الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما عمل بالحضرة الملكية المعمورة بالسعد والإجلال، والمجد والكمال، والطول والإفضال والقبول والإقبال، والسماحة والجلال، والفخر والجمال، وبلوغ الأماني والآمال، وطيب الأيام والليال، بلا زوال ولا انتقال، بالعز والرعاية، والحفظ والسلامة، والنصر والكفاية، بمدينة صقلية سنة ثمان وعشرين وخمسمائة (1) .
(ج) ديوان التحقيق المعمور: وهو الديوان الذي يعني بشئون الأرض والرقيق المرفق بها وكل ذلك مقيد في دفاتر deftarii، وهي سجلات تبين الإقطاعات واتساعها وعدد الأرقاء فيها، ويسمى هذا الديوان باللاتينية Dohana de Secretis وكلا التسميتين - في رأي أماري ومن يرى رأيه من الباحثين - تدلان على الأصل العربي (2) وقد كان هذا الديوان موجوداً عند الفاطميين، وللديوان رئيس أو صاحب، دونه طبقة من الكتاب.
5
-
المسلمون بين التسامح والاضطهاد
ومنذ أن استقر أمر الجزيرة لرجار، جرى على سياسة تقريب المسلمين. ويقول المؤرخون المعاصرون (ملاترا مثلا) إن عقيدة المسلمين لم تمس بسوء، ولا أصابهم رهق أو أذى (3) . ويقول المؤرخ المجهول معاصر رجار: إن الشروط التي فرضت للمسلمين لا تزال مرعية حتى أيامه. وقد ضمن سكان بلرم حياتهم وحريتهم الدينية وظل لهم من بينهم قضاة وحكام (4) هذا هو ما يقوله الإدريسي في رجار الأول، وأنه نشر سيرة العدل في أهل صقلية، وأقرهم على أديانهم وشرائعهم. ونحن إذا أغفلنا الحال البائسة التي انحدر إليها مسلمو الأرياف وطبقات الفلاحين والعبيد منهم وبعض من جعلوا أرقاء بعد أن كانوا أحرار - قلنا إن أهل المدن كانوا يحيون في أمن لأن الملك كان يحميهم بنفوذه وقوانينه. ويقول
(1) Gregorio؛ Rerum Arabicarum، P. 172
(2)
انظر تاريخ أماري 3/ 327 أما فيما يتعلق باختلاف الآراء حول أصول النظام فانظر Curtis.
(3)
Amari، 3، P. 132
(4)
op. cit
ابن الأثير في رجار: " وأكرم المسلمين وقربهم ومنع عنهم الفرنج فأحبوه "(1) حتى لقد كان يقرب زهادهم والمتعبدين منهم فأكسبه هذا اعتقاد بعض الناس بأنه كان مسلماً في السر. ومثل هذا الاعتقاد ينشأ بين جماعة كانت تستكثر منه تسامحه أو من جماعة كانت تعاديه وتكيد له، وتحاول ان تستغل تسامحه لمصلحتها. أما حقيقة الحال فهي أن رجار كان يحب الهدوء والطمأنينة في مملكته، ولم يكن يهدد ذلك الهدوء وتلك الطمأنينة كالضرب على الوتر الديني، ولذلك لم يكن يسمح للمسلمين في جيشه أن ينتصروا، ولا يحب أن يرى النصارى يعتنقون الإسلام على أن اتهام أعدائه له بالإسلام سراً جعله يدفع ذلك عن نفسه ببناء الكنائس، بل بإغراء المسلمين على التنصر إن صح ما يقوله روموالد المؤرخ، فهو يصف رجار بأنه عني في آخر أيامه بتنصير اليهود والمسلمين، مسبغاً على من تنصر منهم أسباب النعمة الدنيوية (2) وقضية فيليب أمير الأسطول مثل من الأمثلة التي حاول بها رجار ان يظهر علناً إخلاصه للدين المسيحي. - فقد غزا فيليب بونة واستولى عليها غير أنه أغضى على جماعة من العلماء والصالحين حتى خرجوا بأهليهم وأموالهم إلى القرى، ولما عاد إلى صقلية قبض عليه رجار لما اعتمده من الرفق بالمسلمين، وكان يقال انه وجميع فتيانه مسلمون يكتمون إسلامهم وشهد عليه بعضهم انه ليصوم مع الملك، وانه مسلم، فجمع رجار الأساقفة والقسوس والفرسان فحكموا بان يحرق في رمضان، وهذا أول وهن دخل على المسلمين بصقلية (3) .
وكان المسلمون من ناحيتهم يقبلون على الملك ويظهرون له الحب حتى يضمنوا لأنفسهم تقدماً في دولته، وحتى يحميهم من أجناس أخرى كانت تنظر إليهم نظرة بغض وحنق، إذ ليس التسامح في صقلية معناه موت الأحقاد في نفوس الأجناس، ولكن معناه ضبط الحاكم لتلك الأجناس وعدم سماحة بتعدي
(1) ابن الأثير 10/ 68 والمكتبة: 278.
(2)
Freeman؛ Hist. Essays، 3rd Series؛ 459
(3)
رحلة التيجاني في المكتبة: 299 - 300.
فريق على آخر - وليس غريباً ان يتعلق المسلمون بالملك لأنه الشخص الوحيد القادر على حمايتهم. ومن ثم لن نستغرب ما يقوله فلقندو من ان النساء المسلمات في بلرم خرجن حين توفي غليالم الأول يلبسن الثياب الخشنة، وقد نشرهن شعورهن وملأن الفضاء بعويلهن، ورددن المراثي الشجية على نغمات الطنبور (1) ذلك لأن الملك إن كف عن حمايتهم، أصبحت حياتهم في خطر. وهذا ما حدث فعلا عندما قامت ثورة على مايون وزير غليالم الأول منتصف عام 1160م فقد كان مايون - كما يحدثنا فلقندو - نزع السلاح من أيدي المسلمين. فلما قام النبلاء والبارونات بالثورة عليه انتهز المسيحيون - وخاصة اللمبارديون - هذه الفرصة وهاجموا المسلمون واثخنوا فيهم قتلا وذبحاً في شوارع بلرم - ويقال انهم وجدوا في القصر جماعة من الحصيان المسلمين فذبحوهم، ثم قتلوا المسلمين الذين كانوا في الدواوين او في الفنادق والحوانيت ونزعوا الأكفان عن جثث الموتى، ولم يكن عدد من هلك من المسلمين قليلاً، وممن قتل في هذه الواقعة الشاعر القفصى يحيى بن التيفاشى. ولعل الإدريسي كان من ضحاياها أيضاً (2) . ويمضى فلقندو الذي روى الحوادث فيقص علينا كيف ان اثنين من اللمبارديين خرجا إلى بثيرة وغيرها، وجمعا الفلاحين اللاتين، وأغارا بهم غارات متتالية على المسلمين الذين كانوا يعيشون بين المسيحيين، دون أن يراعوا في ذبحهم عمراً أو جنساًً، حتى أبادوهم الا قليل نجوا بأنفسهم، ولجأوا إلى الغابات والجبال لتخفيهم عن أنظار المسيحيين، وبعضهم لجاْ إلى قلعة في جنوبي صقلية يسكنها بعض إخوانهم في الدين (3) .
وبعد غليالم جاء غليالم الثاني وكان صغير السن أمه بالوصاية عليه، واتخذت رجلا يسمى اسطفان Stefano مستشاراً لها، وكان رجلاً قديراً لكن تنقصه عصبية تشد من أزره، أو حزب يسنده، ويقول فلقندو في وصفه:
(1) Amari؛ S.D.M. VOL، 3، P. 502
Waern؛ Med. Sic. P. 39
(2)
Amari؛ S.D.M. VOL، 3، PP. 495 - 96
(3)
OP. Cit. PP. 497 - 98
إنه كان ملكاً أرسله الله ليعيد الأرض ذلك العصر الذهبي القديم. وكان المسلمون منحرفين عنه بتأثير أبي القاسم بن حمود الذي كان يوزع الأموال على الناس لعله يميلهم عن أسطفان، إذ كان هذا قد صادق منافساً لابن حمود يسمى القائد (ابن السديد) وهو من أغنياء المسلمين (1) .
ومهما يكن فقد هدأت النفوس أيام غليالم الثاني حتى أصبح عهده مضرب المثل في الهدوء والسكينة. وكان يقال إن غابات صقلية في أيامه أكثر أمناً من المدن في البلاد الأخرى (2) . وحياة المسلمين في عصره واضحة والفضل في ذلك عائد إلى ابن جبير الذي زار الجزيرة وهو عائد من الحج. ويستفاد مما ذكره هذا الرحالة القدير أن المسلمين كانوا قليلين في مسينة، وانهم فيها من ذوي المهن، أما برم فتحوي الحضريين منهم، وبها يعمرون أكثر مساجدهم، ويقيمون الصلاة بأذن مسموع، ولهم أرباض قد انفردوا بسكنها عن النصارى، والأسواق معمورة بهم، وهم التجار فيها ولا جمعة لهم بسبب الخطبة المحظورة عليهم، ويصلون الأعياد بخطبة ودعاؤهم فيها للعباسي، ولهم بها قاض يرتفعون إليه في أحكامهم، وجامع يجتمعون فيه الصلاة، وأما المساجد فكثيرة لا تحصي وأكثرها محاضر لمعلمي القرآن (3) .
وقد وجد ابن جبير أن المسلمين في بلرم مقربون إلى غليالم، وأنه كثير الثقة فيهم، فلذلك استعملهم في كثير من الوظائف. وفتياته الذين هم عيون دولته وأهل عمالته في ملكه مسلمون، يصومون ويتصدقون ويفتكون الأسرى (4) وفي جلفوذ طائفة من المسلمين (5) ولهم في ثرمة ربض كبير آهل بالمساجد (6) . وبين بلرم وطرابنش ضياع متصلة ومحارث ومزارع وسكانها كلهم مسلمون. وفي مدينة
(1) OP. Cit. P. 510
(2)
Freeman؛ Hist. Essays 3 - 459
(3)
ابن جبير 332، والمكتبة ص92.
(4)
ابن جبير ص325 - 326.
(5)
ص328.
(6)
ص328.
علقمة سوق ومساجد وسكانها كذلك (1) . وفي طرابنش مسلمون ونصارى ولكلا الفريقين مساجد وكنائس وقد رأى المسلمين فيه يعيدون بالطبول والبوقات (2) ولم ينس ابن جبير أن يسجل اللطف الذي قابله به النصارى ومبادرتهم له ولرفقائه بالسلام ومؤانستهم، ومحضهم النصح لهم إذا اقتضى ذلك، وإغضاءهم على تظاهر المسلمين عند تأديتهم بعض الشعائر الدينية (3) . ولم يحاول ان يخفي لطف غليالم ودفعه الأجرة عن فقراء المسلمين لأصحاب المراكب التي كانت تقلهم (4) .
ومن يقرأ كل هذه الحقائق يعجب من قصص أخرى أوردها ابن جبير عن ناس لا يشعرون بالأمن في بيئتهم، ويخافون في أداء العبادة، ولا يستطيعون أن يرفعوا أصواتهم بأنهم مسلمون، حتى ليخيل إليه أن هناك تناقضاً فيما عرفه ابن جبير بالمشاهدة أو بالسماع. والحقيقة ان لا تناقض هنالك فالمسلمون الذين كانوا يتظاهرون بدينهم كانوا قادرين على ذلك في حالتين إما في مدينة يحضر فيها الملك يقوته كبلرم، أو مدينة هم الأكثرية فيها كطرابنش. أما في مثل مسينة حيث هم أقلية بعيدون عن الحماية فمن الطبيعي أن يحذروا جيرانهم في شيء من الخوف. وقد سمع من أحد الوجوه بمسينة قوله: أنتم مدلون بإظهار الإسلام، فائزون بما قصدتم له رابحون إن شاء الله في متجركم، ونحن كاتمون إيماننا، خائفون على أنفسنا، متمسكون بعبادة الله وأداء فرائضه سراً، معتقلون في ملكة كافر قد وضع في أعناقنا ربقة الرق (5) . وفي هذا قدر كبير من الصحة إذا اعتبرنا المثل الأعلى في فهم الحرية الدينية، وهذا كلام رجل شهد ما مضى من اضطهاد في أيام غليالم الأول فهو يرى أن هذه الحال من الأمن لن تدوم - أما الشكوى التي سمعها ابن جبير من أبي القاسم بن حمود فلا غرابة
(1) ابن جبير: 334.
(2)
ص 336.
(3)
ص 330 - 331.
(4)
ص 321.
(5)
ص 326، من والمكتبة:85.
أن تسمعها من رجل طموح كان يريد الزعامة، وكان قد شقي بالمصادرة وفقد كل ثروته. والحقيقة أن هذه الشكاوي لا تعبر عن تلك الفترة الهادئة وإنما تعبر عما أصاب المسلمين قبل سنوات. ويحس من يقرأ كلمات فلقندو انه كان قد جرى على المسلمين من الأذى في أنفسهم وعقيدتهم ما يزرع الخوف في النفوس ولا يدع للهدوء طريقاً إلى القلوب، أو يبشر بنسيان الإساءة.
ومن المثالية أيضاً أن ندعي بأن المطالبات المالية كانت تجري دائماً على حسب القوانين، وتقرر عند رأى العدالة، وقد سمع ابن جبير عن فقيه اسمه ابن زرعة ضغط بالمطالبة فأظهر فراق دين الإسلام والانغماس في دين النصرانية ومهر في حفظ الإنجيل، ومطالعة سير الروم، وحفظ قوانين شريعتهم، فعاد في جملة القسيسين في الأحكام النصرانية، وكان له مسجد بإزاء داره أعاده كنيسة (1) .
ولم يكن مما يهون على الناس يومئذ - وربما لا يهون ابداً - أن يروا مركز عبادتهم قد حول إلى مكان لعبادة قوم آخرين. ولم تكن ترتاح النفوس لذلك التظاهر الصاخب بالشعائر، فتلك الطبول والبوقات كانت تزعق في أسماء أهل الدين الآخر بأصوات التحدي، وتدوي بالكراهية المتبادلة التي تغطي بقشرة رقيقة من الهدوء.
بل لعل أدق ما اطلع عليه ابن جبير من أحوال صقلية اتخاذ مفارقة الدين سلاحاً يشهره في وجه أبيه، والزوجة في وجه زوجها، ويذهب الغاضب فينتصر ويتعمد، فهم الدهر في مداراة الأهل والولد خوف هذه الحال (2) . ولا ننس ذلك الخوف على العرض ولذلك فلا عجب أن نرى أ؛ د الآباء وجاء يهدي ابنة له صغيرة السن إلى أحد الحجاج، لعله ينقلها معه ويتزوجها أو يزوجها ممن يرتضيه لها، رغبة منه أن يجنبها ما قد يخبئه القدر لمثيلاتها من فتيات
(1) ابن جبير: 340 والمكتبة: 101.
(2)
المصدر نفسه: 342 والمكتبة: 103.
المسلمين بالجزيرة (1) . ومن هذه الحال نستطيع أن نستنتج بأن الهجرة من صقلية لم تكن سهلة ولا كانت السلطات تسمح بها إذ كان عمران صقلية يستدعي ذلك وأكثر منه، أي يتطلب استقدام سكان من الخارج وإعطاءهم بعض الامتيازات لإغرائهم على الهجرة إلى صقلية.
والخلاصة أن المسلمين كانوا في الجزيرة غرباء عن إخوانهم المسلمين في الأقطار الأخرى. وتحت ذمة غيرهم يؤدون الجزية. ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريمهم وأبنائهم (2) إذا ضعف السلطان عن حمايتهم بل كانت حمايته لهم تزيد من كره أصحاب الأديان الأخرى لهم. هذا حالهم في المدن، أما في القرى والأرياف، فلم يكونوا يرتفعون عن الرقيق بكثير، وكلهم رهائن في يد الملك بصقلية يهدد بهم أمراء المسلمين وملوكهم، مثال ذلك أن عبد المؤمن لما استولى على المهدية قال صاحب صقلية: إن قتل عبد المؤمن أصحابنا بالمهدية قتلنا المسلمين الذين بجزيرة صقلية وأخذنا حرمهم وأموالهم (3) .
وقد صدقت الأيام تلك الهواجس النفسية التي كانت تسيطر على المسلمين وأيدت مخاوف فلقندو الذي جزع لما بلغته وفاة غليالم الطيب فراح يقول في رسالة لصديقه: " إنني لأرى جموع البرابرة الغاضبين ومدننا الفسيحة وقصورها التي زهت في ظل سلام طويل تميد بالخوف، وقد جرت فيها الدماء ودنسها الشهوات، إنني لأرى بعيني بني وطني فريسة للذبح والأسر، وأرى العدوان واقعاً على العذارى والنساء. وفي مثل هذه الضائقة، أيها الصديق، ماذا ترى يفعل الصقليون؟ إنهم إن اجتمعوا على ملك شجاع مجرب احتفظوا بصقلية وقلورية. إن بلرم لا تزال مكللة بالعز وأسوارها تضم المسيحيين والمسلمين النشطاء فلو أن الشعبين أتحدا في ظل ملك واحد، من أجل سلامتهما، لا تدفعا يصدان البرابرة بأسلحة لا تثني. ولكن إن عاد المسلمون إلى الثورة لشدة ما لحقهم من
(1) المصدر السابق: 342 - 342 والمكتبة: 104.
(2)
ابن جبير: 332 والمكتبة: 92.
(3)
رحلة التيجاني في المكتبة: 307 - 308.
أذى، وما رهقهم من إساءة، وراحوا يحتلون القلاع في الجبال وعلى السواحل فليوطن المسيحيون التعساء أنفسهم على عبودية لا خلاص منها لأنهم سيكونون فريسة لهجوم مزدوج وسيقعون بين المطرقة والسندان " (1) .
ولم يكن في تلك العصور كثير من أمثال فلقندو يقدومون مصلحة الوطن على الاعتبارات المذهبية الضيقة، فلم تكد الدولة تقفر من الرجال الأكفاء بعد غليالم الثاني، حتى ثارت المعارك بين المسلمين والمسيحيين في الشوارع، وفاضت الدماء في المدينة واعتصم من نجا بين الجبال (2) واستمرت ثورة المسلمين من نهاية 1189 إلى أكتوبر من سنة 1190 ثم اثر فيهم الإقناع فعادوا إلى بيوتهم في بلرم، وعاد الأرقاء إلى حقولهم يكدوون، ولكنهم لم يعودوا جميعاً، وكثير من الذين رجعوا لم يلبثوا طويلاً، إذ كان من السهل على التجار والصناع منهم أن يهاجروا إلى إفريقية هجرة تقطع آخر علاقتهم بوطنهم، وأما أهل الأرياف فبقوا معتصمين في الجبال وأعطيت أراضيهم للإقطاعيين المدنيين والدينيين.
(1) H.S. Williams؛ Historians، Hist. Of the World VOL.9 P. 1
(2)
Amari، 3P. 554