الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وللحديث ((إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) (1).
وأما ما حصل لأبي طالب فإنها خصوصية ورجا النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا اقر الشهادتين ولو كان في تلك الحالة انه ينفعه بخصوصه وتسوغ شفاعته له لمكانة أبي طالب عنده ولهذا قال ((أجادل لك بها واشفع لك)) (2).
الوقفة الثالثة:- قد يعترض بامتناع نفع الشفاعة لمن مات كافراً بقوله تعالى: ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين)) (3)، فما وجه النفع بقوله "لعله تنفعه شفاعتي"؟ أجاب الإمام القرطبي:((إن شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه لا تنفع في الخروج من النار كعصاة الموحدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة)) (4).
أي أن الآية تعني المنفعة المراد منها الاخراج من النار، بمعنى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين في ان يخرجوا من جهنم. واما الحديث فمضمونه يختلف، فانه يعني شفاعة التخفيف لا الاخراج. (5)
وأجاب إبن حجر: ((بانه خص ولذلك عدوه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم)) (6)، وقول الحافظ هذا هو الأولى -والله اعلم-.
المسألة الثانية: شفاعة بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
-
إن الأنبياء عليهم السلام يشفعون كما يشفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وان كانوا لا يملكون بعض أنواع الشفاعة مما خصّ به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (7).
ولكن من حيث اصل الشفاعة فهم يشفعون كما ثبت ذلك بصريح الأحاديث الصحيحة. فقد أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي رضي الله عنه: ((
…
شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقَ إلا ارحم الراحمين
…
)) (8).
(1) الحديث عن إبن عمر رضي الله عنهما، انظر تخريجه في المسند الجامع 10/ (8101).
(2)
انظر فتح الباري، إبن حجر 8/ 650.
(3)
المدثر/48.
(4)
التذكرة 1/ 286، وانظر فتح الباري 11/ 526.
(5)
انظر الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى 3/ 1339.
(6)
فتح الباري 11/ 526، انظر عمدة القاري، العيني 23/ 126.
(7)
انظر الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى3/ 1331.
(8)
انظر تخريجه برقم (14).