الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أبواب كبائر اللسان] [
باب التحذير من شر اللسان]
" 15 " باب التحذير من شر اللسان وقول الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} وقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} وقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
23 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» أخرجاه.
ــ
(23)
رواه البخاري الرقاق 11 / 308 رقم 6475 ومسلم الإيمان 1 / 68 رقم 47. «من كان يؤمن بالله» أي إيمانا كاملا منجيا من عذابه المتوقف على امتثال الأوامر الآتية.
فليقل خيرا: أي كلاما يثاب عليه.
قال الشافعي لكن بعد أن يتفكر فيما يريد التكلم به فإذا ظهر له أنه خير لا يترتب عليه مفسدة ولا يجر إليها أتي به.
قال القرطبي: معناه أن المصدق بالثواب والعقاب المترتبين على الكلام في الدار الآخر لا يخلو إما أن يتكلم بما يحصل له ثوابا أو خيرا فيغنم، أو يسكت عن شيء يجلب له عقابا أو شرا فيسلم. وعليه ف " أو " للتنوع والتقسيم فيسن له الصمت، حتى عن المباح لأدائه إلى محرم أو مكروه. . وقد أكثر الناس الكلام في تفصيل آفات الكلام وهي أكثر من أن تدخل تحت حصر، وحاصله أن آفات اللسان أسرع الآفات للإنسان وأعظمها في الهلاك والخسران، فالأصل ملازمة الصمت إلى أن يتحقق السلامة من الآفات والحصول على الخيرات.
24 -
ولهما (1) . عن سهل بن سعد رضي الله عنهما مرفوعا «من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة ".»
ــ
(24)
رواه البخاري كتاب الرقاق 11 / 308 رقم 6474 والحدود 12 / 113 رقم 6807 والترمذي الزهد 4 / 524 رقم 2408 وأحمد 5 / 333 وابن حبان في صحيحه 13 / 8 رقم 5701، ولفظ الترمذي من تكفل ولفظ أحمد من توكل ولفظ ابن حبان يتوكل.
الضمان: بمعنى الوفاء بترك المعصية.
ولحييه: هما العظمان بجانبي الفم وأراد بهما اللسان وما يتأتى به من النطق وغيره فيشمل سائر الأقوال والأكل والشرب، وسائر ما يتأدى بالفم من الفعل، والنطق باللسان أصل كل مطلوب.
وما بين رجليه: أي الفرج، والمعنى من أدى الحق الذي على لسانه في النطق بالواجب، والصمت عما لا يعنيه وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال، وكفه عن الحرام، وهذا تحذير من شهوة البطن والفرج وأنهما مهلكة، ولا يقدر على كسر شهوتها إلا الصديقون.
(1) لم أجده في صحيح مسلم.
25 -
«وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: " كف عليك هذا» قال الترمذي حسن صحيح.
26 -
27 -
وله عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فإنما نحن بك، إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا» قوله تكفر أي تذل وتخضع.
ــ
(25)
صحيح رواه الترمذي كتاب الزهد 4 / 524 رقم 2410 وابن ماجه كتاب الفتن 2 / 1314 رقم 3972 وأحمد 3 / 413، د 4 / 384 والدارمي الرقائق 2 / 208 رقم 2714 والطيالسي 171 رقم 1231 والطبراني 7 / 78 رقم 6396، 6397 وابن حبان في صحيحه 13 / 5 رقم 5698، 5699، 5700 والحاكم 4 / 313.
(26)
صحيح رواه الترمذي الإيمان 5 / 13 رقم 2616 وابن ماجه الفتن 2 / 1314 رقم 3973 وأحمد 5 / 331، 336، 237 وقال الترمذي حسن صحيح.
ومعنى ثكلتك: أي فقدتك وهو دعاء عليه بالموت ظاهرا، والمقصود التعجب من الغفلة عن هذا الأمر.
(27)
رواه الترمذي الزهد 4 / 523 رقم 2407.
وحسنه الشيخ ناصر في صحيح الجامع 1 / 124 رقم 351.
تكفر اللسان: تذل وتخضع له، من قولهم كفر اليهودي إذا خضع وطأطأ رأسه وانحنى لتعظيم صاحبه.
اتق الله فينا: أي خفه في حفظ حقوقنا فلا ترتكب منهيا فنهلك معك.
فإنما نحن بك: أي نستقم ونعوج تبعا لك.
فإن استقمت: أي اعتدلت على الصراط المستقيم.
وإن اعوججت: ملت عن الاعتدال.
ومعناه أن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان، بالتوفيق والخذلان، فاللسان أشد الأعضاء جماحا وطغيانا وأكثرها فسادا وعدوانا، ويؤكد هذا المعنى قول مالك بن دينار رحمه الله إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك، فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك.
28 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» أخرجاه.
29 -
وللترمذي وصحيحه عن بلال بن الحارث رضي الله عنه مرفوعا. «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ".»
ــ
(28)
رواه البخاري الرقاق 11 / 308 رقم 6477، 6478 ومسلم الزهد 4 / 2290 رقم 2988 واللفظ لمسلم.
(29)
صحيح رواه الترمذي الزهد 4 / 484 رقم 2319 وابن ماجه الفتن 2 / 1312 رقم 3969 وأحمد 3 / 469 ومالك 2 / 985 والحميدي 2 / 405 رقم 911 والطبراني 1 / 353 رقم 1129 - 1136 وابن المبارك في الزهد 1394 وابن حبان في صحيحه 1 / 514 رقم 280، 281 والحاكم وصححه 1 / 45 وانظر السلسلة الصحيحة رقم 888.
30 -
ولمسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا «أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان؟ فقال الله عز وجل من ذا الذي يَتَأَلَّى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك» وروي أن القائل رجل عابد قال أبو هريرة (1) تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
ــ
(30)
رواه مسلم البر والصلة 4 / 2023 رقم 2621.
(1) رواية أبي هريرة رواها أبو داود الأدب 4 / 275 رقم 4901.