الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(197)
12/ 5
الاجتماعُ على الذكرِ والجهرِ بهِ
تأليف
محمد بن علي الشوكاني
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
محمد صبحي بن حسن حلاق
أبو مصعب
وصف المخطوط:
1ـ عنوان الرسالة من المخطوط: الاجتماع على الذكر والجهر به.
2ـ موضوع الرسالة: الأذكار.
3ـ أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم. لا يخفاكم أطال الله بقاءكم، وحرس بكم معالم العلم الشريف، وأقام بكم دعائم الدين.
4ـ آخر الرسالة: وفي هذا المقدار كفاية لمن له هداية والله ولي التوفيق انتهى.
ولشيخ الإسلام رضي الله عنه في ذلك رسالة أطول من هذا.
5ـ نوع الخط: خط نسخي مقبول.
6ـ عدد الصفحات: 5 صفحات.
7ـ عدد الأسطر في الصفحة: 23 سطرًا.
8ـ عدد الكلمات في السطر: 8 كلمات.
9ـ الرسالة من المجلد الخامس من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفاكم ـ أطال الله بقاءكم، وحرس بكم معالم العلم الشريف، وأقام بكم دعائم الدين ـ أن شيخ الإسلام، ولي عبد الرحمن بن سليمان (1) لما رأى ما عم الناس من البيان لذكر الملكِ الديَّان، واشتغالِ العامة بالمسامِر في محالَّ معروفة بزبيد على نوع من الشعر للعلولي ونحوه، وإلى ما عم البلاد وكلَّ واحدٍ وباد من القهر الرباني، والحكم الصمداني من الوباء العامِّ في مكةَ المشرفةِ، وهذا وسرى الأمرُ بالقدرة النافرة إلى سائر الأقطار كمصرَ، والسودانَ وبغدادَ، ودمشقَ، وشرق مكةَ، والمخافي (2) في اليمن، وسائر بلاد
…
(3) وقرب محلات في زبيد يدبُّ الناس إلى الذكرِ والابتهال والدعاء والاستغفار والإعلان بكلمة التوحيدِ، وذكرِ الملكِ المجيدِ، وحثِّ الناس على الطاعة، ولزوم الجمعةِ والجماعةِ، والخروج إلى الصُّعُداتِ عملاً بقوله:{إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا} (4)
فقال: يعدٌ الناس أن ذلك بدعةٌ (5) ،
فإن كان وجهه البدعةِ الخروجُ إلى الله فحديثُ: "فخرجتم تجأرون إلى الله في الصُّعداتِ"(6)
(1) عبد الرحمن بن سليمان الأهدل الوبيدي ولد سنة 1179 هـ أخذ عن والده في العلوم العقلية والنقلية وله منه إجازة عامة وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عمر خليل الزبيدي. مات سنة 1250 هـ بزبيد. "نيل الوطر"(2/ 30 رقم 246).
(2)
لعلها المعافي "معجم البلدان اليمينية"(ص 608).
(3)
كلمة غير واضحة في المخطوط.
(4)
[يونس: 98]
قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)
(5)
تقدم توضيح معناها.
(6)
أخرجه الحاكم (4/ 320) وصححه. ووافقه الذهبي.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، لا تدرون تنجون أولا تنجون» . وهو حديث حسن.
وحديث: ((إنَّ الجبالَ والصعداتِ والطرقَ غيرُ محال لذلك)) (1) ومن الحديث: «أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال: إنَّ الجبال والطرقَ تنادي كلَّ يوم: يا أخيَّاه، يا جاراه، هل من يكرمني بذكر اللهِ؟ وإن كانت غيرَ مسجدٍ فالأرض مسجد وطهور» (2) بنصِّ المختار، ودار الأعمال الصالحة والقرآنِ:{(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)} (3){وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (4)، وحديثُ:«ما اجتمع قومٌ يذكرون الله إلا حفتهم الملائكةُ، وغشيتهم الرحمةُ، ونزلتْ عليهمُ السكينةُ، وذَكَرَهُمُ الله فيمن عنده» (5) وحديث: «إنَّ الملائكةَ تمرُّ بأيديهم أقلامُ وصحفُ [1أ] الذاكرين» ونحوه، مع أنَّ الصلاة المفروضةَ المراد الأعظمُ فيها ذكر الله، ففي بعضها التسبيحُ، وفي بعضها الدعاء، وفي بعضها القرآن وفي بعضها الصلاة على النبيَّ. ولذكر الله أكبر.
وقد جاء الإعلان في الأسواق بذكر الله معروفٍ فضيلتُه، والاستغفارُ، فما وجه أنَّ ذلك يكون بدعةً؟ وقد قالوا أنه يندبُ في الإقراعِ الطبول، ومن جلب الإقراع هذا الحادث والغناء الذي طبق الآفاق وشمل أكثر أهل الأقطار لبعضِ بلاد زبيد ..... (6)
(1) فلينظر من أخرجه.
(2)
فلينظر من أخرجه.
(3)
[الأحزاب: 41، 42]
(4)
[الأحزاب: 35]
(5)
(أخرجه مسلم في صحيحه رقم (2700)، وابن ماجه رقم (225) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وهو حديث صحيح.
(6)
تقدم التعريف بها.
والمتينة (1) والمعرشِ والهيجةِ، (2) وغير ذلك.
والمراد بسطُ الجواب، ولو في كراسين أو ثلاثة، والاستدلال المفيدُ واستنادُ القائل بما قال. ولاغترار بعض الجهال بما يؤدي إلى الإهمال، فقد قال عمر: دعْهم يعملُوا مع أنه صلح أكثر العامة بانطوائه بسبب الذكر، وملازمة الجماعات.
وروي من الميسِّرات ما هو إلَاّ سيِّدَ الوصولِ إلى غفران الله ورحمته. ففي الحديث ما يدلُّ علي ذلك، وأنه سبب كلِّ خير، ودافعُ كلِّ طير والمطلوب الجوابُ، وربط الأدلة من الكتاب والسنةِ بالقواعد الأصوليةِ، والمعانية والبيانية، فالمقام يحتاج إلى بيان، والإطناب لاشتماله على ذكر ربِّ الأرباب، وما يستنبط من القواعد والأحكام، وإن طال المقال مع حصول الإمكان، لئلا يهدمَ بابٌ عظيمٌ من قواعد الإسلام حتى أنَّ في بعض المجلَاّت قيل بذلك، فتركوا الذكر وخرج العامَّةُ بعد ذلك بالسبابةِ والطبولِ والغناء فلم ينكر عليهم، وأنكر عليهم لما أعلنوا بذكر الله، وكانوا قد تركوا ورجعوا بعدَ منْعِهم إلى ما كانوا عليه، فأى الطريقين أحقٌ بالإنكار؟ فهذا إلى حاكم المسلمين وإمام الموحِّدين شيخ الإسلام العالم اليماني، والقطب النوراني محمد بن علي الشوكاني ـ حفظه الله ـ شهر جماد أول سنة 1247 [1ب].
(1) المتينة: بضم الميم وفتح التاء الفوقية، عزلة في وادي زبيد علي ساحل البحر الأحمر. (معجم البلدان والقبائل اليمينة)(ص557).
(2)
بُليدة في جُماعة ناحية قطاير وبيت الهيجا من أهالي صنعاء. المرجع السابق (ص185).
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب من شيخ الإسلام ـ حفظه الله ـ:
الكلام على هذا الكلام لايحتاج إلى تطويل ذيولِ المقالِ، ففي الكتاب العزيز في الندب إلى ذكر الله عز وجل خصوصًا لبعض الأمكنةِ، وعمومًا لكل مكان ما ينصر من كان يؤمن بالله ـ سبحانه ـ، وباليوم الآخر.
قال الله عز وجل: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} (1)
وقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (2) وقال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (3) وقال الله عز وجل: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} (4) وقال ـ سبحانه ـ: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)} (5) وقال الله عز وجل: {(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)} (6) وقال ــ عز وجل: {(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)} (7) وقال ـ سبحانه ـ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} (8). وقال
(1)[الأحزاب:41 - 43]
(2)
[الجمعة: 10]
(3)
[الأحزاب: 35]
(4)
[البقرة:200]
(5)
[الأنفال:45]
(6)
[البقرة:152]
(7)
[الرعد:128]
(8)
[طه: 124]
تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (1). وقال تعالى: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)} . (2) وقال تعالى: {(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} (3).
هذا ما حُصر من الآيات القرآنية عند الاطلاع عند هذا السؤالِ، وليس فيها تقييدُ الذكر بجهرٍ أو إسرارٍ، أو رفعِ صوتٍ أو خفضٍ، أو في جمع أو في انفرادٍ، فأفاد ذلك مشروعيةِ الكلِّ.
وأما ما ورد في السنة المطهرة في فضائل الذكرِ فلو لم يكن فيها إلَاّ حديثُ أبي هريرة الثابت في الصحيحين (4) وغيرهما (5) قال: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال الله عز وجل: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسى، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منه» .
وأخرجه أحمد من حديث أنس، وأخرجه ابن شاهينَ (6) من حديث ابن عباس، وفي إسناد حديث إسناد حديث ابن عباس هذا معمرُ بن زائدة [2أ] قال العقيلي (7) لا يتابع على حديثه.
(1)[العنكبوت:45]
(2)
[المنافقون: 9]
(3)
[الأنبياء:87]
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه رقم (7405) ومسلم رقم (2675)
(5)
كالترمذي رقم (3603) وابن ماجه رقم (3822) وأحمد (2/ 251)
(6)
في"الترغيب في فضائل الأعمال" رقم (166/ 14)
(7)
في "الضعفاء الكبير"(4/ 206)
وأخرجه أيضًا أبو داود الطيالسي (1) وأحمد في المسند (2) من حديث أنس، وأخرجه البخاري (3) أيضًا من حديثه، وأخرجه مسلم (4) من حديث أبي ذرِّ. فهذا الحديث القدسيُّ يدلُّ على مشروعية الجهر بالذكرِ والإسرارِ به وفي الجمع والانفراد.
وأخرج البخاري (5) ومسلم (6) من حديث أبي موسى قال: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ: «مثل الذي يذكر ربَّه، والذي لا يذكر ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّت»
وفي لفظ لمسلم (7): «مثلُ البيتِ الذي يُذكَرُ اللهُ فيه، والذي لا يُذكر الله فيه مثلُ الحيِّ والميت» وهذا الحديث يفيدُ أنه لا فرقَ بين الجهرِ والإسرارِ، لأنَّ تركَ الاستفصالِ ينزل منزلةَ العموم في المقالِ لما تقرَّر في الأصول، (8) وأخرج مسلم (9) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يقعدُ قومٌ يذكرون الله ـ تعالي ـ إلَاّ حفَّتهم الملائكةُ، وغشيتُهُمُ الرحمةُ، ونَزَلتْ عليهُم السكينةُ وذكَرَهُم الله فيمن عنده» .
(1) في "مسنده" رقم (1967)
(2)
(3 ،277) بسند صحيح
(3)
في صحيحه رقم (7536)
(4)
لم يخرجه مسلم من حديث أبي ذر
(5)
في صحيحه رقم (6407)
(6)
في صحيحه رقم (779)
(7)
في صحيحه رقم (211، 799)
(8)
انظر: (إرشاد الفحول)(ص452). وقد تقدم توضيحه.
(9)
في صحيحه رقم (2700).
وأخرجه أيضًا من حديثهما ابن أبي شيبةَ. (1) وعند أحمدَ، (2) وأبي يعلى الموصلِّي (3) وابن حبان، (4) وابن شاهين في الترغيب (5) وقال: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (6) في المسند، وأبو يعلى الموصلِّي (7) والطبراني في الأوسط (8) والضياء في المختارة من حديث أنس.
وأخرجه أيضًا الطبراني في الكبير (9)، والبيهقي في الشُّعب (10) والضياء في المختارة من حديث سهل بن الحنظليَّةِ. وأخرجه البيهقي (11) من حديث عبد الله بن مغفل وهذا الحديث صريحٌ في مشروعية الاجتماع للذكر تكون بصفة الجهر أو الإسرار، بل الجهر هنا أظهر لما يفيده [ ..... ] (12) الاجتماع. ومثله حديث أبي هريرة عند البخاري (13) ومسلم (14) وغيرِهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ لله
(1) في مصنفه (10/ 37)
(2)
في (المسند)(3/ 93).
(3)
في (المسند)(3/ 93).
(4)
في صحيحه رقم (590).
(5)
في (الترغيب في فضائل الأعمال) رقم (172/ 20). وهو حديث صحيح.
(6)
في (المسند)(3/ 143).
(7)
في (المسند)(7/ 167 رقم 1386/ 4141).
(8)
رقم (1556)،
(9)
رقم (6039).
(10)
رقم (695). وأورده الهيثمي في (المجمع)(10/ 77). وقال: رواه الطبراني: وفيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد بن أبي السري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(11)
في (الشعب) رقم (533)
وهو حديث حسن بشواهده
(12)
كلمة غير واضحة في المخطوط
(13)
في صحيحه رقم (6408)
(14)
في صحيحه رقم (2689).
ملائكةً يطوفونَ في الطرقِ يلتمسونَ أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادَوا هلمُّوا [2ب] إلى حاجتكم، فيحفُّونَهم بأجنحتهم إلى السماء» الحديث بطوله.
وأخرج مسلم (1)، والترمذي (2)، والنسائي (3) نحوَه من حديث معاويةَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«خرج علي حلقةٍ من أصحابه فقال: ما أجلَسَكُم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا قال: آللهِ ما أجلسَكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلَاّ ذلك. أما إني لم أستحلفْكُم تُهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أنَّ الله عز وجل باهى بكم ملائكتَه» . وفي الباب أحاديثُ.
وأخرج الترمذي (4) وحسَّنه من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا مررتُم برياض الجنةِ فارتَعوا» ، قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنةِ؟ قال:«حِلَقُ الذكر» . وأخرجه من حديثه أحمد في المسند (5) والبيهقي في الشعب (6) قال المناوي (7): وإسناده وشواهده ترتقي إلى الصحةِ.
وأخرجه الطبراني في الكبير (8) من حديث ابن عباس.
والترمذي (9) أيضًا من حديث أبي هريرة.
(1) في صحيحه رقم (2701).
(2)
في (السنن) رقم (3379) وقال: هذا حديث حسن غريب.
(3)
في (السنن)(8/ 249). وهو حديث صحيح.
(4)
في (السنن) رقم (3510)
(5)
(3/ 150)،
(6)
رقم (528).
(7)
في (فيض القدير)(1/ 442).
وهو حديث حسن.
(8)
(11/ 11158).
(9)
في (السنن) رقم (3509)، وقال: هذا حديث حسن غريب.
وهو حديث ضعيف، انظر (الضعيفة) رقم (1150)
وأخرجه أبو يعلى (1)، والبزار، (2) والطبراني، (3) والحاكم في المستدرك، (4) والبيهقي (5) من حديث جابر، وهو يدل على ما دلّ عليه ما قبلَه كما تقدم.
وأخرج البزار في مسنده، والطبراني في الكبير والأوسط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ذاكِرُ الله في الغافلين بمنزلةِ الصابر في الفارِّين» ورجال إسنادِه ثقاتٌ.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية، (6) والبيهقي في الشُّعب من حديث ابن عمرَ، وفي إسناده مقالٌ.
وهذا يدل أعظمَ دلالة علي مشروعية رفع الصوتِ بالذكر، إذ لا يتنبَّه من كان غافلاً إلَاّ بسماع صوتِ الذاكر.
وأخرج ابن حبان في ..........................................................
(1) في مسنده (3/ 390 رقم 98/ 1865).
(2)
عزاه إليه الهيثمي في (المجمع)(10/ 77).
(3)
في (الدعاء)(3/ 1644 رقم 1897).
(4)
في (المستدرك)(1/ 494 ـ 495) وقال: صحيح الإسناد، ورده الذهبي بقوله:(قلت: عمر ضعيف). اهـ.
(5)
في (الشعب)(2/ 423 ـ هندية).
(6)
(6/ 354) وقال: غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر، قلت: إسناده ضعيف جدَّا.
صحيحه (1) من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أكْثِروا ذِكْرَ اللهِ حتى يقولوا مجنون» ، وأخرجه أيضًا من حديثه أحمد في مسنده، (2) والطبراني في الكبير، (3) والحاكم في المستدرك، (4) وقال: صحيح الإسناد، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في أماليه. وتصحيحُ ابن حبانَ والحاكم، وتحسينُ ابن حجر يدفعُ ما قال أبو يعلي أنَّ في إسناده دراجًا، وفيه ضعف، وهو يدل على مشروعيةِ الجهر بالذكرِ دلالةً واضحةً.
واعلم أنَّ الأحاديثَ التي يستفاد منها ما أفادتْه الأحاديثُ التي ذكرناها هنا كثير جدًّا لا تفي بها إلَاّ رسالةٌ مطوَّلة. وفي هذا المقدار كفايةٌ لمن له هدايةٌ. والله وليُّ التوفيق. انتهى.
ولشيخ الإسلام رضي الله عنه في ذلك رسالةُ أطولُ من هذا [3أ].
(1) في صحيحه رقم (817).
(2)
(3/ 68، 71).
(3)
لم أجده في الكبير.
(4)
(1/ 499)، وقال الحاكم:(هذه صحيفة للمصريين صحيحة الإسناد، .... ).
قلت: بل جمهور الحفاظ علي تضعيف هذه الصحيفة.