الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثانية:
ألفاظ القنوت الواردة عن السلف
ورد عن السلف من الصحابة والتابعين ألفاظ مختلفة للقنوت في الوتر، ومنها:
اللفظ الأول: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قنت بعد الركوع، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفِد، ونرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذابك بالكفار مُلحِق (1).
(1) أخرجه أبو عُبيد في فضائل القرآن (318)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (139) أنهما سورتان في مصحف ابن مسعود وأبي بن كعب (اللهم إنا نستعينك) و (اللهم إياك نعبد وعند أبي عُبيد أن ابن مسعود تركها كما تركها عثمان فلم يكتبها في المصحف، وأخرجه مرفوعا من حيث خالد بن أبي عمران مرسلا أبو داود في المراسيل، رقم (89) وكان يقنت بهما علي وابن مسعود وأبي بن كعب. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 111، 112)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 314)، وابن خزيمة في الصحيح (1100)، والبيهقي في السنن (2/ 210)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (139)، والطبراني في الدعاء، رقم (750)، وقال أحمد في رواية المروذي: يستحب القنوت بالسورتين. ينظر: المرداوي، الإنصاف (4/ 129). ومعنى: نخلع: نتبرأ ونبغض. والفجور: الكفر والفسوق. ونحفد: نبادر. وملحق: لاحق. ينظر: الفيومي، المصباح (124، 376، 449).
اللهم عذب الكفرة وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم وأنزل عليهم رجسك وعذابك.
اللهم عذب كفرة أهل الكتاب (1) الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة رسولك، وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إله الحق واجعلنا منهم (2).
(1) قال النووي: اليوم الاختيار أن يقول: عذب الكفرة. وأما قول عمر: كفرة أهل الكتاب؛ فلأن ذلك الزمان كان مع كفرة أهل الكتاب. الأذكار (118).
(2)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 111)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 314)، وابن خزيمة في الصحيح (2/ 1095)، ومالك في الموطأ (5/ 51)، وابن وهب في الموطأ، رقم (302)، وأبو داود في المسائل (97، 98) إلا أنه أخَّر ذكر السورتين، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (139) واللفظ له، قال ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 149): إسناده صحيح، وأخرجه أبو داود في المسائل (96) عن معاذ القاري بنحوه. وبه قال عطاء وسعيد والحسن وابن شهاب والنخعي، واختاره مالك، وأحمد في رواية الفضل بن زياد. ينظر: عبد الرزاق، المصنف (3/ 166)، ومحمد بن نصر، كتاب الوتر (139، 140)، ومالك، المدونة (1/ 103)، والموطأ (5/ 51) وابن القيم، بدائع الفوائد (4/ 1411).
اللفظ الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول في قنوت الوتر: لك الحمد ملء السموات السبع، وملء الأرضين السبع، وملء ما بينهما من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (1).
اللفظ الثالث: عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، أنه كان يدعو في وتره: اللهم إنك ترى ولا تُرى، وأنت في المنظر الأعلى، وأن لك الآخرة والأولى، وإن إليك الرُّجعى، وإنا نعوذ بك أن نذل ونخزى (2).
اللفظ الرابع: الجمعُ بيع ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم إنا نستعينك، إلى قوله: إن عذابك بالكفار مُلحق. وما جاء في حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: اللهم اهدني فيمن هديت، إلى قوله: تباركت وتعاليت.
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 300)، وأصله في صحيح مسلم، رقم (477) من حديث أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد. وذكره. وقوله: (ولا ينفع ذا الجد منك، أي لا ينفع ذا الغني عندك غناه. الفيومي، المصباح (85).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 300)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (140).
وما جاء في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، إلى قوله: كما أثنيت على نفسك (1).
اللفظ الخامس: الجمع بين ما جاء في حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: اللهم اهدني فيمن هديت، إلى قوله: تباركت وتعاليت.
وما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، إلى قوله: وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم (2).
اللفظ السادس: عن وهب بن مُنبِّه (3) أنه إذا قام في الوتر
(1) وهو الصحيح من المذهب عند الحنابلة. ينظر: ابن أبي عمر، الشرح الكبير (4/ 127)، وذهب= =عامة الحنفية إلى استحباب الجمع بين ما جاء عن عمر والحسن. ينظر: ابن الهمام، فتح القدير (1/ 430).
(2)
أخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر (140) عن سفيان قال: كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر
…
فذكره، وهو قول الشافعية، قال النووي: وإنما يُستحب الجمع بينهما إذا كان منفردا أو إمام محصورين يرضون بالتطويل. الأذكار (119) وقال به أحمد في رواية. ينظر: المرداوي، الإنصاف (4/ 127).
(3)
وهب بن مُنبِّه بن كامل اليماني، أبو عبد الله الأنباري، ثقة من الثالثة، مات سنة بضع عشرة (ومائة) ابن حجر، التقريب (1045).
قال: اللهم ربنا لك الحمد الدائم السرمد، حمدا لا يحُصيه العدد ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تُحمد، وكما أنت له أهل، وكما هو لك علينا حق (1).
اللفظ السابع: عن أيوب السختياني (2) أنه كان يُصلي بهم التطوع في رمضان، وكان من دعائه: اللهم أسألك الإيمان وحقائقه ووثائقه، وكريم ما امتننت به من الأخلاق والأعمال التي نالوا بها منك حُسن الثواب، اللهم اجعلني ممن يتقيك ويخافك ويستحييك ويرجوك، اللهم استرنا بالعافية (3).
اللفظ الثامن: عن أيوب السختياني أنه كان يدعو في القنوت يقول:
اللهم عذِّب الكفرة الذي يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك. اللهم ألق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك وزدهم رُعبا على رعبهم.
(1) أخرجه عبد الرزاق في الأماني (18)، ومحمد بن نصر في الوتر (140) وذكره الذهبي في السير (4/ 547). والسرمد: الدائم. ينظر: الراغب، المفردات (408).
(2)
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد مات سنة 131هـ وله خمس وستون. ابن حجر، التقريب (158).
(3)
أخرجه محمد بن نصر في الوتر (140).
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل قلوبهم على قلوب أخيارهم، وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يُوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين مُلحق. اللهم استعملنا بسنة نبينا، وتوفنا على ملته، وأوزعنا بهديه وارزقنا مرافقته، وعرِّفنا وجهه في رضوانك والجنة. اللهم خُذ بنا سبيله وسنته، نعوذ بك أن نخالف سبيله وسنته. اللهم أقر عينيه بتبعته من أمته، واجعلنا منهم. اللهم أوردنا حوضه، واسقنا مشربا رويا، لا نظمأ بعده أبدا.
اللهم ألحقنا بنبينا غير خزايا ولا نادمين، ولا خارجين ولا فاسقين، ولا مبدلين ولا مُرتابين، مع الذي أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. اللهم أفضل به علينا.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا أصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا على القوم الكافرين. ربنا زحزحنا عن النار وأدخلنا الجنة برحمتك واجعلنا من الفائزين، ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسُلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تُخلف الميعاد.
ربنا توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، ربنا اصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ربنا حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. ربنا اجعلنا من عبادك الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، واجعلنا من الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، إنها ساءت مستقرا ومقاما، واجعلنا من الذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما.
واجعلنا من الذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما، واجعلنا من الذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما، واجعلنا من الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما، ربنا اغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، وتمم نعمتك علينا، واهدنا إليك صراطا مستقيما. ربنا تقبل منا أحسن ما نعمل، وتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون، وقنا برحمتك العذاب الأدنى والعذاب الأكبر.
ربنا وأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى من ولدنا، وأن نعمل صالحا ترضاه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين (1).
(1) أخرجه أبو داود في المسائل (99).