الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(204)
22/ 5
الروضُ الوسيع في الدليل المنيع على عدم انحصارِ علمِ البديع
تأليف
محمد بن علي الشوكاني
حقَّقه وعلَّق عليه وخرَّج أحاديث
محمد صبحي بن حسن حلاق
أبو مصعب
وصف المخطوط: (أ)
1 ـ عنوان الرسالة من المخطوط: الروض الوسيع في الدليل المنيع على عدم انحصار علم البديع.
2 ـ موضوع الرسالة: لغة عربية.
3 ـ أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي الصنع البديع والشأن الرفيع والفضل الوسيع.
4 ـ آخر الرسالة: ومن زاد زاد الله في حسناته حرره مؤلفه غفر الله له.
5 ـ نوع الخط: خط نسخي مقبول.
6 ـ عدد الصفحات:8 صفحات + صفحة العنوان.
7 ـ عدد الأسطر في الصفحة 22 سطرًا.
8 ـ عدد الكلمات في السطر: 8 ـ 10 كلمة.
9 ـ الرسالة من المجد الخامس من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني.
وصف المخطوط: (ب)
1 ـ عنوان الرسالة من المخطوط: الروض الوسيع في الدليل المنيع على عدم انحصار علم البديع.
2 ـ موضوع الرسالة: لغة العربية.
3 ـ أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي الصنع البديع والشأن الرفيع والفضل الوسيع، والجود المريع
…
4 ـ آخر الرسالة: أمتعنا الله بطول حياته وكان معه في جميع حالاته، وأسكنه بعد العمر الطويل فسيح جنّاته آمين الله آمين.
5 ـ نوع الخط: خط نسخي جيد.
6 ـ عدد الصفحات:8 صفحات + صفحة العنوان.
7 ـ عدد الأسطر في الصفحة 23 سطرًا.
8 ـ عدد الكلمات في السطر: 10 كلمات.
9 ـ الرسالة من المجد الخامس من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ذي الصُّنِع البديع، والشأن الرفيع، والفضلِ الوسيع، والجود المَريع والصلاة والسلام على الشفيع المشفَّع وعلى آله وصحبِه السُّجَّد الرُّكَّع.
وبعد:
فإنَّ علمَ البديعِ (1) الذي هو ثالثُ فنونِ البيانِ المشتمل على ما يُعرف به وجوهُ [مجيء](2) الكلام [بعد رعاية](3) المطابقة ووضوحِ الدِّلالةِ، قد جمع المصنّفون في علم المعاني من ذلك عددًا يسيرًا بالنسبة إلى ما ذكره أهلُ البديعيَّاتِ، والكلُّ بالنسبة إلى ما يحتمله الكلامُ والتحسينُ يسيرٌ غيرُ كثير، حرَّرْتُ هذه النُّبذةِ كالبُرهان على هذه الدعوى فتحًا للباب ورفعًا للحجاب، وتنشيطًا لِهمَم ............................................
(1) البديع في اللغة: كلمة (بديع على وزن ((فعيل)) تأتي لغة بمعنى اسم الفاعل وبمعنى اسم المفعول.
يقال لغة: بدع فلان الشيء يبدعه بدعًا إذا أنشأه على غير مثال سبق، فالفاعل للشيء بديع، والشيء المفعول بديع أيضًا.
ويقال أيضًا: أبدَع أي: أتي بما هو مبتكر جديد بديع على غير مثال سبق فهو مبتدع والشيءُ مُبْدعٌ.
وقد أطلقت كلمة (البديع) على العلم أو الفن الجامع والشارح للبدائع البلاغية المشتملة على المحسنات المعنوية، والمحسنات اللفظية من منثورات جمالية في الكلام، فما لم يلحق بعلم المعاني، لا بعلم البيان.
فعلم البديع اصطلاحًا: هو العلم الذي تعرف به المحسنات الجمالية المعنوية واللفظية المنثورة، التي لم تلحق بعلم المعاني، ولا بعلم البيان. أ) المحسنات الجمالية المعنوية: هي ما يشتمل عليه الكلام من زينات جمالية معنوية قد يكون بها أحيانًا تحسين وتزيين في اللفظ أيضًا ولكن تبعًا لا أصالة. ب) المحسنات الجمالية اللفظية: هي ما يشتمل عليه الكلام من زينات جمالية لفظية قد يكون بها تحسين وتزيين في المعنى أيضًا، ولكن تبعًا لا أصالة.
(2)
في (أ) تحسين.
(3)
في (ب) بُعيد عامة.
[الطالبين](1) أهل الفنِّ وترغيبًا للمشتغلين به المتوفِّرين على التوسُّع منه والاستكثارِ من أنواعه، فإن هذا فنٌّ لا حجْرَ [فيه](2) ولا منْعَ من الاستزادة منه بل كلُّ ما له مدخلٌ في التحسين فهو بالتنبيه عليه قَمين، والفنُّ في مواضعه واصطلاح أهله فن توسعةٍ وتكثير لا فنُّ حصرٍ وتحجير، فانظُر يا مَن له فهمٌ مُرتاضٌ بلطائف الكلامِ إلى ما اشتملت عليه هذه الأبياتُ التي ذكرتُها في هذا المقام [1].
[فالذي](3) ينبغي أن تسمى شهادة الديار بما أفاض عليه من الآثار:
آلا إنَّ وادي الجزعْ أضحى ترابُه
…
مِن المسّ كافورًا وأعوادُه رَنْدا
وما ذاكَ إلَاّ أنَّ هندًا عشيَّةً
…
تمشَّت وجرَّتْ في جوانبه بُرْدًا
[والذي](4) ينبغي أن يسمي التأنيس بالتأسيس:
وأذكُرُ أيامَ الحِمى ثم أنثني
…
على كبدي مِن خشيةٍ أن تصَدَّعا
وليستْ عشيّاتُ الحِمى برواجعٍ
…
إليكَ ولكنْ خلِّ عينيكَ تَدْمَعا
[والذي](5) ينبغي أن يسمّى التهديد مع [التسديد](6)
وأنتَ وحسبي [قد](7) تعلم أنَّ لي
…
لسانًا أمامَ المجْدِ يبني ويهدمُ
وليس حليمًا مَن تُقَبِّل كَفََّة
…
فيرضى ولمنْ مَن يُعضُّ فيحلمُ [1أ]
[والذي](8) ينبغي أن يُسمَّى قلبَ الوسيلة وإن كانت جليلة:
يقولون خبِّرنا فأنت أمينُها
…
وما أنا إنْ خبَّرتُهم بأمينِ
(1) زيادة من (ب).
(2)
زيادة من (أ).
(3)
في (أ) هذا.
(4)
في (أ) هذا.
(5)
في (أ) هذا.
(6)
في (أ) التشييد.
(7)
في (أ) أنت.
(8)
في (أ) هذا.
[والذي](1) ينبغي أن يسمى التعريضَ بالذم لمن كان وجودُه كالعدم:
أيا شجَرات بالأباطِح من منًى
…
على شط وادي البانِ مُشُتبكاتِ
إذا لم يكنْ فيكنّ ظلٌّ ولا جنًى
…
فأبعدكُنَّ الله من شَجَرات
والذي ينبغي أن يُسمَّى تهوينَ العليل مع القطعِ [بملامة](2) الجليل:
إذا كنتَ قد أيقنتَ أنك هالكٌ
…
فمالَكَ ممَّا دون ذلك تُشْفِقُ
ومما [جناه](3) المرءُ ذو الحلم أنه
…
يرى الأمرَ حتْمًا واقعًا ثم [يعْلق](4)
[والذي](5) ينبغي أن يسمى التجهيل بركوب غير السبيل:
وكلُّ امرئ يدري مواقعَ رَشْدِه
…
[ولكنما الأعمى](6) أسيرُ هواهُ
هوى نفسِه يُعميه عن قبح عينِه
…
وينظُرُ عن حدْقٍ عيونَ سواهُ
[والذي](7) ينبغي أن يسمى تهوينِ الخطْب بما لا بد منه من الكرب:
أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكَّرتْ
…
مراعيه حتى ليس فيهنّ مَرْتعُ
فماءٌ بلا مرعى ومرعى بغيرها
…
وحيث يرى ماءً ومرعً فيتْبعُ
[2]
[والذي] ينبغي أن يسمى دفعَ الجحود [بلازم](8) الوجود:
وقائلةٍ يا راكبَ الخيلِ هل ترى
…
أبا ولدي عنه المنيةُ [خلَّتِ](9)
فقلتُ لها لا علْمَ لي غيرَ أنني
…
رأيتُ عليه المشْرفيَّةَ سُلَّتِ
(1) في (أ) هذا
(2)
في (أ) بملابسة.
(3)
في (أ): يشين.
(4)
في (أ) يقلق.
(5)
في (أ) هذا.
(6)
في (أ) ولكنه أعمى
(7)
في (أ) هذا.
(8)
في (أ) بلوازم.
(9)
في (أ) زلت.
ودارتْ عليه الخيلُ [طوقين](1) والظُّبا
…
وحامتْ عليه الطيرُ ثم تدلَّتِ
فصكَّتْ جبينا كالهِلال إذا بدا
…
وقالتْ لك الويلات ثم توَّلتِ
[والذي](2) ينبغي أن يسميّ المقابلة بما يستلزم المفاضلة:
[لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبلي
…
بنو اللَّقيطةِ من ذُهْلِ بن شيبانا
قومٌ إذا الشر أبد ناجذيه لهم
…
طاروا إليه جماعاتٍ ووحْدانا
يَجزون من ظلم أهل الظلمِ مغفرةً
…
ومن إساءة أهلِ السوء إحسانا
إذًا لقامَ بنصري معشرٌ خُشُنٌ
…
عند الكريهةِ إن ذلوا ببرهان
لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عددٍ
…
ليسوا من الشرِّ في شيء وإن هانا
كأنَّ ربَّك لم يخلقْ لخشيته
…
سواهُم من جميع الخلقِ إنسانا [1ب](3).
[والذي](4) ينبغي أن يسمّى الكلامَ المادح مع التفاوت القادح:
كنّا الأَيْمنينِ إذا التقينا
…
وكان الأيسرَين بنو أبينا
فأبوا بالنِّهاب بالسَّبايا
…
وأُبْنَا بالملوك مُصفَّدينا (5)
[والذي] ينبغي أن يسمّى الأزْرى بمن ارتكب بما هو بالإثم أحرْى.
(1) في (أ) دروين.
(2)
في (أ) هذا.
(3)
ترتيب الأبيات في النسخة (أ) كالتالي:
لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبلي
…
بنو اللَّقيطةِ من ذُهْلِ بنِ شيبانا
إذًا لقامَ بنصري معشَرٌ خُشُنٌ
…
عند الكريهةِ إن ذو لوثة هانا
قومٌ إذا أبدا الشر ناجذيه لهم
…
طاروا إليه زرافاتٍ ووحْدانا
لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عددٍ
…
ليسوا من الشرِّ في شيء وإن هانا
كأنَّ ربَّك لم يخلقْ لخشيته
…
سواهُم من جميع الخلقِ إنسانا
(4)
في (أ) هذا.
(5)
لعمرو بن كلثوم. انظر (المعلقات العشر وأخبار شعرائها).
اعتنى بجمعه أحمد بن الأمين الشنقيطي.
سقوني وقالوا لا تُغنِّ ولو تسقى
…
جبالُ حُنين ما سَقوني لغنّتِ
معتّقةً كانت قريشٌ [تعافُها](1)
…
فلما استحلُّوا قتلَ عثمانَ حلّتِ
[والذي](2) ينبغي أن يسمّى استدراك ما فرَطَ بما يُنبَّه على الغَلَط:
رمتْني على عمَدٍ بثينةُ بعدما
…
تولَّى شبابي وارجَحَنّ شبابُها
ولكنما تَرْمَيْنَ نفسًا مريضة
…
لعزة منها صفْوُها ولُبابُها
[والذي](3) ينبغي أن يسمّى الإرشاد إلى ترك الشرّ بالتخويف بما يتعقَّبُه من الضَرّ.
لا تهتِكَنْ من مساوي الناس ما ستَروا
…
فيهتِكَ الناسُ سِترًا من مساويكا
واذكر محاسنَ ما فيهم إذا ذُكِروا
…
ولا تعِبْ أحدًا منهم بما فيكا
[3]
[والذي](4) ينبغي أن يسمَّى الإرشاد إلى تيسُّر الانقياد:
هو السَّيلُ إنْ واجَهْتَه انقدْتَ طَوْعَهُ
…
ويقْتادُه من جانبيه فيتْبَعُ
ومثلُه:
هو السيفُ إنْ لاينْتَه لان لمسُه
…
وحَّداه إنْ خاشَنْتَه خَشِنانِ
[والذي](5) ينبغي أن يسمي التهديد بالمعنى القريب والبعيد:
وعلى عدوك يا بن بنت محمدٍ
…
رصد إن ظنّوا الصبح والإظلام
فإذا تنبه رعته وإذا غفا
…
سلَّتْ عليه سيوفَك الأحلامُ
[والذي](6) ينبغي أن يسمى التآلفُ على التكافف:
بنفسيَ مَن لو مرَّ بَرْدُ بنانِه
…
على كبدي كانت شفاءً أناملُهْ
ومن هابني في كل شيء وهبْتُه
…
فلا هوَ يعطيني ولا أنا سائلُهْ
[والذي](7) ينبغي أن يسمّى تنزيلَ الإشارة بمنزلة العبارة:
[له لحظات من خفايا سريره
…
أُذاكِرُها فيها عِقابٌ ونائلٌ
(1) في (أ) تصرفها.
(2)
في (أ) هذا.
(3)
في (أ) هذا.
(4)
في (أ) هذا.
(5)
في (أ) هذا.
(6)
في (أ) هذا.
(7)
في (أ) هذا.
فأمَّا الذي أمَّنتُ أمَنَ الرَّدى
…
وأما الذي أوعدْتُ بالثكل ثاكل
كريمٌ له وجهان: وجْهٌ لدى الرضا
…
أسِيلٌ ووجهٌ في الكريهة باسلُ
وليس بمعطي العفْو عن غير قدرةٍ
…
ويعفو إذا أمْكنَتْه المقاتِلُ [2أ](1)
[والذي](2) ينبغي أن يسمّى الامتحان لمحاسن الإنسان:
تُقلِّبُُهُ لِنخْبَرَ حالتيه
…
فتَخْبَرَ منهما كَرمًا وطِيبًا
نميلُ على جوانبه كأنّا
…
إذا ملنا نميل على أبينا
[والذي](3) أن يسمى الاستدلالَ على الكرم بالقُرب في الغنى والبعد في العدم
أسَدٌ ضارٍ إذا هِجْتَه
…
وأبٌ برٌّ إذا ما قدرَا
يعرِف الأبعدَ إن أثرى ولا
…
يعرِف الأقربَ إمَّا افتقرا
[والذي](4) ينبغي أن يسمى ربْطَ الاستحسان بما يُفيد الاطمئنان:
إذا بلغ الرأيُ المشورةَ فاستعنْ
…
برأي نصيحِ أو نصيحةِ حازمِ
ولا تجعل الشورى عليك غضاضةً
…
فإن الخوافي قوّةٌ للقوادم
[والذي](5) ينبغي أن يسمّى دفعَ الضَّعف ببعض العُنفُ:
تراهم يغمزون من اشتركوا
…
ويجتبون من صدَق المصاعا
ومثلُه [قول القائل](6):
لا يسْلم الشرفُ الرفيعُ من الأذى
…
حتى يُراقَ على جوانبه الدمُ
(1) ترتيب الأبيات في النسخة (أ) كالتالي:
له لحظات من خفايا سريره
…
أذاكرها فيها عقاب ونائل
كريم له وجهان وجه لدى الرضا
…
أسيل ووجه في الكريهة باسل
فأمَّا الذي أمنت أمنة الردى
…
وأما الذي أوعدت بالثكل ثاكل
وليس بمعطى العفو عن غير قدرة
…
ويعفو إذا ما أمكنته المقاتل
(2)
في (أ) هذا.
(3)
في (أ) هذا.
(4)
في (أ) هذا.
(5)
في (أ) هذا.
(6)
في (أ) هذا.
ومثلهُ أيضًا:
وإنما الناسُ لا تصفو مودّتُهم
…
حتّى تُذيقَهُم كاسًا من الألمِ
ومثلُه أيضًا:
مَن ظلم الناسَ تحامَوا ظُلمَه
…
وعز فيهم جانباه وأحظا (1)
ومثلُه أيضًا:
ومَن لم يذد عن حوضه بسلاحه
…
يهدَّم ومن لا يظلم الناسَ يُظلمِ (2)
ومثلُه أيضًا:
وفي الشر نجاة حين لا يُنجيك إحسانُ
…
وبعضُ الحِلْمِ عند الجهلِ للذّلَة إذعانُ (3)
[والذي](4) ينبغي أن يُسمّى التحذير بما يستلزم التكثير:
ولا تُفشِ سِرَّكَ إلَاّ إليكَ
…
فإن لكل نصيح نصيحًا
فإني رأتي غواة الرجال
…
لا يتركون إذْ نما صحيحًا
ومثله أيضًا:
إذا ضاق صدر المرئ عن سر نفسه
…
فسر الذي مستودع السر أضيق
[والذي](5) ينبغي أن يسمّي المنذِرَ من المبادئ الحسن مع العواقب الخشنِة:
الحربُ أولَ ما يكون فتيّةٌ
…
تسْعى لريبتها لكل جَهولِ
سمطًا حوَتْ رأسها وسكرت
…
مكروهةٌ للشمّ والتقبيل
حتى إذا حمَلَتْ وشبّ ضِرامُها
…
عادت عجوزًا غير ذات خليل
(1) غير واضح البيت في المخطوط.
(2)
للشاعر زهير بن أبي سلمى في معلقته. انظر: (المعلقات العشر)(ص50).
(3)
لعل البيت:
وفي سوء نجاة حين لا ينجيك إحسانُ
…
وبعض الحلم عند الجهل للذلة إذعان
(4)
في (أ) هذا.
(5)
في (أ) هذا.
[والذي](1) ينبغي أن يسمّي المكافة للآفة بالآفة:
ولا أتمنى الشر [لو كان](2) تاركي
…
ولكن متى أحمل على الشر أركب (3)
[والذي](4) ينبغي أن يسمّي التصير لنيل الشرف الكبير:
أبت لي همتي وأبى إبائي
…
وأخذ المجدَ بالثمن الربيحِ
وقولي كلما جشأت وجاشت
…
ويدَك تُحْمدي أو تستريحي
وإقدامي على المكروه نفسي
…
وضَرْبي هامةَ البطلَ المُشيحِ (5)
فإما رُحتُ بالشرف المعلى
…
وإمّا رُحتُ بالموتُ المريح [2ب]
ومثلُه [يعني التصبير](6) قولُ الآخر:
أقول لها وقد طارتْ شعاعًا
…
من الأبطال وَيْحكِ لا تُراعي
فإنَّك لو سألتِ بقاءَ يومٍ
…
على الأجل الذي لك لم تُطاعي
ومثلُه أيضًا:
فتًى مات بين الطعنِ والضربِ ميتةً
…
تقوم مقامَ النصرِ إنْ فُقِد النصرُ
فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رِجْلَه
…
وقال لها من تحت أخْمصِكِ الحشرُ
تردى ثياب الموتِ حُمرًا فما أتى
…
لها الليلُ إلَاّ وهي من سندسٍ خُضْرُ
ومثلُه أيضًا:
لا بدّ أن أركَبَها صَعْبةً
…
وقاحةً تحت عَلامٍ وَقاحْ
أُجهِدُها أن تنثني بالرَّدى
…
دون الذي أمَّلتُ أو بالنّجاحْ
(1) في (أ) هذا.
(2)
في (أ) والشر.
(3)
كذا في المخطوط غير واضح.
(4)
في (أ) هذا.
(5)
موقعه بعد البيت الأول كما في المخطوط (أ).
(6)
زيادة من (ب).
إما فتًى نال المُنى فاشتقى
…
أو بطلٌ ذاق الرَّدى فاستراحْ
[والذي](1) ينبغي أن يسمّى تنزيهَ الحبيب عن التشريك للجَنيب:
وكيف ترى ليلى بعينٍ ترى بها
…
سواها وما طهرَّتَها بالمدامعِ
وتلتذّ منها بالحديث وقد جرى
…
حديثُ سِواها في خروت المسامعِ
أجَلَّكِ يا ليلى عن العين أنما
…
أراكِ بقلبٍ خاشعٍ لك خاضع
ومثلُ ذلك:
إذا كان هذا الدمعُ يجري صبابةً
…
على غير ليلى فهو دمْعٌ مُضيَّعٌ
[والذي](2) ينبغي أن يسمّى تحذير الرفيع عن عداوة الوضيع:
بلاءٌ ليس يُشْبِهُه بلاءُ
…
عداوةُ غير ذي حسَبٍ ودينِ
يُبيحُك منه عرضًا لم يصُنْه
…
[ويُوقِعُ](3) منك في عِرْض مَصونِ
[والذي](4) ينبغي أن يسمّى الترغيبَ في البداية ببيان حالِ النهاية:
لا تبْخَلَنَّ بدُنيا وهي مقبلةٌ
…
فليس ينقُصُها التبذيرُ والسَّرَفُ
فإن تولَّيتْ [فأجْري أن [عود بها](5)] (6)
…
فالحمدُ منها إذا ما أدبَرَتْ خَلَقُ
[6]
[[والذي](7) ينبغي أن يسمى التنفير بذكر النظير:
لا تُضعْ من عظيم قدْرٍ وإن كنـ
…
ـت مُشارًا إليه بالتعظيمِ
ولعُ الخمرِ بالعقول وفي الخمر
…
يتخذها وبالتحريم (8)] (9)
والذي ينبغي أن يسمّى تحمُّلَ الثقيل لنيل الثناء الجزيل:
(1) في (أ) هذا.
(2)
في (أ) هذا.
(3)
في (أ) ويرتع.
(4)
في (أ) هذا.
(5)
لعله (أعود بها).
(6)
في (أ)(فأحرى أن تجود بها).
(7)
في (أ) هذا.
(8)
كذا في المخطوط غير واضح.
(9)
زيادة من (ب).
إذا المرءُ لم يدْنَسْ من اللؤُم عرِضُه
…
فكلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ
إذا المرء أعيتْه السيادةُ ناشئًا
…
فمطلَبُها كهلاً عليه شديد
وإن هو لم يحمِلْ على النفس ضيمَها
…
فليس إلى حسن الثناء سبيل [3أ](1)
[والذي](2) ينبغي أن يسمى شهادةَ الجماد لمن كان من الأجواد:
يا أكرمَ الناسِ من عُجْمٍ ومن عرَبٍ
…
بعد الخليقةِ يا ضِرغامَةَ العربِ
أفنيتَ مالكَ تُعطيه وتنهبُه
…
يا آفة الفَضّةِ البيضاء والذهَبِ
إن السِّنانَ وحدَّ السيفِ لو نطقا
…
لأخبرا عنك في الهيجاء بالعجب
[والذي](3) ينبغي أن يسمّى تجويدَ الحِلية للظَّفر بالعَطايا الجليلة:
وامرأةٍ بالبخل قلنا لها اقصِري
…
فليس إلى ما تأمُرين سبيلُ
فِعالي فِعالُ المُكْثرين تجمُّلاً
…
ومالي كما قد تعلمينَ قليل
وكيف أخافُ الفقْرَ أو أُحرَمُ الغنى
…
ورأيُ أميرِ المؤمنين جميلُ
ومثلُه قولُ الآخر:
إليك عني فقد كلَّفتني شطَطًا
…
حَمْلَ السلاحِ وقولَ الدّراعين قِفِ
أمِنْ رجال المنايا خلْتَني رجلاً
…
أو أن قلبي في جَنْبيْ أبي دُلَفِ
[والذي](4) ينبغي أن يسمّى الهجْوَ المَهين بمدح القَرين:
لشتّان ما بين البزيدين في الندا
…
بزيد سُليمٍ والأغرّ ابن حاتمِ
فَهَمُّ الفتى الأزْديّ إنفاقُ مالِه
…
وهمُّ الفتى القيسيِّ جمعُ الدراهم
فلا يحسَبِ التَّمتامُ أني هجَوْتُه
…
ولكنَّني فضَّلْتُ أهلَ المكارم
(1) ترتيب الأبيات في النسخة (أ) كالتالي:
إذا المرءُ لم يدْنَسْ من اللؤُم عرِضُه
…
فكلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ
وإن هو لم يحمِلْ على النفس ضيمَها
…
فليس إلى حسن الثناء سبيل
إذا المرء أعيتْه السيادةُ ناشئًا
…
فمطلَبُها كهلاً عليه شديد
(2)
في (أ) هذا.
(3)
في (أ) هذا.
(4)
في (أ) هذا.
يُعَدّ الناسبون إلى تميمٍ
…
بيوتَ المجدِ أربعَةَ كِبارا
يَعُدّون وآل سعدٍ وعمرًا
…
وعَمرًا ثم حنظلةَ الخيارا
ويذهبُ بينهما المُريُّ لغْوًا
…
[كما ألغيتَ في الديَّة](1) الحُوارا
ومن هذا قول الآخر:
بين [الغربونين](2) بون في فعالهما
…
هذا يُعطي وهذا يأخذ الصَّدَقهْ
[والذي](3) ينبغي أن يسمَّى تحبيب ما به الإيجاع لما فيه من الارتفاع:
لو كان يقْعُد فوق النجمِ من شرَفٍ
…
قومٌ بأولهم أو مجْدِهم قعَدوا
مُحَسَّدون على ما كان من نِعَمٍ
…
لا ينزعْ اللهُ عنهم ما به حُسِدوا
[7]
ومن هذا:
يجود بالنفس أن ضنَّ الجبان بها
…
والجودُ بالنفس أقصى غاية الجودِ
ومنه:
لولا المشقةُ ساد الناسُ كلُّهُمُ
…
الجودُ [يفقر](4) والإقدامُ قتَّالُ
[والذي ينبغي](5) تنشيط المقصودِ إليه بأنه لا كريمَ إلَاّ مَن يدُلّ عليه:
ولقد ضربنا في البلاد فلم نجدْ
…
أحدًا سواكَ للمكارم ينُسبُ
وإكرامًا ما ندري إذا ما فاتنا
…
طلبٌ إليك من الذي نتطلّبُ
فاصبِرْ لعادتك التي عوَّدْتَنا
…
أوْلاً فأرشدنا إلى من نتقرَّبُ [3ب](6)
(1) في (أ)(كماء الغيب في القرية).
(2)
الوزن مكسور ولعل الأصل بين الغريبين أو الفريقين ونحو ذلك.
(3)
في (أ) هذا.
(4)
في (ب)(يفنى).
(5)
في (أ) هذا ينبغي أن يسمى.
(6)
ترتيب الأبيات في النسخة (أ) كالتالي:
والله ما ندري إذا ما فاتنا
…
طلب إليك من الذي نتطلب
ولقد ضربنا في البلاد فلم نجدْ
…
أحدًا سواكَ للمكارم ينُسبُ
فاصبِرْ لعادتك التي عوَّدْتَنا
…
أوْلاً فأرشدنا إلى من نذهب
[والذي](1) ينبغي أن يسمَّى المدح بجميع الأوصاف التي يتنافس فيها الأشراف:
هم القوم إن قالوا أصابوا وإنْ دُعُوا
…
أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأنزلوا
وما يستطيع الفاعلون فِعالَهم
…
وإن أحسنوا في الثنيات وأجملوا
[والذي](2) ينبغي أن يسمَّى القول الفصْل المبنيّ عن الثناء الجزْل:
عجبتُ لحرّاقهَ بنِ الحسيـ
…
ـن كيف تسير ولا تغْرَقُ
وبحرانِ: من تحتها واحدٌ
…
وآخَرُ من فوقها مُطْبِقُ
وأعجَبُ من ذاك عيدانُها
…
وقد مسّها الكفُ لا تورق
[والذي](3) ينبغي أن يسمَّى حسن الاعتذار مع تعظيمِ المقْدار:
أتاني أبيتَ اللعْنَ أنك لمتني
…
وتلك التي تصطك منها المسامعُ
فبتُ كأني ساوَرَتني ضئيلةٌ
…
من الرُّقش في أنيابها السمُّ ناقِعُ
أكلَّفْتَه ذنبَ امرئٍ وتركْتَه
…
كذا الغِرُّ يكْوي غيرَه وهو راتِعُ
فإنك كالليل الذي هو مدْركي
…
وإن خلْتُ أن المنتأى عنك واسعُ
ومثل هذا [قوله](4) وقد سمّاه بعضُ أهلِ البيان باسم آخرَ ولا تزاحم بين المُقتضيات:
[ولست بمستبقٍ أخًا لا تلمُّهُ
…
على شعثٍ أي الرِّجالِ المهذّبُ؟
فإن أكُ مظلومًا فعبدٌ ظلمته
…
وإن تك ذا عُتبي فمثلك يُعْتِبُ
حَلَفْتُ فلم تتركْ لنفسكِ ريبةً
…
وليس وراء اللهِ للمرء مذهَبُ
لئن كنتَ قد بُلِّغتَ عني جناية
…
لمُبْلِغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذبُ
ألم تر أن الله أعطاك سورةً
…
ترى كلَّ مَلْكٍ دونها يتذَبْذبُ
(1) في (أ) هذا.
(2)
في (أ) هذا.
(3)
في (أ) هذا.
(4)
زيادة من (ب).
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ
…
إذا طلعتْ لم يبقَ منهم كوكبُ] [8](1)
[والذي](2) ينبغي أن يسمَّى تأثير إطلاق اسم الجواد في حصول المراد:
[يهز](3) حديثُ الجودِ ساكنُ عِطْفِه
…
كما هزّ شرْبَ الحيِّ صهباءُ قرْقَفُ
إذا قيل عونُ الدين حيّا تألُّقُ كا
…
لغمامِ وماسَ السَّمْهَريُّ المثقَّفُ [4أ]
[والذي](4) ينبغي أن يسمَّى الاستدلال على الحب مما تجدُه في تيسير الزيارة من البعد والقرب:
يا ليلُ ما جئتكُمُ زائرًا
…
إلَاّ رأيتُ الأرضَ تُطْوى ليا
ولا ثنيتُ العزْمَ عن بابكم
…
إلَاّ تعثَّرْتُ بأذياليا
والذي ينبغي أن يسمى التمويه على الرقيب السفيه:
أبكي إلى الشرق إن كانتْ منازلُها
…
مما يلي الغرْبَ خوفَ القيلِ والقالِ
أقول في الخدّ خالٌ حين أنْعَتُها
…
خوفَ الوشاةِ وما بالخدّ منْ خالِ
وفي هذا المقدار كفايةٌ، فليس المرادُ إلا رفعَ التحجير ودفعَ الحصْرِ بإيراد هذه الأبياتِ التي هي من فائق الشعرِ ورائعِ [رائق] النظم ومن زاد زاد اللهُ في حسناته [حرره مؤلف غفر الله له]. (5)
[انتهى من كلام مؤلِّفِه أمد الله بحياته وتولى إعانته ومكافأتَه بتاريخ خمسٍ من شهر شوال سنة 1243 بعناية سيدي العلامة المحقق الفهامة الصفيّ أحمدَ بن زيد بنِ عبد الله الكبسي، أمتَعَنا الله بطول حياتِه وكان معه في جميع حالاتِه، وأسكنه بعد العمرِ الطويل
(1) الأبيات نظمها الشاعر النابغة الذبياني معتذرًا إلى النعمان ومادحًا إياه.
انظر: (ديوان النابغة الذبياني)(ص27 ـ 28) والأبيات كتبها الشوكاني وفيها تأخير وتقديم.
(2)
في (أ) هذا.
(3)
في (ب)(بهنَّ).
(4)
في (أ) هذا.
(5)
زيادة من (أ).
فسيحَ جنّاتِه. آمين] (1). اللهم آمين [4ب].
(1) زيادة من (ب).