الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(199)
…
37/ 4
جواب الشوكاني على الدماميني
تأليف
محمد بن علي الشوكاني
حققه وعلق عليه وخرَّج أحاديثه
محمد صبحي بن حسن حلاق
أبو مصعب
وصف المخطوط: (أ)
1 ـ عنوان الرسالة من المخطوط: جواب الشوكاني على الدماميني.
2 ـ موضوع الرسالة: لغة عربية.
3 ـ أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، على سيد المرسلين وآله الطاهرين وبعد:
4 ـ آخر الرسالة: انتهى جواب مولانا ـ الحافظ، البدر الهمام عزَّ الأنام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.
5 ـ نوع الخط: خط نسخي مقبول.
6 ـ عدد الصفحات: 6 صفحات ما عدا صفحة العنوان.
7 ـ عدد الأسطر في الصفحة: 27 سطرًا.
8 ـ عدد الكلمات في السطر: 14 كلمة.
9 ـ الرسالة من المجلد الرابع من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني.
وصف المخطوط: (ب)
1 ـ عنوان الرسالة من المخطوط: جواب الشوكاني على الدماميني.
2 ـ موضوع الرسالة: لغة عربية.
3 ـ أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الطاهرين وبعد: ....
4 ـ آخر الرسالة: جُعلت نارا عليهم دَارهُم كالمضمحلة.
5 ـ عدد الصفحات: 7 صفحات.
6 ـ عدد الأسطر في الصفحة: 23 سطرًا.
7 ـ عدد الكلمات في السطر: 11 كلمة.
8 ـ نوع الخط: خط نسخي جيد.
9 ـ الرسالة من المجلد الرابع من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله الطاهرينَ وبعدُ: فإنه سأل بعض الأعلام ـ كثر الله فوائده ـ عن الأسئلة التي حررها الدماميني ـ (1) رحمه الله في شرحه الكبير على المغني، قال ما نصه: " واعلم أني كنتُ قديمًا حررتُ سبعَ مسائلَ متعلقة بحروف المعجم، لم يجب عنها أحدٌ إلى الآن وهذا نصُّها: من ادَّعى أنه في الفهم والعلم مقدَّم فليجب عما استُبْهِمَ من المسائل.
الأولى: ما هذه الأسماء، ألف، باء، تاء، ثاء، ج، إلخ؟ وما مسمَّاها هل هى أسماء أجناس، أم أسماء أعلام؟ فإن كان الأول فمن أي أنواع الأجناس هى؟ وإن كان الثاني فهل هى شخصية أو حسية؟ فإن كان الأول فهل هى منقولة أو مترحلة؟ فإن كان الأول فمم نقلت أمِنْ حروف؟ أمِنْ أفعال؟ أم أسماء أعيان؟ أم مصادر؟ أم صفات؟ وإن كانت جنسية فهل هى من أعلام الأعيان أم من المعاني؟.
الثاني: مَنْ وضعَ هذه الحروفَ، وفي أي زمان وضعت، وما مستند وضعها هل العقل أو النقلُ؟
الثالث: هل هى مختصة باللغة العربية، أو عامةٌ في جميع اللغات؟
(1) محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر القرشي، المخزومي الإسكندري، المالكي، ويعرف بابن الدماميني (يدر الدين) أديب، ناشر ناظم، نحوي. عروضي فقيه، مشارك في بعض العلوم، ولد بالإسكندرية، واستوطن القاهرة، ولازم ابن خلدون
…
ولد سنة (763 ـ 827 هـ).
من تصانيفه: " شرح مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري في النحو. "
جواهر البحور في العروض"، " الفواكه البدرية" من نظمه. " شرح لاميه العجم" للطغرائي. " شرح التسهيل" لابن مالك. " تزول الغيث".
انظر: " البدر الطالع" رقم (428) ، " الضوء اللامع"(7/ 184 رقم 440) ، " معجم المؤلفين"(3/ 170 رقم 12446).
الرابع: الألف والهمزة هل هما مترادفان أو مفترقان؟ وعلى الثاني فما الفرق؟ وأيهما الأصل؟
الخامس: لِمَ أجمع علماء اللغة والعدد وغيرهم من المتكلمين على المفردات على الابتداء بحرف الهمزة وهل هذا أمر اتفاقي أو لحكمة؟
السادس: كلمة أبجد هوَّز إلى آخرها هل هي مهملة أو مستعملة؟ وما عني بها وما أصلها؟ وكيف نقلت [1أ] إلى المراد وما ضبطُ ألفاظها؟
السابع: ما حكمها في الابتداء والوقف عليها، والمنع والصرف، والتذكير والتأنيث، والإعراب والبناء، واللفظ والرسم وعند التسمية؟ فهذه سبعةُ أسئلةٍ من أجاب عنها فهو من الرجال، وإلا فلا مزية له على الأطفال) انتهى كلام الدماميني.
الجواب عن السؤال الأول
وعلى الله ـ سبحانه [وتعالى](1) في جميع الأمور المعوَّل ـ أن مسمياتِها هي الحروف [1ب] التي توجد في كلام المتكلمين، ورسمِ الراسمين، وهذا ظاهرٌ واضح لا يخفى ولا يحتاج إلى السؤال عنه، لكونه من الوضوح بمحل يعرفه صغار الطلبة. والحاصل أن مسمى كل واحد منها هو نوع مدلوله أعمُّ من أن يوجد في كذا، أو كذا أو كذا.
والدلالة بدليةٌ تطلق على هذا الفرد أو هذا الفرد، وليست بشمولية كدلالة رجل على الذكر من بني آدمَ بدلاً لا شمولاً، وبهذا تعرف اختيار الشقِّ الأول من قوله: هل هي أسماء أجناسٍ أم أسماء أعلام؟ قوله من أي أنواع الأجناس.
أقول: من النوع الذي دلالته بدلية، ولنا أن نختار الشقِّ الثاني، ونجعلَها من أعلام الأجناس، ويكون المقصود منه الدلالة على النوع من حيث هو هو، وإن كان الشق الأول هو الأولى والأحقُّ، وبهذا تعرفُ الجواب عن قوله فهل هي شخصية أو جنسية، فإن اختيار الثاني يدفع السؤال عن النقل أو الارتجال، إلخ.
والجواب عن السؤال الثاني
أن الواضع لهذه الحروف هو الواضعُ لهذه اللغةِ، (2) قد تكلم أهل العلم في ذلك في
(1) زيادة يستلزمها السياق
(2)
قال ابن جني في (الخصائص)(1/ 33): أمَّا حد اللغة فإنه أصات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم
…
وأمَّا تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فُعْلة من لغوت: أي تكلمت وأصلها لُغوة ككرة وقُلّةٍ وثُبة، كلها لاماتها واوات. لقولهم كروت بالكرة، وقلوت بالقلة، ولأن ثبة كأنها مقلوب ثاب يثوب وقد دللت على ذلك وغيره من نحوه في كتاب في (سر الصناعة) وقالوا فيها: لغات ولُغُوت، ككرات، وكروت، وقيل منها لغي يلغي إذا هذَى ومصدره اللَّغا قال:
وربِّ أسراب حجيجٍ كُظّمِ
…
عن اللغَا ورَفَثِ التَّكلُّمِ
وكذلك اللغو، قال الله تعالى:{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} أي بالباطل وفي الحديث: «من قال في الجمعة: صه فقد لغا» أي تكلم.
قال إمام الحرمين في "البرهان" اللغة من لغى يلغَى من باب أضى إذا لهج بالكلام وقيل من لغى تَلْغَى.
قال ابن الحاجب في مختصره: حدُّ اللغة كل لفظٍ وضع لمعنى.
قال الأسنوي في "شرح منهاج الأصول": اللغات: عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني. "المزهر في علوم اللغة وأنواعها" للسيوطي (1/ 7ـ15).
الكتب الأصولية (1) بما يغني عن السؤال، ويرفع الإشكالَ، هذا إذا أراد بقوله مَنْ وضَعَ
(1) اختلف في ذلك على أقوال:
الأول: أن الواضع هو الله سبحانه وإليه ذهب الأشعري وأتباعه وابن فورك.
الثاني: أن الواضع هو البشر وإليه ذهب أبو هاشم ومن تابعه من المعتزلة.
الثالث: أن ابتداء اللغة وقع بالتعليم من الله سبحانه والباقي بالاصطلاح.
الرابع: أن ابتداء اللغة وقع بالاصطلاح والباقي توقيفٌ. وبه قال الأستاذ أبو إسحاق. وقيل إنه قال بالذي قبله.
الخامس: أن نفس الألفاظ دلّت على معانيها بذاتها وبه قال عبّاد بن سليمان الصُّيمريُّ.
السادس: أنه يجوز كلُّ واحد من هذه الأقوال من غير جزم بأحدها وبه قال الجمهور كما حكاه صاحب "المحصول" ـ الرازي (1/ 181ـ 182). احتج أهل القول الأول بالمنقول والمعقول:
أما المنقول فمن ثلاثة أوجه:
الأول: قوله سبحانه وتعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]: دل هذا على أن الأسماء توقيفية وإذا ثبت في الأسماء ثبت في الأفعال والحروف إذ لا قائل بالفرق، وأيضًا الاسم إنّما سمِّى اسمًا لكونه علامة على مُسمّاه والأفعال والحروف كذلك. وتخصيص الاسم ببعض أنواع الكلام اصطلاح للنحاة.
الثاني: أن الله سبحانه وتعالى ذم قومًا على تسميتهم بعض الأسماء من دون توقيفٍ بقوله: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم:23]. فلو لم تكن اللغة توقيفية لما صح هذا الذمُّ.
الثالث: قوله سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم:22].
المرادُ اختلاف اللغات لا اختلاف تأليفات الألسُن.
وأما المعقول فمن وجهين:
الأول: أن الاصطلاح إنما يكون بأن يعرف كل واحد منهم صاحبه ما في ضميره، وذلك لا يعرف إلا بطريق كالألفاظ والكتابة. وكيفما كان فإن ذلك الطريق إما الاصطلاح ويلزم التسلسل أو التوقف وهو المطلوب.
الثاني: أنها لو كانت بالمواضعة لجوَّز العقل اختلافها وأنها على غير ما كانت عليه لأن اللغات قد تبدلت وحينئذ لا يوثق بها.
وأجيب عن الاستدلال بقوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} بأن المراد بالتعليم الإلمام كما في قوله: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} [الأنبياء:80]
أو يعلمكم ما سبق وضعه من خلق آخر، أو المراد بالأسماء المُسميّات بدليل قوله:{ثُمَّ عَرَضَهُمْ} .
ويحاب عن الاستدلال بقوله: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 23] بأن المراد ما اخترعوه من الأسماء للأصنام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي، ووجه الذم مخالفةُ ذلك لما شرعه الله.
وأجيب عن الاستدلال بقوله: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ} [الروم:22] بأن المراد التوقيف عليها بعد الوضع وإقرار الخلق على وضعها.
ويجاب عن الوجه الأول من المعقول بمنع لزوم التسلسل، لأن المراد وضع الواضع هذا الاسم لهذا المسمَّى، ثم تعريف غيره بأنه وضعه كذلك.
ويجاب عن الوجه الثاني بأن تجويز الاختلاف خلاف الظاهر، ومما يدفع هذا القول أن حصول اللغات لو كان بالتوقيف من الله عز وجل لكان ذلك بإرسال رسول لتعليم الناس لغتهم لأنه الطريق المعتاد في التعليم للعباد ولم يثبت ذلك. ويمكن أن يقال إن آدم عليه السلام علَّمها غيره وأيضًا يمكن أن يقال إن التعليم لا ينحصر في الإرسال لجواز حصوله بالإلهام وفيه أن مجرد الإلهام لا يوجب كون اللغة توقيفية، بل هى من وضع البشر بإلهام الله سبحانه لهم كسائر الصنائع.
احتج أهل القول الثاني: بالمنقول والمعقول:
أما المنقول فقوله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4] أي بلغتهم فهذا يقتضي تقدُّم اللغة على بعثة الرُّسل، فلو كانت اللغة توقيفية لم يُتصوًّر ذلك إلا بإرسال فيلزم
الدور لأن الآية تدل على سبق اللغات للإرسال والتوقيف يدل على سبق الإرسال لها.
وأجيب بأن كون التوقيف لا يكون إلا بالإرسال إنما يوجب سبق الإرسال على التوقيف لا سبق الإرسال على اللغات حتى يلزم الدَّور، لأن الإرسال عليه وأجيب بأن آدم عليه السلام علمها كما دلت عليه الآية، وإذا كان هو الذي علَّمها لأقدم رسول اندفع الدور.
وأما المعقول: فهو أنها لو كان توقيفية لكان إما أن يقال إنّه تعالى يخلُق العلم الضروريّ بأن وضعها لتلك المعاني أولاً يكون كذلك.
والأول لا يخلو، إما أن يقال خلق ذلك العِلم في عاقل أو في غير عاقل، وباطلٌ أن يخلقه في عاقل لأن العلم بأنه سبحانه، وضع تلك اللفظة لذلك المعنى يتضمن العلم به سبحانه، فلو كان ذلك العلم ضروريًا لكان العلم به سبحانه ضروريًا، ولو كان العلم بذاته سبحانه ضروريًا لبطل التكليف. لكن ذلك باطل لما ثبت أن كلَّ عاقل يجب أن يكون مكلفًا، وباطلٌ أن يخلقه في غير العاقل لأن من البعيد أن يصير الإنسان الغير العاقل عالمًا بهذه اللغات العجيبة والتركيبات اللطيفة.
احتج أهل القول الثالث: بأن الاصطلاح لا يصح إلا بأن يُعرَّف كل واحدٍ منهم صاحبه وما في ضميره. فإن عرَّفه بأمر آخر اصطلاحيِّ لزم التسلسل فثبت أنّه لا بد في أول الأمر من التوقيف ثم بعد ذلك لا يمتنع أن تحدث لغاتٌ كثيرةٌ بسبب الاصطلاح بل ذلك معلومٌ بالضرورة، فإن الناس يُحْدثون في كل زمان ألفاظًا ما كانوا يعلمونها قبل ذلك. وأجب بمنع توقفهِ علي الاصطلاحِ، بل يعرف ذلك بالترديد والقرائنِ كالأطفال.
وأما أهل القول الرابع: فعلهم يحتجُّون علي ذلك بأن منهم ما جاء توقيفًا لا يكون إلا بعد تقدّم الاصطلاح والمواضعة، ويجاب عنه بأن التعليم بواسطة أو بإلهام يغني عن ذلك.
واحتج أهل القول الخامس: بأنه لو لم يكن بين الأسماء والمسمَّيات مناسبة. بوجه ما لكان تخصيصُ الاسم المعيَّن للمسمَّي المعيَّن ترجيحًا بدون مرجِّح وإن كان بينهما مناسبة ثبت المطلوب، وأجيب بأنه إن كان الواضع هو الله سبحانه كان تخصيص الاسم المعيَّن بالمسمي المعيَّن كتخصيص وجود العالم بوقت معيَّن دون ما قبله أو ما بعده، وأيضًا لو سلمنا أنه لا بد من المناسبة المذكورة بين الاسم والمسمَّي كان ذلك ثابتًا في وضعه سبحانه وإن خفي علينا، وإن كان الواضع البشر فيحتمل أن يكون السبب خطور ذلك اللفظ في الوقت بالبال دون غيره كما يخطر ببال الواحد منا أن يسمَّي ولدَه باسم خاص.
واحتج أهل القول السادس: علي ما ذهبوا إليه من الوقف بأن هذه الأدلة التي استدل بها الناقلون لا يفيد شيء منها القطع، بل لا ينتهض شيء منها لمطلق الدلالة، فوجب عند ذلك الوقف، لأن ما عداه هو من التقول علي الله بما لم يقلْ وأنه باطلٌ. قال الشوكاني في (إرشاد الفحل) (ص84): و (وهذا هو الحق).
انظر: (الكوكب المنير)(1/ 97، 285)، (المزهر)(1/ 27). و (جامع البيان) للطبري (1/جـ1/ 215)، (سلاسل الذهب)(163)، (الخصائص) لابن جني (1/ 47).
هذه الحروفَ
…
إلخ، مسميَّات، ألف، باء، تاء إلخ، وإن أراد هذه الأسماء فواضعُها أيضًا هو واضع أمثالها من أسماء المسميَّات، ودوالِّ المدلولات، وأما قوله: وما مستندُ وضعها هل العقل أو النقل؟ فإن أراد المسميات فالكلام فيه كالكلام في سائر اللغة والخلاف فيه كالخلاف فيها، وأمَّا مستند حصر اللغة فيها ودورانها عليها وعدم وجود غيرها فهو الاستقراءُ، (1) وهو تتبع الجزئيات لإثبات حكم شرعي، فمن استقرأ ما يدور به الكلام في لغة العرب وجده [1ب] مترددًا بينهما، غير مجاوز لها، ولا خارج عنها. وأما:
الجواب عن السؤال الثالث
وهو قوله هل هى مختصة باللغة العربية أو عامة في جميع اللغات [2أ]؟ فيقال هذا خاص باللغة العربية، ولم يدَّعِ مدَّعٍ أنه ثابت مثلُه في غيرها، وهذا يعرفه كل من يعرفُ
(1) إن المنهج الصالح في دراسة فقه اللغة هو المنهج الاستقرائي الوضعي الذي يعرف بأن اللغة ظاهرة إنسانية اجتماعية كالعادات والتقاليد والأزياء ومرافق العيش، بل هى بين الظواهر الاجتماعية، كلها دليل نشاطها ورعاء تجاربها وبها تستقصي الملامح المميزة كل مجتمع.
لا شيء في الحياة يؤكد خصائص المجتمع ويبرزها على وجهها الحقيقي، كاللغة المرنة المطواع التي تعبر بألفاظها الدقيقة الموحية عن حاجات البشر مهما تتشعَّب حتى تصبح الرمز الذي به يعرفون، والنسب الذي إليه ينتسبون. انظر مزيد تفصيل:"دراسات في فقه اللغة". للدكتور صبحي الصالح (ص32ـ 36).
ما ذكره أهل علم الأقلام، فإنهم تعرَّضوا لذكر اللغات، وذكروا حروفها، وفيها زيادة ونقصان، مثلاً في لغة الهنود حرف بين الراء والدال، وفي لغة التركِ حرف بين الجيم والشين، وهكذا أمثال ذلك وما أبردَ هذا السؤالَ وأحقَّه بأن لا يقالَ! وأما:
الجواب عن السؤال الرابع
وهو قوله الألف [والهمزة] هل هما مترادفان أو مفترقان؟ فيقال قد ذكر أهل اللغة (1) ما لو اطلع عليه السائل لم يحرر هذا السؤالَ، فقالوا: الألفَ ضربان ليِّنة ومتحركة، فاللينة نسمى ألفًا، والمتحركة تسمى همزة، فجعلوا الألف هى المقسم، وجعلوا الهمزة قسْمًا من قسمِها. وممن صرَّح بهذا صاحب الصحاح، (2) وبهذا تعرف الجواب عن قوله وأيُّهما الأصل. وأما:
الجواب عن السؤال الخامس
وهو قوله لِمَ أجمع العلماء اللغة والعدد وغيرهم من المتكلمين على المفرداتِ على الابتداء بحرف الهمزةِ، وهل هذا أمر اتفاقي أو الحكمة؟ (3)
(1) انظر "مغني اللبيب"(2/ 370).
(2)
(1/ 1330).
(3)
كانت العرب تسير على نظام الأبجدية التي اخترعها الآجريتيون والتي تبدأ بحروف (أبجد هوز
…
) وتعد اللغة الأجريتية اللغة السامية الثانية من ناحية تاريخ تدوين النقوش فقد دونت نقوشها حوالي سنة 14 ق. م.
وتنسب هذه اللغة إلى مدينة أجريت الواقعة بالقرب من رأس شمرا على الساحل السوري. وقد طور الأجريتيون الكتابة حيث تبعوا برموز قليلة لا يتجاوز عددها الثلاثين. ومعنى هذا أن الأجريتين بسطوا نظام الكتاب، فلم يعد هناك حاجة لتعلم مئات الرموز، بل بسط الأجريتيون الرموز المكتوبة إلى عدد قليل، لقد عبر الأجريتيون عن كل صوت من أصوات اللغة بحرف واحد، ولذا كانت الحروف بعدد الحروف الصوتية الموجودة في لغتهم غير أنهم دونوا للهمزة المفتوحة ثم للهمزة المضمومة ثم للهمزة المكسورة رموزًا مختلفة، وهذا القصور في تدوين الهمزة أصبح ميراثًا تناقلته كل الكتابات السامية الأبجدية فيما بعد.
وبذلك كان الأجريتيون أول من دون أية لغة من اللغات تدوينًا صوتيًا يقوم على أساس استخدام الحرف الواحد ـ دائمًا ـ للوحدة الصوتية، وكانت الكتابة قبلهم إما صورية مثل الكتابة الهيروغليفية أو مقطعية مثل الكتابة السومرية والأكادية، وابتكار الأجريتيين للأبجدية وهى نظام سهل يقوم على أساس صوتي منتظم مكن للإنسانية أن تمضى في ركب الحضارة فالأجريتيون لم يدونوا الحركات على الإطلاق وتقوم كتابتهم على تدوين الصوامت فقط وقد ظلت الكتابات السامية تدون الصوامت فقط على نحو ما فعل الأجريتيون ولا تدون الحركات عدة قرون بعد الميلاد.
لقد اتبع الأجريتيون لأول مرة في التاريخ النظام الأبجدي في تدوين اللغة، وترجع كلمة (أبجدية) إلى ترتيبهم للحروف التي كتبوا بها لغتهم فالحروف انتظمت عندهم وفق الترتيب التالي:"أ ب ج د هـ و. ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت".
وهذا الترتيب هو الأبجدية - لأنه يبدأ بالألف والباء والجيم والدال وقد ظل الترتيب الأبجدي سائداً عند كل الشعوب القي تعلمت الخط من الأجريتيين بصورة مباشرة، وغير مباشرة. وأكثر النظم المعروفة في ترتيب الحروف ترجع بشكل مباشر إلى الترتيب الأبجدي الأجريتي أخذته كما هو أو عدلت فيه قليلاً، فترتيب الحروف على النحو الأبجدي هو ترتيبها في العبرية وجميع اللهجات الأرامية إلى اليوم.
انظر: " علم اللغة العربية " الدكتور محمود فهمي حجازي (ص 159 - 160). " دراسات فى فقه اللغة " الدكتور صبحي الصالح (ص 50).
فيقال: هؤلاء الذين أجمعوا على ذلك اقتدوا بأهل اللغة العربية، ونطقوا كما نطقوا وقد وجدوهم ينطقون بالابتداء بحرف الهمزة، ونقل ذلك الرواة عنهم في كتبهم المعتمدة فهذا شيء من لغة العرب.
فليت شعري ما وجهُ تخصيصهِ بالسؤال! فإنه لا يختص بمزيد إشكال، بل الوجه فيه كالوجه في غيره من جميع الألفاظِ العربيةِ، وهو السماع المنقول تواتُرًا عن أهل اللغة (1).
(1) قلنا أن العرب كانت تسير على نظام الأبجدية التي اخترعها الأجريتون والتي تبدأ بحروف (أبجد هوز
…
) وبقوا علي هذا الترتيب حتى عصر صدر الإسلام، فقد ذكر القلقشندي: (أنها كانت تعلم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويشهد لذلك قول الأعرابي:
أتيت مهاجرين فعلَّموني
…
ثلاثة أسطرٍ متتابعات
وخطُّوا لي أبا جاد وقالوا
…
تعلَّم سَعْفصًا وقُريشاتِ
(معاني القرآن للفراء) للفراء (1/ 369).
وقد ذكرت العرب هذا في أشعارها، وغيروا فيها بعض التغيير.
وقد عرف العلماء هذا الترتيب الأبجدي فهو عندهم (إمام الكُتّاب وقال أبو عمرو الداني عند حديثه عن ترتيب الحروف عندما ذكر حرف الباء) ولتقدمها في حروف أبي جاد التي هي أصل حروف التهجي)).
انظر (الجمل) للزجاجي (ص273).
وعرفوا أن (أبجد هوز) كلمات وضعت لدلالة المتعلم علي الحروف أما ترتيب (أ ب ت ث .... )
الذي يبدأ بالألف وينتهي بالياء فهو قد وضع في عهد عبد الملك بن مروان، وكذلك الإعجام وهو تنقيط الحروف الموسومة بشكل متقارب أو بشكل واحد لتميز بعضها عن بعض وذلك لأن هذه الحروف مثل [الباء، التاء، الثاء] إذا كتبت من غير نقط صار من الصعب علي الإنسان التمييز بينها.
انظر (المحكم في نقط المصاحف)(ص29).
فإن قلت: ربّما كان مراد السائل بالسؤال عن وجه ابتداء المصنفين في علم اللغةِ [2ب] بالهمزة، فهذا إن كان هو المراد بالسؤال فما أبرده، وأقلَّ جدواه! لأن تقديم بعض الحروف في مصنَّفات الجامعين لمفردات اللغة هو موقوف على الاختيار، فيبدأ من صنَّف بأيّ حرف شاءَ ولا حرجَ عليه في ذلك، وإن أردنا بيان الوجه فهم وجدوا الصبيان في المكتب يبدؤون بها، فرتَّبوا كتب اللغة على ذلك تقريبًا لمن يريد البحث عن شيء من المفردات، لكون ذلك الترتيب هو المألوفَ في تعليم الصبيانِ في المكتبِ. وكان يلزم السائلَ أن لا يقصرَ السؤال على الهمزة، بل يجعل السؤال عامًا فيقول: ولم قدِّمَت الباء على التاء؟ ثم كذلك إلي آخر الحروف. وأما:
الجواب عن السؤال السادس
وهو قوله كلمة [أبجد و](1) هوَّز
…
إلخ، هل هي مهملة أو مستعملة، وما عني بها وما أصلها؟ (2)
(1) زيادة من (ب).
(2)
تقدم آنفًا.
فيقال: قال مجد الدين في القاموس (1) ما لفظه: (وأبجدْ إلى قَرشَتْ وكَلمن رئيسهم: ملوك مدينَ، وضعوا الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم، هلكوا يوم الظُّلَّةِ فقالت [2أ] ابنة كَلَمُنْ:
كَلَمنْ هدَّ رُكْنِي
…
هُلْكُهُ (2) يوم المحلَّه
سيِّد القوم أتاه الـ
…
حتفُ نارٍ وسط ظلِّه
جُعلتْ نارًا عليهم
…
دارُهمْ كالمُضْمَحِلَّةْ
ثم وجدوا بعدَهم ثخذٌ ضَظِغٌ فسموها الروادف) (3) انتهى.
وقال بعض شعراء مدينَ:
ملوك بني حطي وهو بينهم
…
وسعفصُ أهل للمكارم والفخر
هم صمُّوا أهلَ الحجاز بغارةٍ
…
كمثل شعاعِ الشمسِ أو طالعِ الفجرِ
وقال آخر أبو جاد، وهواز، وحُطِّي تمادوا في القبيحِ من الخطاب. ولو قدرنا أن الأمر لم يكن هكذا، وأن واضعًا جمعَ حروف الهجاء وجعلَها في هذه الكلماتِ ليسهِّلَ حفظَها لم يكن ذلك بعيدًا من الصواب، ولا يحتاج مثل هذا إلى السؤال.
وقد فعل هذا جماعة قاصدين جمعَ الحروف، إمَّا لأجل ما يتعلق بها من الأعداد، كما في هذه وفي قول القائل: بر تذنق في حيش إلخ، وقول الآخر: قاصد البيان معرفة ترتيب الكتب المرتبةِ على حروف المعجم عليها: أبتْ ثِجَحٌ خَد ذرزٌ [3أ] وهذا كثير، والمتقدم على الجميع هو الخليل، (4) فإنه جمع الحروف في بيت له ...............................
(1)(ص340)
(2)
كذا في المخطوط وفي القاموس (وسْطَ)
(3)
ما تقدم من أصل الخط العربي يضعف هذه الرواية.
(4)
هو: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصريِّ. أبو عبد الرحمن صاحب العربية والعروض. وهو أوَّل من استخرج العروض، وحصر أشعار العرب بها، وعمل أول كتاب (العين) كان من الزهاد في الدنيا والمنقطعين إلى العلم)، والفراهيدي نسبة إلى فراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن مضر بن الأزد. وأبوه أول من سُمِّي أحمد بعد النبي صلي الله عليه وسلم.
(بغية الوعاة)(1/ 558 ـ 561).
معروف (1) وأما قوله وما ضبطُها؟ فجوابه أنه كما يسمعُه السامعُ من ألسن الناس، فإنه حفظوا ذلك طبقةً بعد طبقة إلى الواضع لها. وأمَّا:
الجواب عن السؤال السابع
وهي قوله وما حكمها في الابتداء والوقف
…
إلخ.
فأقول: حكمها حكم الألفاظ قبل التركيب. وقد صرح النحاة أجمعُ اكتعُ أنه ينطقُ بها ساكنةَ الأواخر حتى تُركَّبَ، فإذا ركبت استحقت ما تسحقّه سائر الألفاظ بعد تركيبها، وهذا ظاهر مكشوف ما أظنه يلتبسُ على صغار الطلبة. وأما قوله والمنع والصرف
…
إلخ.
فقد عرفت من كلام صاحب القاموس (2) ما يفيد أنها أسماءُ ملوكٍ من ملوك العجم، فإن صح ذلك كان لها حكم الأسماء التي قد اجتمع فيها العجمةُ والعلميّةُ، والأمر ظاهر لا غبار عليه، وإن كانت موضوعةً من واضع لأحد المقصدين المذكورين فلها حكم ما جاء كذلك، وهو ما ذكره من الكلمات التي هي مسرودة لقصدِ التعديد، لا لقصد التركيب ولا لقصد معانيها. وقد ذكر ذلك جماعةٌ من المفسرين منهم الزمخشري في كشَّافه (3) عند الكلام على فواتح السَّورِ المفتتحةِ بأسماء الحروفِ [2ب]، ثم قال الدماميني: فهذه سبعة أسئلة من أجاب عنها فهو من الرجال، وإلَاّ فلا مزية له على الأطفال.
(1) والفراهيدي (الخليل) أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو:
صِف خَلْق خَوْدِ كمثل الشمس إذ بزغتْ
…
يحظى الضَّجيعُ بها نجلاء معطارُ
(بغية الوُعاة)(1/ 509).
(2)
(ص340).
(3)
(1/ 128 ـ 129).
أقول: هذا مما يقضي منه العجبُ، فإنَّ هذه الأسئلة الباردة القليلةَ الفائدةِ والعائدة كيف يكون من لم يجب عنها فهو في عداد الأطفال، فإن أنواع العلوم مختلفة، وقد رزق الله عباده المشتغلين بالعلم ما رزقهم من أنواعه، وقد يكون الرجلَ جَبَلاً من جبال العلم وبحرًا من بحار الكتابِ والسنة، ويخفي عليه تخريج هذه الأسئلة الزائغة، أو يرغب عن الجواب عنها لما يراه [3ب] من عدم الفائدة المعتدِّ بها، فكيف يكون من هو بهذه المنزلة العلية لا مزية له على الأطفال! يا عجبًا كلَّ العجب من الدماميني! ولا جرم فالخنفساء تسمِّي بنتِها قمرًا، وقد كان ـ رحمه الله تعالى ـ كثيرَ الزَّهْوِ بنفسه كما يراه الإنسان في كثير من أبحاثه، والسبب خلوه عن العلم بالكتاب والسنة، وما اشتملا عليه من القوارع والزواجر الموجبة على من عرفها أن يميط عن بدنه الكبر والخُيَلاء والزَّهوِ والعُجْبِ، ويغسلَ ثيابَه عن أدران هذه النزغاتِ الشيطانية، ورحم الله صاحبَ ضمد، فإن الدماميني لما دخل اليمن قال البيتين المشهورين له وهما:
لما دخلت اليمنا
…
رأيتُ وجهي حسَنا
أَقْبِحْ بها من بلدٍ
…
أحسنُ من فيها أنا
ولما وصل إلى ضمد راجعًا، وقد شاع هذان البيتان قصده الضمدي، وطلب منه المناظرة في فنِّه، وهو النحو، وكان قاعدًا على سرير فقال للضمدي: ما قرأت من كتب النحو؟ فذكر له الكافية، ومختصراتِ شروحها فقال: كتاب وضع لتدريب الصبيانِ ثم ماذا؟ قال: ثم الرَّضي، قال: قاربت الكفاءةَ، ثم ماذا؟ قال: ثم شرح التسهيل فقال: كفؤ كريمٌ، ونزل عن سريره، ودارت المباحثة بينهما، فأجاب الضمدي عن كل ما سأله الدماميني عنه، وأورد على الدماميني [3أ] إشكالاتٍ عجز عن الجواب عنها، فقال له الضمدي: من أحسن من فيها؟ يشير إلى البيتين السابقين، فقال: أنت، وهذا إنصافٌ منه في الجملة، وقد كان عنه في سعَة، ويروي أنه حرَّف البيتين بعد هذه المباحثة فقال:
لما دخلت اليمنا
…
رايتُ وجهي خَشِنا
أكرِمْ بها من بلدةٍ
…
أقْبَحُ من فيها أنا
وقد ذكر المسعودي على تقدم عصره، وشُهرِةِ كتابه، (1) فقال:[وقد كان ملوك عدة](2) تفرَّقوا في ممالكِ متصلةٍ [ومنفصلة]، (3) فمنهم المسمَّي [بأبي جاد](4) وهوز، وحطي، وكلمن، وسعفص، وقرشات، وهم على ما ذكرناه بنو المحصن بن جندلٍ. وأحرف الجمل هي أسماء هؤلاء الملوكِ. قال: وقد قيل في هذه الحروف [4أ] غيرُ ما ذكرنا من الوجوه، فكان أبجد ملكَ مكةَ وما يليها من الحجاز، وكان هوَّز وحُطِّي ملكينِ ببلاد وجَّ، وهي أرض الطائف وما اتصل بذلك من نجدٍ، وكلمُن وسعفص وقرشاتُ ملوكًا بمدينَ. وقيل ببلاد مصرَ، وكان كلمن على ملك مدينَ ومن الناس من رأى أنه كان مَلِكَ جميعَ من سمينا مشاعًا متصلاً على ما ذكرناه، وإن عذاب يوم الظلة كان في ملك كلمنْ منهم، وإن شعيبًا عليه السلام دعاهم فكذَّبوه فوعدهم بعذاب يوم الظُّلِّةِ
…
إلخ كلام المسعودي.
وقد ذكره المقريزي في الخطط والآثار (5) بأكثرَ من هذا.
وإلى هنا انتهي الجواب والهداية بيد من هي بيده، والحمد لله أولاً وآخرًا.
[انتهى جاب مولانا الإمام، الحافظ، البدر، الهمام، عزَّ الأنام محمد بن علي الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ وصلى الله على خير خلقِه محمدٍ وآله وصحبِه وسلِّم](6).
[وعبارة العلامة عبد الرؤوف المناوي في شرحه على .................................
(1)(مروج الذهب ومعادن الجوهر)(2/ 161 ـ 162).
(2)
والذي في (المروج)[وقد كانوا عدة ملوك].
(3)
زيادة من (مروج الذهب)(2/ 161).
(4)
والذي في (المروج)[بأبجد]،
(5)
وهو كتاب (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخط المقريزيَّة.
(6)
زيادة من (أ).
القاموس (1) ما لفظه: (وأبجد قرشتْ أي: وقول الناس: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت، وكلمن رئيسُهم ملوكُ مدين، أي: أسماء ملوكهم، فقوله: وكلمن رئيسُهم جملة معترضةٌ وضعوا أي الأوائلُ هذه الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم. أصل هذا قول حمزةَ الأصفهاني يُقال أن أول من وضع الكتابة العربيةَ قومٌ من الأوائل نزلوا على عدنانَ بن أدَدٍ، واستعربوا ووضعوا هذه الكتابة على عدد حروف أسمائهم، وكانوا ستة أبجد، هوز، حُطِّي، كلمن، سعفص، قرشتْ، وهم ملوك مدينَ ورئيسهم كلمنْ هلكوا كلهم يوم الظُّلَّةِ فقالت ابنة كلمن تؤنِّبه وترثيه (2):
كلمن قد هدَّ ركني
…
هُلْكُهُ وسْط المحلَّهْ
سيِّد القوم أتاه الـ
…
حتفُ نارًا وسط ظْلَّهْ
جُعِلَتْ نارًا عليهم
…
دارهُم كالمضمحلَّة] (3)
(1) انظر (القاموس)(ص340).
(2)
تقدم توضيح ذلك
(3)
زيادة من (ب).