الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة
وبعد فهذا عرض سريع للدين العالمى وهو الإسلام، وبيان موجز لمنهج الدعوة إليه، يجب علينا أن نبلغه للناس فإن أكثرهم لا يعرفون مبادئه الحقة، ولم يفهموها على وجهها الصحيح وإذا كان الجهل بها متفشيا فى الأوساط الإسلامية فمن باب أولى من هم بعيدون عن الإسلام ولا يصلهم منه إلا معلومات ناقصة أو مشوهة.
إن فى الناس فراغا روحيا وقلقا نفسيا فى هذه الأيام بعد كثرة الحروب ومخلفاتها المؤلمة، وبعد الصراع المادى والتنافس المسعور على الغلب والنفوذ الذعة وقع فريسته كثير من المستضعفين، وليس إلا الدين سكنا لنفوسهم وطمأنينة إلى قلوبهم، وشرحا لصدورهم بالأمل فى تفريج الكرب وتحول الحال، فلتكن هديتنا إلى هذه النفوس القلقة والأعصاب المتوترة غذاء روحيا تسكن به نفوسهم وتطمئن، نبلغه لهم نقيا صافيا خالصا، حلوا عذبا، مشرقا لامعا.
إن فى العالم تيارات وأفكارا متضاربة تحاول أنه تطغى على الأديان عامة، ويخشى منها على المسلمين
أن يفتنوا بها عن دينهم، فالواجب علينا إبراز قوة الإسلام وعظمته ومتانة نظامه الروحى والاجتماعى لتحصين المسلمين ومقاومة هذا الغزو الجارف للآراء والمذاهب المتطرفة.
لا ينبغى أن نقف مكتوفى الأيدى أمام الهجمات التى توجه إلى الإسلام، ولا موقف المتفرج من حركات التبشير ونشاط الدعوة إلى الأديان التى لا تملك من عوامل القوة الذاتية ما يملكه الإسلام.
إن العدو يبدى مخاوفه الشديدة من الإسلام، لأنه يدعو إلى وحدة إسلامية ليس من صالح الاستعمار أن توجد لأنها تعرقل خططه الاستغلالية للشعوب. وهو يخشى أشد الخشية من نشاط الأزهر الشريف بالذات فى ميدان الدعوة الإسلامية، فقد كتب المختص بالبحث عن الأديان فى مجلة "لايف" يقول: إن الإسلام إلى زمن متأخر لم يكن له جماعات منظمة للتبشير، لأن هذا الدين الذى جعل المسلم فى غنى عن الوساطة بينه وبين ربه، قد جعله كذلك واعيا إلى دينه حيث كان، وإن لم تكن له جماعة ينتمى إليها، ويتقيد بنظامها لنشر الدعوة، إلا أن الدلائل تشير إلى عناية حديثة من جانب المسلمين بأنظمة التبشير،
وقد أصبح الجامع الأزهر، ذلك المعقل الثقافى الذى صمد للتيارات الغربية، ينشط الآن لتدريب فئة قليلة من أبنائه كل سنة للعمل فى هذا الميدان (1).
فلنحث الخطا فى طريق الدعوة إلى هذا الدين الذى قال الله فيه: " {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (2) وقال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} (3).
وليبق الأزهر منارا للدعوة الإسلامية العالمية ومستعينا بالله فى أداء رسالته، فهو نعم المولى ونعم النصير، ، ،
(1) مجلة الأزهر مجلد 32 ص 640
(2)
سورة آل عمران: 85
(3)
سورة التوبة 33