الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
أنواع الشفاعة
وتحته مبحثان
اختلف العلماء وشراح الحديث النبوي في عد أنواع الشفاعات يوم القيامة، والسبب الاساس في اختلافهم عدم وجود الدليل القطعي الواضح في نوع الشفاعة وغالبية -أن لم اقل كل- من عد أنواع الشفاعات انما قصرها على شفاعات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين.
فترى احدهم يزيد على الآخر بحسب ما يتوصل اليه اجتهاده على انها من أنواع الشفاعات الاخروية، وقد عد القاضي عياض وتبعه الامام النوري -رحمها الله - أنواع شفاعات الاخرة خمسة أنواع، الأول: شفاعة الاراحه من هول الموقف والثاني تعجيل الحساب، وادخال قوم الجنة بغير حساب، والثالث: الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله تعالى، والرابع: فيمن دخل النار من المذنبين، والخامس في زيادة الدرجات في الجنة لاهلها (1).
واستدرك القاضي عياض نوعاً سادساً وهو التخفيف عن أبي طالب في العذاب (2). واما إبن تيمية فذهب إلى انها ثلاث شفاعات: الاولى: في اهل الموقف، والثانية: يشفع في اهل الجنة، والثالثة: فيمن استحق النار أن لا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها وهذه الثالثة يشترك معه غيره فيها (3).
وعدها شارح العقيدة الطحاوية ثمان شفاعات، فزاد على القاضي عياض: شفاعته صلى الله عليه وسلم في اقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم" (4).
(1) انظر شرح صحيح مسلم، النووي 3/ 35، وفتح الباري، إبن حجر 11/ 522 - 523 وشرح سنن أبي داود إبن قيم الجوزية، الذي بهامش عون المعبود 13/ 77 وانظر تحفه الاحوذي، المباركفوري 7/ 128، ونور الاسلام، عبد الكريم المدرس 289 - 291، واصول الدين الاسلامي، لرشدي عليان وقحطان الدوري ص 385.
(2)
انظر التذكرة، القرطبي1/ 285، وفتح الباري، 11/ 523.
(3)
انظر مجموع الفتاوي، إبن تيمية، 3/ 147.
(4)
انظر شرح العقيدة الطحاوية إبن أبي العز، تحقيق الارنؤوط، 1/ 282 - 290 وانظر غاية المأمول شرح التاج الجامع للاصول، لمنصور علي ناصف 5/ 348 وانظر كبرى اليقينيات الكونية، البوطي ص 378
يقول الحافظ إبن حجر: "وظهر لي بالتتبع شفاعات اخرى وهي شفاعة فيمن استوت حسناته وسيئاته أن يدخل الجنة وشفاعة اخرى وهي شفاعة فيمن قال لا اله الا الله ولم يعمل خيراً قط"(1).
قلت: لقد سبق إبن أبي العز إبن حجر في عد شفاعة من تساوت حسناته وسيئاته من ضمن شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم كما اسلفنا القول، وقد ذكر الخفاجي انواعاً اخرى من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهي "شفاعته لمن مات بالمدينة ومن صبر على لاوائها وشفاعته صلى الله عليه وسلم لمن صلى عليه بعد الاذن وغيرها مما ورد في الاحاديث الصحيحة" (2). واما ما وجدناها من خلال استقرائنا لاحاديث الشفاعة بصورة متخصصة فانا وجدناها تدور على النحو الآتي:-
النوع الأول: شفاعة الاعيان:- وهي كل شفاعة الشافع فيها شخص معين كالملائكة والرسل والشهداء والمؤمنين.
النوع الثاني: شفاعة الأعمال:-
آ- شفاعة ((كلمة التوحيد)): لا اله الا الله محمد رسول الله.
ب-شفاعة الانتساب إلى امة محمد صلى الله عليه وسلم.
ج-شفاعة القرآن الكريم.
د-شفاعة الصيام.
هـ شفاعة الصبر على الشدائد:
1 -
الصبر على لأواء المدينة وجهدها.
2 -
الصبر على بعض الامراض.
3 -
الصبر على تربية الإناث.
4 -
الصبر على موت الاولاد.
5 -
شفاعة بعض الوقائع.
(1) فتح الباري 11/ 523 بتصرف.
(2)
نسيم الرياض، الخفاجي 2/ 207، وانظر الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى 2/ 1339.