الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب القلق والاضطراب]
" 34 " باب القلق والاضطراب وقول الله تعالي: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} الآية: [الفتح: 26]، وقوله تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية: [النساء: 65]، وقوله تعالى:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ - ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} الآية: [الفجر: 27] .
71 -
ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» .
ــ
(71)
رواه البخاري الأدب 10 / 518 رقم 6114 ومسلم البر والصلة 4 / 2014 رقم 2609.
إن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو لأنه صلى الله عليه وسلم جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة.
قال بعض العلماء: خلق الله الغضب من نار، وجعله غريزة في الإنسان، فمهما قصد أو نوزع في غرض ما، اشتعلت نار الغضب، وثارت، حتى يحمر الوجه والعينان من الدم لأنه البشرة تحكى لون ما وراءها.
وأما أثره في اللسان، فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحي منه العاقل، ويظهر أثر الغضب في الفعل بالضرب والقتل، وربما مزق ثوبه ولطم خده، وربما سقط صريعا أو أغمي عليه، وربما كسر الآنية وضرب من ليس له في ذلك جريمة.
ويعين على ترك الغضب استحضاره ما جاء في الكتاب والسنة في كظم الغيظ وأن يستعيذ من الشيطان وأن يتوضأ. الفتح 10 / 519.
72 -
وللبخاري «أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: " لا تغضب " فردد مرارا قال: " لا تغضب» .
73 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا «قد أفلح من أخلص الله قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع وأما العين فمعبرة لما يوعي القلب وقد أفلح من جعل الله قلبه واعيا» . رواه أحمد.
ــ
(72)
رواه البخاري الأدب 10 / 519 رقم 1616.
قال الخطابي معنى قوله لا تغضب اجتب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه، وأما نفس الغضب فلا يتأتى النهي عنه، لأنه أمر طبيعي لا يزول من الجبلة، وقال غيره ما كان من قبيل الطبع الحيواني لا يمكن دفعه فلا يدخل في النهي، لأنه من تكليف المحال، وما كان من قبيل ما يكتسب بالرياضة فهو المراد، قيل معناه لا تغضب، لأن أعظم ما ينشأ عنه الغضب، الكبر لكونه يقع عنه مخالفته أمرا يريده، فيحمله الكبر على الغضب، فالذي يتواضع حتى يذهب عنه عزة النفس يسلم من شر الغضب.
(73)
رواه أحمد 5 / 147 قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 232 رواه أحمد وإسناده حسن.