المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ومن الآيات المكية حسب ترتيب نزولها ما يأتى: - الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه

[عطية صقر]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌مقدمة

- ‌معنى عالمية الدين

- ‌الإسلام هو الدين العالمى

- ‌الأدلة النقلية على عالمية الدين الإسلامى:

- ‌الأدلة الذاتية أو العوامل الأساسية لعالمية الدين الإسلامي:

- ‌الأدلة: الواقعية على عالمية الدين الإسلامى:

- ‌الرسول يبلغ الدعوة العالمية

- ‌(أ) أوامر التبليغ

- ‌ومن الآيات المكية حسب ترتيب نزولها ما يأتى:

- ‌(ب) منهج التبليغ

- ‌أولا- فى مكة:

- ‌ثانيا - فى المدينة:

- ‌فى داخل الجزيرة:

- ‌فى خارج الجزيرة:

- ‌المسلمون يبلغون الدعوة العالمية

- ‌(أ) أوامر التبليغ

- ‌(ب) منهج التبليغ:

- ‌الدعوة فى الشرق:

- ‌الدعوة فى الغرب:

- ‌الدعوة فى أوروبا وأمريكا:

- ‌يقول أرنولد:

- ‌هل انتشر الإسلام بالسيف

- ‌جبهات المقاومة لعالمية الإسلام

- ‌المقاومة السياسية:

- ‌المقاومة الفكرية والخلقية:

- ‌جبهات الدفاع عن عالمية الإسلام

- ‌العرب والرسالة العالمية

- ‌اللغة العربية وتبليغ الرسالة العالمية:

- ‌واجبنا نحو الدين العالمى

- ‌منهج الدعوة إلى الدين العالمى

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌ثالثا:

- ‌رابعا:

- ‌خامسا:

- ‌سادسا:

- ‌سابعا:

- ‌خاتمة

الفصل: ‌ومن الآيات المكية حسب ترتيب نزولها ما يأتى:

يسلكه الداعى، والصفات التى ينبغى أن يتحلى بها الداعون.

‌ومن الآيات المكية حسب ترتيب نزولها ما يأتى:

-

1 -

قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} (1) وقد جاءت سورة المدثر التى افتتحت بهاتين الآيتين حاملة الأمر بتبليغ الرسالة وكانت أول سورة فى هذا المقام، وإن كانت سورة العلق هى أول ما نزل من القرآن مطلقًا ويفيد النبوة التى ارتبطت بالوحى. على ما يفهم من حديث الصحيحين عن أبى سلمة عن عبد الرحمن قال: سألت جابر بن عبد الله: أى القرآن أنزل قبل؟ قال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قلت: أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قال: أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنى جاورت بحراء، فلما قضيت جوارى نزلت فاستبطنت الوادى، فنظرت أمامى وخلفى وعن يمينى وشمالى، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو -جبريل- فأخذتنى رجفة، فأتيت خديجة فأمرتهم فدثرونى، فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} .

ويوضح أن هذه المرة كانت بعد المرة الأولى رواية أخرى عن جابر فى الصحيحين جاء فيها "فإذا الملك

(1) سورة المدثر: 1، 2

ص: 40

الذى جاءنى بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرجعت فقلت: زملونى زملونى، فدثرونى فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} . وكان الحديث عن فترة الوحى.

3 -

ومن آيات الأمر بالتبليغ قوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (1).

3 -

وقوله: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} (2).

4 -

وقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (3).

بهذه الآيات وبغيرها مما نزل بمكة أمر الله نبيه بالتبليغ، فنفذ الأمر معتمدا على الله وعلى قوة الإيمان به، مع الصبر على المكاره والتحلى بمكارم الأخلاق، من طهارة الظاهر والباطن والبعد عن الرجس فى جميع صوره وأشكاله، والإخلاص فى الدعوة دون من بها أو افتخار، كما تدل على ذلك الآيات الأولى من سورهّ المدثر وهى {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ

(1) سورة الحجر: 94

(2)

سورة الشورى: 15

(3)

سورة النحل: 125

ص: 41

وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.

والسيرة النبوية قد وضحت خطوات النبي صلى الله عليه وسلم -في تبليغ الدعوة بمكة من الإسراء ثم الجهر، ومن طوق عرضها على الناس، وما لاقى هو وأصحابه فى سبيل ذلك. وسنشير إلى شئ منه فيما بعد.

وعندما هاجر إلى المدينة لاحقته أوامر التبليغ، فليس قصارى غرضه من الهجرة أنه تخلص من أذى قريش ليسكن ويستريح بعيدا عنهم، ولكن الهجرة انتقال من ميدان إلى ميدان، وانطلاق من القيود للتحرر والسياحة فى الأرض كما يريد الرسول ودعوته، التى حاول المشركون خنقها فى مكة والقضاء عليها فى مهدها.

ومن الآيات المدنية التى تأمر بالتبليغ، ما يأتي: وهى مرتبة حسب النزول:

1 -

قوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} (1). ففى هذه الآية تبليغ لعنصر جديد فى المدينة، وهم أهل الكتاب، عنصر لم يكن فى مكة بشكل يستحق الذكر، فقد كان فيها الأميون وهم العرب.

(1) سورة آل عمران: 30

ص: 42

2 -

قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (1).

3 -

قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (2).

4 -

قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} (3).

5 -

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (4).

6 -

قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} (5).

هذه بعض الآيات التى تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمتابعة تبليغ الدعوة فى المدينة، كما كان يبلغها فى مكة، فلننظر كيف بلغها.

(1) سورة آل عمران: 64

(2)

سورة آل عمران: 104

(3)

سورة الحج: 67

(4)

سورة المائدة: 67

(5)

سورة التوبة: 6

ص: 43