الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرج الإمام احمد بسنده من حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: ((ثم يقال أدعوا الأنبياء فيشفعون
…
)) (1).
وجاء من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((يقول ابراهيم يا رب حرقت بني فيقول: أخرجوا
…
.)) (2).
وأما المواضع التي يشفع فيها الأنبياء عليهم السلام فهي عند الصراط كما ثبت ذلك، فقد جاء في حديث ابي هريرة"
…
ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلّم سلم" (3) وهذا النوع من الشفاعة فيمن استحق النار بعمله، ولكن تدركه الشفاعة فينقذه الله منها (4).
والموضع الآخر: فيمن استحق النار، ودخلها، ثم تدركه الشفاعة ويخرجون من النار كما ثبت في حديث حذيفة سلفاً، وكما في حديث أبي سعيد رضي الله عنه ((
…
ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد ان لا إله إلا الله مخلصا فيخرجونهم منها
…
)) (5).
المطلب الثاني: شفاعة الملائكة عليهم السلام
-:-
للملائكة يوم القيامة شفاعة كبقية الشفعاء، وهي ثابتة بنصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
يقول تعالى: ((الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة فأغفر للذين تابوا، واتبعوا سبيلك، وقهم عذاب الجحيم)) (6)، ويقول:((وكم من ملك لا تعني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)) (7)، وغيرها من الآيات.
(1) انظر تخريجه برقم (18).
(2)
انظر تخريجه برقم (72).
(3)
انظر تخريجه برقم (9).
(4)
أنظر الأساس في السنة، قسم العقائد سبق.
(5)
طرف من حديث "يا رب كانوا يصلون معنا ويصومون معنا
…
"، انظر تخريجه برقم (14)، وانظر الفتح الرباني، للساعاتي 24/ 129و156.
(6)
غافر/7.
(7)
النجم/26.
والإستغفار في الآية الأولى هو نوع من الدعاء والشفاعة للمذنبين (1)، وانتقاض النفي في الآية الثانية يعني شفاعة الملائكة بعد إذن الله لمن يشاء ورضاه وهنّ بشارة للمؤمنين (2).
وجاء في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: ((
…
شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون)) (3)
…
الحديث.
وجاء أيضاً في حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبه الصراط تقادع الفراش في النار قال: فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون
…
)) (4).
والنصوص كلها تصرح أن شفاعة الملائكة هي في إخراج الموحدين من النار يقول الإمام الرازي- في تفسير قوله "ويستغفرون للذين آمنوا"(5): ((والاستغفار طلب المغفرة، والمغفرة لا تذكر إلا في اسقاط العقاب، أما طلب النفع الزائد فأنه لا يسمى استغفاراً، وهذا يدل على أنهم يستغفرون لكل أهل الآيمان فإذا دللنا على أنّ صاحب الكبيرة مؤمن وجب دخوله تحت هذه الشفاعة
…
)) (6).
وقد يشكل أمر: هو هل الملائكة تشفع أولاً ام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالنصوص بعضها ينص على شفاعة الملائكة -كما مر معنا- "شفعت الملائكة وشفع النبيون
…
"، وكذا ما أخرجهُ الحاكم من حديث أبن مسعود رضي الله عنه ((
…
أول شافع جبريل (روح القدس))) (7).
ونصوص أخرى تصرح بأن الشافع الأول هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كالشفاعة في المحشر وغيرها (8). وجمع بينها الحافظ أبن حجر بقوله:"أن الجميع شفعوا وتقدم النبي قبلهم في
(1) انظر التفسير الكبير، الرازي27/ 34و28/ 307،والاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى3/ 1337.
(2)
انظر التفسير الكبير 28/ 307 وتفسير القرآن العظيم، ابن كثير 4/ 55.
(3)
انظر تخريجه برقم (14).
(4)
انظر تخريجه برقم (17). وانظر الفتح الرباني، للساعاتي24/ 156.
(5)
غافر /7.
(6)
التفسير الكبير 27/ 34، بتصرف يسير وانظر لوامع الأنوار البهية، االسفاريني 209.
(7)
اخرجه الحاكم 4/ 496، وانظر تخريجه برقم (23).
(8)
5 انظر ص56 من بحثنا.