الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعريف بمنظومة الدرة المضية
أولًا: توثيق اسم المنظومة:
ذكر الناظم في مقدمته أنه سمى هذه المنظومة باسم: «الدرة المضية» ، وفي شرحه سماها:«الدُّرَّة المضيَّة في علم القواعد الفرضيَّة» ، ولعل هذا الأخير هو الاسم المعتمد لهذه المنظومة، ولم يذكر اسمها كاملًا في النظم؛ للضرورة الشعرية.
ثانيًا: منهج الناظم في المنظومة:
اشتملت المنظومة على (119) بيتًا، اختصر فيها المنظومة الرحبية، المسماة:«بغية الباحث في تحقيق إرث الوارث» ، لمؤلفها: أبي عبد الله، محمد بن علي الرحبي الشافعي (577 هـ).
قال الناظم في المقدمة مبينًا طريقته فيها:
وَبَعْدَ ذَا فَهَذِهِ قَوَاعِدُ
…
فِي الإرْثِ فِيهَا لِلْوَرَى فَوَائِدُ
قَد اختَصَرْتُهَا لِأَهْلِ الطَّلَبِ
…
مِنْ دُرِّ مَا نَظَمَهُ ابْنُ الرَّحَبِي
لِكَيْ يَنَالَ المُرْتَجِي مِنْهَا الأَمَلْ
…
مِنْ غَيْرِ تَطْوِيلٍ بِهِ يُبْطِي العَمَلْ
سَمَّيْتُها بِالدُّرَّةِ المُضِيَّهْ
…
جَامِعَةِ القَوَاعِدِ الفَرْضِيَّهْ
وقد امتازت هذه المنظومة بميزات جليلة، تحدو الناظر فيها نظر المتمعن أن يعتني فيها ويقدمها على غيرها من المنظومات في علم الفرائض، ومن تلك الميزات:
1 -
أنها منظومة وجيزة، قليلة الحشو، مع شموليتها لأبواب الفرائض، حيث جاءت في (119) بيتًا، بينما جاءت المنظومة الرحبية في (176) بيتًا، وجاءت المنظومة الفارضية، لمحمد القاهري الحنبلي المعروف بالفارضي في (128) بيتًا، وقد ترك الفارضي فيها أبوابًا استكملها الشنشوري في شرحه.
2 -
سلاسة نظمها وسهولة ألفاظها، حيث جاءت المنظومة على بحر الرجز، وهو بحر معروف بسلاسته، وسهولة عبارته، بعيدة عن الألفاظ الوحشية والمفردات النادرة.
3 -
أنها منظومة مختصرة من المنظومة الرحبية، وهي منظومة شهيرة معروفة، صالحة للحفظ والتعلم، حتى قال الشنشوري عنها:(هي من أنفع ما صُنِّف في هذا العلم للمبتدئ)(1).
(1) الدرة المضية الفارضية للشنشوري، ص 7
4 -
شمولية المنظومة لأبواب الفرائض، حيث تضمنت ما لم تتضمنه الرحبية من الأبواب، كما سيتضح في المقارنة.
5 -
أنها منظومة حنبلية، ومؤلفها من الحنابلة المتأخرين، والمصنفين المعتبرين في المذهب، ولذا فهو يذكر في هذه المنظومة مذهب الحنابلة عند المتأخرين.
إلا في مسألتين خالف فيهما المشهور من مذهب الحنابلة،
الأولى: في توريث الغرقى ونحوهم.
والثانية: في توريث الخنثى.
6 -
أن الناظم قد يذكر الخلاف في بعض المسائل المهمة المشهورة في علم الفرائض، ويذكر قول المذهب فيها، كما في المسألة المشركة.
وغير ذلك من الميزات، ويمكن أن تتضح ميزات هذه المنظومة أيضًا عند مقارنتها بالمنظومة الرحبية التي هي أصل هذه المنظومة.