 -
قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (2).
2 -
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثلى ومثل الأنبياء قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة! ! فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين)(3).
3 -
قوله أيضًا: (وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)(4).
(1) رواه مسلم.
(2)
سورة الأحزاب: 40.
(3)
رواه البخاري ومسلم.
(4)
رواه مسلم.