الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الأول:
ألفاظ القنوت في الوتر التي لها أصل في الشرع
اتفق عامة القائلين بمشروعية القنوت في الوتر: على مشروعية القنوت في الوتر بكل دعاء - وإن لم يكن من ألفاظ القنوت الواردة في السنة أو عن السلف (1) - إذا كان من الأدعية العامة التي لها أصل في القرآن والسنة أو عن السلف، أو كان من الدعاء بحاجة من الحاجات الخاصة التي لا محذور فيها، ما لم يقتصد التعبد بأعيان تلك الألفاظ (2)؛ وذلك لعموم الأدلة الدالة على شرعية الدعاء، كقوله تعالى:
(1) عامة أهل العلم: على أن المستحب القنوت بما ورد في السنة أو عن السلف؛ لأنه أجمع ألفاظا وأبعد عن التكلف. ينظر: ابن الهمام، فتح القدير (1/ 430)، ومالك، المدونة (1/ 103)، والنووي، الأذكار (119) والمرداوي، الإنصاف (4/ 127) إلا أن بعض الحنفية يرى استحباب ألا يوقت في القنوت دعاء؛ لأنه قد يجري على اللسان من غير صدق رغبة. ينظر: ابن الهمام، فتح القدير (1/ 430).
(2)
ينظر: ابن الهمام، فتح القدير (1/ 430)، ومالك، المدونة (1/ 103)، وابن المنذر، الأوسط (5/ 215)، والنووي، الأذكار (119)، وأبو شامة، الباعث (261)، والمرداوي، الإنصاف (4/ 127). وذهب بعض الشافعية إلى أنه يتعين ما جاء في حديث الحسن بن علي، ولا يُجزئ غيره. ينظر: النووي، الأذكار (119).
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]. وقوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].
ولما جاء عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إنما قنت بكم لتدعوا ربكم وتسألوه حوائجكم» (1).
وقال سفيان الثوري (2): ليس فيه -يعني القنوت- شيء مؤقت (3).
وقال الإمام أحمد: لا بأس أن يدعو الرجل في الوتر لحاجته (4).
وقال: يدعو بما شاء (5).
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7027)، والحارث بن أبي أسامة في المسند (179)(بغية الباحث) وحسنه الهيثمي في معجم الزوائد (2/ 138)، وله شاهد من حديث عُروة مرسلا، أخرجه المزكي في فوائده رقم (107)، ومحمد بن نصر في الوتر (146).
(2)
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه عابد، مات سنة 161هـ. ابن حجر، التقريب (394).
(3)
ينظر: محمد بن نصر، الوتر (140).
(4)
رواية يوسف بن موسى. ينظر: ابن القيم، بدائع الفوائد (4/ 1502).
(5)
رواية أبي الحارث. ينظر: المرداوي، الإنصاف (4/ 127).
وقال النووي (1): واعلم أن القنوت لا يتعين فيه دعاء (2).
إلا أنه ينبغي: أن يختار من ألفاظ الدعاء أجمعها، ويدع ما سوى ذلك؛ كما كان النبي يصنع (3) وأن يتجنب السجع والتكلف (4)، وألا يجمع بين لفظين متفقي المعنى بل يأتي بكل لفظ على حدة (5).
(1) يحيى بن شرف النووي الحزامي أبو زكريا، فقيه شافعي محدث، له كتاب المجموع شرح المهذب، والأذكار، وشرح صحيح مسلم وغيرهما. مات سنة 676هـ. ينظر: ابن هداية الله، طبقات الشافعية (225).
(2)
النووي، الأذكار (119).
(3)
أخرجه أبو داود في السنن، (1482)، وأحمد في المسند (6/ 148، 189) وابن حبان في الصحيح (867)، والحاكم في المستدرك (1/ 539) وصححه، ووافقه الذهبي وصححه النووي في الأذكار (614) عن عائشة رضي الله عنها.
(4)
أخرجه البخاري في الصحيح (6337) عن ابن عباس، وأخرجه أحمد في المسند (6/ 217) عن عائشة رضي الله عنها.
(5)
ينظر: ابن تيمية، المجموع (22/ 458)، وابن القيم، جلاء الأفهام (373).