الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9- صلاة العيدين
" كان صلى الله عليه وسلم يقرأ أحياناً في الأولى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (87:
19) ، وفي الأخرى:{هَلْ أَتَاكَ} (88: 26) " (1) .
ولعل أصل الحديث:
كان يقرأ في الجمعة والعيدين. فاقتصر بعضهم على ذكر الجمعة، وبعضهم على
العيدين. والله أعلم.
ومنها: عن أبي عِنَبَة الخولاني مثل حديث سَمُرَة الأول.
أخرجه ابن ماجه (1/345) ، والبزار، والطبراني في " الكبير " عن سعيد بن سنان
عن أبي الزَّاهِرَّية عنه.
وسعيد هذا هو: أبو مهدي، وهو متروك - كما في " التقريب " -.
(1)
هو من حديث النعمان بن بشير.
رواه مسلم وغيره. وقد سبق تخريجه قريباً، وذكرت له هناك شاهداً من حديث
سَمُرَةَ.
وله شواهد أخرى:
منها: عن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و: {هَلْ أَتَاكَ
حَدِيثُ الغَاشِيَةِ} .
أخرجه ابن ماجه (1/388) ، والطحاوي (1/240) من طريق موسى بن عُبَيدة عن
محمد بن عمرو بن عطاء عنه. وموسى هذا: ضعيف.
وأحياناً " يقرأ فيهما بـ: {ق. وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} (50: 45) ، و {اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ} (54: 55) " (1) .
ومنها: عن أنس بن مالك.
أخرجه الطيالسي (272) قال: ثنا عِمَارةُ بن زاذان قال:
كنا عند ثابت، وعنده شيخ، فذكرنا ما يقرأ في العيدين؛ فقال الشيخ:
صحبت أنس بن مالك إلى الزاوية يوم عيد، وإذا مولى لهم يصلي بهم، فقرأ:
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و: {اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} . فقال أنس:
لقد قرأ بالسورتين اللتين قرأ بهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في العيد.
وهذا سند ضعيف؛ لجهالة الشيخ الذي لم يُسَمَّ.
وعمارة بن زاذان: صدوق كثير الخطأ - كما في " التقريب " -.
والحديث عزاه الشوكاني (3/251) لابن أبي شيبة في " المصنف " نحوه، إلا أنه
قال: و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ} .. بدل: و {اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} .
(1)
هو من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه. رواه عبيد الله بن عبد الله بن
عُتْبة بن مسعود:
أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي:
ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال:
كان يقرأ بـ: {ق. وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} و: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ} .
أخرجه مالك (1/191) . وعنه مسلم (3/21) ، ومحمد (137) ، وأبو داود
(1/179 - 180) ، والترمذي (2/415) ، والطحاوي (1/240) ، والدارقطني (180) ،
وأحمد (5/217 - 218) - كلهم عن مالك - عن ضمرة بن سعيد المازني عنه.
..............................................................................
وأخرجه النسائي (1/232) ، والترمذي، وابن ماجه (1/388) عن طريق سفيان
ابن عيينة: ثني ضمرة بن سعيد به نحوه.
ثم أخرجه مسلم، والطحاوي، وأحمد (5/219) من طريق فُلَيح بن سليمان عن
ضمرة عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عن أبي واقد الليثي قال:
سألني عمر
…
الحديث. وقال الترمذي:
" حسن صحيح ".
قلت: هو من الطريق الأول منقطع؛ لأن عُبيد الله لم يدرك عمر؛ كما قال النووي
في " شرح مسلم ". قال:
" ولكن الحديث صحيح بلا شك، متصل من الرواية الثانية؛ فإنه أدرك أبا واقد بلا
شك، وسمعه بلا خلاف ".
قلت: وله شاهد من حديث عائشة.
أخرجه الدارقطني، والحاكم (1/298) ، والطبراني في " الكبير " من طريق ابن
لَهِيعة: ثنا خالد بن يزيد عن الزُّهْري عن عروة عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في العيدين أثنتي عشرة تكبيرة سوى تكبيرة الافتتاح،
يقرأ بـ: {ق. وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} و: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ} . قال في " شرح مسلم ":
" وفي الحديث دليل للشافعي وموافقيه أنه تُسنُّ القراءة بهما في العيدين. قال
العلماء: والحكمة في قراءتهما لما اشتملتا عليه من الإخبار بالبعث، والإخبار عن
القرون الماضية، وإهلاك المكذبين، وتشبيه بروز الناس للعيد ببروزهم للبعث، وخروجهم
من الأجداث كأنهم جراد منتشر ". اهـ.