الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقارنة بين المنظومة الرحبية ومنظومة الدرة المضية
تفترق هذه المنظومة عن المنظومة الرحبية في ثلاثة أمور رئيسية:
الأمر الأول: أن هذه المنظومة مختصرة من المنظومة الرحبية، وليس هذا الاختصار بحذف شيء من مسائل المنظومة الرحبية، ، وإنما هو في إعادة صياغتها، وحذف الحشو عنها.
فجميع مسائل الرحبية موجودة في هذه المنظومة عدا ثلاث مسائل:
1 -
ذكر الرحبي في المقدمة فضل علم الفرائض، وأغفل البعلي ذلك.
2 -
ذكر الرحبي قاعدة: (ليس في النساء عصبة إلا المعتقة)، ولم يذكر هذه القاعدة البعلي، وذلك في قول الرحبي:
وليس في النساء طرًّا عصبة
…
إلا التي منَّت بعتق الرقبة
3 -
ذكر الرحبي في تصحيح المسائل الانكسار على فريق واحد وعلى فريقين، بينما اقتصر البعلي على ذكر الانكسار على فريقين.
ويتضح هذ الاختصار في ثلاثة أمور:
1 -
أن عدد أبيات المنظومة الرحبية (176) بيتًا، بينما عدد أبيات هذه المنظومة (119) بيتًا، فالفرق بينهما في (57) بيتًا، وهذا اختصارُ قريبٍ من ثلث المنظومة.
2 -
أن كل باب من أبواب الفرائض كان عدد أبياته في هذه المنظومة أقل من المنظومة الرحبية، عدا باب المناسخات فهما متساويان، ويتضح ذلك في الجدول الآتي.
3 -
أن الرحبي ضمَّن أبيات منظومته شيئًا من الحشو والتطويل، وتمكن البعلي من التخلص منها في منظومته.
وهذا الحشو قد أثبته جماعة من الفرضيين، فقال الفارضي (981 هـ) في منظومته:
وجيزةٌ، والحشو فيها يندرُ
…
فاحفظ، وحشو الرحبي سُكَّر
وأقره الشنشوري في شرحه لمنظومة الفارضي فقال: (ولما كان الحشو قد يُعاب، فربما توهم متوهم عبيًا في الرحبية للإمام أبي عبد الله محمد بن علي الرحبي رحمه الله، وذلك لكثرة ما فيها من الحشو، فذكر أن حشوها كالسكر، فهو تشبيه بحذف الأداة، وذلك لأن غالب حشوها له معنى صحيح مقصود في نفسه، مثل قوله: فاحفظ فكل حافظ إمام)(1).
(1) الدرة المضية للشنشوري، ص 7.
وقال البعلي في مقدمة شرحه عن المنظومة الرحبية: (لاشتمالها على كثير من الحشو والتَّطويل، من غير إفادة لما عليه القصد والتعويل).
وأمثلة ذلك:
أولًا: الحشو:
ومن أمثلته:
أ) ذكر الرحبي في أول باب التعصيب:
وحق أن نشرع في التعصيب
…
بكل قول موجز مصيب
وهذا البيت لا علاقة له بالفرائض، وإن كان لا يخلو من فائدة.
ب) ذكر في أول باب الجد والإخوة:
ونبتدي الآن بما أردنا
…
في الجد والإخوة إذ وعدنا
فألق نحو ما أقول السمعا
…
واجمع حواشي الكلمات جمعا
واعلم بأن الجد ذو أحوال
…
أنبيك عنهن على التوالي
ثانيًا: التطويل:
ومن أمثلته:
أ) ذكر الرحبي أسباب الميراث في بيتين، فقال:
أسباب ميراث الورى ثلاثة
…
كل يفيد ربه الوراثة
وهي نكاح وولاء ونسب
…
ما بعدهن للمواريث سبب
بينما ذكرها البعلي في بيت واحد فقال:
أسباب ميراث: نكاح، ونسب
…
ثم ولاء، ما سواهن سبب
ب) ذكر الرحبي في مسألة سقوط الأخوات لأب بالأخت الشقيقة في ثلاثة أبيات، فقال:
ومثلهن الأخوات اللاتي
…
يُدلين بالقرب من الجهات
إذا أخذن فرضهن وافيا
…
أسقطن أولاد الأب البواكيا
وإن يكن أخ لهن حاضرا
…
عصبهن باطنا وظاهرا
بينما ذكرها البعلي في الدرة في بيت واحد، فقال:
وتحجب الشقائق اللاتي لأب
…
ما لم يكن لهن من أخ عصب
ت) ذكر الرحبي الوارثون من الرجال في (6) أبيات، بينما ذكرهم البعلي في (3) أبيات.
الأمر الثاني: أن هذه المنظومة زادت على المنظومة الرحبية أبوابًا، أغفل الرحبي ذكرها، وهي أربعة أبواب: باب أركان الإرث، وباب شروط الإرث، وباب الرد، وباب ذوي الأرحام.
الأمر الثالث: أن الرحبي من علماء الشافعية، وقد جعل منظومته على مذهب الشافعية، وأما البعلي فهو من فقهاء الحنابلة، ولذا فقد جعل منظومته موافقة لما عليه المتأخرين من الحنابلة إلا في مسألتين خالف فيهما المشهور من مذهب الحنابلة،
الأولى: في توريث الغرقى ونحوهم، والثانية: في توريث الخنثى.
وفي نهاية هذه المقارنة، ومع جلالة المنظومة الرحبية وجلالة مؤلفها وكثرة شروحها، فإن هذه المنظومة المسماة: الدرة المضية، إن لم تكن أعلى رتبة من المنظومة الرحبية، فإنها لا تقل عنها براعةً ومتانةً وعلمًا، والله تعالى أعلم.
جدول يبين عدد أبيات الأبواب في المنظومة الرحبية ومنظومة الدرة المضية.
الباب
…
الرحبية
…
الدرة المضية
المقدمة
…
13
أسباب الميراث
…
2
موانع الميراث
…
2
أركان الميراث
…
-
شروط الإرث
…
-
الوارثون من الرجال
الوارثات من النساء
الفروض المقدرة
…
4
أصحاب النصف
…
3
أصحاب الربع
…
3
أصحاب الثمن
…
2
أصحاب الثلثين
…
4
أصحاب الثلث
…
8
أصحاب السدس
…
22
التعصيب
…
11
الحجب
…
13
المشركة
…
4
الجد والإخوة
…
14
الأكدرية
…
5
الرد
…
-
ذوي الأرحام
…
-
الحساب
…
18
السهام
…
16
المناسخات
…
8
الخنثى والمفقود والحمل
…
4
الغرقى والهدمى
…
3
الخاتمة
…
8
المجموع
…
176