الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
سُورَةُ
الِانْفِطَارِ
.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ
أَيِ: انْشَقَّتْ، كَمَا فِي سُورَةِ «الِانْشِقَاقِ» : إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ [84 \ 1]، قِيلَ: هَيْبَةً لِلَّهِ.
وَقِيلَ: لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا [2
5
\ 25] .
وَتَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - فِي سُورَةِ «الشُّورَى» عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِي وَصْفِ أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ: يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ [73 \ 17 - 18] .
وَمِثْلُ الِانْفِطَارِ وَالتَّشَقُّقِ: الِانْفِرَاجُ، كَقَوْلِهِ: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ [77 \ 8 - 9] .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
أَيْ: بُعْثِرَ مَنْ فِيهَا. كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [100 \ 9 - 10] .
وَقَدْ دَلَّ هَذَا اللَّفْظُ عَلَى سُرْعَةِ الِانْتِشَارِ، كَبَعْثَرَةِ الْحَبِّ مِنَ الْكَفِّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا [70 \ 43] .
وَتَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - فِي سُورَةِ «ق» عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا [50 \ 44] .
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
أَيْ كُلُّ نَفْسٍ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ «التَّكْوِيرِ» .
وَقَدْ تَكَلَّمَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - عَلَى ذَلِكَ فِي دَفْعِ إِيهَامِ الِاضْطِرَابِ فِي سُورَةِ «الِانْفِطَارِ» هَذِهِ، عِنْدَ نَفْسِ الْآيَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ
تَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - بَيَانُ ذَلِكَ فِي سُورَةِ «الْكَهْفِ» عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا [18 \ 37]، أَيْ: هَذِهِ أَطْوَارُ الْإِنْسَانِ فِي خِلْقَتِهِ.
وَمِمَّا يَشْهَدُ لِحُسْنِ الْخِلْقَةِ وَكَمَالِ الصُّورَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [95 \ 4] .
وَاخْتِلَافُ الصُّوَرِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَابْتِدَاءً مِنَ الرَّحِمِ، كَمَا قَالَ: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ [3 \ 6] .
وَتَقَدَّمَ فِي صُورَةِ «الْحَشْرِ» : هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ [59 \ 24] .
وَفِي اخْتِلَافِ الصُّوَرِ عَلَى تَشَابُهِهَا مِنْ أَعْظَمِ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
تَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - بَيَانُ ذَلِكَ فِي سُورَةِ «ق» عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [50 \ 17 - 18] .
وَأَحَالَ عِنْدَهَا عَلَى بَعْضِ مَا جَاءَ فِي سُورَةِ «مَرْيَمَ» عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ [19 \ 79] .
وَبَيَّنَ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - أَنَّ هَذِهِ الْكِتَابَةَ لِإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَى الْإِنْسَانِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [17 \ 13 - 14] .
وَقِيلَ فِي «حَافِظِينَ» : يَحْفَظُونَ بَدَنَ الْإِنْسَانِ.